رواية جديدة (هارون)
المحتويات
نفسه شجعت سهيلة نفسها على المضي قدما في حبه خاصة بعد أن طلبها للزواج وقررت الذهاب برفقته للأسكندرية لطلب السماح من والدتها فقد تركت المنزل بدون علمها بعدما حرضها شريف حبيبها الخائڼ على الهرب لكي يتزوجان سرا بعد أن رفضت والدتها طلبه للزواج من أبنتها فهى تعلم من
ما يقال عنه في وسطهم أنه غير ملتزم أخلاقيا ولا يصلح للزواج أو تحمل المسؤولية وفي صباح أحد الأيام ذهب حمدي لهارون لكي يخبره بسفره إلى الأسكندرية لمقابلة والدة سهيلة طرق بابه ودخل وعلى وجهه ابتسامة عريضة
رفع هارون حاجبه ونظر له متفحصا
صباح الخير يا حمدي بيه مش عوايدك تيجي متأخر وكمان فرحان تقريبا كدا نموسيتك بمبي وشكل مزاجك رايق على الأخر النهاردة
رفع حمدي يداه ثم انزلهما بسعادة
لازم أكون رايق وفرحان كمان أخيرا لقيت الأنسانة اللي قدرت ټخطف قلبي وتعرفني طريق الحب الحقيقي
انا بجد فرحان عشانك قوي يا حمدي أخيرا لقيت اللي تلمك من السرمحة هنا وهناك وكمان هترحم خالتي من محايلتك عشان تتجوز
ضيق حمدي عينيه وقال مازحا
بس متقولش لقيت اللي تلمني دي البنات هما اللي زي النحل عليا أعمل لهم أيه يعني
ضحك هارون ساخرا منه
ملمومين عليك زي النحل لأنك ملزق
هارون بلاش هزارك الماسخ ده وخصوصا قدام المزة بتاعتي
ضحك هارون عليه تعبيراته الكوميدية
هههههههه في واحد عاقل يقول المزة بتاعتي دا أنت فاضلك كتير قوي على ما تعقل
أشار له حمدي بلامبلاة
سيبك من دا دلوقتي وخلينا في المهم انا كنت جاي اقولك أني رايح أسكندرية بكرة
ليه هو مش انا بلغتك أن أنا اللي هروح أخلص الشحنة من الجمرك لأني محتاج أخد أجازة يومين أريح فيهم أعصابي من ضغط الشغل
هز حمدي رأسه بنفي
ومين قالك أني رايح أخلص الشحنة أنت خليك في طريقك زي ما كنت مخطط لأن انا رايح اقابل مامت سهيلة ويدوب مجرد الزيارة ما تنتهي على خير هرجع على طول
مش شايف أنك متسرع شوية ولازم تفكر كويس في قرارك ده عشان متظلمش البنت معاك
هز حمدي رأسه بنفي
لا يا هارون انا فكرت كويس قوي قبل ما أخد القرار ده وأستخرت ربنا كمان والحمدلله حاسس براحة كبيرة قوي
اومئ هارون متفهما لكنه وجب عليه أن يقدم له النصيحة فأقترب منه يربت كلى كتفه
أغمض حمدي عينيه متمنيا أن تزول غمة أبن خالته وأخيه وصاحبه الوحيد وأن يجد من تعوضه غياب سدرة
عارف يا هارون كل اللي قولته وحاطه في حسابي كويس قوي وأتعلمت الدرس من تجربتك وأن شاءالله سدرة ترجعلك قريب أو ربنا يعوضك باللي تملى حياتك من تاني
هز هارون رأسه بشدة
مفيش واحدة هتقدر تاخد مكانها مهما كانت هى مين أن شاء الله سدرة عايشة وهترجع تملى حياتي تاني
أومئ حمدي بابتسامه عذبة
أن شاء الله يا صاحبي
ربت هارون على ذراعه برفق
قولي هتروح اسكندرية أمتى ممكن لو نتفق نطلع من هنا سوا
زفر حمدي بقوة وخرجت أنفاسه طويلة
المفروض نطلع بدري لأن زي ما أنت عارف الحكاية وسهيلة خاېفة من مقابلة والدتها وخاېفة متتقبلهاش تاني وتطردها فلازم نروح بدري عشان أحاول أقنعها أن سهيلة أنضحك وڠصب عنها صدقته لأنها صغيرة ومعندهاش خبرة في الحياة
أبتسم هارون وكم تمنى بداخله لو يعود به الزمن لكان فعل مع سدرة ما يفعله حمدي الأن مع حبيبته
أن شاء الله ربنا هوفقكم وهتنجحوا في أقناع مامتها طول
ما حبكم صادق وطول ما أنت واقف سند في ضهرها
أنهى حمدي حديثه مع هارون وخرج من مكتبه يهاتف سهيلة يطلب منها أن تعد نفسها نفسيا من أجل مقابلة والدتها وعليها أن لا تخاف أو تحزن مهما كانت نتيجة مقابلتهما تلك فهو لن يستسلم حتى تسامحها والدتها وتتقبلها مرة أخرى وسط عائلتها الصغيرة مضى اليوم وجاء الصباح وفي ساعته الأولى كانت سيارة هارون تلتهم المسافة الفاصلة ما بين العاصمة ومدينة الإسكندرية وجلس هارون في مقعدها الخلفي يراجع أوراق تلك الشحنة المتحفظ عليها في ميناء الإسكندرية نظر له
السائق عبر المرأة الأمامية يسأله
هنروح الفندق الأول ولا هنطلع على المينا طوالي يا هارون بيه
رفع هارون عينيه عن الورق ينظر له
لأ هنروح المينا الأول الورق دا لازم يروح عشان يلحقوا يفرجوا عن الشحنة والعربيات بتاعتنا تلحق تحملها قبل معاد الشغل ما ينتهي
أومئ له السائق بتهذيب
تمام يا هارون بيه
ظل هارون يتفحص الورق بعناية إلى أن تأكد منه جميعه ثم وضعه بداخل ملفه الأحمر ولعدة دقائق شرد في ذلك اللون فهو نفس لون الملف الذي بسببه ضاعت
متابعة القراءة