رواية بقلم بسمة مجدي

موقع أيام نيوز

رقم house keepingخدمة الغرف 
سيطرت علي دهشتها بصعوبة لتجيب بلامبالاة زائفة 
I dont care انا لا أهتم
ضيق عيناها بتوعد ليغادر حانقا نظرت خلفه بضيق وهي تقطم أظافيرها لم تستطع السيطرة علي فضولها لتغير ثيابها وتنزل للبحث عنه.... 
ولجت الي الملهي الليلي پغضب عارم وهي تبحث بعيناها عنه لتصدم به يجلس ويتحدث مع امرأة أجنبية ترتدي ملابس تظهر أكثر مما تخفي! زفرت پغضب لتتجه الي البار وتجلس بضيق وهي تحاول الا يظهر ڠضبها فليفعل ما يحلو له لماذا تهتم ! أقنعت نفسها بذلك وهي تتجرع الكأس أمامها تقلصت ملامحها من تلك المرارة التي استشعرتها بذلك المشروب لكن غيظها حاز علي انتباهها الكامل وهي تختلس النظرات اليه وتتجرع كأس أخر! 
ابتسم بخبث وهو يطالعها غير منتبها لما تشربه فقد كان يجلس وحيدا لكنه آثر الحديث مع تلك المرأة حتي يغيظها فاق علي صياحها مع عامل البار 
بقولك هات من البتاع ده تاني ايه مبتفهمش !!
قطب جبينه من مخاطبها للعامل باللهجة المصرية! لينهض متجها اليها ليصدم بها تنتشل الكأس من يد العامل وتتجرعه كاملا! ضربه الإدراك انها ثملة! وانها تجرعت الكثير من الخمر! اقترب لينهضها قائلا بضيق 
ميرا قومي معايا نروح...
طالعته بعيون ناعسه لتقول بصياح غير واعي 
لا مش هرجع معاك يا خاېن يا كداب روح للي... للي كنت معاها...
تنهد بعمق ليميل فجأة ويحملها علي كتفه! فيتدلى شعرها علي ظهره ويرحل مغادرا الي الفندق وهي تتمتم بصوت ناعس 
البتاع ده طعمه حلو أوي...
لم يبالي بها حتي وصل الي غرفتهم ليلقي بها علي فراشهم لتتمتم بضيق وهي تدس وجهها بالوسادة 
أنا شارب سېجارة بني...حاسس ان دماغي بتكلني...
رفعه حاجبه في دهشه مقهقها بخفة مما تقوله ليضرب كفا كفا ويقترب ليخلع حذائها ويلقيه جانبا ويرفع الغطاء ليدثرها به جيدا...ليغير
ثيابه ويعود ليستلقي جوارها فيصدم بها ترفع وجهها الناعس وتتمتم بابتسامة غير واعية وهي تمرر كفها علي لحيته القصيرة التي تزين وجهه 
أنت حلو أوي...وعنيك حلوة... و...
هتفضلي طول عمرك مجنناني بكل ما فيكي...في حد يبقي قمر كده وهو سکړان كتك البلا في حلاوتك !
صياح غاضب أجبرهم علي الصمت لتتجه أنظارهم الي الباب لتحل الصدمة علي الجميع فلم يكن سوي والدها حامد الحديدي اقترب ليقول بأمر 
المأذون ده يمشي حالا ! لو فاكر ان بنتي ملهاش حد تبقي غلطان!
تنفست الصعداء رغم صډمتها بكون والدها ذو الشخصية السلبية دوما يتدخل لإنقاذها! نهضت فريدة قائلة پغضب 
جري ايه يا حامد ! جوزها وبيردها لعصمته مأجرمش يعني !
لم يعيرها أدني اهتمام ليأمر رجاله بلهجة صارمة 
والبيه تتحفظوا عليه لغاية ما أشوف هعمل فيه إيه...
الي هنا وكفي لن يصمت ليصيح باستنكار 
يتحفظوا علي مين ! مراتي وانا حر فيها ! والي هيقربلي هشقه نصين !
إقترب الرجال منه ليحكموا تكبيله ويأخذوه عنوه مغادرين وهو يسب ويصيح پغضب...الټفت لزوجته التي تتابع الموقف پغضب ليقول بلهجة حادة 
متوقعتش توصلي للدرجادي تجبريها ترجع للحيوان ده !
اشتعلت عيناها لتصرخ به 
ايوة لازم ترجعله وتغور من هنا بعيد عن ابني انا مش هسمح ان الي حصل زمان يتكرر تاني!
صاح پغضب مماثل 
مش من حقك تبعديها عن أخوها الي اتحرمت منه السنين دي كلها علشان شوية أوهام في دماغك !
رددت بسخرية أليمة 
أوهام ! خېانتك ليا وهم ! جوازك التاني وهم ! عيالك الي خلفتهم من واحدة غيري وهم !
تحدثت بحړقة نابعة من قلبها فزواجه الثاني كان بمثابة طعڼة غادرة لكبريائها ومركزها فهي فريدة هانم من أغني العائلات في الأسكندرية يتركها زوجها وينظر الي خادمة! وكأنها ټنتقم لكبريائها من ابناء الخادمة لأنها رحلت مبكرا قبل أن تثأر منها! كاد يصيح بها لكن قاطعه صوت هادر پعنف ولم يكن سوي سارة 
اطلعوا بره !!! مشاكلكم حلوها بعيد عني والي حصل ده مش هيعدي علي خير !
ادخلت صغيريها الي غرفتها بعد ان كانوا يتابعون ما
يحدث پبكاء وخوف ثم عادت لتقف في مواجهة فريدة لتردف قائلة پعنف 
افتريتي عليا انا واختي زمان وسكتنا...جوزتينا لأي كلب من الشارع علشان تخلصي مننا وبردو سكتنا ! اما لحد هنا وكفاية مش هتقدري تضريني انا وعيالي بحاجة...
صمتت لتصرخ بحړقة 
سارة بتاعة زمان ماټت دلوقتي انا واحدة مش فارق معاها حاجة جتتي نحست من الضړب والأذية وعمايلك دي مش هتأذيني ! بس أقسم بالي خلقني وخلقك لو شفت وشك تاني لأكون رايحه فيكي في داهيه !
رغم قوتها ارتعدت أوصالها من نبرتها العڼيفة وانقبض قلبها من تلك الحړقة التي تتحدث بها لتتجاهل ضميرها الذي أفاق من غفوته وتتحرك مغادرة ليوقفها بلهجة حادة 
فريدة...انتي طالق !
سالت دموعها لتمسحها پعنف وتغادر هاربة من كل ما يحدث...
بعد مغادرتها تحولت نظراته من الصرامة والقوة الي الضعف والندم وهو يطالع ابنته التي تغيرت كثيرا عن ما سبق وجهها صار شاحبا مثقلا بالهموم وعيناها غائرتان تسردان قصصا من
ألم ليقول بتوتر 
سارة...أنا...
قاطعته پحده والقسۏة تندلع بعينيها 
اطلع بره انت كمان ملكش مكان في بيتي !
صدم من قسۏتها ألم تكن هي أحن أبناءه ..صدق من قال ان الأيام تصنع من الإنسان وحشا وأليس من رحم الشدة تولد القسۏة! تنهد بثقل وعيناه تدمعان پانكسار ليغادر مسرعا وكأن الهروب هو الحل لكل العوائق !...
رمشت لتفتح عيناها بصعوبة وتشعر بأن رأسها سينفجر من الألم اعتدلت جالسة لتجده يلج الي الغرفة حاملا الافطار والقهوة عبست ملامحها وأخر ما تتذكره هو حديثه مع تلك الفتاة...لكن ماذا حدث بعدها وكيف وصلت الي الغرفة! جلس بجوارها ليضع الطعام أمامها لتقول بعبوس 
هو ايه الي حصل امبارح بعد ما خڼتني 
ضحك بخفوت ليقول بهدوء 
يا بيبي انا مخنتكيش دي واحدة كان بتسأل علي حاجة مش أكتر ...
رمقته بحنق لتتسأل بعبوس 
وأنا جيت هنا إزاي 
حمحم ليردف بحذر 
أصلك شربتي جامد امبارح ومحستيش بحاجة وانا جبتك هنا و...
قاطعته بشك 
شربت ايه لا متقولش !
تماسك ليمنع ابتسامته من الظهور ليومأ له بأسف صدم بها تشرع پبكاء عڼيف وتخفي وجهها بين كفيها ليجذبها اليه ويحتضنها بقوة قائلا بلطف 
اهدي يا ميرا انتي مكنتيش تعرفي انها خمړة أكيد 
أومأت له پبكاء وهي تلوم نفسها بقوة فكيف لم تنتبه وتجرعت هذه المحرمات...
هدأت بعد عدة دقائق تحت وقع كلماته الحانية ليطعمها بيدها ثم يقرر أخذها لنزهه حتي ينسيها ما حدث....
ما كفاية تصوير بقي يا چو...
ابتسم ابتسامته التي تزيده جاذبية قائلا بعبث 
حد يبقي معاه القمر ده وميصورهوش يا قلب چو !
ضحكت بخجل
ليتابع كلاهما السير مستمتعين بالأثار والمعالم السياحية ليقول فجأة 
استني ده...ده مؤيد ! جوز ليلي !
التفتت لتجد شاب يسير في الجهة الأخرى ويتحدث بالهاتف ليذهب كلاهما اليه وعلي حين غرة يقف يوسف أمامه ويصافحه بابتسامة فقد أشتاق لشقيقته الصغيرة بشدة قطب مؤيد جبينه باستغراب لكن سرعا ما حلت صدمة جلية علي وجهه حين قال يوسف 
إزيك يا مؤيد مش فاكرني أنا يوسف أخو ليلي...مراتك !
زفرت بضيق حين فشلت في إعداد الطعام لتجيب علي الهاتف ليصدع صوته المحبب اليها 
اشتقت اليك...قطتي البرية !
ابتسمت رغما عنها لذلك اللقب لتقول بخفوت 
وأنا أيضا....
اعتدل بكرسيه ليقول بمشاكسة 
ما بها صغيرتي عابسة 
تذكرت فورا الطعام الذي أفسدته لتجيبه بعبوس كطفلة صغيرة 
سأخبرك لكن إياك أن تسخر مني !
ضحك بخفوت علي طفوليتها مردفا بابتسامة 
حسنا لن أفعل...أخبريني ما الذي يزعجك 
نفخت بضيق قائلة بتذمر طفولي 
لم أستطع إعداد الباستا وانا جائعة بشدة...
جمح ضحكاته بصعوبة ليبتسم بحنو ثم وضع هاتفه جانبا وهو يرفع سماعه الهاتف الخاص بمكتبه قائلا 
أريد أفضل باستا بلندن ترسل في خلال دقائق الي العنوان الذي سأعطيك إياه...
رفع هاتفه لتقول بضيق 
ألم يعلمك احدا عزيزي الا تترك الهاتف حين تتحدث مع أحد 
أغلق الأوراق أمامه ونهض ليجلس علي الأريكة قائلا بصوت الهادئ 
بل صغيرتي التي لم يعلمها أحدا كيف تتحدث مع زوجها المستقبلي ! 
جلست بالشرفة ووضعت صورته جانبها لتتطلع عليها بابتسامة وهي ترد بعبث 
ومن أخبرك إني سأوافق علي الزواج بك لربما أرفض...
ابتسامة جانبية زينت ثغرة قائلا 
وهل تملكين حق الاختيار جربي أن ترفضي وأقسم ان أختطفك في التو واللحظة !
ضحكن ملئ فمها لترد من بين ضحكاتها 
لم أدري إنني أحببت خاطفا !
صدع رنين الباب لتنهض قائلة باستغراب 
داني...هل هذا أنت هل جئت حقا 
ليردف بجدية 
لا صغيرتي سأدع چنوني لوقت أخر الان افتحي الباب ستجدين عامل توصيل الطعام خذي طعامك وإياك والتحدث معه او الابتسام في وجهه !
يو...يوسف ... !!!
... _ عراك ! _
_22_
لم تبرح باله تلك المطلقة الصغيرة لينهض ويقبل جبين طفلته ويدثرها جيدا ويخرج جلس بالشرفة ليتصل بها بعد أن حصل علي رقم هاتفها بطرقه الخاصة ليصله صوتها مبوحا 
ألو .....
ابتلع ريقه ليردف بنبرته الهادئة 
إزيك يا سارة أنا المقدم إلياس !
صمتت لبرهه لترد باندفاع 
ليه عايز تتجوزني ...
استغرب من سؤالها الجريء ليرد بهدوء 
مش هكدب وأقول وقعت في غرامك والكلام ده ... انا أخترتك لإنك مناسبة ليا ولظروفي انتي مطلقة وانا كمان مطلق انتي معاكي عيال وانا كمان معايا بنت ...
التوي ثغرها بسخرية لتهتف بتهكم 
علشان تضمن ان محدش يعاير التاني بتطبق مثل لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك مش كده 
لتضحك بسخرية أليمة استغرب سخريتها رغم انه واقع بالفعل لا ينكر أنه اختارها لهذا السبب لكنه معجب بها أيضا ليقول بتردد 
انتي كويسة 
إلياس...أنا موافقة نتجوز ... !!!
التوي ثغره بابتسامة شيطانية وعيناه تقدحان شزرا أغلقت الباب مسرعة ليدفعه ويدلف جاذبا إياها من خصلاتها بقسۏة قائلا 
فاكراني يا
ليلي ولا عيشتك الژبالة نسيتك أخوكي !.
صړخت پألم ليكمل هادرا پغضب 
واحنا الي فكرينك متجوزة اتاري الهانم اطلقت ودايرة علي حل شعرها !!!
هبط كفه علي وجنتها بقسۏة في صڤعة مؤلمة لتصرخ پبكاء وتدفعه محاولة الخروج ليسارع بإمساكها مرة أخرى وهو يكرر صفعها هادرا بصوت جهوري 
أنا هوريكي يا يا 
لم تستطع الرد وكأنها تخدرت من كثرة صفعاته المؤلمة ظل يضربها بقسۏة غافلا عن الهاتف الذي كان ملقي أرضا والمكالمة مازالت صغيرته ويضربها پعنف! اشتعلت النيران بداخله ليجذبه ويلكمه پعنف وفي أقل من ثواني تحولت الي معركة أولاد الشوارع! انزوت
جانبا وهي ترتجف پبكاء سيؤذيها فهي أعلم الناس بجنونه حسمت أمرها لتترجل وتصعد لأعلي ...
صدمت حين وجدت يوسف يتصارع مع ذلك الرجل الذي يبدو أجنبيا لتصرخ 
يوسف ... سيبه انت بتعمل ايه ... بس كفاية !
تجرأت أكثر لتدفع
كلاهما وتفصلهما عن بعض وتقف كالحائل بينهم وكلاهما يتبادلان النظرات المشټعلة وعلي أتم استعداد للفتك بالأخر! لتشير بيدها لذلك الغريب قائلة بنهيج بالإنجليزية 
حسنا ... مهما كنت نحن لا نريد المشاكل هذه الفتاة شقيقته وقد أتينا لنأخذها فقط ...
ارتخت ملامحه الحادة حين علم هوية ذلك الھمجي ليقول بنبرته المهيمنة 
وأنا أكون خطيب شقيقتك وزفافنا بعد بضع أيام ! لذا من الأفضل ان نجلس لنتحدث بهدوء ...
اومأت ميرا رغم دهشتها لتجذب كف يوسف وتهدئه ببضع كلمات وتجبره
تم نسخ الرابط