خيوط العنكبوت
المحتويات
أنظارك كامل متكامل لم ينقصه شيء
system codeadautoadsأقام سرداق العزاء أمام المنزل بعد أن تم ډفنها وودعها الوداع الأخير الوداع الذي يقسم الظهر إلى نصفين فرحلت شريكة حياته ورفيقة دربه وصعدت روحها إلى الرفيق الأعلى فاضت عينه العبرات حزنا وأسى على فقدان من كانت تسانده مشوار عمره لحظات قاسېة مرت عليهم وهي تحملت الكثير رغم كونها ذا شخصية قوية إلا أنها كانت تكن له المحبة والاحترام ترك لها ثلاثة صبيان هي التي سهرت وجاهدت وتحملت المعاناة هي من تكلفت برعايتهم وتربيتهم وتركها تفعل ما تشاء بهم لتزرع داخلهم القوة والصلابة فهم رجال وليس فتيات حاولت جاهدة في تربية الأبناء بقوة وحزم لتصبح يوما هي المتحكم الأساسي على حياتهم وينتهي بهم المطاف بهجرهم فالشباب قد سأموا تصرفات الوالدة وتحكمها الزائد عن الحد والغير مقبول وكل منهما سلك طريقه ولكن طارق الابن البكري رغم ما معاناة بتسلط والدته على حياته الا انه عندما علم بمرضها أت على الفور ليظل جانبها
حزن عميق يمزقه من الداخل يشعر بأن قلبه أنشطر إلى نصفين نصف رحل معها تحت التراب ونصف داخله يكاد أن ټصارع نبضاته من أجل البقاء على قيد الحياة شعور بالخسارة يجتاحه لثاني مرة خسر محبوبته سابقا واليوم خسارته أقوى فقد خسر والدته ولم يعد يراها ثانيا شعور بالفقد واليتم وانه مهما كبر فهو لا زال بحاجة إليها يبكي رافضا لذلك الواقع المرير الذي يعيشه صدمة تلو الأخرى
الأم هي الفراق الحقيقي والألم الداخلي الذي يعصر قلبك بشدة هي منبع الحنان وبئر الأسرار هي المظلة التي تستظل تحت ظلها طوال حياتك هي القلب النابض بالدعاء من أجلك
رحيل الأم هو من أقسى الأشياء التي يمر بها الإنسان في حياته إن لم يكن هو الحدث الأقسى على الإطلاق تصبح بعدها مهشم الروح معذب القلب منكسر متخبط وحدك في الحياة بلا سند او أمان بلا حائط تستند عليه بلا يد تنشلك من الضياع وقسۏة الايام اڼهيار تام لروحك الضائعة التائهة المشتتة بفراق الأحبة ج سد ممزق لم يلتئم چروحه ولن تجد اليد الحانية التي ترمرم داخلك من غصة ومرارة الفقد
حالة من
الهرج والمرج عصفت بهم على حين غفلة في الصباح بعدما زاع خبر انفجار سيارته في طريق صحراوي ولن تسفر
التحريات عن وجود جثمانه والبحث الجنائي يعمل على قدم وساق وانتشر الخبر مثل الڼار في الهشيم
قوات من الشرطة محاصرة الفيلا يتحدث الرائد حمزة لإحدى القيادات انه لم يعثر على سليم داخل فيلته بينما كان ريان وزين يجتمعان سرا لوضع خطط محكمة لتأمين شامل للفيلا وافراد العائلة
محطم ودموعها تنهمر دون توقف صراخات أم مكلومة على فلذة كبدها
وشقيقه الذي جحظت عيناه پصدمة وحل الصمت التام عليه رفضت عيونه أن تحرر دموعها واقفا مثل التمثال ساكن تماما لم يتحرك كأنه شل عن حركته صوت أنفاسه اللاهثة هي التي توحي بأنه لا زال على قيد الحياة ولكن أي حياة هذه وهو وحده دون والده الثاني صديق عمره وشقيقه الأكبر قدوته في الحياة لطالما حلم بأن يكون مثله ولكن مرضه منعه من تحقيق حلمه والان يقف عاجزا مكانه بعدم تصديق الخبر الذي هز كيان المنزل بأكمله اهتزت الجدران بصړاخ وعويل وقلوب منفطرة اهتزت ارجاءه حزنا على فراق صاحبها ما بالك بما أصاب الأشخاص عائلته والدته التي لن تتحمل العيش لحظة واحدة دونه وشقيقة المكلوم الساقم على نفسه بسبب عجزه الان ومرضة يحاول كبت مشاعر حزنه الدفين يحاول الا ينهار ولكن هيهات ف ج سده لم يتحمل الصمود أنهارت حصونه وارتمى أرضا في نوبة صرعية قوية لم تاتيه من قبل تشنجات هسترية مرعبة دموع تنسل من محجرتيها الدامية بلون الډماء لم يستمع لمناداة زوجته التي جواره تحاول أسعافه وركض والدته التي منفطرة منقسمة لاثنين قلب ممزق على من رحل وعقل شارد بالآخر لن تتحمل كل هذا الألم أسبلت عينيها فجأة وخار ج سدها لتسقط بجوار ابنها الآخر
كان مثل الطائر الجريح الذي كسر جناحيه ولم يعد لديه قدرة على الطيران او التحليق ثانيا ممزق مسلوب يصارع من أجل بقاء والدته فهو لم يقدر على فقدانهما معا
ظلام يلتهم روحه خوفا مما هو مقبل علي متخبط في الطرقات من يوم يجهله خطواته غير متزنة ينتابه الفزع والقلق معا متضرب يأس يرتعد جسده ينتظر هالة كبيرة من النور تقضي على الظلام الكاحل المحيط به
الفصل السابع عشر
نجح الرائد حمزة في معرفة مكان وجودسليم وذهب إليه مسرعا لكي يجعله في مخبئه فهم بحاجة لتصديق خبر ۏفاته من أجل سلامته
انعقد أجتماعا طارئ داخل مبنى الأمن الوطني به قيادات عليا وحضرت كرستين وباسل ذلك الاجتماع الذي قص على حماية سليم وعائلته وانتشار شائعة ۏفاته لكي تسترد الماڤيا قوتها وتتحرك كيفما تشاء من أجل الإيقاع والامساك بها ف سليم هو العقبة الوحيدة وبعدما هيئ لهم نجاح خطتهم في الخلاص منه وجب عليهم التدخل
system codeadautoadsأثناء الاجتماع المنعقد طلب حمزة من أمن الحراسات الخاصة بعدم معرفة عائلة سليم خبر نجاته من الحاډث وانصاغ الرائد ريان لتنفيذ أوامر القيادات العليا
وتولى أمر أحضار عربة أسعاف لكي تنقل والدة سليم وشقيقه إلى المشفى الخاص بوالدهم توفيق السعدني
عندئذ وصلا حمزة لوجهته أمام الفيلا المهجورة الخاصة بعائلة سليم ثم ترجل من سيارته وسار بخطوات حذرة لكي يتأكد بأنه وحده ولم يتتبعه أحد دلف الحديقة بخطوات مترقبة محسوبة ووقف عند الباب لم يضغط زر الجرس ولكنه طرق ثلاث طرقات متتالية
استرق سليم السمع ليعلم من صاحب تلك الطرقات انتفض من مكانه وترك زوجته نائمة ارتدا قميصه الأبيض وغادر الغرفة ببطء شديد لكي لا يقظ حياة
وأسرع في خطواته يفتح الباب وهو يتطلع للطارق بقلق
خير يا سيادة الرائد
دلف حمزة للداخل وأغلق الباب خلفه وهو يحدثه بعتاب
قولنا مافيش حركة تعملها مش مدروسه ومن ورانا يا سليم الخطړ بقى محاوطك من كل الجهات تعرف كام جهة عاوزة تخلص منك
تأفف في سأم وقال ببرود
ما يهمنيش
انفعل حمزة وهتف بصوت غاضب
لا يهمك ويخصك ويهم كل الأرواح اللي حضرتك مسئول ترجع ليهم حقهم مسئول تحمي بلدك وأهلك من الخطړ
قاطعة بنظرات حادة تلمع كالصقر
وطي صوتك يا سيادة الرائد المدام هنا
ابتلع حمزة باقي الحديث وصمت لحظات ثم عاد يفتح فاه قائلا بتحذير
ما ينفعش تظهر دلوقتي ولازم تسيب المكان هنا
عقد جبينه في دهشة وقال
مش فاهم يعني أيه
قال بهدوء
يعني البلد والدنيا كلها صدقت خبر وفاتك ووصل الخبر للماڤيا نفسها وعملوا أحتفال بسبب انتصارهم ده ما ينفعش سيادتك تظهر ونكدب الخبر
هتف منفعلا
يعني ايه الكلام ده يا حضرة الظابط وعيلتي وأهلي و
قاطعة بحسم وهو يشدد على كلماته
سليم ماعنديش أوامر غير أنك تنفذ المطلوب منك
وده لسلامتك وسلامة عيلتك
لم يتمالك نفسة وقال غاضبا
بلا سلامتي بلا زفت أنا عارف أن حياتي وحياة عيلتي ماتهمش حد فيكم وبلاش
شعرات كدابة أنا ما يضحكش عليا يا سيادة الرائد أنا عارف حياتي تخصكم لحد بس لم أوقع الماڤيا بعد كده اۏلع اموت شي ما يخصش حد من قياداتك القيادة تهمها الحفاظ على شكل الدولة وان يتقال عنكم قضيتوا على الفساد مش مهم كام روح تضيع في النص
زفر أنفاسه بضيق وقال بجمود
إللي عنده قولتله يا سليم وأي تصرف مچنون هتعمله
هيضيعنا كلنا أحنا بنعمل كل اللي في وسعنا ونقدر عليه بس ده هيتم بمساعدتك وأحنا يهمنه سلامتك صدقني
تنهد بعمق ثم طالعه بجدية وقال
تمام هنفذ الاتفاق اللي بينا بس عيلتي لا برة الخطة
حك حمزة ذقنه ورفض الإفصاح عن الوعكة الصحية التي تعرضت لها والدته وشقيقه عند علمهم بخبر فقدانه وقال وهو يربت على كتفه
ماتخفش عليهم لازم دلوقتي تتحرك في سفر مستنيك وهيكون معاك باسل وكرستين هيأمنوا كل تحركاتك في ألمانيا
هتف بدهشة
هسافر ألمانيا
أيوة الجد بدأ خلاص وساعة الصفر قربت
system codeadautoadsمراتي هتكون معايا
ده جنون أنت متعرفش ممكن تواجه ايه هناك
قال باصرار
حياة هتفضل جنبي وهنواجه أي مصير سوا
يعلم كم هو فتى عنيد ولم يستطع التغلب عليه فوافقه الأمر وقال
تمام هبلغ الإدارة وتفضل هنا لحد بالليل لم يجي معاد التحرك والسفر هيتم على طيارة خاصة والرائد باسل هيكون في انتظارك وهيبلغك الخطوات اللي هتتعمل
هز رأسه بايماءة خفيفة
تمام
ودعه حمزة واستقل سيارته لكي يتم إتمام الخطة التي تم وضعها داخل الاجتماع أما عن سليم فعندما دار وجهه وجد حياة تطالعه بحزن
فرد لها زراعيه لتركض إليه وتحتمي داخلهم طوقها بحنانه وطبع ق بلة رقيقه على خصلاتها وهو يهمس قائلا بحب
ماتخفيش وعدتك مش هبعد عنك تاني وهتكوني معايا خطوة بخطوة
اكتفت بهزة طفيفة من رأسها فهي خائڤة ورافضة البوح عن شعورها لكي لا تنقل له قلقها الزائد وتشتته
عاد يستطرد حديثه وهو يبعدها عنه برفق
محتاج أودع أمي وأسر قبل ما أسافر طال النظر داخل مقلتيها ثم قال
بلغت سراج أمبارح انك معايا يطمن والدك ووالدتك ولو ينفع كنت قابلتهم وشرحت لهم كل حاجة بس مش عاوز حد يدخل في صراعات وخوف وقلق بسبب الوضع اللي أحنا فيه
system codeadautoadsتبسمت له بحب وقالت
بعدين كل الحقايق هتظهر
داخل المشفى
تم أسعاف أسر وفاق من نوبة الصرع ظل واقفا أمام غرفة العناية التي بها والدته فقد تعرضت لذبحة صدرية نتيجة الخبر الصاډم الذي وقع عليها فقدان الابن ألم لم يقدر قلبا على تحمله عيناه تنساب الدموع بصمت قاټل وقفت زوجته بجانبه تحاول مواساته في مصابه انهار أسر تماما ولم تعد قدماه تحمله على الوقوف الصمود جلس كالچثة الهامدة دون حراك تربت على ظهره كالطفل الصغير الذي تهدهد عليه والدته لكي يغفل ويذهب في نومه ولكن ههيات فهذا الشاب منفطر قلبه يأن بصمت ود لو اطلق لصرخاته العنان لأنهالت جدران المشفى من شدة ما يشعر به وما يجتاح
متابعة القراءة