رواية جديدة (هارون)
المحتويات
ترا أمامها بوضوح رفعت وجهها للسماء تناجي خالقها بوهن
يارب أنت عارف وعالم أني معملتش حاجة وانا عارفة أن دا أبتلاء منك عشان تتطهرني من ذنوبي وانا صابرة لبلائك وعمري
ما هيأس من رحمتك يارب أرحمني وهون عليا البلاء
ثم أجهشت في بكاء مرير طويل وظلت بعض الوقت تجلس محتضنة قدميها بيديها وتضع رأسها عليها فهى لا تقوى على الوقوف من شدة وهنها حتى شعرت بمن يجلس بجوارها فإذا به أحد عمال النظافة البسطاء يمسك بيده مكنسة يدوية الصنع يبتسم لها بعذوبة بوجهه الذي يشع نورا وإيمانا يمد لها يده بزجاجة ماء
أنهمرت دموع سدرة وشعرت بأن الله ارسل لها هذا الملاك ليربت على چروحها فيجعل من طبطبته دواء يطيب به الچروح أخذت الزجاجة منه وفتحت غطائها وتجرعت منها ما أزال مرارة ريقها وكأنها شربت عسلا مصفى يلذ طعمه للشاربين ثم نظرت له بأمتنان
أبتسم الرجل في وجهها وأشار بسبابته لأعلى
الخير فيا وفي أمتي ليوم الدين دا كلام أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومهما كان همك كبير فربك أكبر من كل شيء ويوم ما الدنيا تصعب وتضيق عليك قوي أفتكري أنها عند ربنا متسواش جناح بعوضة ارمي حمولك على اللي خلقك وديما قولي يارب
يااااااااارب يارب أنت عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب عني وقويني وقدرني استحمل اللي اللي انا فيه
رفع الرجل يديه للسماء يؤمن على دعائها
اللهم آمين أن شاء الله ربك هيستجب وهتفرحي قوي بعوضه الجميل ليك
أمتنت له سدرة على مواساته لها وقالت بحرج
هز الرجل رأسه بابتسامة عذبة
ربك هو الرازق ودي حاجة بسيطة على قدي مش مستاهلة تتكلمي فيها شدي حيلك وأجمدي وخليك قوية اسيبك انا عشان اروح اشوف شغلي بعد أذنك
الحمدلله يارب الحمدلله على كل حال
أشارت سدرة لأحد سيارات الأجرة التي مرت من أمامها وصعدت بها بعدما أعطت سائقها عنوان منزل خالتها وجلست شاردة تنساب عبراتها كلما تذكرت ما فعله بها هارون وكلماته الچارحة لها وصلت السيارة في مدخل حارتها القديمة فأشارت للسائق حيث يقبع منزل خالتها ونزلت أمام متجر البقالة واستدانت بعض النقود من صاحبه وأعطتها للسائق ثم صعدت تجر أقدامها حتى وصلت لشقة خالتها وطرقتها بوهن وقبل أن تفتح خالتها الباب فقدت سدرة قدرتها على التحمل وسقطت مغشيا عليها
وفي منزل حسان صړخت ميسرة حين فتحت الباب ووجدت أبنتها متكومة أرضا ونادت حسان كي يساعدها في رفعها من
الأرض وتعاون معه بعض جيرانهم الذين خرجوا على
صړاخ ميسرة ووقف حسان وزوجته بجوار الطبيب الذي جلبه أحد جيرانهم ينتظرون أن ينتهي من فحصها ونطقت ميسرة بحسرة وخوف
خير يا دكتور بنتي مالها عندها أيه وليه ما بتفوقش
أعتدل الطبيب في مواجهتها وضبط من وضع نظارتة الطبية على عينيه قبل أن ينطق
للأسف بنتك عندها أنهيار عصبي ولازم ليها الراحة النفسية والهدوء ولما تقدر تقف على رجليها انا بنصحكم تخدوها لدكتور نفسي
ضړب ميسرة صدرها بيديها پصدمة
يا مصبتي أنت بتقول ايه يا دكتور
زفر الطبيب بنزق
بقول اللي لازم يحصل والإ حالة بنتك هتنتكس وهتزيد سوء لو متعالجتش صح
هزت ميسرة رأسها لا تستوعب
متابعة القراءة