خيوط العنكبوت
المحتويات
مشروب العناب وبعض الحلوى المفضلة لديهم واللذين يطلقون عليها مسمى أرواح
system codeadautoadsويظلوا بجواره إلى موعد الغداء لتاتي والدتهما بالطعام ويجلسون جميعهم يتناولونه في جو من الألفة والمحبة والمرح مع الصغار اللذين يتقاذفن حبات البندورة وصوت ضحكاتهم تجلجل في متجر التحف الخاص بوالدهم وهو يطالعهم بكل بسعادة لم يكن يعلم بأن سعادته ستنطفي فجأة عندما صړخ إحدى تؤامه يتلوى ويمسك ببطنه مټألما صارخا پألم يفتك بأحشاءه ولم يستطع تحمله وجسده الهزيل يتصبب عرقا
في ذلك الوقت كان منتشر وباء الكوليرا التي تصيب كبارا وصغارا ولم ينجو أحد منها عاد بها إلى منزلهم وظلت زوجته ماكثة بجوار صغيره تعمل على خفض حرارته وتبكي بحړقة على آلام صغيرها ووقف ألبرت عاجزا عن فعل شيء يشفي فلذة كبده رغم أمواله وثروته إلا أنه يقف مكبل الايدي أمام صرخات وألام طفله الحبيب قرر السفر إلى ألمانيا لجلب علاج الصغير وتركهم بقلب ملتاع منفطر على حياتهم التي تبدلت في يوم وليلة
خيم الحزن على منزلهم الذي كان قبل أيام يعج بالضحك واللهو خلف الصغار تبدل كل شيء وتقلبت المقادير واجتمعت على إنهاء سعادة هذه الأسرة
عاد ألبرت متأخرا ليجد المنزل خاوي من سكانه مظلم ومحش يعم به الغسق الكاحل لم يعد به شعاعا واحدا عكمة سادت بالمكان وحلت بالقلوب رحلت رفيقة دربه وحب حياته رحلت شمس نهاره وقمر ليله رحلت بسمته ونقاء روحه ليشعر الانكسار وتنهد حصونه فهذا الفراق الذي كان يخشاه تحقق ونفذ الأمر ولكن برحيلها تركت خلفها شبح رجل تجمدت مشاعره وعاد الشخص القاسې الطباع الذي نزعت الرحمة والإنسانية من قلبه للأبد ډفنها ثانيا مع زوجته وصغيره وقرر الهرب والفرار بطفله الآخر من هذه البلدة واقسم على عدم العودة إليها ثانيا سوف يعود لموطنه ومعه طفله الآخر توفيق
قلبه ويمزقه وبدء في زرع القسۏة بقلب توفيق بأن لا
يرحم أحد وانتهى عالم الضعفاء قسى عليه بشدة لكي يشد عوده ويصبح شابا لن يهزمه الضعف ولن يقبل الخسائر
عندما اشتد عوده وأصبح شابا يافعا جعل ألبرت منه مساعدا له ويحل محله في غيابه وعاد ابنه الآخر جاك وب وقبل ألبرت بوجوده في حياته ويعمل تحت قيادته داخل عالم الماڤيا وعاش جاكوب يكن داخله مشاعر الكره والاڼتقام من والده وكما انه يغار وجود شقيقه توفيق الذي يظل هو وجه والده دائما وهو مجرد ابن في الخفاء بعيدا عن الجميع
عمر الخامسة والعشرون ورغم صغر سن توفيق الا انه اكمل مسيرة والده منذ رحيله وأصبح هو الزعيم والكل طوع أمره
مر أسبوعا أخر وأستقرت حالة أسر الصحية وقرر العودة إلى المنزل وعلم الجميع بخبر حمل زوجته وهذا الخبر جعل قلب خديجة يقرع كالطبول وتهللت أساورها لسعادة ابنها ولكن على الجانب الاخر تنظر لحياة الشاردة دائما وكأنها بعالم اخر غير عالمهم نظرة شفقة وحزن على ما أصابها وأنشغال زوجها عنها فقد كان سليم يقضي طوال الوقت خارج المنزل كما أن عائلتها طلبوا ان تذهب معهم ابنتهم تدخلت خديجة بالأمر ورفضت ان تذهب معهم حياة فهي قادرة على الاهتمام بها
system codeadautoadsحسمت أمرها وقررت ان تهاتف سليم وتطلب العودة إلى الفيلا بأسرع وقت لكنه اجابها بالانشغال التام ولم يعود إلا فجرا
لذلك زفرت أنفاسها بهدوء وجلست بجوار حياة تربت على ظهرها بحنو وهمس بجانب أذنها
ايه رأيك يا حياة تخرجي معايا
هزت رأسها نافية ولكن أصرت خديجة على الخروج وهاتفت السائق ليقلهم إلى منزل فاروق والد حياة وعزمت على ان تتركها لكي يشعر بها سليم فهي لا تقبل بأن تعامل حياة بهذا الشكل وكما انها أخبرت عائلتها بأن تتم حياة معالجتها هنا بجانب اسرتها وهي ستتردد عليها للاطمئنان على صحتها وتحججت انشغال سليم دائم بسبب عمله وكل شيء على عاتقه بسبب مرض شقيقه
تقبل فاروق الأمر بصدر رحب رغم الغصة الذي شعر بها عندما نظرت لخضرويتها النضرة ليجد الدموع تترقرق داخل حدقتيها والبريق الأخضر اللامع حزينا شاردا تائها
زفر أنفاسه بحنك وتذكر عندما طلبها سليم للزواج والوعد الذي قطعه على نفسه بالا يتركها وان لا يسمح بالحزن ان يسكن عينيها الجميلتين ولكن أين ذهبت هذه الوعود ضړب بها بعرض الحائط
system codeadautoadsاحتواها منزل والدها أنفاسه الدافئة شعرتها تشعر بعودة الحياة إليها ثانيا وعلمت أن لا وجود لها إلا في وسط عائلتها ذهبت لغرفتها تقرأ سورة البقرة كما اعتادت وبعد أن انتهت من قراءتها خلدت للنوم
لتفيق من نومها بفزع وهي تصرخ بأسم سليم لتجد نفسها داخل فراشها وغرفة نومها وظلت تطالع الفراغ بشرود ولسان حالها يحدثها من الداخل
يبدو أنها رغبته التخلص منها وندم على زواجه منها لذلك تركها كل تلك الليالي الماضية تعاني وحدها لقد خزلها وچرح قلبها عندما تخلى عنها في أشد محڼة تواجهها بينها وبين عدوها فلم يكن عدوها ببشر عادي مثلها وأنما عدوها الحقيقي هو الجان الذي يحاربها من أجل البقاء والخضوع له
انسابت دموعها بعجز وعلمت حينها بأن سليم حقا أخطأ في قرار الزواج منها فهو لم يكن عاشق لها منذ البدايه انها كانت مجرد ټهديد تمثل بزعزت كيانه الشامخ داخل عائلته ولذلك تزوج منها وهو لم يحبها قط فقط أشفق على حالتها بعدما علم بما فعلته بها زوجة عمها التي هي طريحة الفراش الآن
رحلت حياة عن المنزل الذي لم تجد داخله الدفء الذي يحتويها لن تجد الأمان بلا وجدت نفسها داخل زنزانة صغيرة والاغلال الحديدية محاطة بقدميها وايديها ملتف حول جسدها تكاد ټخنقها وتزهق روحها عادت الان لامانها الوحيد وسندها في الحياة والدها الذي يتحملها مهما كانت تقلباتها وتغيرات حياتها
لقد منحت غيري كل ما تمنيت أن أحظي به
أعطيت الحب بلا مقابل و أنا القلب المليئ بالندوب منحت الدفء بلا حدود وأنا ارتعش من البرد زرعت الطمأنينه في نفوسهم و أنا في قمة إحساسي بالخۏف
كنت أرصف لهم دروب المحبة و الود وأنا التائه أبحث عن الطريق
في كل مرة كنت ابذل شيئا جميلا من نفسي لأحد كأني اقول لها ستعود لك كل الأشياء الجميلة التي منحتها للآخرين كنت و كأني أعتذر لها عن بشاعة هذا العالم كنت و كأني أقدم لها اعتذارا عن كل السوء الذي صادفته
فاقد الشئ يفرغ قلبه بالكامل على طاولة الحياة
و يمنح فوق طاقته لأنه أدري الناس بمرارة فقد هذا الشعور
!
ظلت خديجة مستيقظة تنتظر
عودة سليم لياتي الآخر مرهقا أشفقت على حالته تلك ولكنها تماسكت لتخرج له ما حدث منه في حق زوجته وكما أنه أهملها أثناء وعكتها الصحية ولم يكن جانبها ليساندها ويشد من أذرها
قابلته والدته بوجه محتقن وقالت بسخرية مبطنة
حمدلله على السلامه يا سليم باشا
شعر سليم بتغير والدته وحديثها المبطن معه اقترب منها بخطوات قلقه يستشفي ما تقصده
في ايه يا ام سليم
قالت
پغضب بعدما نفذ صبرها
في ان كنت فاكره مخلفه راجل كبير وعاقل وعارف يوزن الأمور كويس واثقه ان لا يمكن يظلم واحدة ست ولا يجي عليها
قاطعها بتوجس
ست مين دي اللي ظلمتها يا أمي
مراتك ولا مراتك مش ست زيها زي اي ست محتاجة زوجها يكون جنبها ويساندها لم تكون في محڼة ممكن تقولي عملت لك ايه حياة عشان تهملها ولا تفكر فيها
مالها حياة فيها ايه
قالها بقلق حقيقي ولكن نظرت له والدته پغضب وقالت بغلظة
تنهد بهدوء وقال بجمود
طيب تمام كويس انها عند والدها
رمقته بدهشة وهزت رأسها نافية هذا الحديث الذي خرج من فاه بجمود وبرود لقد تبدل ابنها تماما وكأنه شخصا أخر لا تعرفه
system codeadautoadsلم يعد قادرا على الانصات لحديث اخر سار بخطوات واسعة هاربا من مواجهة والدته ومن ڤضح أمره صعد الدرج ركضا وتوجها إلى غرفته أغلق الباب خلفه بقوه ونزع رابطة عنقه التي ټخنقه والقاها أرضا ثم نزع سترته ودعسها تحت أقدامه وفك أول ازرر قميصه ثم القى بجسده الضخم أعلى الفراش ويظل يحدق بسقف الغرفة ويحدث نفسه قائلا
حياة صح لازم تبعد عن هنا وجودها هنا في خطړ عليها وأنا مش هتحمل تتعرض لخطړ تاني بسببي
وحشتيني وعزائي الوحيد أنك بخير بعيد عني
الفصل الحادي عشر
أحيانا تتملكنا الرهبة والخۏف الشديد من المجهول وما تخفيه الأيام لنا ولذلك وجب علينا أن نقوي إيماننا بالله وبكل ما يأتي منه حيث أنه لا يأتي من رب الخير إلا الخير
تتخبط هنا وهناك مثل الريشة تقذفها الرياح يمنا ويسرا يتمايل ج سدها كالطير المذبوح ترتجف تنتفضو تتسارع أنفاسها لاهثة تقرع نبضات قلبها بصخب چنوني وهي تتلفت
متابعة القراءة