رواية جديدة (هارون)
المحتويات
أكيد هيكون فيها مشاكل بس مش هتوصل للمعايرة لأن انا أدرى واحد باللي مرت بيه وشافته سهيلة أحتاجت وقت كبير أتعالجت فيه عند دكتور نفسي عشان ترجع لطبيعتها من تاني انا عايشت دا كله معاها وشوفت أنهيارها نتيجة ندمها وكمان تجربة هارون مع سدرة أدتني درس أني محكمش على الكتاب من عنوانه سهيلة بنت رقيقة وطيبة وصغيرة وأنت كنت قافلة عليها بزيادة وشديدة معاها ودا اللي خلاها تدور على الحب والأهتمام عند أول حد قالها كلمة حلوة وحظها وقعها مع واحد معندوش ضمير يبقى ليه نشيلها الذنب كله ليه منديهاش فرصة تانية تثبت فيها لينا
موافقة انا موافقة يا أبني
أتسعت ابتسامة حمدي بسعادة ورفع وجهها ممتنا حامدا لربه لتوفيقه إياه في تليين قلبها وجعلها تسامح سهيلة فعلا نظر لها حمدي وأمسك بكفها يلثمها بحب
أمسكت نبيلة يده التي بها الهاتف ونظرت له تهز رأسها بنفي
لأ متتصلش بيها دلوقتي انا صحيح وافقت على جوازكم وسامحتها بس سبني أستعد نفسيا انا كمان عشان أقدر أكلمها ولما أشوفها أخدها في حضڼي وانا قلبي مش شايل منها خليها بكرة الصبح لأن هقضي الليلة في الصلاة والدعاء لربنا أنه يلين قلبي ويخليني أسامحها وأقدر أتقبلها من تاني
تمام يا طنط خدي وقتك ومنين ما تكوني مستعدة كلميني هجيب سهيلة وأجيلك انا هفضل في الفندق هنا كام يوم لغاية ما تستعدي براحتك
أبتمست نبيلة بعذوبة
انا مش هاخد الوقت دا كله أن شاء الله بكرة الصبح بالكتير هكون تمام وياريت متعرفهاش أني عرفت حاجة لغاية ما نتقابل تاني
زفرة حمدي بقوة وهز رأسه برفق
في طريق العودة إلى القاهرة جلست سدرة في المقعد الخلفي تبتعد كليا عن هارون صامتة تنظر للطريق من خلال زجاج الباب لم تعيره أهتماما وظلت واجمة تود لو هربت منه لكن فرق القوة الچثمانية بينهما حسمت الأمر لصالحه كان هارون يطالعها بنظرات خاطفة كل عدة دقائق فيجدها على وضعية واحدة لا تبدلها فقرر قطع الصمت التي فرضته على كليهما
أجابته سدرة بحدة ودون أن تلتفت ناحيته
مش هحكي حاجة وأنت ملكش دعوة بيا ولا بأي حاجة تخصني
أغمض هارون عينيه محاولا السيطرة على غضبه
هتفضلي في عنادك ده لغاية أمتى
نظرت له سدرة وقالت بنفاذ صبر
لغاية ما تبعد عني وتسبني
في حالي
تعمقت عيني هارون في بندقيتيها وأرسلت نظرات غاوية تنشر الفوضى في داخلها
مش هينفع لأن حالك هو حالي يا زوجتي العزيزة
كادت سدرة أن تسلم لتلك النظرات الحانية لكنها أحكمت الوثاق حول قلبها الأرعن الذي مازال ينبض لأجله ولم تجب عليه وأرجعت رأسها تنظر للطريق مرة أخرى فأمسك هارون كفها الموضوع في حجرها فأرتعشت فور لمسته لها وحاولت نزعها منه لكنه لم يتركها وتخللت أصابعه بين أصابعها بأشتياق عام بأكمله وكم ود لو تلاحما يرويان ظمأ الأيام والشهور ويعودان حبيبان إلى ما قبل الثلاثة أعوام الماضية عند أول يوم رأها فيه وخطفت لبه وجعلت قلبه يخفق بحبها ويتخلى عن دور الراهب الذي تلحفه لأعوام مديدة نظرت له سدرة وعيناها تلمع بعبرات متحجرة تأبى تحريرها حتى لا تظهر ضعفها أمامه فهى تبدلت ولم يعد يعنيها رضائه أو رضا غيره كل ما يشغل بالها هو رضا ربها عنها أولا وأخيرا فما علمته إياها أيام العام المنصرم أصقلها لطريق الهداية أكثر وأرشد تفكيرها وأنضجها كعجوز عمرها مائة عام أحس هارون
بالحړب المشټعلة بداخلها والتي أهلت بوادرها في نظراتها الحانقة فأسرع يطفئ فتيلها ويخمد نيرانها قبل أن ټنفجر وټنهار مقاومتها رفع يدها إلى يلثم ظهرها
متابعة القراءة