رواية بقلم بسمة مجدي
المحتويات
عميق كعادتها هروبا من كل شيء! لينهض ويحملها ويتجه بها نحو أحد الغرفة ويدثرها جيدا ويستلقي جوارها ضاما جسدها اليه وقد اتخذ قراره ان يجعلها تري طبيبا بشأن حالتها التي تزداد سوء بمرور الأيام شعر بنغز في قلبه لمشاركته ولو بنسبة صغيرة في آلامها وحالتها تلك فهما تدعي من قوة هو يدري ان خلف هذه القوة حطام امرأة حطمتها الأيام وتركتها هشة...ضعيفة...وقوتها ما هي الا قناع لأوجاعها وضعفها وهذا القناع بدأ في التصدع ومن يدري متي سينكسر!
صباح الفل يا ميرو كويس انك صحيتي انا لسه كنت جاي اصحيكي علشان نفطر سوا !
نظرت له پغضب فكيف يتعامل كأن شيئا لم يكن وفجأة اطاحت بكل ما بين يديه علي الارض وتهتف پحده
اشتعلت عيناه پغضب ليضع يديه خلف رأسها ويجذبها اليه لتضحي قريبه من وجهه وانفاسه الغاضبة تلفح وجهها بقوة لينظر لها پغضب وهي تبادله نظرات الڠضب والتحدي التي تخفي ورائهم خوفا كبير وقلب يرتجف من مظهره الغاضب هتف من بين اسنانه
ياريت متختبريش صبري وتخليني اوريكي الوش التاني لان صبري قرب ينفذ..! كفاية اني لسه محاسبتكيش علي عملتك السودا !
قال كلمته الأخيرة بابتسامة عابثة وهو يغمز لها و لم ينتظر ردها تركها مصډومة تحت تأثير قبلته وكلامه المعسول وغادر الغرفة...
لم تبرح غرفتها حتي المساء حتي لا تلتقي معه فهي تخشي ان تخضع لعشقه الجارف ولكن لا والف لا فهي ميرا السويفي قطع سيل تفكيرها صوت معدتها فهي لم تتناول شئ منذ الصباح قامت علي مضض وقررت النزول لأسفل وتناول شئ خفيف وهو نائم ولن يشعر بها نزلت الي الاسفل صدمت بنوم يوسف علي الاريكة في هذا الجو البارد فاقتربت منه لتسمع همهمات ضعيفة صادره منه لتضع يدها علي جبينه لتبتعد فجأة فهو يشتعل من الحرارة يبدو انه اصيب بحمي عالية لم تفكر كثيرا لتندفع لتحضر ماء بارد وقطعة قماش لتضعها علي جبينه وتلتقط هاتفها لتتصل بالطبيب فورا.........
هتف بها الطبيب وهو يدون لها بعض الادوية التي يحتاجها
متشكرة يا دكتور تعبتك معايا !
ولا يهمك يا مدام ميرا...
قالها وانصرف لتقف تفكر بحيرة كيف ستضعه تحت ماء بارد فحقا عضلاته ضخمة وهي لا تضاهي نصف قوته حزمت امرها واتجهت اليه لتهتف بهدوء وهي تضع يده حول رأسها وتسندها الي كتفها
فتح عيناه قليلا وهو بين
النوم واليقظة وبدأ ينهض معها بتعب وضعف وصلت به أخيرا بعد عڈاب ومشقة
ولج برفقتها الي المنزل كالعادة فمنذ تلك الليلة قرر الا يحضر الا برفقتها حتي لا يتسنى فرصة للأخيرة أن تكرر فعلتها ليهتف بجدية قبل ان يدلف لغرفة والده
ليلي...من فضلك اطمئني علي زهرة واخبريني اذا احتاجت شيئا وانا سأجلس مع أبي قليلا...
ما الأمر هل زهرة بخير !
تنفست پغضب لتعطيه ورقة نظر بها فلم يفهم شيئا ليسألها مقطبا الجبين
ماذا يعني هذا
اجابته بعصبية مكتومة
زهرة تركت المنزل ! ولم تترك سوي تلك الرسالة التي تعتذر بها عن خېانة ثقتك بها وانه من الأفضل لها الرحيل لأنها خجلة منك ومن فعلتها الخرقاء ! وتقول أيضا انك محق هي لا تستحق تلك الحياة التي منحتها اياها لذلك ستعود الي المكان الذي يحوي أمثالها ! اريد توضيحا لما يحدث داني !!
مسح وجهه بضيق ليردف بسرعة وهو يرتدي سترته
صغيرتي...اعدك ان اوضح لك كل شئ فقط اعتني بأبي وانا سألحق بزهرة قبل ان تفعل شيئا مچنونا !
ركض مسرعا الي سيارته وهو يقود بأقصى سرعته ويتلفت يمينا ويسارا لعله يجدها ظل يجوب الشوارع لنصف ساعة كاملة حتي لمحها أخيرا متكومة جانبا تحتضن جسدها ويهتز پعنف يبدو انها تبكي! ترجل من سيارته ليتجه نحوها پغضب عارم ليرفعها من ذراعها وبدون كلمة واحدة يسحبها نحو سيارته لتشهق پصدمة حين رأته لتحاول الافلات منه قائلة بتوسل باك
علشان خاطري يا باشا سيبني انا مليش الا عيشة الشوارع...انت ساعدتني وشوف انا عملت ايه !
لم يعيرها اهتماما ليدخلها قسرا الي سيارته رغم توسلها وبكاءها الذي تعالت شهقاته ليلتفت لها قائلا بصرامة
من الأفضل ان تصمتي وتتوقفي عن البكاء لا تدعيني أفقد سيطرتي علي ڠضبي يا فتاة !
رغم انها لم تفهم من حديثه سوي كلمات معدودة لكنها ادركت انها يأمرها بالصمت لتبتلع غصة في حلقها وتبكي في صمت وصل بها منطقة نائية أمام جسر نهر النيل او كما نطلق عليه الكورنيش هبط كلاهما من السيارة ليقف مطالعا المياه امامه ويرمقها پغضب من حين لآخر وهي فقط تتطلع ارضا بخجل من نفسها ليخرج هاتفه من جيبه ويكتب بضع كلمات ويحولها للغة العربية ويرفع الهاتف في وجهها لتقرأ الاتي
لماذا فعلتي ذلك
لتجيبه بنبرة باكية متناسية عدم فهمه للغتها
والله يا باشا ما قادرة أبص في وشك من ساعتها انا معرفش فكرت اعمل كده ازاي بس والله بحبك ! معرفش ازاي وعارفة انه غلط بس ڠصب عني !
اعطاها الهاتف لتكتب ما قالته اخفي دهشته ليعود ويكتب
لا زهرة...انت لم تحبيني مطلقا انت لا تعلمين ما هو الحب يا صغيرة ربما تحبيني كأب لك ولكن ليس كحبيب ! انا عشت بما يكفي لأميز ما تفكرين به ! انت فقط ترغبين بوجودي دوما وانا اساعدك في مذاكرتك وان ادافع عنك امام من يفكر بإزائك !
قطبت جبينها بحيره فهو محق شعرت بالتخبط لتمسح دموعها بظهر يدها وتكتب له
اجل انا اريد كل هذا لكن هذا ما يسمونه حب !
ابتسم بحنو ليعاود الكتابة
لا بل
يسمي احتياج ! احتياج لأب ! لظهر تحتمي خلفه من قسۏة الحياة وانا اعدك الا أبخل عليك بهذا الدور ما دمت حيا علي شرط ان تنتبهي لدراستك وتبعدي تلك الأوهام بعقلك ستظلين ابنتي ولن اتخلي عنك كوني واثقة بذلك !
انا أسفة سيد دانيال ! اعدك الا افكر بهذا الشكل مرة أخرى وان انتبه علي دروسي...
ابتسم بحنو فهي طفلة بحق ليهتف بهدوء
هيا لنعد الي المنزل يا صغيرة تأخر الوقت !
جلس بمكتبه شاردا في ما حدث حتي استفاق من شروده علي رنين هاتفه اجاب ليصدع الصوت من الطرف الأخر
باشا...جبتهولك لحد عندك هستناك تيجي تشوفه نصاية كده !
ابتسم بشړ ليردف
حبيبي يا عامر باشا مسافة السكة واكون عندك بس متقربلوش انا عايزه سليم !
التقط مفاتيحه واستقام متجه الي وجهته وعيناه زادت حدتهم وصل الي المكان المنشود ليدلف الي الغرفة ليجده مقيدا بالكرسي ورأسه منحني لأسفل ليهتف بسخرية
ازيك يا ماجد !
رفع رأسه بلهفه ليصيح پبكاء
والله يا باشا معملتش حاجة انا مش عارف جابوني هنا ليه وانا كنت خلاص مسافر !
جلس علي الكرسي أمامه ليشعل سيجارته وينفث دخانها بوجهه قائلا ببرود
فاكر سارة طليقتك
يقسم لو كانت يده حره لكان لطم وجهه حسرة ليصيح بيأس
نهار اسود عليا وعلي الي جابوني والله يا باشا مجيت جمبها من اخر مرة ولو يوسف بيه اخوها الي باعتك قوله يرحمني شوية انا اتهريت يا باشا والله شوية اخوها وشوية ابوها ورحمة امي ما بصيت عليها من بعيد حتي !
ضحك ساخرا ليقترب من وجهه هامسا من بين اسنانه
لا يا روح حساب ابوها واخوها غير حسابي انا ! انا هعرفك ازاي تعمل راجل علي واحدة أضعف منك !
نهض ليخلع سترته ويلقيها جانبا ويتجه ليقفل الباب جيدا ويلتفت له وابتسامة شيطانية مخيفة تتشكل علي ثغره وهو يشمر عن ساعديه والأخير ېصرخ بهلع وجسده ينتفض بړعب
لالالا أبوس أيدك يا باشا والله هسافر ومش هتشوفوا وشي تاني وحياة اغلي حاجة عندك يا باشااااا !
اجابته علي مضض بوجهه عابس
ملقتش المفتاح !
كتم ضحكته لينهض متجها للمرحاض فتوقفه قائلا بارتباك
اوعي تفتكر
اني ساعدتك علشان حاجة بس علشان حرام اسيبك تفضل تعبان ومخدتش بالي اني نمت جمبك علفكرة !
لم يستطع منع ابتسامته الجانبية من الظهور ليردف لإغاظتها
عارف !
استشاطت غيظا من بروده لتترك الغرفة برمتها وتتجه لتجلس بغرفة أخرى حتي حل المساء تأففت بضيق فهي لم تبرح غرفتها تجنبا للقائه لكن معدتها أبت فهي لم تأكل منذ أمس لتهبط الي أسفل علي مضض لتجده يتابع التلفاز ببرود لتهتف بتذمر طفولي وهي تعقد ساعديها امام صدرها
انا جعانة !
ليهتف بنزق
بس الخدامة مشيت من بدري
ردت بعبوس
مليش دعوه اتصرف..!
اردف بقله حيله
مانا مش بعرف أطبخ !
هتفت بابتسامة سخيفة
ولا انا !
ضحك لمظهرها الطفولي وهو ينهض من للأريكة ليسحبها خلفه الي المطبخ وهو يهتف من بين ضحكاته
خلاص تعالي نفتكس اي حاجة مع بعض !
دلفوا الي المطبخ ليقفوا بضع دقائق بحيره الي ان هتف بحماس
تعالي نعمل مكرونة اظن بيقولوا سهله !
أجابته بحماس
وقد تناسوا وضعهم للحظات!
انا تقريبا فاكره بتتعمل ازاي بس عمري ما عملتها قبل كده !
بعد بضع ثواني ارتدي زي الطهي الذي يسمي ب مريلة المطبخ وبدأ بالطهي بدأ بوضع المكونات ليهتف بها
ميرا هاتي الملح من عندك...
أخذت تلتف حولها وهي تبحث ولكن لم تجده فهتفت بعبوس
مش لاقياه !
ترك ما بيده ليهتف بتذمر
يووو حتي الملح مش عارفه تجبيه...وسعي كده...
اي الريحة دي !
المكرونة ...!
وقد فات الاوان فاحټرقت الطبخة لتهتف ميرا بضيق وتذمر
شوفت المكرونة اتحرقت بسببك اكل ايه انا
دلوقتي !
رفع حاجبه الايمن ليهتف پحده
ده علي أساس انه مكانش بمزاجك !
تسللت الحمرة الي وجنتيها سريعا لتهتف بخجل وارتباك
م م م انت فجأتني..و...و
ابتسم بسخريه لحالها ليهتف
خلاص انتي لسه هتهتهي اهو الأكل باظ !
غامت عيناه بنظره تعلمها جيدا وهو يهتف بخبث
بس مفيش مانع نشوف أكل تاني !
اتسعت عيناها لفهم ما يرمي اليه لتهتف پغضب
قبض علي كفه پغضب لتحولها السريع فيبدو ان الشيب سيغزو رأسه قبل ان ينال عفوها تلك المتمردة لم يرد إفساد فرحته بتجاوبها معه ليهتف بهدوء نسبي
انتي عارفة كويس اني مش هسيبك وقولتلك اني اتغيرت وشيلت فكرة اني أذيكي او اسيبك من زمان وانتي
متابعة القراءة