رواية جديدة (هارون)
المحتويات
في المنزل حرمت على نفسها الخروج وكانت معظم الوقت تسجن نفسها بغرفتها حتى تكف خالتها عن مطالبتها بالذهاب معها حيث تعمل فميسرة لم تخبرها بعد بمكان عملها فهى تريد مفاجأتها بتلك المفاجأة التي ستفرحها وتسر خاطرها حين تراها ورغم عناد سدرة وأصرارها على عدم الخروج حتى لا تلتقي بهارون ولو مصادفة الإ أن ميسرة صبرت عليها حتى تأخذ كامل وقتها لتكون مستعدة ولا تلومها بعد ذلك قررا زهرة وميسرة أقامت حفل بمناسبة تكريم الدار وحصولها على لقب أفضل دار لرعاية الأيتام هذا العام من وزارة التضامن الاجتماعي وساعدهما هارون في أعداد حفل كبير يليق بأسمه وأسم الدار أخبرت ميسرة سدرة بالحفل الذي سيقام بمكان عملها وطلبت منها حضوره برفقتها في البداية تعجبت سدرة وسألت ميسرة
نظرت لها ميسرة وعلى وجهها ابتسامة عذبة
ما هو أنت لو تعرفي انا شغالة فين هتعرفي هو وافق ليه
عقصت سدرة حاجبيها متعجبة
ليه أنت بتشتغلي فين يا ماما
هزت ميسرة رأسها تمتنع عن إجابتها
مش هقولك فين لأنها مفاجأة مش هتعرفيها غير يوم الحفلة
والله يا ماما اللي يشوف فرحتك بالشغل ده يقول أنك أشتغلت في واحد من الحرمين الشريفين
تنفست ميسرة بعمق وسعادة
بصي كل اللي أقدر أقوله ليك أن شغلي ده ميقلش عن الشغل في الحرمين ثواب لأنه حاجة النبي صلى الله عليه وسلم وصانا بيها
شردت سدرة تفكر في ماهية هذا العمل لكن ميسرة لم تمهلها الوقت وأمسكت يدها تسحبها خلفها
ثم أمسكت علبة من الورق المقوى تخص إحدى دور الأزياء الشهيرة ترفع غطائها وتخرج منه فستان ستان لونه أوف وايت خفق قلب سدرة فتلك العلبة تشبه ما كان يحضرهم لها هارون سابقا فنظرت لخالتها بضيق
انا مش هلبس الفستان دا يا ماما
زوت ميسرة حاجبيها بدهشة
هزت سدرة رأسها بنفي
مش حكاية مش عجبني انا مش هلبسه لأن هارون هو اللي جايبه
أشارت لها ميسرة بسخرية
هارون ههههههه هارون مين يا حبيبتي اللي جايبه دا انا اللي أشتريته ليكي لما شوفته وعجبني لما روحت انا وأم حمدي نشتري لينا فساتين أمبارح وبعدين هو هارون هنا أصلا ولا بقى فاضيلك ما خلاص جت اللي شغلت باله وخدته لنفسها وخلته نسي نفسه
تقصدي أيه يا ماما
زفرت ميسرة بنزق وهى تلوي شفتيها
يا حبيبتي هارون بقاله اسبوعين في أمريكا بيفتتح فرع لمجموعته هناك وعارفة مين اللي هتمسك ليه الفرع ده واحدة صاحبته وزميلته في الدراسة دا غير أن عيلتها وعيلة هارون كانوا جيرانهم زمان أسمها شاهندة بس أيه لو شوفتيها حاجة كدا صاروخ على رأي شباب اليومين دول
تشبع بيه ويشبع بيها مش فارق معايا أصلا
أبتسمت ميسرة بضيق
عارفة أنه مش فارق معاكي المهم هتحضري الحفلة ولا لأ
أمسكت سدرة الفستان من خالتها تطالعه وداخلها شك أن هارون هو من أختاره لها فذلك ذوقه هو لكن خالتها أقرت أنها هى من ابتاعته لإجلها لذا نظرت لخالتها وسألتها
هارون هيحضر الحفلة دي
أومأت لها ميسرة
أه هيحضر هو وشاهي يوه قصدي شاهندة دي خالته هتتكرم زي ما انا كمان هتكرم وهو قال لينا أنه لازم يحضر لأن الوزير جاي هو كدا كدا راجع بكرة من السفر والحفلة بعد أربع
أيام
شردت سدرة وهى تؤكد لخالتها حضورها الحفل
وانا كمان هحضر يا ماما أن شاء الله
وداخلها يموج بحزن لاح في أفق قلبها جعل ڼار الغيرة تتقد وتشعل الڠضب داخل أوردتها وحدثت نفسها
خليني أشوف حبيبة سي هارون الجديدة اللي نسته نفسه وأما نشوف مين أحلى انا ولا هى
قضت سدرة تلك الأيام القليلة الباقية تتقلب على جمر مشتعل حرمها النوم والراحة والأمان وأبقاها ساهدة تفكر وتسأل نفسها هل وجد هارون راحته وسكنه مع غيرها فعلا
أم أن خالتها تبالغ وتقول ذلك حتى تجعلها تعود لكنف زوجها وحبيبها نعم هو حبيبها أنكرت أمامه ذلك بسبب ڠضبها منه الإ أنه لا يزال حبيبها ومالك فؤادها الذي سكن قلبها وأبقاه له وحده وحرم على غيره دخوله في يوم الحفل أستعدت سدرة وتأنقت بصورة مبالغ فيها حتى لا تفوز تلك الحرباء في طلتها عليها وستثبت لهارون ولخالتها أنها مازالت قادرة على خطڤ أنفاسه كما أعتادت منذ أن رأها أول مرة وبعد أذان المغرب بساعة جاء سائق هارون بسيارته لكي يقلها كما طلبت من خالتها عند ذهابها لعملها صباحا وحين وصل بها لبوابة الدار ولمحت تلك اللوحة الكبيرة المعلقة عليها لم تصدق ما قرأته بها وطلبت من السائق التوقف حتى تتأكد مما رأت
استنى يا عم فايز وقف العربية بسرعة
اطاع فايز أمرها وبعد توقفه نظر لها يسألها
خير يا ست سدرة فيه حاجة حصلت
أشارت سدرة برأسها لأعلى
أيه اللي مكتوب على اليافطة ده
أبتسم فايز وأومئ لها
متابعة القراءة