رواية بقلم فاطيما
المحتويات
ايه يا شيخنا
احتدم غيظا من تشبيهها ثم تمتم بكلمات غاضبة
_ لاااا الفرق كبير لأن الشيخ عارف كويس حجم ذنب النظرة وحجم ذنب الخلوة أما اللي زي آدم وغيره ميعرفوش حجم الذنب ولا تقديره ميعرفوش معنى كلمة اتقوا الله
الكلمة دي تهز اي شيخ وتفوقه وترجعه لعقله أول مايسمعها
وعارف يعني ايه نظرة حرام زي دلوك مراعي فرق المسافات مابينا وكمان بكلمك وانا مش باصص لك وعيني في الأرض صح ولا غلط
_ حاضر يا شيخنا أوعدك إنها مش هتتكرر تاني ولا هيحصل اللي حضرتك شفته أني اصلا جيت اهنه وخرجت من المكتب بسبب الخنقة اللي حسيتها بسبب اللي حوصل وقاعدة الوم حالي لقيت حضرتك بتكلمني دلوك.
أشاربيداه ناحية السماء ثم هتف بوعظ
_ لا يا أستاذة متوعدنيش أنا مليش حكم ولا ولاية عليكي اوعدي ربك واستغفريه عن ذنبك الغير مقصود ولازم تعرفي انك جيتي هنا لطريق كله شبهات فلازم تراعي تدينك وأنك غير اي بنت لازم تراعى إنك صورة وواجهة لدينك فلازم تخلي بالك من كل خطوة بتخطيها علشان القدوة بيشيل سيئات الغير لو شافوه بيعمل غلط فعلشان كدة لو مش قده اقلعيه ومتلبسيهوش وبردو خليكي على التزامك المفروض على اي بنت سواء كانت منتقبة أو لا الدين الإسلامي فرض قواعده وفروضه على الرجل والمرأة وليس له علاقة باللحية أو النقاب لكن هما ليهم حبة التزام زيادة علشان الناس مايرددوش
لازم يبقي عندك تمسك اكتر من كدة وتحطي في بالك دايما إنك لازم تبقي قدوة حسنة.
ثم ألقى تحية الإسلام مغادرا إياها وغادر المكان بهدوء كما دلفه
شعرت بالراحة اجتاحت أوصالها من حديث ذاك الشيخ وأحست بأنه ملاكا أتى إليها كي يجعلها تستفيق من سحر اللحظة التي كانت أن تدلف بها عالم ذلك الآدم ووقفت تردد اذكار الاستغفار وترجو من الله أن يسامحها عن ترك ذاك الادم معها وفتحه لتلك الأحاديث وعدم ڠضبها عليه حينما اقترب منها .
_ الڤاجرة اللي مشافتش رباية تقول لي هخلعك لو ماطلقتنيش !
مشفتش في بجاحتها البعيدة دي ورب الكون لاهك سر لها عضمها النهاردة وهكمل عليها علقة امبارح .
شعر عامر بالشفقة على كلتاهما فهو أخيه وهي تعيش معه في عڈاب وحرمان وعلى ولديهما بالشفقة وردد وهو يربت علي فخذيه كي يهدئه
اتسعت عيناه بغ ضب جامح وهدر به
_ كيف الكلام اللي هتقوله ده ياعامر أني مشايفهوش غير دلع حريم مايصة وفاضية
أدار عامر وجهه بغ ضب فهو لايريد أن يحضر تلك الجلسة ولا أن يراها فهو موقفه حساس امامهم هما الاثنان فهو أخيه وهي لها مواقف عديدة معه والموضوع شائك بينهما
_ معلش ياخوي اني مينفعش اجي وياك خالص دي حاجة خاصة بينك وبين مرتك ووجودي في إحراج ليها اعفيني من المشوار ده عاد .
شوح مجدي بكلتا يداه بغ ضب ثم نظر في ساعته مرددا
_ عايز تفوت أخوك وحده ياعامر هي داي الأخوة والمجدعة
عايزني اقعد وسطيهم كيف الغريب يقط عوا فيه ويعملوا فيا مابدالهم واني لحالي
يالا بقي ياخوي وراي معاد شغل ضروري عايز انفض منيه الموال ده مفضيش لهري الحريم اللي ممنوش فايدة ده .
نفخ عامر بضيق من أسلوب أخيه الذي لم يتحسن ثم هتف
_ وه ياخوي هو انت الشغل وراك وراك ومهيسبكش حتى في ضيقتك وانت بتحل مشاكل أهل بيتك
واسترسل حديثه بته ديد صارم
_ قسما عظما لو معتذرتش عنيه المعاد ده ماهروح وياك في مكان وان ماوازنت بين بيتك اللي أنت مهملة كل يوم ده عمال على بطال ماهعرفك تاني فوق ياولد ابوي فوق لبيتك ولمرتك الدنيا مش مستاهلة .
ازاحه مجدي بكلتا يداه بغ ضب وهو يهتف
_ليه اكده الحلفان عاد ياعامر المعاد مهم وهيطلع لي عمولة زينة من وراه ليه ياأخوي ق طع الأرزاق داي عاد !
واستطرد حدته بدعاء
_ يق طع الحريم على الجواز على البيت على العيال اللي هيعكروا دماغ الواحد دول ويبوظوا لو شغله ها قوم ياولد ابوي هي العملية داي مبصوص في القرشينات بتاعتها من الاول .
تأفف عامر من طريقة اخوه وسار بجانبه وهو يردد بقلة حيلة
_ لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ربنا يهديك ياأخوي ربنا يهديك ويشيل الغشاوة اللي على عنيك داي .
وانطلقا كليهما في سيارة مجدي قاصدين منزل والدة مها وهو يسب ويلعن طيلة الطريق فيها وأخيه يحاول تهدئته
فويل للقاسېة قلوبهم من عڈاب الله
أما في منزل مها يجلس الجميع يلتفون حول معها كعقارب الساعة يستمعون إلي نهر خالها لها
_ كيف يامها ياللي بقول عليكي عاقلة وراسية وعمر العيبة ماتطلع منيكي تعملي إكدة وتقولي لجوزك ابو عيالك هخلعك !
داي كلمة تقوليها يابتي بردك إنتي متعرفيش إن الكلمة داي شينة وعيبة كبيرة في حقنا.
كانت مها في عالم أخر فهي قد ضړبت بع نف على يد ذلك القاسې الذي لم يعرف الحنان يوما وجاءت تحتمي بين جدران منزل ابيها كي يقفوا بجانبها ولكنها وجدت منهم قس وة اكثر من زوجها
جلست بينهم ودموع عيناها وانقباض قلبها حزنا يحاكى حكواه
كانوا حولها نصفهم مؤيد لها وماهم إلا أختيها
والنصف الآخر معارض لها وماهم إلا امها وخالها
وضعت يداها على أذنيها كي تصمها عن كلامهم الچارح لها وعيناها تذرف دموعها پقهر
وهي تحدث حالها برهبة
_ مالحل ياأنا فيما أحياه المۏت هو الحل أم أرتدي قناعا مزيفا من الشرف
لقد نسيت أنني انثى وصمتت ونسيت شعور الحب والغيرة ونسيت الإحساس ككل بل نسيت حياة الترف
ماذا بعد يا نفسي لم ټعذبي حالك اعتزلي مايؤذيكي ولا تستكيني واتركي حياة الأرق
فاقت من شرودها على صوت خالها يردد باستفسار
_ ايه يابتي جوزك زمانته جاي اهه وعايزك تفكي التكشيرة داي وتهدى حالك المعووج ده إحنا معنديناش بنات تطلق ولا في سلونا البت تخرج عن طوع جوزها .
هنا هتفت مكة باستنكار
_ كيف اكده ياخال !
هي اجرمت لما قالت له هخلعك ! ده حق ربنا اداه للست اللي مقدرتش على معاشرة جوزها ليه اهنه في الصعيد تستنكروا على الست حقوقها اللي ربنا مديهالها
وبعدين ياخال إنت لازم تبهدله على إنه مد يده عليها وبهدلها بالشكل ده علشان الراجل اللي يمد يده على مرته متآخذنيش يعني يبقى عربجي .
كاد خالها أن يتحدث إلا أن والدتها هدرت بها
_ اكتمي عاد يابت إنتي واقفلي خشمك ده لا إما أني بنفسي هقوم وأق طع لسانك هو العلام والجامعات اللي انتو رحتوها نستكم عوايدنا وتقاليدنا إن الست لازم تحافظ علي بيتها وتكون طوع جوزها يالا يابت إنتي وهي قومي ادخلوا أوضكم معايزاش واحدة منيكم واصل تقعد اهنه يالا همي منك ليها .
هنا تحدثت سكون بهدوئها المعتاد وأردفت بنبرة هادئة
_ العوايد داي يا أمي انقرضت من زمان من لما البنت الصعيدية دخلت الجامعة وبقت تسافر للمدينة الجامعية وبقت زيها زي اي بنت طبيعية ليها الحقوق اللي ربنا ادهالها في الجواز والطلاق مابقيناش زي زمان ايامكم غير ايامنا وبعدين إنتي مربيانا على عزة النفس والكرامة ومحدش يهننا ابدا .
أشارت ماجدة بيدها لسكون وأجابتها
_ كلامك زين يابتي بس كله كوم وخړاب البيوت كوم تاني داي عنديها منه ولدين ليه تفوت بيت ابوهم وكماني صغيرة وحلوة وفيها الطمع لازم تتحمل لاجل العيلين دول ولازم تحفظ طباع جوزها ومتعاملهوش بالكبر بتاعها ده .
جحظت عيناي مها من اتهام والدتها وتمتمت باستنكار
_ أني بكبر يا امي ! الله يسامحك ده إنتي الوحيدة اللي باجي ارتمي في حضنك وأشتكي لك همي تقومي دلوك تمسكي سك ينة إنتي كمان وتقطعي فيا شوي زييه
والله حرام اللي بيحصل فيا ده حرام وميرضيش ربنا .
كانت تتحدث وهي تنوح بصوت عال وټضرب بيداها على فخذها وأختاها تحتضناها ويربتون على ظهرها ويتألمون لألمها
ثم استمعوا الى رن الجرس فعلموا بقدوم مجدي امرت ماجدة سكون ومكة بالدلوف إلى غرفهم فقمن وهن مجبرين
دلف مجدي وأخيه عامر الذي نظر إليها ورأى وجهها المتورم من ضړب أخيه القاسې لها وعيناها المنتفختان من شدة البكاء وحالتها التي لاتسر عدوا ولا حبيب
أما هي شعرت برائحته التي تحفظها عن ظهر قلب في المكان ورفعت راسها وهم منشغلون بالسلام على مجدي وتلاقت نظراتهم التي تحمل الف معنى ومعنى وأهمهم نظرة الخذلان التي حملتها له وكأنه المسؤل عن ما بدر من أخيه أما هو نظرته لها اشفاق على حالتها ودق قلبه بۏجع لۏجعها وفي تلك اللحظة ود أن يخطتفها بين أحضانه كي ينسيها ۏجعها المرير ولكنه استفاق من تفكيره وتذكر بأنها امرأة أخيه الواقف بجانبه الآن
جلسوا جميعا وبدأ مجدي هجومه مرددا
_ شفت بت الأصول ياخال تقول لجوزها ايه
هنا تحدثت ماجدة مرددة پغضب وهي تشير تجاه ابنتها المهانة
_ وشفت إنت ولد الأصول بيعمل في مرته ايه !
طيب اني بتي غلطت في كلمتين قالتهم من حر قتها انك مهملها هي وولادها ومبتسألش فيهم تقوم تض ربها وتك سر لها عضمها وتورم لها وشها بالمنظر ده وتستقوى عليها يامجدي !
واسترسلت بعتاب وهي تهدأ من نبرتها الجافة
_ هي داي الأمانة اللي ائتمنتك عليها يامجدي يابن الطيبين .
كاد ان يتحدث بعجرفته إلا أن أخوه أصمته وتحدث بدلا عنه مرددا باعتذار
_ معلش ياأم مها حقك علينا اخوي غلط وجاي يعتذر من مرته وهو حق نفسه ليا ووعدني إنه عمره ماهيمد يده عليها تاني واصل ولا هيوجعها تاني وكماني هياخد باله من مرته وبيته وعياله .
نالت طريقته استحسان خالها مسعد واستغرب داخله أن ذالك أخوان من نفس البطن وهتف
_ بس بردك ياولدي مكانش ينفع يمد يده عليها بالشكل ده هي غلطت يجيبها لأهلها يعرفوها غلطها اما يض ربها بالع نف ده وكان ملهاش أهل يبقي اكده الغلط راكبه من ساسه لراسه .
اماء عامر بأهدابه
متابعة القراءة