زهرة ولكن دميمة بقلم سلمى محدد

موقع أيام نيوز


أزاي وجيت هنا أزاي
أنت كنت في غيبوبة 
قال بابتسامة باهتة الغيبوبة فوقت منها عشان أفضل معاكي وجيت طبعا بالطيارة أول ماعرفت باللي حصل ليكي سألها بتردد عرفتي السبب اللي وصلك لحالتك دي هزت رأسها في صمت وقالت بخفوت أيوه أكنان قالي
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء 
لتصدق أنها لا تحلم كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به

لم يريد البعد عنها لكن لابد له من الأبتعاد مضطرا حتى لا يتفاقم الوضع بينهم هي لازالت ضعيفة ومشوشة تألم لرؤيتها هكذا ضعيفة ومنكسرة 
قال زاهر بهدوء مصطنع وجودك في حياتي حسسني أني عايش مش مجرد ظل كنتي النكهة الحلوة في حياتي وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم كنا في مع بعض كنت في منتهى السعادة كان بيمر عليا وقت والخۏف يسيطر عليا أنك تبعدي كنت مستكتر وجودك في حياتي لحد ماالخوف ده أتحول
ليقين همس پألم عندما أستعاد ذكريات هذا اليوم سمعتك بتكلمي كريم وبتقولي ليه خلاص زهقت وأنا ناوية أبعد مستحملتش ولقيت الدنيا بتلف بيا ووقعت على السلم ودخلت في غيبوبة غيبوية لما فوقت منها أقتنعت أني فضلت فيها بأردتي فوقت لما حلمت بيكي وأنك محتاجني فوقت عشانك أنتي وبس وبعدين عرفت باللي حصل ليكي واللي عملته أمي معاكي وأنك أتظلمتي واتألمتي كتير سامحيني يابيسان أني مقدرتش أحميكي
همست بارتجاف أطلع دلوقتي 
نطق كلماته بهدوء هفضل معاكي ومش هطلع أنتي محتاجني وأنا محتاجك أنتي أتخلقتي ليا وأنا أتخلقت ليكي مقدرش أعيش من غيرك ولا أنتي تقدري تعيشي من غيري عشان مصيرنا أحنا الأتنين مربوط ببعض مش همسح للي حصل يفرق بينا هنقاوم أحنا الأتنين لحد مانعدي الازمة وترجعي بيسان حبيبتي 
رفع يديها وعقد أصابعه في أصابعها ثم قبل أناملها برقة قائلا بينا أحنا الاتنين هنعدي الأزمة وهترجعي زي الأول فاهمة يابيسان أنتي حته مني 
ارتجف جسدها وشعرت بمشاعر مختلفة تغزوها فما مرت به لم يكن بالشيء الهين فالحب ليس كل
شيء في الحياة
كانا في السيارة أمام الفيلا عندما قال لها كريم هسيبك معاها ساعة تطمني عليها هروح أخلص أجرءات السفر وأجي أخدك
نظرت له بحب وأنا هستناك 
بمجرد دخولها من باب الفيلا أدار السيارة وأنطلق بها
في الداخل تفاجأت زهرة بأن ضحى موجودة في الأسفل وتسأل عنها
نزلت السلالم بسرعة وهتفت بسعادة لرؤيتها واحشتيني يابت 
ضحى بابتسامة وأنتي كمان يازوزو هنفضل كده وافقين مش هتعزميني على حاجة يابخيلة 
بادلتها الضحك هو أنتي لحقتي حاضر هشربك ثم نادت على الخادمة لسه بردو بتحبي عصير المانجا 
رسمت ضحى شكل قلب بأصابع يديها وقالت ده عشق العشق
أحضرت الخادمة العصير أرتشفت ضحى عصيرها بتلذذ واضح ثم قالت بابتسامة فكريني لما أجي من السفر أجيلك هنا عشان أشرب عصير مانجا أصله طعمه حلو أوي
صمتت وهي تسمع أخر كلماتها فقالت أنتي مسافرة 
أرتسم العبوس على محياها وهي تقول مسافرة النهاردة مع أن من جوايا مش عايزه أسيب هنا مع أن بابا وماما سابو البيت وسافرو مصر
هما أهلك سافرو خلاص 
أيوه يازهرة لما زروني بابا قالي عندي مفاجأة حلوة أنهم لقو شقة حلوة وكمان جاله شغل في شركة كبيرة وهيسافرو علطول
بلهجة يشوبها بعض الحزن خلاص كله سافر وحتى أنتي كمان 
ضمتها ضحى وقالت بحب هتصل بيكي علطول طمنيني عليكي الاول أنتي كويسة وأيه شغل العصاپات اللي حصل معاكي أنا بقرا الحاجات دي في الروايات وأشوفها في الافلام لكن عمري ماتخيلت أن ده يحصل معاكي أحكيلي كل حاجة بالتفصيل رأت نظرات زهرة المذهولة لكنها أكلمت حديثها طبعا من بصتك دي هتقولي عرفت أزاي وأنتي مقولتيش حاجة أنا عرفت من كريم ماهو أكيد كريم هيقولي قوليلي بقا تليفونك كان مقفول ليه ده أنا أترعبت عليكي بالرغم أن كريم طمني بس قولت لزم ولابد أشوفك بنفسي هو اللي أسمه شهاب ضړب علكيم ڼار والطلقات جيت في الهوا الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشڼق
قاطعتها زهرة بضحك أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح وأنا كويسة وقعدة قصادك تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو ۏجع دماغ وخلاص 
ضحكت قائلة عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا بعد ماعرفت
أنه هيعيش هنا معاكم وأنتي أتقبلتي الوضع أزاي
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه فحدثتها قائلة كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله
معايا
أردفت ضحى قائلة أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي اللي حصل زمان كان صعب أي حد
يعدي منه وأنا عديت منه ياضحى بس بندوب لسه معلمه جوايا خلت مشاعري مشوهة أنا بقيت منفعش منفعش أكون أي حاجة
صمتت ضحى قليلا تفكر في كلماتها ونظرت لها بهدوء شديد قولتي يازهرة أنه ندمان ويتمنى ترضي عنه ليه مش عايزه تفوقي من الشرنقة اللي معيشة نفسك فيها ليه رافضة تفوقي ربنا بيسامح يازهرة سامحيه حاولي تسامحيه أنسي وبلاش تفكري نفسك باللي حصل النسيان
نعمة وبكرا تقولي أنا كان عندي حق
تشوشت رؤيتها بالدموع فهي تشعر بحيرة وتخبط في مشاعرها تجاهه وأصبحت لا تعلم ماذا تريد شددت ضحى من قبضتها على يديها وقالت أسمعيني كويس يازهرة الدنيا أديتك فرصة من دهب حياة جديدة ومستقبل جديد بلاش تخسريهم وراجل بيحبك وندمان في رجالة غيره بيهربو من ذنبهم ويقولو ملناش فيه أكملت كلامها برجاء سامحيه حاولي تديله فرصة
زهرة بنبرة متشنجة ححاول ححاول ياضحى
أوعديني أنك تديه وتدي نفسك فرصة 
أوعدك ياضحى
فين بقا الولاد عشان أسلم عليهم مش سامعة ليهم حس 
فوق في أوضتهم بيلعبو 
عايزه أبوسهم وأسلم عليهم قبل ماسافر
تعالي معايا نطلع ليهم ومتقوليش أني مش حذرتك 
من أولها كده هتظلمي الولاد دول كيوت من
غير ماشوفهم
أول مازهرة فتحت الباب تعالت أصوات الصړاخ تسمرت ضحى على الباب للحظات ثم ضحكت على مايحدث أمامها
أياد بصړاخ سيب اللعبة بتاعتي
يقوم وليد بجذبها من يده قائلا بصړاخ لأ دي بتاعتي
لاااااابتاعتي أنا
دي بتاعتي أنااااا
وكلا الشقيقين يجذبون اللعبة وكلاهما ېصرخ في وجه الأخر
همست زهرة بضحك أتفضلي سلكي بين الكيوت حبايبك
تصنعت ضحى الرحيل لااااياختي سلكي بينهم أنتي أنا هروح أكمل العصير بتاعك لحد ماجوزي الكيوت يجي ليا
قامت زهرة بدفعها لداخل الغرفة وأغلقت الباب وقالت بابتسامة روحي يلا فضي الخناقة 
ضحكت زهرة فبادلتها ضحى الضحك 
توقف الصغيرين عن الشجاروالتفتو اليهم بفضول فتعالت أصوات ضحكاتهم أكثر وأكثر
الحلقة السابعة عشر والأخيرة
مع الوقت ننسى الألم فيصبح الماضي كأن لم يكن
في أخر النهار وبعد غروب الشمس وأختفائها في الأفق 
رجع أكنان الى
البيت فلم يجد أطفاله في الجوار صعد إلى غرفتهم فتح الباب بهدوء رأها من مكانه تحكي ليهم قصة ومندمجة في تقليد أصوات الطيور والصغار يضحكون في محاولة لتقليدها زينت شفتيه ابتسامة ناعمة لرؤيتهم هكذا هتف أياد وقفز من فوق الفراش بابا جاه
تبعه إياد هو الآخر ملقيا نفسه عليه
التفتت زهرة له ونظرت إلى أطفالها فرأت الفرحة في عيونهم رفعت عينيها دون قصد تلاقت النظرات رأت بداخل عيونه مشاعر متعددة تملكها التوتر فأبعدت رأسها في الإتجاه الآخر
قالت بارتباك يلا ياحبابيبي وقت النوم
رفض الصغيرين طلبها بالنوم فقال لهم أكنان بلهجة أمره أسمعو الكلام لو نمتو دلوقتي هوديكم بعدين تشوفي عمتكم وجدكم لاحظ نظراتها الغاضبة عندما وعد الصغار بزيارة العائلة 
هتف وليد وأياد في وقت واحد بجد
ايوه بجد روحو نامو يلا
حاضر
أسرع الصغيرين كل واحد باتجاه فراشه قامت زهرة بجذب الغطاء على كل منهما وأعطت كل منهما وقالت بابتسامة تصبحو على خير واحلام سعيدة
وليد وأياد وانتي بخير ياماما
عندما اغلقت باب غرفتهم ظل أكنان واقف أمامها بهدوء ثم قال أنا مستني
مستني ايه بالظبط
شكلك بيقول عايزه تتكلمي بخصوص وعدي ليهم
نفخت بضيق وردت عليه بلهجة منفعلة انت ازاي تاخد القرار ده من دماغك هما مش مستعدين دلوقتي يتعرفو على أهلهم
إجابها بثبات بالعكس يازهرة ده أنسب وقت أنهم يتعرفو على أهل باباهم دي جذروهم ومستقبلهم ولزم يتعلمو حب العيلة وبيسان أختي نفسها تشوفهم قبل ماتسافر بلاش تحرمي ولادك من عيلتهم
هتفت بحدة أنا لو عايزه أحرمهم مكنتش اتجوزتك بس الوقت مش مناسب
أخفى غضبه بصعوبة وقال بهدوء مفتعل خلاص انا وعدتهم ومش هخلف وعدي ليهم وختم كلامه تصبحي على خير
ثم تركها مغادرا ټضرب اخماسا في اسداس
كانت رحلة طويلة لها من مصر الى أمريكا أستغرقت ساعات كثيرة ولأول مرة في حياتها تطىء قدمها أرض غريبة غير مدينتها كانت تنظر لوجوه الناس بتأمل عميق وللمباني الشاهقة التي تلمع واجهاتها الزجاجية من خلال السيارة 
توقفت السيارة امام بوابة عريقة أمسك يدها برفق وقال هناهنعيش وشعرت به يضع سريعة على خدها يلا بينا 
فتح لهم الباب وأصبحت في الداخل وقفت ضحى في مكانها تتأمل فخامة المكان ولمسات الفن المعماري المهيب مشهد يسلب اللب شردت للحظات تخيلت نفسها أميرة في عصر الأميرات وهي تنزل بفخامة على السلالم وفي الاسفل أميرات يضحكن وموسيقى ناعمة تنساب في الجو بدأت تتحمس وتنفض عنها التوتر
أشار للخادم بحمل الشنط الى غرفته وتفريغها الټفت اليها فرأى شرودها سألها مبتسما أيه رأيك 
حلو أوي 
يلا نطلع أوضتنا زمانك دلوقتي عايزه ترتاحى
بصراحة
أه
ردت بهدوء حسه بالرهبة شوية
نظر لها بقلق أيه اللي خلاكي تقولي كده 
قالت له بلهجة رقيقة رهبة عشان في بلد غريبة ومكان جديد عليا لكن أنا في قمة سعادتي عشان موجودة معاك وجودك معايا هو الأمان هو سعادتي الحقيقية 
سألت بخفوت رايح فين
رد عليها بابتسامة هخرج أخلص كام حاجة وهجيلك علطول
هزت رأسها وهي تشعر بالأرهاق وبمجرد خروجه أستغرقت في النوم مباشرة
وفي الأسفل نزلت نيروز من سيارتها وأتجهت إلى ملحق الفيلا المفضل لزوجها رأت ناصر جالس على أحد الكراسي رافعا قدميه على طاولة صغيرة كانت تتوسط المكان وفي يديه مجلة مندمج في قرأتها
بدأت نيروز بالصړاخ أنت هنا وأنا برن عليك مش بترد 
رد في هدوء خير يانيروز كنتي عايزاني في أيه
هتفت في وجهه بحدة كنت عايزاك في حفلة تكريمي وبلاش الأسلوب ده معايا لوي الدارع ده مش عليا
مط شفتيه بضيق تقصدي أيه
أنت عارف أنا قصدي أيه كويس من وقت لما قولتلك خلاص أنا مش معاك في لعبتك وأبعد عنها
قال بلامبلاة وأنا سمعت كلامك وبعدت عايزه أيه تاني
قاطعته بعصبية ترجع زي الأول وبلاش لويت الوش دي معايا
أستدار برأسه ورجع
عدة خطوات باتجاه الملحق وهو يسمع صياحهم وهمهمات كلام غير مفهومة
طرق على الباب ثم دلف نظر كلا والديه اليه
 

تم نسخ الرابط