زهرة ولكن دميمة بقلم سلمى محدد
المحتويات
زهرة لكن دمية بقلم سلمى محمد
من الفصل الاول الى الخامس
الحلقة الأولى
ارتدت اليونفورم الخاص بمقهى الزنبقة السوداء فالمكان يمتاز بالبساطة لكنه مميز بتقديم أجود أنواع القهوة وواجبات الإفطار المميزة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية منظر يدعو الي السلام والهدوء الداخلي نظرت زهرة إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر المميزة الآتيه عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة فقد حان موعد فتح المقهى نظرت حولها فلم ترى بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد
ردت زهرة نعم يامدام شهيرة
شهيرة الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه
ردت عليها بحدة لما يجي بسام ودعاءخليهم يدخلولي المكتب علطول الكافيه هنا ليه مواعيد ثابته مش تكيه سايبه ملهاش حاكم
زهرة ظلت صامتة لا تعرف ماذا تقول أو تفعل حتى لا تنفعل السيدة شهيرة فالانفعال يؤثر بالسلب على صحتها ولما رأت بدايه احمرار وجهها قالت مهدئة بلاش انفعال عشان صحتك أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي ومتضايقيش نفسك
زهرة أن شاء الله هتتحل
وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة وأخرجت صوت مټألم
سألتها بقلق مالك
ردت عليها متألمةوهي تحرك رأسها الصداع جالي تاني
قالت زهرة مترجية متسكتيش على نفسك اكتر من كده وروحي اكشفي الصداع بقا بيجيلك باستمرار لزم تروحي تكشفي
systemcode ad autoadsشهيرة هبقا اروح بعدين
شهيرة بحدة بسيطة خلاص يازهرة بقولك بعدين
زهرة لم ترد الضغط عليها خلاص إللي يريحك روحي على مكتبك استريحي شوية وانا هروح هجبلك كوباية مية وحاجة للصداع
قبل أن تتركها قالت متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي
ابتسمت لها زهرة ابتسامة حقيقية نابعة من القلب وأنا عمري ماهزعل منك
سماح سألت وهي تتنفس بحدة إيه الأخبار
أجابتها مترددة المدام سألت عليكم أنتم الاتنين
بسام سألها بغلظة وردك كان إيه يابومة
شاركته سماح الضحك خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين المرة الجاية غير موشح التريقة
اجابها بضحكة عالية ههههه خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل
لمعت عيناها بالدموع حرام عليكم بلاش تريقة
قال بسام بسخرية ده طلع الأخ بيحس ياسماح وأنا اللي كنت بحسبه جبلة معندهوش ډم
فى محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة انا اسمي زهرة
بسام قال باستهزاء نعم يأخ زهرة
سماح كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تاني
رد عليها بسام بابتسامة أعمل إيه بس ياسوسو ماهو شكلها إللي بيتسفزني
ردت عليه سماح بدلع هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب
بسام عندك حق ياسوسو يلا بينا
أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها
وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة
فتح باب المقهى نبئ بقدوم الزبائن هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها فى محاولة يائسة لارجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي ثم تنفست بعمق وأخرجت زفير تنفسها ببطء وهي تقوم بالعد واحد اثنين ثلاثة
مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبون تسمرت في مكانها تتأمل القادم فهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر في هذا الكافيه المتواضع هذا النوع الذي تراه على اغلفة مجلات الموضة أو اغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة انك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة هل سيأتي اليوم وترى هذا النوع من البشر لم تصدق زهرة
عينيها فقامت بمسح زجاج نظارتها ونظرت لهم مرة أخرى تتأمل كل تفصيلة مظهرهم يدل على انتمائهم لوسط الاغنياء من طريقة مشيتهم الارستقراطية من لبسهم فهما يرتديان بدل سوداء شكلها يدل على إنها من أجود وأغلى الأنواع أحد الرجلين يرتدي نظارة شمسية يبدو أصغر من
الراجل الآخر ببعض سنوات
الراجل الاخر قال بنبرة هادئة اتحكم في غضبك ياأكنان إحنا في مكان عام والتأخير
شئ ڠصب عنك وعني الجو والعاصفة اللي في الشارع هو اللي اجبرنا على التأخير الهوا كان هو اللي بيحرك العربية دي غير الشجرة اللي وقعت في نص الطريق وسدت الشارع
رد أكنان پغضب مش أنا اللي حاجة تقف قصادي وتعطلني عن حاجة عايزه
زاهر بهدوء ألا الطبيعة دي الحاجة الوحيدة اللي بعيد عن سيطرة القاسې
لم يرد عليه والتزم الصمت لايريد الجدال معاه فهو صديقه المقرب وحارسه الشخصي فهو بمثابة الأخ الأكبر الذي لم يحظى بيه زاهر بالنسبة له الحامي والأب الحنون فهو لم يعرف سواه صديق منذ طفولته فأسرة زاهر كنت تعمل لدى عائلة نجم فهو شب على وجود زاهر بجواره دائما والدفاع عنه في كل الأوقات مر بطفولة قاسېة فكان طفل هذيل الجسد يتعرض للتنمر من عائلته من زملائه كان الأغنى بين جميع الأطفال في المدرسة وكان هذا أحد اسباب تنمرهم بالإضافة إلى بنيته الضعيفة زاهر لم يتركه وعلمه فنون الدفاع عن النفس وممارسة الرياضة منذ أن كان طفل حتى أمتلك بنيه جسدية ضخمة يحسدها عليه العديد من الرجال وأصبح اليوم الملقب بالقاسې في وسط رجال الأعمال فهو لا يعرف الرحمة ابدا مع منافسيه
سأل زاهر مقاطعا صمت أكنان هتطلب فطار وقهوة ولا قهوة بس
نظر أكنان بقرف للمكان هامسا پغضب مكتوم أنا قاسې جاه الوقت واقعد في مكان بيئة زي ده
رد أكنان وارتسمت على وجهه شبح ابتسامة بالعكس المكان بسيط وشيك
قال أكنان بضيق مش عايز حاجة
هز زاهر أحد كتفيه براحتك
لم يبالي أكنان بالرد عليه أخرج تليفونه وقام بالاتصال بسكرتيرته الخاصة وبمجرد تكلمه في العمل نسى العالم بمن حوله
زاهر وضع القائمة على الطاولة دون النظر فيها عايز أتنين أسبريسو
ردت زهرة بابتسامة حاضر يافندم دقايق والطلب يكون جاهز وعندك الكافيه هنا بيقدم أحسن قهوة أسبريسو أصل احنا هنا بنعمل البن طازة
أكتفى زاهر بابتسامة مع هزة رأس لتنصرف بعدها مباشرة متجهة ناحية ماكينة أعداد البن لتقوم بطحن حبوب البن تحت أنظار زاهر متتبع طريقة أعدادها المشروب الخاص
وهي تعد القهوة شاهدت دخول فتاتين واضح من ملامحهم أنهم سائحتين كانو موجودين بالجوار والعاصفة هي السبب في دخولهم تمتاز المنطقة بتواجد السياح فيها طول شهور السنة ولكن يندر تواجدهم في فصل الشتاء أستغربت زهرة فهي تقريبا المرة الاول ترى سائحتين وبداخل المقهى في هذا الجو العاصف ثم لحظت أقترابهم من الراجلين الوسيمين ذو البدل السوداء
الحوار باللغة الانجليزية
الفتاة صباح الخير
مازال أكنان مندمج في مكالمته التليفونية فلم يبالى برفع رأسه
رد زاهر صباح النور خير
قالت الفتاة أسمي جوليا وصحبتي ساندرا ممكن نقعد معاكم على نفس الترابيزة
عقد بين حواجبه بتركيز الأماكن الفاضية كتير أشمعنى هنا
ردت جوليا بابتسامة عشان الصحبة الحلوة ممكن نتعرف
أجابها زاهر بغمزة عين طبعا ممكن أسمي زاهر
سألت ساندرا وصحبك
زاهر قال بضحك ملكوش دعوة بيه
أنتبه أكنان على صوت ضحك زاهر رفع رأسه عن التليفون ثواني ياصافي ليرى فتاتين بجانب طاولتهم
سأل أكنان بفضول هو في أيه
زاهر عايزين يقعدو معانا
أكنان بضيق مش وقته يازاهر انت مشبعتتش من سهرة أمبارح
رد عليه بغمزة عين أنت اللي أخدت نصيب الاسد من البنات الحلوين كفاية دينا المغنية اللي سابت كله وشبكت معاك
أجاب أكنان بثقة طبعا لزم تكون معايا أنا الالفة بين الكل ثم نظر للفتانين قائلا بلهجة قاسېة مفيش مكان
جوليا رسمت على وجهها أبتسامة وقالت بأصرار بس في مكان زي مانا شايفة
جوليا قالت بخفوت أنسان ھجمي يلابينا ياساندرا
ثم أتجهو ناحية طاولة أخرى بعيدة عنهم
بمجرد أنصرافهم رجع الى مكالمة تليفونه مرة أخرى
شاهدت زهرة ابتعاد الفتاتين عن طاولة الوسيمين بملامح غاضبة فمن الواضح سماعهم رد لم يعجبهما أنتهت من أعداد القهوة ووضعته في الفناجين المخصصة للزبائن المميزين ثم أتجهت الى الطاولة
قالت بابتسامة الاسبريسو متأكده أنه هينول رضاكم لو في أي ملاحظة بخصوص الاسبريسو أتمنى من حضرتك تقول عشان نتلافها في المستقبل
أجابها زاهر باختصار تمام
لتنصرف زهرة محدثة نفسها أيه كمية التلج دي كل اللى هان عليه يقولي تمام مش عارف يقول جملة مفيدة هما الناس الأغنية باين عليهم بخله حتى في الكلام
غزت رائحة مميزة مركز الشم لديه رائحة أدمانه نعم أدمانه فالقهوة
الاسبريسو كالادمان بالنسبة له بدون فنجان قهوته يكون خارج السيطرة وشديد الانفعال أنهى مكالمته بدون مقدمات ليري فنجان قهوة أمامه مباشره وأيضا فنجان آخر أمام زاهر الذي تجاهل نظراته الغاضبة له لعدم تنفيذه أوامره يعرف أكنان جيدآ فهو يبغض من يتجاهل كلامه يجعل أيامه چحيم مع الجميع إلا هو ارتشف زاهر عدة رشفات من قهوته قائلا بتلذذ مش هتندم لو شربت من القهوة جرب وعلى ضمانتي
قال أكنان بضيق ماشي يازاهر لولا غلاوتك عندي مكنتش عديت الموقف ده أبدا
رد زاهر عليه بابتسامة عارف جرب القهوة مش هتندم
أمسك أكنان
الفنجان فرائحته الذكيه اجتذبت حواسه ارتشف رشفة واحدة واخد يحركها داخل فمه ببطء شديد ليعلن مركز التذوق داخل فمه احساسه بالمتعة
زاهر سألها بفضول ايه رأيك عاجبك صح
رد بلامبلاة مش بطال هو يتكلم نظر إلى الخارج ليقول مباشرة يلا بينا
الجو شكله اتحسن
وغادر كلاهما بعد ترك فلوس الفاتورة وبقشيش خيالي
بعد خروجهم اقتربت زهرة من الطاولة ووجدت عليها الف جنيه نظرت إلى المبلغ پصدمة الف جنيه مرة واحدة هذا المبلغ كفيل بتغطية مصاريف البيت لأكثر من اسبوع أخذت البقشيش ووضعته داخل جيبها فهي ترتدي دائما ملابس واسعة لتسهل له التحرك براحة وسرعة ولابد من احتوائها على جيوب واسعة لتضع فيها اشيائها الخاصة لأنها تكره حمل الشنط بسبب تجربة مرت بيها إصابتها بعقدة نفسية من حملها عند خروجها فاستبدلت الشنطة بالجيوب الموجودة في ملابسها
بعد الانتهاء
من
متابعة القراءة