رواية بقلم بسمة مجدي
ليردف يوسف بمرح
عدل ربنا الباشا الصغير خد عنين مامته والانسة العصبية دي خدت عنيا انا...
التف الجميع حول الأطفال لتهتف سارة بابتسامة
طب سمتوهم ايه
اجابها وهو يتطلع لجميلته المرتبكة بحب
نجاة وآسر...
اقترب دانيال من ليلي ليهمس بأذنها بعبث
بعد رؤية
هذه الرضيعة انا لن اتنازل عن واحدة مثلها واريدها مشاغبة ذات شعر بلون العسل تماما كوالدتها اريد نسختك المصغرة !
بعد قليل غادر الجميع ليبقوا وحدهم كادت تدلف الي غرفتها ليمسك كفها قائلا بلطف
استني يا ميرا...
نظرت له باستفهام ليسحبها خلفه ولوا الي غرفتهم ليباغتها بسؤاله
صليتي قبل كده
لأ...
اجابها بهدوء
ولا انا !
ليسحبها الي المرحاض ويهتف بابتسامة هادئة
انا في الفترة الي فاتت دي اتعلمت ازاي اصلي وازاي اتوضي بس مصلتش...كنت مستني ناخد الخطوة دي سوا او مكانش عندي الشجاعة الكافية اني اخدها لوحدي...
طالعته بعدم تصديق وبدأت الدموع تترقرق بعينيها ليبدأ بتعليمها الوضوء كطفلة صغيرة ثم توضأ كلاهما ليغيب ويحضر لها عباءة وحجاب رقيق كان قد اشتراهم مؤخرا لتصلي بها ارتدتهم بارتباك لتسير خلفه حتي وضع سجادة الصلاة لتقف خلفه وهو يصلي بصوت عال حتي تردد خلفه انتهي كلاهما من الصلاة ليمسك كفها ويداعبه بحنان قائلا
اجابته بصدق
حاسه براحه غريبة محستش بيها من زمان...
ابتسم قائلا بهدوء
احنا قولنا هنبدأ من جديد وهنواظب علي الصلاة وعلي العلاج بتاعك والجلسات مع الدكتورة ايدي في ايدك وهنساعد بعض انا محتاجلك زي مانتي محتجالي بالظبط الطريق
طويل بس هنمشيه سوا...
لم ترد سوي بكلمة واحدة هامسه بحروف تقطر عشقا
ولأول مرة في حالة فريدة من نوعها لا يتغير العاشق لأجل معشوقته بل يتغيرا سويا لأجل كل منهم ليبدأ طريقهم بأيدي متشابكة في ترميم ارواحهم المنكسرة التي خطت عليها خطوط الزمان فقيل قديما اذا لم يصلح الزمان ما احدثه من كسور بين ثنايا روحك سأحطم روحي كالزجاج المنثور وأصلح بها ما فرغ من روحك المظلمة...
... بعد مرور خمس سنوات ...
الياس حبيبي كويس انك جيت كنت عايزاك تركبلي اللمبة بتاعة أوضة المخزن علشان باظت !
قبض علي كفه بعصبية قائلا من بين اسنانه
بقولك يا حاجة وسعي من سكتي مش هتداري عليهم زي كل مرة !
لمح الصغير يركض لأعلي ليصيح بتوعد وهو يلحقه
خد يالا فاكر اني مش هعرف اجيبك يا بتاع ميس انشراح
انت جيت يا الياس...وحشتني...كل ده تأخير
رفع حاجبه بتعجب ليهتف باستغراب
ده علي اساس انك كده بتتدلعي ولا دي بوادر اغماء اخفي من وشي انتي كمان يا سارة الله لا يسيئك...
احمر وجهها بحرج ليبعدها عن طريقه ويصعد الي الأعلى دلف الي الغرف يبحث عنهم بلا جدوي حتي استوقفه صوت بخزانة ملابسة فتحها ليجد صغيرته الشقية مختبئة بها وتخبئ وجهها بين كفيها ليهتف بتوعد
قفشتك يا ام اتنين من خمسين !
صړخت بفزع ليسحبها من ملابسها من الخلف كالمجرمين! صائحا
بعصبية
الهانم كانت بتبيع لبن طول السنة لعبت في ورقتها البخت علشان تجيب الدرجة دي
اخفت ضحكتها لتجيبه ببراءة كالقطط
أصل الامتحان كان صعب يا بابي والمستر اصلا مستقصدني قلتله انا بنت المقدم الياس راح مشوحلي بأيده كدهو علي اساس مش هامه يعني ...
قالتها وهي تلوح بيدها ليهتف بغيظ
يابت بطلي لماضة اعمل فيكي ايه بس...
سحبت نفسها لتركض الي الخارج سريعا وهو يلحقها بعصبية ليجد مازن يركض الي الأسفل ليخلع حذائه ويلقيه عليه هادرا
تعالالي يا عاقل يا كبير يالي مبوظهم...
هبط الي أسفل ليجدهم جميعا منكمشين ببعضهم خوفا من غضبه لتهتف والدته سريعا پغضب
جري يا الياس مربي للعيال الړعب ليه بقولك ايه احفادي محدش هيجي جمبهم لحسن اسيبلك البيت ومحدش يعرفلي طريق !
رفع حاجبه بدهشة لتؤيدها سارة قائلة بحزن مصطنع
ايوة يا ماما وانا كمان هاخد بنتي وولادي وهاجي معاكي مهو محدش بيهتم بينا في البيت ده !
لتشرع في بكاء زائف ووالدته كذلك حتي تلك الصغيرة الشقية انضمت لهم ليهتف من بين اسنانه
مهو دلعك انتي وامي ده الي مبوظهم...مش عارف اربي عيالي بسببكم !
ليكمل بعصبية
البيه الكبير عاملي بلطجي وماشي يضرب اي حد يكلم يزن او تقي المدرسة كلها بقت تخاف تقرب منهم والمدرسين بيشتكوا والبيه الصغير سي روميو راح يحب مدرسته الي عندها 30 سنة ومقضيها ورد وغراميات ودور العاشق الولهان ! ولا السنيورة الي الاصفار منورة ودرجاتها في النازل !
لتصيح سارة بغيرة
وانت عرفت منين ان عندها 30 سنة يا سي الياس
ضړب كفه بالأخر قائلا بدهشة
احنا في ايه ولا في ايه يا سارة بقولك مصايب عيالك وانتي تقوليلي مدرسة ومش عارف ايه !
لتقبل صغيرته كفه وهو مازال عابسا قائلة ببراءتها المحببة الي قلبه
انا اسفة يا بابي اوعدك هذاكر وهجيب درجات احسن بس انت متفضلش زعلان...
ليقبل يزن كفه الاخر قائلا بضيق طفيف
اخر مرة يا بابا مش هبعت لميس انشراح جوابات تاني...
ليقول مازن بأسف
اسف يا بابا هحاول اتمالك اعصابي بعد كده...
ابتسم رغما عنه قائلا بمرح متحسرا علي حاله
دانتوا مش بتاكلوا بعقلي حلاوة دانتوا بتطفحوهالي طفح !
ضحك الجميع وهم يحتضنوه بقوة وهو يضحك من هجومهم فحقا لا يستطيع ان يغضب منهم لوقت طويل طالما اجتمعوا عليه فتلك أسرته الصغيرة التي يعشقها فهذا عوض الله وما أجمله عوض...
ابتسمت بخجل وهي تستعد بذلك الفستان الوردي القصير لتضع اللمسات الاخيرة بمساحيق التجميل لتخرج من الغرفة ما ان استمعت لغلق الباب لتجده يتمتم بضيق
الزحمة...مش معقوله...والسواقين...بيتخانقوا علي كل مشكلة...في الساعة !
ضحكت بخفوت علي لغته العربية التي مازالت ضعيفة نوعا ما فهي الي الان تجمع كلمتين من حديثه لتكون جملة مفيدة! لتهتف بمرح
ايه الي مزعلك بس يا انجليزي
ابتسم تلقائيا ما ان رأها ليسحبها ويجلس علي قدميه كعادته ويحكي لها يومه ليهتف بلغته
يا اللهي لقد اشتقت للندن كثيرا وتلك البرودة انا اكتشف شيئا جديدا كل يوم بهذه البلاد !
عبست قائلة بعتاب رقيق
آدم مش اتفقنا منتكلمش انجلش تاني علشان تتعود علي العربي
تأفف بضيق قائلا بتقطع
حاضر...مش...هتكلم انجليزي...واتكلمت...عربي
ضحكت بخفوت لتهمس بجانب أذنه
انا قررت افك الحظر وابسطك !
ابتسم قائلا بعدم فهم
يعني ايه ابسطتك
مالت علي مرة اخرى هامسه بعبث
يعني انا حامل و
هجبلك مصېبة تانية شبهي يا انجليزي !
صاح باستنكار مندهش
انتي تمزحين انتي حقا حامل
ضحكت من صډمته فهي قد قررت تأجيل الانجاب ليستمتعوا بحياتهم سويا وقد كانت تنهي دراستها التي اهملتها بالأحداث الماضية ليحملها ويدلف الي الغرفة يضعها علي الفراش قائلا بتوتر وانفعال
من اليوم لا أعمال منزلية ولا خروج من المنزل و...وسأحضر كتبا كثيرة لكيفية التعامل مع الأطفال...حسنا...وسنذهب الي أفضل طبيبة بالبلاد او سأحضر طبيبة من الخارج وأيضا...
امسكت وجهه هامسة بلطف بلغته فرغم رغبتها في تعلمه العربية الا انها مازالت تعشق لغته كما تعشق كل ما يخصه
ششش...اهدأ عزيزي...انا بخير...لا تقلق ستكون افضل اب لها مثلما كنت لي أنسيت طفلتك الاولي
ابتسم ابتسامته الجذابة وهو يضم رأسها لصدره قائلا بحب
ومن ينسي طفلة مثلك صغيرتي
هتفت بعبوس بسيط
هل ستناديها صغيرتي وتدللها اكثر مني
اتسعت ابتسامتها هامسا بعبث
لا ادري...لكن ربما أفعل ان كانت تحمل عينيكي البندقية او تحمل نفس ابتسامتك ويحمر وجهها حين تغضب ربما سأفعل حينها لكنك ستظلين مدللتي الأولي مهما أنجبتي...قطتي البرية !
جلست علي ركبتيها والدموع تنساب ساخنة علي وجنتيها لتهمس بشرود وابتسامة بسيطة
قرأت الفاتحة بدموع لتمسح وجهها وتميل لتقبل قپرها باشتياق
خلاص كفاية كده يا حبيبتي يلا بينا نروح !
علفكرة بنتك باقت عصبية اوي نعمل ايه في جيناتك دي انا مبقتش عارف اتعامل معاها
ابتسمت بشحوب لمحاولاته التي تدركها جيدا لتهتف بصدق
يوسف...انا كويسة !
اوقف سيارته جانبا ليمسك كفها قائلا بلطف
عارف يا ميرا...احنا عدينا كتير...كنا فين وبقينا فين...انا عايز اشوف ابتسامتك عالطول...ابتسامتك الي بتخلي قلبي يتنطط زي المراهقين لحد دلوقتي....
ابتسمت بخجل ليكمل بعبث وهو يهمس بأذنها
بس ده ميمنعش انك لسه ضبش !
لکمته بكتفه قائلة بعبوس
انت مش هتبطل الاسم ده ابنك اول امبارح جاي يقولي يعني ايه ضبش يا مامي !
كتم ضحكته ليميل ويهمس بخفوت خطېر
انتي اد الضړبة دي
ابتسمت بمكر لترفع حاجبها قائلة بتحدي
اه ومبخافش علفكرة !
ابتسم بغموض ليرفع هاتفه قائلا
ايوة يا لولة بقولك يا قلب أخوكي ابقي خلي حوزك يعدي علي البيت وياخد العيال علشان هغيب اسبوع كده ! هبقي اقولك بعدين...
قطبت جبينها قائلة بدهشة
اسبوع ايه ليه هنروح فين
اعاد تشغيل السيارة لينطلق بها بسرعته الچنونية المعتادة قائلا بخبث
طالعين علي الساحل يا روحي اصلها كبرت في دماغي بصراحة !
ضحكت بدهشة من جنونه لتهتف بابتسامة ماكرة وهي تغمز له
ناوي علي ايه
التوي ثغره بابتسامة جانبية قائلا بخفوت غامض وهو يرد لها غمزتها
ناوي علي كل خير يا مزتي !