رواية بقلم فاطيما
وهيشفعوا لك عند ربنا ما انت كمان يابتي مكنتيش أي أم والسلام كنت شمعة بتح ترق كل يوم علشان قايدة صوابعك العشرة ليهم كنت ام عظيمة ربت ولدين كيف الملايكة علشان اكده ربنا اصطفاهم وأخدهم عنديه اللي زييهم لازم يبقوا عرايس الجنة من أدبهم وهما لسه صغار .
ابتسم سنها لأول مرة وهي تتخيل زين وزيدان بملابس بيضاء ووجوهم منيرة في الجنة ويتنعمون بها ويشربون من عسلها المصفى ومن لبنها الذي لم يتغير طعمه ومن خمرها الذي هو لذة للشاربين وغير ذلك فالجنة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطړ على قلب بشړ كل تلك التخيلات جعلتها أخيرا ابتسمت وجبر نبض ۏجعها أخيرا فأبنائها الآن مكرمون منعمون بين أيادي الله رأت والدتها ابتسامتها تلك فخفق قلبها بسعادة لابنة قلبها وعمرها أخيرا ابتسمت ورأت وجهها المستنير بالسعادة وأدمعت عيناها في تلك اللحظة وجذبتها في أحضانها ثانية وهي تشدد عليه لتقول بدعاء
ثم أخرجتها من أحضانها وهي تعرض عليها
_ شوفي يابتي عايزاكي تهتمي بحالك كيف زمان عايزة أشوفك شمعة منورة ضيها يزغلل العين عايزاكي تخرجي من حبستك داي ودوامة الاخت ناق اللي لفاها حوالين رقبتك
وأكملت وهي تتذكر ماقاله عمران لها
خرجت من أحضانها ودققت بالنظر داخل عيناها بترقب شديد لباقي كلماتها ونطقت باستفسار
_ أشتغل ! أشتغل ايه ياماما
وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاي تلك الرائعة وأجابتها بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها وهي تسرد عليها ماقاله عمران
_ شوفي عمران جوز أختك بيقول إن ابن عمه محامي محترم قووي وميتخيرش عنيه في الاخلاق وعنديه مكتب ومحتاج سكرتيره تقابل العملا عنديه وتكون بردو محترمة وبت ناس وقال لي إني أعرض عليكي الموضوع دي من أسبوع اكده بس أني كل لما أشوفك ألقاكي مطفية اكده وخاېفة أكلمك
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وتابعت باستفسار لما عرضته عليه والدتها
_ أشتغل سكرتيرة كيف وأني عمري ماشتغلت ولا أعرف حاجة عن الشغل ولا أعرف الروتين بتاعه .
شجعتها والدتها
_ الإنسان بيتعلم كل حاجة وبعدين انت معاكي معهد فنى تجاري والشغلانة داي مش متعبة ولا محتاجة لف ودوران وكمان البنت اللي هناك هتدربك على الشغل قبل ما تمشي .
_ طب والبنت هتمشي وتسيب الشغل ليه
أجابتها
_ هتتجوز ياحبيبتي تقريبا عمران قال لي اكده في وسط الكلام .
ضيقت نظرة عينيها ثم رمقتها بنبرة مترددة
_ طب هفكر اكده يا أمي وأحسبها مع نفسي الموضوع جديد علي وعمري ما فكرت أخرج أشتغل قبل اكده .
شجعتها والدتها بنبرة شغوفة
_ تفكري في ايه عاد !
لمعت عينيها بشغف من كلام والدتها وتشجيعها لها ثم رددت بتردد
_ أممم .. يعني انت شايفة اكده ياماما
_ يالا قومي نخرج نشتري لك كام طقم اكده علشان تروحي شغلك بهدوم جديدة تليق بيكي ياصبية .
_ اقعدي بس يا امي هو أني لسة قررت عاد هروح ولا له
_ له هتروحي ويالا قومي معاي مهفوتكيش إلا واحنا جايبين كذا طقم وكذا شنطة وجزم وطرح ونضارات وحاجات زينة اكده تلبسيها وتتزيني بيها وانت رايحة الشغل .
مطت شفتيها باعتراض وقالت
_ يا امي أني عندي هدوم كتيرة ونضارات ماركات وشنط وجزم ملهاش عدد همشي حالي بيهم .
تحدثت ماجدة باعتراض صارم
_ ولو عنديكي ايه بالذي لازم تجيبي لك كام طقم جديد تروحي بيهم الشغل الجديد .
وظلت تشدها من يدها و بالفعل ارتدت كليهما ملابس الخروج وخرجتا إلي المحلات وبدأن في التسوق في جو مملوء بالسعادة التي تسللت أخيرا إلى قلب مها بعد عمر بأكمله
وهاتفت ماجدة عمران وأبلغته بموافقة مها على العمل عند جاسر ابن عمه وما كان منه إلا أنه أبلغ جاسر وأعطاه رقم الهاتف الخاص بها وفهمه بظروف مها بأكملها وحزن بشدة لأجلها وفهمه مدي رقتها وأهميتها بالنسبة له وحذره أن يحزنها أو يعتلي صوته عليها يوما ما ولكن وعده جاسر أن يعاملها برفق وبعد أن أنهى المكالمة معه دون هاتفها معه
وذهب إلى الواتساب كي يحادثها ولكن اتسعت حدقتاه وهو يرى صورتها الموضوعة على حالتها ولسان حاله يردد بذهول من جمالها في الصورة
_ أوبا ايه الجمدان دي هي معقولة داي اللي اتجوزت وخلفت اتنين وعيالها م اتوا داي كتلة أنوثة متف جرة قدامي في الصورة .
انتهي_البارت
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
مستنية_رأيكم_وتوقعاتكم