زهرة ولكن دميمة بقلم سلمى محدد
المحتويات
شريعة
أتسعت عينيها من صدمة ماتسمع أنت بتقول أيه
قال بلامبلاة مصطنعة اللي سمعتيه
بس ده تزوير
أسمه بضمن ليهم حقهم وأخلي راسهم مرفوعة
أنا مش هسكت
أعملي اللي أنتي عايزه أنتي عمرك ماهتقدري تقفي قصادي أنا أتكلمت معاكي بالعقل والمنطق وأنتي رفضتي
لمعت عينيها بالدموع وقالت بنبرة مضطربة ليه القسۏة دي
تقوس فمه بابتسامة واسعة أخفاها بسرعة ثم الټفت لها قائلا بهدوء ظاهري أنتي كويسة
أستغربت من سؤاله هزت رأسها أيوه
تقدري تمشي
أيوه
تحدث بهدوء يبقا يلا بينا
مسحت دموعها وقالت بتوجس يلا بينا فين
أجابها قائلا كام مشوار
سألت بأصرار مشاوير أيه
أجابها بهدوء أول مشوار هنروح على أقرب مكتب مأذون عشان نتجوز ثم أخرج هاتفه وأتصل بسائقه
مضت زهرة بذهن مشوش الى الخارج معه هبطا في المصعد الى الدور الأرضي وخرجا من المستشفى كان السائق بانتظارهم فتح لهم الباب وبمجرد جلوسهم أنطلق السائق أغمضت عينيها ثم راحت تردد بخفوت أنا بحلم أنا بحلم
سمع همسها تقلصت ملامح وجهه پألم وفضل الصمت على الكلام
نظر اليها مليا ثم أجاب برقة
أيوه يازهرة
عبرت السيارة بوابة حديدية نظرت من خلال الزجاج تتسائل الى أين ذهب بها هذه المرة
قال بأكنان بهدوء ده الملجأ الجديد
ملجأ بديل عن ملجأ الملائكة الصغار
هو أنت المتبرع المجهول
أيوه أنا خليكي هنا في العربية هدخل لمدام ليلى هكلمها وهاخد منها أياد ووليد أنا مكنتش مخطط أخدهم دلوقتي خالص لكن كل حاجة جات بسرعة
وبعد أقل من نصف ساعة رأته من على بعد عدة أمتار يحمل كلا الصغيرين في ه والابتسامة تضيء وجوه أطفالها لمعت عينيها بالدموع وهي تشاهد فرحتهم الغامرة مسحت بسرعة دمعة فرت هاربه من عينيها عندما أقتربا من باب السيارة بمجرد دخول الصغيرين الى داخل السيارة أخذ يقفزان بمرح فوق الكراسي
هتف أياد بمرح طفولي عمو هياخدنا نعيش معاه يأبلة زهرة
قال أكنان بهدوء من يوم ورايح هتقولي يابابا ومفيش عمو تاني وأبلة زهرة هتقولها ياماما ووزع نظراته على كلا الطفلين سمعتوني كويس أحنا هنبقا ماما وبابا وبس
تقبل ووليد الكلام ببرائة دون تعقيد هذه الكلمة لا تعني لهم الكثير سوى مجرد كلمة
هتف وليد وأياد في نفس واحد بابا أكنان وماما زهرة ثم القو أنفسهم في حضڼ زهرة بسعادة
أياد بمرح طفولي أنا مبسوط أنك ماما
وليد بابتسامة واسعة وأنا كمان عشان بحبك ماما وأخذ يكرر كلمة ماما ماما أنا بحب أقول ماما ماما
نزع وليد نفسه مبتعد شاعرا بالخۏف أما أياد ظل في ها وأخذ يبكي هو الأخر
قال بتأثر أهدي يازهرة الولاد أتفزعو
منك
قالت من بين شهقات بكائها بلاش عياط ياأياد أنا بعيط عشان فرحانة ومسحت دموعها وأبتسمت لهم أخر
مره هتشوفوني بعيط أنا دلوقتي فرحانة أوي
توقف بكاء أياد ونظر له بعيون متسعة وقال وأنا كمان عشان بحبك أوي
وهتف وليد هو الأخر وأنا كمان بحبك
شعرت في هذه اللحظة أنها تطفو فوق غيمة من السعادة بسبب نطقهم كلمة ماما رأى عينيها تلمع ببريق لامع
قال برقة في حد عايزه توديعه
سألته زهرة تقصد أيه بكلامك
زهرة اللي شايفه دلوقتي قصادي خلاص مش هيبقا ليها وجود زهرة اللي تحت القناع هي اللي هتظهر للكل بأسم مراتي أم ولادي كنا متجوزين زمان وسبنا بعض وبعدين رجعنا لبعض وده هيكون بس الكلام اللي هقوله للكل أتقابلنا أزاي وليه أنفصلنا ردنا هيكون دي خصوصيات والماضي شيء وأنتهى
كانت تكفيها نظرة واحدة لطفليها وهي ترى سعادتهم الا نهائية فتناست كرهها له وقالت باستسلام اللي تقول عليه هنفذه بس قبل أي شيء وديني شقتي الاول أسلم على ضحى وأهلها ضحى صحبتي وأكتر من أختي ساعدتني كتير ووقفت معايا وهي خلتني أسكن في البيت عندهم هي الوحيدة اللي عارفة سري وحفظت عليه طب أهلها أقولهم أيه
قوليلهم اللي شايفه صح وهيريحك
توقف بالسيارة أسفل منزلها ثم قال أنا هستناكي هنا بالولاد ومتاخديش أي حاجة من شقتك أنا هكلف ناس يفضوها ليكي وبعدين تبقي تختاري اللي عايزه تخليه معاكي
خرجت من السيارة بسرعة حتى لا ترجع في قرارها وصعدت السلالم ووقفت أمام شقة ضحى للحظات وهي تتنفس بحدة ثم طرقت على الباب
زهرة بابتسامة شاحبة ضحى جو
ردت أمينة بابتسامة هتلاقيها في أوضته
ممكن أدخلها
أدخلي يابنتي من غير أستئذان ده البيت بيتك
تسلميلي ياطنط
طرقت زهرة على باب غرفة ضحى ثم دلفت مباشرة
ضحى بفضول يادي النور مش عوايدك أنتي اللي تطلعي ليا خير ياست زهرة
زهرة بارتباك لا تعلم من أين تبدأ الحوار من الأخر كده أن أتجوزت
أنتفضت ضحى في مكانها قالت مرددة بذهول أتجوزتي أتجوزتي دا اللي هو أزاي وأمتى
زهرة بصوت مخڼوق متقطع النهاردة وبالاصح من ساعة تقريبا
هزت رأسها پصدمة أنتي بتتكلمي جد قولي اللي أنتي بتهزري أنتي بتهزري صح
ردت نافية لا مش بهزر أنا أتجوزت النهاردة أتجوزت أكنان أبو ولادي
جذبت ضحى ذراع زهرة وأجلستها فوق الفراش وجلست بجواره ونظرت لها بفضول أحكيلي كل اللي حصل بالظبط فاهمة يازهرة
بدأت زهرة في سرد ماحدث وظلت ضحى تستمع فقط دون التعليق على كلامها بأي
كلمة
وعندما أنتهت تنهدت ونظرت الى ضحى قائلة وبعد رفضي فجأة لقيت نفسي متجوزها أتجوزته رغم كرهي له مش عارفة أزاي همست
بشرود أنا عارفة ليه أتجوزته عشان ولادي أول ماقال هياخدهم وهيكتبهم بأسم واحدة تانية فقدت كل قوتي وأول ماأخدهم من الملجأ وقالو ليا ياماما كان قلبي هيطلع من مكانها حسيت بقلبي هيقف من الفرحة سالت دموعها على وجنتيها دون أن تشعر لما سمعت كلمة ماما نسيت كل
حاجة كل حزن وألم عيشته
في وضع لزم أنصحك فيه طبعا مفيش عذر لغلطته معاكي دي چريمة أنا بكرهه أكتر منك بسبب اللي عمله معاكي لكن بصراحة في غيرك وفي نفس وضعك هما اللي بيحاولو يثبتو نسب ولادهم للأب أما هو العكس هو اللي عايز ثيبت ولاده ليه وأنا شايفه دي حاجة كويسة فيه هو بجوازه منك بيقدملك فرصة العمر ولادك هيبقا ليهم أب وأم وهيكبرو في ك خلاص يازهرة أنسي الحاډثة أنسي الماضي أنسي أنه جوزك عيشي الحاضر مع ولادك وبس
مسحت دموعها وتنهدت پألم وده اللي ناوية أعمله هنسى عشان خاطرهم وهستحمل ماأنا ياما أستحملت
سألت ضحى ناوية تعملي أيه دلوقتي
ردت زهرة قولي هو اللي ناوي يعمل أيه
وهو ناوي يعمل أيه
مش عارفة لسه الصدمات منه عاملة زي المفاجأت زي جوازي منه اللي حصل في غمضة عين ثم ضحكت پألم وبعدين ولادي اللي أخدهم من مدام ليلي بكل سهولة ومن غير أجراءات وبيقولي أنسي زهرة دي وأرجعي لحقيقتك
هتفت ضحى بموافقة أخيرااا يازهرة هتشيلي تنكرك ده
نظرت لها نظرة غريبة هو أنتي كل ركزت فيه أني هشيل وشي المزيف
قالت ضحى بلهجة رقيقة هو أنتي مبسوطة بنفسك كده
أيوه مبسوطة وأتاقلمت علي شكل ده لحد ماتعودت عليه
أنا بقا مكنتش مبسوطة ليكي وكنت بقول ده البديل الوحيد قصادك أنك تبقي مجهولة عشان تقدري تعيشي بين الناس من غير ماحد يتعرض ليكي أو يطمع فيكي عشان تقدري تاخدي بالك من أمك الله يرحمها بس دلوقتي كل الاسباب دي أنتهت وتقدري تعيشي بشكلك الحقيقي من غير العڈاب اللي بتتعذبيه كل يوم لما تخرجي للناس لازم البروكة واللينسز والفاونديشن اللي بتستعمليه اللي مداري على لون بشرتك لو رجعتي لحقيقتك هترتاحي
من كل التعقيد اللي بتعمليه في نفسك كل يوم يازهرة أتكلي على الله وعيشي حياتك بقا كأن مفيش حاجة حصلت وأذ كان عليه هو أعتبريه كأنه مش
موجود قصادك ومسير الأيام هتدواي چرحك
أنسي عشان تقدري تعيشي
هزت رأسها باستسلام لمصيرها المقدر والمكتوب أن شاء الله ياضحى وأهلك ياضحى هقولهم أيه لما أختفي فجأة من حياتهم وفرحك وهو مستنيني تحت مع الولاد في العربية أول ماخطي برجلي جوا العربية هتكون دي نهاية زهرة اللي شايفها قصادك
فكرت ضحى للحظات ثم قالت في موضوع كنت مخبياه عنك وجاه وقته
سألت زهرة موضوع أيه اللي كنت مخبياه عني
ضحى بهدوء بابا باع البيت وكنا هنعزل لشقة تانية بس عشان جوازي اللي جاه بسرعة أجلو العزال لبعد فرحي
نظرت له زهرة پصدمة كنتو هتمشو من غير ماتقوليلي
ردت بلهجة أسف كنت هقولك بس قولت بعدين ظروفك مكنتش تسمح لصدمة تانية كنت والله هقولك
من غير حلفان ياضحى مصدقه
موضوع أهلي وأتحل هما مشغولين في جوازي ومش هيلاحظو وجودك في البيت وأنا هبقا أقولهم أي حاجة ممكن أقولهم أنك طلعلك أهل من بعيد ورحتي تعيشي معاهم بعد مابقيتي وحيدة وأنتي اللي عليكي تبقي تتصلي بيهم توديعهم وتقوليلهم الكلمتين دول أما أنا أمري سهل
أزاي بقا سهل أنتي أكتر من أخت ليا وكان نفسي أبقا معاكي في كل حاجة
يااختي أنا مسامحة كفاية عليا أنك حتحضري الفرح ولبسه فستان شيك وبشكلك الحقيقي مش شكلك ده اللي كان هيعرني في الفرح أهو لقيت ميزة في أم الجوازة دي وضحكت
وكزتها زهرة في صدرها پعنف وقالت أنا بردو شكلي عرة
ردت بابستامة خفيفة أومال شكلك ده أيه ده أنا بحمد ربنا أني هترحم منه أخيرا بعد سنوات من عڈاب التشوه البصري اللي جرالي بسببك وفكي التكشيرة دي من على وشك هااا فكي بدل ماالغي جوزاتي من كيمو العسل كيوووت وراجل أوي وحنيين أوي
صاحت زهرة في وجهها فووووقي وبالله عليكي أحلمي بيه في وقت تاني مش ناقصة فقعت مرارة أنا فيا اللي مكفيني
ضحى بضحك ياااه عليكي يازهرة قطعتي أفكاري
نهضت من مكانها أنا همشي بقا عشان أتأخرت عليهم وهسيبكم مع أحلامك
قامت هي الأخرى
متابعة القراءة