رواية بقلم فاطيما
المحتويات
.
شجعتها حبيبة قائلة بهدوء يليق بشخصيتها
_ طب ليه يارحوم
داي اللحظة اللي بتحبها كل بنت سمي الله وادخلي ويا عمران وشوي وهتاخدي على الجو .
أتى عمران وأخذها من يدها ودلف بها إليهم وهو يلقى السلام برجولة تليق بذاك العمران
ورحمة هي الأخرى ألقت السلام بخجل وجلست بجانب عمران وكادت أن تلتصق به في جلستها بجانبه من شدة خجلها وتوترها فأكثرهم دعابة أشدهم خجلا وتلك الرحمة في خجلها وكأنها ستنهار أما ذاك الماهر كان يغ لي داخله فور أن رأى عمران يمسك يداها بذاك التملك وغير ذلك تجلس بجانبه وتلتصق به بشدة فحقا ذاك الماهر يغير غيرة مختلفة
بعد جلسة دامت بينهم جماعة نصف ساعة تركوهم وحدهم
ظنت أنه سينتهز الفرصة ويقترب منها ويغدقها بوابل من الكلام المعسول ولكن مهلا تلك الرحمة فهو جلس أكثر من نصف ساعة يغ لي داخله من التصاقك بأخيكي
يالك من رجل عن يف في غيرتك أيها الماهر
استفزها بحركته تلك وعدم اهتمامه بها وشعر داخلها هي الأخرى بالغ ليان وهي تجلس تشطاط من بروده ولم تعرف مالسبب فهو كان يتحدث مع أبيها وأخيها الآن بطلاقة
لاحظ حركتها تلك فتحدث ناطقا
_ رايحة فين يا أستاذة تعالى ارجعي مكانك تاني ماأذنتلكيش تخرجي .
اندهشت من طريقته ثم اعتدلت بج سدها ووجهت أنظارها إليه وربعت ساعديها أمام صدرها وتحدثت بغيظ فهو يعلم أنها تكره كلمة أستاذة
سيبتك بقي تتصفح الموبايل براحتك بخلي لك الجو علشان تكون هادي ورايق طالما وجودي ملهش أهمية.
أشار إليها بيداه أن تعود إلى مكانها ثم هتف
_ سيبك من شغل العيال اللصغيرة دي وعاودي مكانك .
تشبست في مكانها ورددت برفض
_ له مزاجي اكده إن كان عاجبك .
_ مبحبش الطريقة داي انظبطي معاي في الكلام أحسن لك يارحمة .
حقا استدعى غض بها بمهارة ثم استدارت بجسدها وانتوت الخروج كي ترد له بروده معها الصاع صاعين فقام على الفور ولحقها ثم أمسكها من رسغها موجهها أنظارها إليه وهو ېعنفها
_ أه من الواضح جدا إن دماغك ناشفة وهتتعبيني معاكي .
_ وواضح جدا انك مبتفهمش في معاملة الست كويس.
أدارها ووقف أماما الباب مانعا إياها الخروج فكان أمامها بطوله الفارع وهي منتصفه في وقفتهم وهم يناظرون بعضهم
_ تمام اللي حصل وانت داخلة دي ميتكررش تاني .
نظرت له بذهول وسألته
_ آه هو ايه اللي حوصل خلاك قالب وشك اكده إن شاء الله
استفزته بكلامها ثم هدر بها
_ يارحمة اظبطي لسانك وانت بتتكلمي معاي يا اما هتشوفي وش ماهر الريان التاني وهيوبقى يوم مش فايت النهاردة عليكي .
رأت احمرار عينيه ونظراته القاتمة فهدأت من نبرتها و استغلت مكر الأنثى داخلها وانتوت اللعب على حنان قلبه وعشقه لها وفورا استدعت البكاء مما جعله يهتز ثم رددت من بين شهقاتها
_ هو أنى كنت عميلت ايه علشان تنكد علي في يوم زي دي يعني حرام عليك والله .
اهتز لبكائها ثم كاد أن يجذبها لأحضانه الآن ويعتذر له ولكن تذكر
أنه لا يحل له الآن فعل ذلك ثم هدأ من نبرة صوته الغاضبة وفهمها
_ في إنك داخلة حاطة يدك في يد أخوك وقاعده جاره لازقة فيه هو دي يصح
حقا ذهلت وصمتت في بكائها فلم يخطر ببالها أن غضبه الجم ذاك لمجرد أن أخيها دخل محتضنا يداها وأنها كانت ملتصقة به من خجلها ثم تمتمت بخفوت
_ وه ياماهر دي أخويا ابن أمي وأبويا مش واحد من الشارع.
تذكر حديثهما قبل ذالك ثم ذكرها هي الأخرى
_ مش قلت لك يابت الناس مهتتحمليش غيرة بن الريان وهتتعبي رديتي على وقتها ورفضتي كلامي دلوك پتبكي من أولها
وأكمل وهو يعرض عليها مرة أخرى
_ لو تحبي نلغى المشاعر خالص علشان أنا حبي مختلف وغيرتي وحشة ومبشوفش قدامي ونتعامل مع بعض علاقة محترمة بردوا بس كل واحد فيها حر طالما مفيهاش غصبانية لربنا عادي معنديش مانع.
شعرت بالڠضب من عرضه ثم لكزته في كتفه مرددة برفض
_ ما بس بقى هو احنا هنرجع للكلام الفاضي دي تاني
ثم أكملت وهي تنظر أرضا بخجل زادها جمالا
_ معنديش اعتراض على غيرتك وحاضر معملش اكده تاني وهخلي بالي أكتر .
حقا لقد أثارته بخجلها فكانت هي الأخرى مختلفة مبهرة جذابة ثم رفع وجهها إليه بخفة وأنزل يداه سريعا وغازلها
_ طب تعرفي ان شكلك جميلة وانتي خجلانة .
لم ترد على غزله بها ثم أدارت جسدها للناحية الأخرى ووضعت يدها على قلبها تهدأ من ضرباته العني فة في اقترابه وهمساته
فهمس هو بجانب أذنها من الخلف
_ جميلة جمال مش عادي .
أنهى كلماته ثم رجع مكانه بسرعة قبل أن يتهور ويجذبها إلى أحضانه ولكن لم يفعلها أبدا مادامت لم تكن زوجته
ثم أكمل قائلا لها
_ ممكن نقعد بقى ونبطل شغل القط والفار دي ونتكلم براحتنا.
مشت بخطواتها بنفس خجلها ثم جلست أمامه مع مراعاة المسافات وقلبها مازال ثائرا داخلها وصار هو ينظر لتفاصيلها يحفرها داخله فهو عاشقا بمهارة ولكن عاشق متأني وهي تعشق تأنيه ذلك فهي امرأة قوية ولابد لها من جواد كي يعرف مراوضتها على حق
ثم ابتدأ هو الحديث يسألها عن يومها واندمجت معه في الحديث وانتهت جلستهم آمنة ومرت بسلام من ذاك المتمرد وتلك الشرسة وتركها وغادر وفور دلوفه منزله جلس على الأريكة الموجودة في الحديقة ثم أرسل إليها تلك الكلمات التى جعلت ذاك القابع بين أضلعها يود أن يذهب إليه الآن ويرتمي بين أحضانه
أصابك عشق أم رميت بأسهم
فما هذه إلا سجية مغرم
ألا فاسقيني كاسات وغني لي
بذكر سليمة والكمان ونغمي
أيا داعيا بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق جسم منعم
أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدثاها بالكلام المغمغم
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها
إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
في منزل مجدي فقد عاد من المشفى منذ ثلاثة أيام وأصبح الآن حبيس الغرفة ومها تعتني به ولكل شؤونه دون كلل أو ملل فهي قد سلمت أمرها لله واستعانت على حالها بالصبر والصلاة
فتحدث مجدي قائلا لها
_ ماتجيبي زين وزيدان يقعدوا وياي شوي اتوحشتهم من امبارح ومسمعش ليهم حس خالص .
كانت واقفة في الغرفة تنظم الملابس وتضعها في مكانها ثم أجابته
_ حاضر هخلص تطبيق الهدوم وهروح أجيبهم أني سايباهم بيحلوا واجباتهم برة على مااخلص هيكونوا خلصوا .
سألها بخزي من نفسه
_ هم في سنة كام دلوك
تنهدت بحسرة ثم أخبرته سنهم
_ رايحين تانية ابتدائي .
حرك رأسه للأمام بخزي من حاله فهو لم يعرف أبنائه في أي عام دراسي ولكنها لم تعلق على ذاك فهي باتت تستقبل أي شئ بهدوء فما أصابها وولداها لم يصدقه بشړ
ثم أنهت ماتفعله وخرجت إليهم وجلست أوسطهم وهي تحتضنهم بحنان يولد في لحظته خصيصا لهم
_ حبايب ماما دلوك بابا عايز يقعد وياكم شوي انتو اتوحشتوه قووي وبيسأل عنيكم
عايزاكم متتعبهوش علشان هو خارج من المستشفى صحته تعباه تمام ياصغننين
ابتسما لها الطفلان مرددين بتصفيق فهما لم يصدقا أنهم سيجلسان مع أبيهم وسيتحدثون معه عما يريدون
ثم أخذتهم من يديهم ودلفت بهم إلى أبيهم الذي ابتسم فور رؤيتهم وهو يفرد لهم ذراعه قائلا بحنو لم يعهد عليه من ذي قبل
_ حبايب بابا عاملين كيف وأخبار مذاكرتكم ايه
ابتسم الطفلان بفرحة لجلوسهم مع أبيهم لأول مرة ثم أجابه زيدان
_ إحنا زين قووي في العلام يابوي خالتو مكة حفظتنا جزء عم كلياته وماما دلوك بقت تحفظنا جزء الملك إحنا في سورة القيامة .
سعد مجدي بالفخر لتربية مها من ذاك الطفلان الهادئان ثم ربت على ظهر زيدان مشجعا إياه
_ عال عال يازين أذكى العقول عقل يحفظ القرآن.
حزن زيدان داخله فأبيه ناداه باسم أخيه ثم تمتم الطفل بحزن
_ أني زيدان يابوي مش زين مع إن الفرق بيناتنا واضح أنا طويل شوي عن زين وهو عنديه حسنة في جبهته .
قامت مها على الفور واحتضنت ولدها الحزين فهي لم تتحمل حزن أحدهم أبدا وعللت له
_ له ياحبيبي بابا ميقصدش يتلخبط بيناتكم هو بس الدوا مخلي عنيه مزغللة ومشايفش كويس متزعلش يازيدان ياحبيبي
ثم نظرت إلى مجدى تطلب منه أن يؤكد كلامها
_ صوح يامجدي ولا مش صوح .
أحس مجدي بالخجل من نفسه فهو لم يعرف الفرق بين التوأمين ثم أكد حديثها
_ طبعا ياحبيبي معلش يازيدان ياولدي العتب على النظر .
ابتسم الطفل ببراءة ثم هتف زين هو الآخر
_ هو انت يابابا ممكن توديني التمرين المرة الجاية زي مازن صاحبي .
هنا شعر بالحزن الشديد فولداه محرومان من عطفه والآن أصبحا محرومان من وقوفه بجانبهم وتحقيق أمنياتهم
ثم ردت مها بدلا عنه
_ مش أني قلت لكم إن بابا تعبان ومش عايزين نتعبه أكتر يالا قوموا علشان تاخدوا شاور وتناموا .
تشبس بهم مجدي مانعا إياها
_ له سيبيهم وياي مش مضايقني ولا تاعبيني خالص .
أعلن هاتف مها عن وصول مكالمة وجدتها الطبيبة فأجابتها بترحاب ثم تحدثت الطبيبة
_ بقول لك ايه ياحبيبتي لو قاعدة جمب جوزى هملي الأوضة واخرجي عايزة أقولك على حاجة مهمة جدا.
شعرت مها بړعب اقت حم جس دها ثم خرجت من الغرفة ودلفت غرفة أبنائها وسألتها بقلق
_ في حاجة ياداكتورة قلقتيني عاد
تنهدت الطبيبة بأسى ثم أخبرتها بما عرفته
_ في حاجة اكده كانت ظهرت في تحاليل مجدي الشاملة اللي عميلناها ومكنتش حابة أخبرك بيها إلا لما أتوكد الاول .
الى هنا لم تتحمل مها الانتظار ثم سألتها بقلق
_ له إنت اكده قلقتيني خالص ياداكتورة اتكلمي هيوحصل ايه أكتر من اللي عرفناه
أخبرتها الطبيبة بما اكتشفته
_ مجدي طلع عنديه لوكيميا في الډم في مرحلته الرابعة.
شهقت مها بفزع من ماقالته الطبيبة الآن أيعقل أن يكون رب السما استجاب لدعواها عليه طيلة السنوات الماضية !
لقد كانت حينما يقسوا عليه تدعوا الله وقلبها مح روق ربنا يح رق د مك
ولكن
انتبهوا أيها السادة فقد حذرنا الله من الدعاء على أنفسنا ولا على أولادنا فقد قال تعالى ويدعوا الإنسان بالشړ دعاؤه
متابعة القراءة