رواية جديدة (هارون)
المحتويات
المتابعة لها وعندما وجدها غير مبالية له ولا بأحساسه الذي تكون داخله ناحيتها في بداية الأمر ظن أنه مجرد شفقة عليها لما تمر به من ظروف غامضة دمرتها نفسيا جعلتها تقرر أنهاء حياتها في لحظة يأس تملكتها لكنه تيقن بعد ذلك من شعوره بالأنجذاب ناحيتها وسعادته برؤيتها وخفقان قلبه الذي لم يشعر به سابقا حتى مع سدرة فكان إحساسه بها مختلفا عن سهيلة فهى جعلته يتمنى قربها في كل وقت أما إحساسه بسدرة كان خوف عليها وشفقة على ما مرت به ليس أكثر لذا قرر وضع حد لحيرته والتأكد ما أن كانت تبادله نفس شعوره أم أنه يتوهم ذلك أوقف حمدي السيارة بجوار الممشى الحجري بجوار النهر مما جعل سهيلة تنظر له متسائلة عن سبب توقفه نظرت له وقالت برقتها المعهودة
أنتفخ داخل حمدي بالغيظ لوضعها دائما حاجز بينهما
سهيلة ممكن تبصيلي
رفعت سهيلة عسلتيها اللامعة تنظر له وسرعان ما أخفضت نظراتها أرضا
في حاجة انا عملت حاجة
نقر حمدي بأصابعه على عجلة القيادة
اه فيه في أني معجب بيك ومش بس كدا لأ انا كمان بحبك
الباب تفتحه لتخرج من السيارة لكنها وجدته مغلقا فتوسلت لحمدي وهى تبكي
أفتح الباب أرجوك يا حمدي بيه أرجوك أرجوك
تعجب حمدي من رد فعلها على ما قاله فسألها
في أيه يا سهيلة هو انا قولت أيه يخليك ټنهاري كدا
هزت سهيلة رأسها پخوف
لأ انا منفعش صدقني منفعش شوف ليك واحدة غيري نزلني وخليني أمشي وأنساني أرجوك دا عشانك مش عشاني
ليه رميتي نفسك قدام عربيتي وكنت عايزة نفسك
ثم أشار له بسبابة يده الأخرى
ويكون في علمك مش همشي بالعربية ولا هسيبك غير ما تحكي ليا كل حاجة وكمان عايز أقولك أن مهما قولتي وحكيتي ليا انا مش هغير رأيي اللي قولته من شوية وأوعدك أن هيفضل سر ما بينا
مټخافيش يا حبيبتي انا مهما سمعت مش هيأثر على أحساسي بيك
زفرت سهيلة ثم نظرت له بعد أن أعطاها دفعة قوية جعلتها تطمئن فقالت پخوف
أاااااا ان انا قټلت واحد
جحظت عين حمدي بدهشة
قټلتي دا بجد
أومأت له بحزن وعبراتها تنساب
ترك حمدي يدها ولحف وجهه بيديه ثم مسح عليه ونظر لها يسألها
أسمه أيه الحقېر ده وفين عنوانه
عايزة ليه أنت قولت ليا هيفضل سر ما بينا
ربت حمدي على كفها يطمأنها
مټخافيش انا بس هسأل واشوف هو ماټ فعلا ولا لأ ولو ماټ انا هقف معاكي وهخلي المحامي بتاع شركتنا يترافع عنك ويخرجك منها دفاع عن النفس
هز سهيلة رأسها پخوف
أرجوك يا حمدي بيه بلاش انا خاېفة انا ممكن أتعدم
أبتسم حمدي لها وطمأنها
مټخافيش يا حبيبتي قولتلك انا مش هسيبك وهفضل وراك لغاية ما أطلعك منها
أومأت له سهيلة بعدما شعرت ببعض الطمأنينة
هو أسمه شريف وساكن في جليم
زوى حاجبيه مستفسرا
جليم في اسكندرية صح
زفرت سهيلة بقوة
أه في اسكندرية
أبتسم حمدي لها وأومئ لها برفق
تمام انا هبعت بكرة اللي يتقصى ليا عن كله حاجة عن شريف ده ويشوفه ماټ فعلا ولا لأ ومش عايزك تقلقي
أبتسمت له سهيلة ابتسامة بسيطة لم تتعدى شفتيها ثم أغمضت عينيها تدعو الله في سرها أن يمر الأمر على خير وضع حمدي نظارته الشمسية وقاد السيارة لدار الأيتام حيث ينتظره هارون والبقية
الجزء الخامس
مرت الأيام سريعا حتى أقترب موعد الذكرى السنوية لمۏت سدرة
أو لنقول أختفائها كما يرددا هارون وخالتها دوما فهما الوحيدان اللذان لم يصدقا أنها ماټت ولن تعود وضع هارون جام تركيز في العمل حتى يتوقف عقله عن التفكير فيما حدث وجلد ذاته في كل وقت كما وضعت ميسرة وحسان همهما في رعاية الأطفال وتعويضهم وتعويض نفسيهما عما حرما منه فوجدا السعادة الحقيقية بين تلك البسمات النقية والوجوه البريئة التي لم تدنسها مطامع البشر بعد وفي أغلب الأيام كانا يبتا في الدار لأنشغالهما في تنظيم أمور الدار والعمل على أكمال متطلبات الأطفال على أكمل وجه خلال تلك الفترة تقرب حمدي وسهيلة من بعضهما فقد بدأت سهيلة في الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة ناحية حمدي حيث وجدت فيه السند الحقيقي والمحب الوفي بعدما ساندها في مشكلتها ووقف بجوارها حتى تأكد أن ذلك البغيض التي ظنت أنها قټلته مازال حيا يرزق ولم يتقدم بشكوى ضدها وأرسل له حمدي رسالة عبر حارسه الشخصي يحذره فيها بعدم التعرض لسهيلة أو أي أحد من أفراد عائلتها حتى لا تكون نهايته هذه المرة على يد حمدي
متابعة القراءة