رواية بقلم فاطيما
المحتويات
وجودك في حياتهم ومش عايزين من الدنيا غيرك ياماهر .
قبل أن يرد عليها صدح صوت الآذان عاليا هز قلبه وجعله عاد إلى عقله المفقود وقام من مكانه وأخفض صوت الموسيقى وردد وراء المؤذن مايقوله بقلب خاشع مما أعاد الطمأنينة إلى قلب تلك الرحمة
وبعد الانتهاء ردد الدعاء المعروف عقب الآذان فلسانه تلقائيا معتادا عليه لما له من فضل عظيم
وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة .
ثم عاد إلى مكانه وجلس أمامه معتذرا عن ما فعله بها وعن وحشيته معها
_ أني بعتذر لك عن اللي حصل كنت خارج إرادتي ومعرفش عميلت اكده إزاي وخصوصي إن الھمجية مش طبعي وبعد اكده لما تلاقيني في الحالة داي همليني لحالي .
_ مش ههملك مهما يكون يامتر انت بقيت قدري المتعب بس على قلبي زي العسل .
أخذ نفسا عميقا ثم نبهها
_ هتتعبي معاي قوووي وانتي لساتك صغار على التعب وياي عاد يابت الناس .
_ مهما كان التعب ومهما كانت الاشواك هتحملها أني عارفاني مبحسش بطعم الحاجة السهلة لازم أتعب واعافر علشان لما تبقى ملكي أحس بطعمها الجميييل ومفرطش فيها واصل .
_ متقلقش طالما العود خضار يبقى هيتحمل أي عاصفة تواجهه الرك على الأصل يامتر .
_تمام يعني موافقة أجي أتقدم لك واللي فيه الخير يقدمه ربنا
_ مش قبل مااسمعها منك ياماهر .
ادعى عدم الفهم
_ هي ايه دي اللي عايزة تسمعيها بالظبط
أردفت بحاجب مرفوع ونظرة غاضبة
_ والله ! إحنا هنلعبوا حاوريني ياكيكا ولا ايه !
ولا إنت هتشغل دماغ خط المحاكم على رحمة يامتر انت فاهم كويس أنا أقصد ايه .
_ قولي لي عملتي ايه في القضية اللي كلفتك بيها عرفتي توصلي لحاجة تدل إن ده مش السارق وإنه برئ .
فهمت من تهربه أنه مازال يكابر ففضلت الهروب معه أيضا فتلك اللحظة ليست مناسبة لذاك الاعتراف
_ تمام لسه موصلتش لنتيجة بس قربت وأوعدك هبهرك
_ اتفضل يامتر داووي وشك لأن شكل حد رسم لك خريطة مصر عليه .
رفع حاجبه باستنكار وأمسك المرآه ورأى وجهه وانصع ق من مظهره وكاد أن يلقى بغضبه عليها وجدها اختفت من أمامه خوفا على نفسها من رد فعله فابتسم أخيرا على أفعال تلك الصغيرة وبدأ بمداواة جرحه .
في منزل سلطان عاد عمران وسكون وجدا البيت هادئ وساكن فرحمة لم تأتي من المكتب بعد كادت سكون أن تدلف إلى غرفة زينب للاطمئنان عليها إلا أن عمران منعها
_ له متقلقيهاش سبيها نايمة أني مابصدق انها تبطل سهر وفكر وتنام وتريح أعصابها شوي .
هزت رأسها بتفهم ثم صعدت بجانبه ولكنه نظر حوله يتفحص ما إذا كانت تلك الحية موجودة أم لا ولكنه لم يراها ولم يسمع لها صوتا وسيارة والده لم تكن في الخارج فاستشف عدم وجودهما وعندما صعدا إلى الطابق الثاني فجأة حملها بين ذراعيه مما جعلها تتأوه من فجأته وهي تحرك قدميها في الهواء باستنكار
_ أااااه في ايه ايه اللي جرى لك بس !
نزلني ياعمران لاحسن حد يشوفنا ومنظري يبقى وحش .
غمز لها بشقاوة ثم قبلها من وجنتها قائلا
_ عبد الباسط حمودة بيقول ايه
بيقول الجو هادي خالص والدنيا هص هص وأنا وانت ياحبيبي ونجوم الليل وبس
ضحكت بشدة على مراهقته ومشاغبته وطريقته وعضت شفتيها السفلى بخجل
_ وه ! انت عايز ايه بالظبط وناوي على ايه
نظر إليها باشتهاء
_ ناوي على كل خير بإذن الله بس إنت روق معايا اكده يابطل .
شهقت بذهول من طريقته
_ لااااا معقولة عمران الرزين بيقول الكلام دي والله مامصدقة حالي !
أدخلها شقتهم وأنزلها أرضا وجذبها من خصرها قائلا
_ عمران يقول للفرسة بتاعته كيف ماهو عايز ويدلعها وينسيها اسمها كماني
ثم ألصقها بأحضانه وداعب وجنتها مكملا
_ هو إنت مش عايز تدلع يابطل ولا ايه
تململت بين يداه تحاول الفكاك
_ أني تعبانة ياعمران ونفسيتي النهاردة خلت مودي مش تمام ممكن أدخل أنام دلوك وبعدين نشوف حوار الجو الهادي دي بعدين .
ضربها بخفة على كتفها ناهرا إياها
_ده نجوم السما أقرب لك من اني أفوتك النهاردة أني صاحب مزاااج وعليكي وعد ولازم تنفذيه وحوار الخلعان دي سبيكي منيه علشان مهيجبش فايدة مع عمران ياعيون عمران.
قطبت جبينها بعبس وابتعدت عنه
_ وعد ! وعد ايه دي إن شاء الله ياسي عمران .
جذبها إليه عنوة فارتطمت بعظام صدره القوية
_ أااااه ده إنتي بتنسي بقي ياداكتورة تمام أفكرك لما كنتي بتستنجدي بيا عند ماجدة اني أبعد عنيكي وساعتها وعدتيني انك لما ناجي بيتنا هتعيشيني ليلة ولا ليالي الف ليلة وليلة صوح ولا اني غلطان
التوي ثغرها باستنكار وادعت عدم الفهم
_ اني مفكراش الكلام دي بعد بقي ياعمران وبلاش شغل عيال صغيرة اني ھموت وانام من التعب .
عقد حاجبيه بعدم تصديق ثم قال ساخرا من طريقتها
_ بعد بقى ياعمران ! طب واللي خلق الخلق ياداكتورة لاهترقصي الليلة لعمران والتعب دي هتشوفيه على حق ومن الاخر انسي .
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة
_ أرقص ! أني مبعرفش أرقص بذمتك شفت دكتورة كان كل حياتها كتب ومذاكرة ومراجعات بيعرفوا يرقصوا
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت على معالم وجهه
_ياراجل ! طب قولي كلام غير دي داي عيوني دول شافوكي وانتي بتميلي كيف الفراشة يمين وشمال يوم حنتك ياداكتورة
ثم مط شفتيه بامتعاض
_ إنتي معرفاش إن الكذب حرام واكده هتدخلي الن ار !
أفلتت يداها من يداه بخفة ثم جرت من أمامه ودخلت غرفة الأطفال وكادت أن تغلق الباب عليها إلا أنه لحقها وأمسكها من رقبتها قائلا وهو يأخء أنفاسه بصعوبة من أثر لحاقه بها
_ أه إحنا فينا من اكده طب وعهد الله ياسكون ماهتنامي الليلة والسهرة هتبقى صباحي
زاغت أعينها من أمره وصارت تعترض بدلال ولكنه لايبالى لاعتراضها ولو لحظة
ثم جذبها من يدها ناحية حجرة النوم ووقفا أمام خزانة الملابس وانتقى ثوبا خصيصا لتلك الوصلة وهو ينظر له بانبهار
_ يالا يا حلوة خدي دي البسيه وتعالى اوفي بوعدك أني عايز أشوف راقصات شارع الهرم اللي بيتحدتوا عنيهم وعن رقصهم النهاردة كلياتهم فيكي يالا ياسكوني .
دبت بقدميها أرضا من تحكماته ثم تمتمت باعتراض
_ وه ياعمران هو انت متجوزني من كباريه ولا ايه والله حرام وميرضيش ربنا اللي هتخليني اعمله دي ! وبعدين انت ممراعيش تعبي ولا ايه .
خلع قميصه وأصبح عاري الصدر وجلس على الأريكة آمرا إياها
_ ان مكانش دي اللي يرضي ربنا ايه اللي يرضيه ! وبعدين ياداكتورة في حد يطول الدلع وميتدلعش والله إنتي بترفصي النعم
ثم أشار إليها ناهيا
ذاك النقاش
_ يالا ياسكوني متضيعيش الفرص وورينا جمالك الفتاك اللي وقع قلب العمران وانتي بتتمايلي كيف الفراشة.
دبت بقدميها أرضا وبدأت بتنفيذ ما يريد
ارتدت ذاك القميص الذي اختاره لها واختار المزمار البلدي كي ترقص عليه فهو عاشقا له
وبدأت تتمايل بخفة على أنغام الموسيقى وعيناه تتآكلها بأفعالها المٹيرة له ولقلبه
وأثناء رقصتها تمايلت عليه فجذبها بوله هامسا جانب أذنها
_ ده إنتي طلعتي مهلكة ياشبر واق طع على النعمة بطل الأبطال ياداكتورة ها ياداكتورة
ثم أكمل همسه
_ كنتي بتتعلمي الحركات اللولبية داي في الكلية يا أم كتب وطب ومبعرفش أرقص
ده إنتي حركاتك وقعت قلب عمر بين ايديكي .
همست هي الأخرى برقة جعلته هائما في سماء عشقها متلهفا ان يلتهم شفتاه بين شفاها ويسقيها شهده ألوانا وألوان
_ ياه ياعمران ده انت امك داعية لك في ليلة قدر إن ربنا يرزقك بالحلا كلياته
ثم أكمل وهو يحتضن وجنتاها بين يداه ويتنفس أنفاسها وعيناه تلتهما بعشق
_ تعالى يابت قلبي ده إنتي ليكي في قلب عمران اللي ميكونش لغيرك من ستات الكون كلياته.
ثم سحبها لعالمهم الخاص عالم سكون وعمران بالتحديد غير أي عالم لم نسمع عنه منذ قديم الزمان عالم شهريار وأميرته شهرزاد عالم الألف ليلة وليلة يحاكيها فيها من غرامه مايليق بها وهي تنسحب معه رويدا رويدا وتبحر بمهارة فهي امرأة عاشقة حد النخاع
وبعد قليل فاقا كليهما على صوت سلطان يهز ارجاء المنزل
_ عمران إنت ياولد انزل لي حالا.
فزعا كليهما ثم هتفت سكون پذعر
_ كفى الله الشړ حوصل إيه
قوم ياعمران شوف الحاج ماله لايكون حوصل حاجة عفشة لاسمح الله .
انتفض عمران وهو يمسح على شعره بغ ضب ثم جذب جلبابه
_ ياساتر يارب أها هو داي هدم اللذات بعنيه وباينها ليلة مفيتاش .
ثم أكمل وهو يحذرها
_ متتحركيش من مكانك مهما حوصل ولا تفارقي سريرك .
ثم غادر الغرفة وهبط للأسفل راي والده في حالة هائجة يرثى لها
_ شفت امك الست الكمل مكفهاش انها كس رت لها ضلعها وجب سناه إلا أنها لمت خلجاتها وهملت بيتها من غير اذني.
اتسعت مقلتي ذاك العمران ناطقا بدهشة وهو يجري ناحية غرفة والدته
_ وه هي أمي مش اهنه ! أني قلت انها صلت العشا ونامت بدري فمدخلتلهاش .
وصل للغرفة لم يجدها ثم عاد لأبيه سائلا إياه
_ حوصل إيه لدي كلياته يابوي عميلت ايه حرمك المصون خلت الحاجة زينب هملت بيتها اللي سكنته لغيرها وح رقت قلبها وان وى منيك يابوي .
دب سلطان بعصاه أرضا ثم نهره
_ الزم حدك وانت بتتحدت ويا ابوك ياولد وإذا كانت هي أمك فآني بوك ومن الواجب عليك تتحدت زين وياي ومتعليش صوتك علي ولا تقف تحاسبني .
لم تستطيع سكون الاستمرار في غرفتها أكثر من ذلك ثم ارتدت عبائتها وهبطت إلى الأسفل وقفت بجانب عمران وهتفت بنبرة قلقة
_ وه مالك ياحاج بس كل شي هيبقى تمام بس انت هدي حالك.
هدر بها سلطان وهو في عز غضبه لأول مرة
_ بعدي إنتي يابت الأصول ياللي فضيحتكم بقت على كل لسان ماهو كله بسببكم إنتي وأختك المصون .
انزعج عمران من طريقة والده معها ثم نظر إليها آمرا إياها
متابعة القراءة