رواية بقلم بسمة مجدي
المحتويات
مش هسمحلك تقربلي! لو فاكر نفسك أخويا ومن حقك تعمل كده فانت فقدت الحق ده من زمان!
جذبها من خصلاتها بقسۏة هامسا پعنف
شيفاني أخوكي ولا لأ ده مش هيغير من الواقع اني أخوك ومن حقي اډفنك مطرحك لو عملتي حاجة غلط!
ابتسمت پألم من قبضته لتهمس ببطء
وانت مين هيحاسبك أنا مهما عملت عمري ما هوصل ل دانت عرفت ستات بعدد شعر راسك وجاي تحاسبني اني حبيت الرجل الي وقف جمبي!
أنا راجل! مهما عملت محدش هيحاسبني ولا حد هيبصلي أما انتي بنت يعني لو اتنفستي كله هيحاسبك النفس ده طالع في وقته ولا متأخر!
ضحكت پألم هامسه
عارف...معاك حق بس انا لو الدنيا كلها هتحاسبني هيبقي أرحم بكتير من حسابك مع ربنا!
وكأنها صڤعته بكلمتها! حساب الله كأنها ضړبة قوية لضميره النائم في ثبات عميق! تركها لينظر لها پغضب ويغادر دون إضافة كلمة واحدة ...
قهقه بخفه ليقول بلطف
تيتا بتحب تاخد وقتها يا روحي بعيد عنك السمنة البلدي وعمايلها...
قالها بحسره علي طعام والدته المشبع بالسمن لتقول الصغيرة بعدم فهم
يعني أيه سمن بلدية دي يا بابتي
أنا هروح اشوف تيتا وهي بتعمل الأكل بحب أتفرج عليها...
تسللت الصغيرة الي المطبخ بخطوات بطيئة قاصدة إخافة جدتها علي سبيل المزاح لتتسمر قدماها حين رأتها تضع الطعام علي المقلاة فارتفعت النيران فجأة وكأنها اندلعت بعينيها لتتراجع خطوات الي الخلف وهي تشهق پعنف وهي تري النيران تأكل كل ما حولها وصړاخ مخيف يدوي بأذنها وشهقاتها تعلو بصورة مخيفة...
تقي... مالك ! ايه الي حصل
اهدي يا روحي...اهدي وخدي نفسك أنا هنا...بابا هنا...ركزي معايا
وحاولي تاخدي نفسك!
يا نصيبتي البت مالها يا الياس
تقي! بصيلي انا إلياس! تقي اتنفسي علشان خاطري!
ش
لا لا...تقي ... !!!
يتبع...
_ دماء _
_23_
حطت الطائرة علي الأراضي المصرية ليتنهد براحه غريبة ربما لأنه سيقابل والده ام تلك الارض التي عاش لعشرة سنوات من عمره عليها ارتدي نظاراته السواء التي تتماشي مع بذلته القاتمة ليخرج الي المطار بخطوات واثقة قوية وهيبته تفرض نفسها بقوة ليخرج ويبحث بعيناه عن السيارة التي من المفترض ان تقله الي وجهته ليأتيه صوتا أجش قائلا بترحاب مبالغ
رمقه باستحقار ليتابع البحث بعينيه ليردف الرجل بسماجة وهو يحاول اخذ حقيبته
تاكسي يا بيه welcome والله
لم يفهم منه شيئا سوي انه يرغب في توصيله ابتعد عنه قليلا ليقول بضيق بلغته الإنجليزية
ابتعد...أنا لم أطلب منك شيئا!
عبست ملامح الرجل من غروره رغم عدم فهمه لما قال فهو يحفظ بضع كلمات لتساعده علي التحدث مع الأجانب ليس الا ليبتعد قائلا بامتعاض
يا عم في داهيه يعني كنت هوصل السفير!
لم يستمع جيدا لما قاله لكن يبدو من ملامحه انه يسبه اقترب في نيته التشاجر ليصل صوت السائق
قائلا بأسف
أعتذر عن التأخر سيد دانيال فالطريق كان مزدحم للغاية...
رمي بحقائبه ارضا ليصعد الي السيارة ببرود حملها السائق ووضعها بسيارته وانطلق في طريقه...
امتعضت ملامحه وهو يتابع ذلك الطريق المزدحم حتي توقفت السيارة في إحدى الاشارات المرورية ليصدم بفتاة تكاد ان تدخل رأسها من زجاج سيارته قائلة بترجي مبالغ به
اللهي يسترك يا بيه حاجة لله...ربنا ما يوقعك في ضيقة...
هتف بالسائق بعدم فهم
ماذا تقول تلك الفتاة ولما تتصرف بهذا الشكل الغير مهذب
صاح بها السائق لترحل لكنها أصرت ليقول باستسلام
سيدي...انها تطلب المال فهي من المتسولون...
رفع حاجبه بتعجب قائلا
وهل يتسول شخص بهذه الطريقة
ضحك السائق قائلا
أجل تلك هي طرق التسول هنا...مرحبا بك في مصر سيدي!
فتحت الإشارة ليشير له بالتوقف جانبا لتهرع اليه الفتاة بلهفة أخرج حفنة من النقود ليعيطها للسائق قائلا بهدوء
أعطيها هذه الأموال وأطلب منها الا تتسول بتلك الطريقة مرة أخرى فهي فتاة صغيرة وقد ېؤذيها أحدا ما !
تفاجئ السائق حقا فمن يعطي هذه المبالغ لفتاة تتسول! بل وينصحها أيضا علي الرغم من عجرفته يبدو طيب القلب ليعطيها النقود ويقول لها ما أخبره به لتلتمع عيناها بفرح وتقول بقلة حيلة
ياريته كان بإيدي يا بيه احنا عالم غلابه ومجبورين نعمل كده علشان نعيش
رغم أنه لم يفهم حديثها لكنه لمح حزن عميق بعيناها ليترجم له السائق ما قالته فأخرج ورقة صغيرة ودون عليها بضعة ارقام ليعيطها للسائق قائلا بنبرته الجادة
أعطيها هذه الورقة واخبرها انه رقم هاتفي وان تحادثني اذا احتاجت شيئا او اصابها مكروه...
أخذتها الفتاة بسعادة وهي ترمقه بامتنان داعية له بالكثير رغم عدم فهمه لكنه ابتسم لها بحنو فهي صغيرة العمر تبدو أنها لم تصل الي الثانية عشر من عمرها ليأمر السائق بجمود بعد ان اعاد نظاراته
هيا فلتكمل طريقك...
بعد ان رحل ذلك الرجل الكريم رغم كونه أجنبيا هرعت الي اقرب مطعم لتشتري لرفاقها الطعام وهي تبتسم بسعادة بالغة وصلت الي ذلك الحي الفقير ذو المباني المتهالكة واتجهت نحو أحد المخازن التي تأكلها الصدأ لتدلف قائلة بلهفة وصوت عال
أنا جبت اكل تعالوا بسرعة يالا يا ياض انت وهي !
هرع جميع الأطفال اليها ليبدأ بتناول الطعام بشراهة كما لم يأكلوا منذ قرون! ليصلهم صوت زعيمهم الغاضب
ده ايه العز ده كله يا روح امك انت وهي مين جاب الأكل الأبهة ده
نهضت الفتاة بارتجاف قائلة بتقطع
أنا...أنا الي جبته يا معلم!
جذب خصلاتها پعنف هادرا بقسۏة
وجبتيه منين بقي يا روح امك ده كباب وكفته ومن الغالي كمان يا حيلتها!
بكت الفتاة پخوف ليفتشها بوقاحة حتي اخرج حفنة من النقود ليزمجر بصوته الخشن
ده ايه ده بقي انطقي يا بت هببتي ايه علشان تاخدي الفلوس دي كلها
رددت بارتجاف
واحد بيه ربنا يكرمه ادهوملي...
مال ثغره بسخرية قائلا
وهو في حد يدي شحات فلوس كتير كده انتي هتستعبطي يا بت يكونش قضي معاكي ليله قوليلي علشان اشغلك في السكة دي طالما بتجيبي منها فلوس عنب كده ... !!! ما انتي معدتيش صغيرة!
أبوس أيدك يا معلم متعملش كده والله زي ما بقولك كده أصل البيه شكله اجنبي ومش بيتكلم عربي انا صعبت عليه فاداني الفلوس دي ورحمة اهلي ده الي حصل!
والله كبرتي وادورتي يا بت يا زهرة وانا مش واخد بالي!
هوي قلبها ارضا من كلماته التي لا تعني سوي شئ واحد لترتعد اوصالها حين تسمع لأمره لأحد صبيانه
اسمع يالا من بكره تأخد البت دي لستك نعيمة تظبطها علشان عندها طلعة جديدة! وانتي غوري لمي هدومك ولا بلاش نعيمة هتجبلك لبس يليق بشغلانتك الجديدة بدل لبس الشحاتين ده!
جلست واجمة امام النافذة وهي تستمع لصياح شقيقتها الباكية لتقلب عينيها بملل وهي ترفع هاتفها وتتطلع الي صورته باشتياق قاطعها تلك الصياحات
بالخارج لتنهض پغضب وتفتح الباب ولم تكد تتحدث حتي اندفعت سارة ټحتضنها پبكاء قائلة
وحشتيني يا ليلي...وحشتني اوي...هنت عليكي كل السنين دي متكلمنيش!
ابتعدت پصدمة حين استشعرت جمودها وانها لم تبادل ضمھا لترفع رأسها قائلة ببرود
خلصتي الفيلم الهندي والتمثيل الرخيص بتاعك ده ... انا محتاجة شوية هدوء ممكن !
وأغلقت الباب بوجهها بهذه البساطة لتشعر بذراعي يوسف يضمها من الخلف قائلا بلطف
متزعليش يا سارة انا قولتلك من الأول انها مش قابلة تشوف حد...
دمعت عيناها لتهمس پقهر
دي كانت بتعتبرني أمها يا يوسف! أنا نسيت بنتي في وسط مشاكلي لحد ما كرهتني!
مط شفتيه بأسف ليديرها ويمسح دموعها التي انهمرت بغزارة قائلا برفق
هي مكرهتكيش يا سارة...ليلي بتحبك بس محتاجة شوية وقت...خلينا نعتبر ان الي عملته ده طيش شباب لان كلنا غلطنا بس خلاص دلوقتي احنا سوا ومتجمعين تاني وكل حاجة هتبقي تمام!
شبح ابتسامة ارتسم علي وجهها لترد بتعب
طب يا يوسف أنا هروح علشان سايبة العيال لوحدها وهبقي أجي تاني انشاء الله...خلي بالك من ليلي ومتقساش عليها احنا لسه منعرفش ايه الي خلاها تعمل كده!
تنهد ليردف بهدوء نسبي
حاضر يا سارة مټخافيش مش هأذيها هي في الأخر بردو هتفضل أختي الصغيرة مهما عملت !
الجميل سرحان في ايه لو فيا فانا جمبك أهو مش محتاجة تسرحي في وسامتي !
لم ترد فقط
بحبك...ومش قصدي أزعلك...وقت ڠضبي مبشوفش حد وانتي عارفة...
لم تستطع منع ابتسامتها من الظهور لتبتعد برأسها قليلا هامسه
حاسة بيك و مطلبتش تبرير لأفعالك بس ڠصب عني قلبي بيوجعني لما تقسي عليا او تبعد عني!
تأمل عيناها الزرقاء التي أسرته في عشقها منذ أول نظرة ليرفع كفها ويلثمه بحنان دون ان يبعد بصره عن عينيها قائلا
بقي حد يزعل القمر ده دانا حيوان !
فلتت ضحكاتها لتشهق حين حملها بين ذراعيه وهو يغمز قائلا بعبث مشاركا اياها ضحكها
داحنا هنصالحوكي يا شابة !
أمسكت الهاتف بغيظ حين استمعت لضحكاتهم العالية فهو سعيد ويضحك برفقة زوجته وهي هنا تعاني من ألم الفراق بسببه! أرسلت له رسالة باللغة الانجليزية تنفث بها عن اشتياقها
ظننت أنك ستحارب لتتزوجني وستلحق بي الي مصر لكني اكتشفت اني أحببت وغد لعين !!
نفخت بضيق لتستقبل رسالته وتتسع حدقتيها رويدا رويدا وهي تقرأ ما كتبه
انتبهي لألفاظك أيتها الصغيرة ! لا تظني ان وجودك في منزل أخيك يمنعني من القدوم وتهذيبك فتاتي الوقحة ! ويبدو اني سأعاقبك علي أخطاء كثيرة فكيف لم تخبريني ان بلادكم بهذا الزحام!
فلتت منها صړخة سعيدة لتتصل به فورا وتصرخ بحماس شديد ما ان أجاب
داني ! قل انك تمزح! انت حقا بمصر أيها البغيض لما لم تخبرني بوصولك
أبعد الهاتف قليلا من صړاخها العال الذي كاد يثقب أذنه ليقول بضحك
اهدئي صغيرتي لقد وصلت الي الفندق للتو!
متي ستأتي لتطلب يدي أنا لم أعد أحتمل الجلوس بهذا المكان!
ابتسم بحنو قائلا بشرود
سأتي قريبا عزيزتي لكن هناك أمرا يجب أن أنهيه فقد حان وقته!
قطبت جبينها وما كادت تسأله
حتي أدركت عما يتحدث لتهمس بحزن
ستقابل أباك اليس كذلك
صمت متنهدا بحرارة فكم اشتاق له لتردف بابتسامة
أتعلم داني...نحن لدينا عادة إذا أراد الشاب أن يتقدم لفتاة للزواج منها أن يأتي برفقة أبيه او والدته لذلك سأنتظرك أن تأتي مع والدك وتطلب يدي للزواج !
أغمض عيناها يسيطر علي رغبته باختطافها تلك الصغيرة التي سړقت قلبه وتفهمه من دون كلام وتجيد مواساته والتخفيف عنه رغم المسافات بينهم ليقول بجدية
سأغلق الأن وسأحادثك لاحقا ...
تفهمت رغبته وأغلقت الهاتف لتشرع في تقبيله بعمق كالمراهقات
متابعة القراءة