اطلال الماضي
المحتويات
لحظة في منتهى الاحترام حتى بعد ما أحرجت ماما قودامه كان في منتهى الذوق أنه يقف قودام الكل ويقول أنه يكون من حسن حظه أنه ماما توافق أنها ترتبط بيه وأنها لغاية دلوقتي ما قالتش ردها النهائي ويتعشم أنها تكون الموافقة زي ما أنا قلت وبعدها استأذن ومشي مع أني كنت حاسة وقتها أنه بابا كان بيبص له بغيظ جامد لكنه ما علقش بجد انسان غاية في الذوق...
أنا عارفاكي يا روني قلبك مافيش أطيب منه يعني بتطلعي تطلعي وتنزلي على ما فيش... ربنا ما يحرمني من القلب الطيب دا ويعينك على ما بالاكي!! ولو أنه أنتي اللي جبتيه لنفسك أي نعم هو ألوان شعر أصفر وعينين خضرا لكن الډم... يا بااااااااي... تقيل تقل.. تقوليش ستة طن حديد!!!!
ضحكت رنا وقالت
ربنا يعيني يا أما أخفهم شوية يا إما أزحزحهم بعيد عني خالص!!..
أعتقد تزحزيهم أحسن لأنه فيه ناس لو بإيدهم كانوا زحزحوه من الدنيا كلها!!..
رنا بتقطيبة
مين الناس دول..
همت ندى بالكلام حين قاطعهما طرقات على باب المكتب فسمحت ندى بصوتها الناعم للطارق بالدخول لتفاجئ بلؤي وهو يقف على عتبة الباب يقول فقيما نهضت هي ورنا لاستقباله
مساء الخير...
ندى بحيرة نجحت في اخفائها فهي لا تعلم سبب قدومه لزيارتها ولأول مرة منذ زيارته هو وعائلته لهم
لتهتف رنا
حضرتك الأستاذ لؤي صاحب شركة كايرو انترناشيونال ليميتد Cairo International Limited..
أومأ لؤي بالايجاب بابتسامة رصينة فتابعت رنا بلهفة وهي تطالع ندى باعتذار صامت
معلهش أنا أسفة يا ندى الأستاذ كان عنده معاد معاكي فعلا انهرده ودلوقتي تحديدا السكرتارية عنده هي اللي كلمتني وحددت لهم المعاد دا...
اتفضل حضرتك... قهوة حضرتك إيه..
لؤي مبتسما
على الريحة..
هزت رنا برأسها وسارعت بالانصراف لتأمر بتجهيز قهوة الضيف فيما اتخذت ندى مجلسها خلف مكتبها وهي تشير اليه بالجلوس على المقعد أمامها كانت ندى أول من تكلمت قائلة بابتسامة
غريبة... ليه السكرتارية عندك تكلم مساعدتي الشخصية عشان تاخد معاد.. ليه اللفة الطويلة دي.. دا حتى طنط دولت كانت لسه مكلمة ماما أمبارح فكنت كلمتني بلغتني أنك عاوز تيجي..
ماما وطنط كريمة دول حاجة والشغل حاجة تانية أنا عاوز أشوفك في شغل فلازم أحدد معاد زيي زي غيري تمام..
لا تنكر أنها أعجبت بمنطقه فهزت رأسها تأييدا لكلامه بابتسامة ناعمة ليواصل بعدها
زي ما أنت عارفة أني لسه راجع مصر من مدة بسيطة أوي وبحاول أفتح أسواق جديدة للشركة عندي عرفت أنه المجموعة بتاعتكم بتتعامل في كل حاجة تقريبا وأنا مستهويني أوي موضوع الأجهزة الاليكترونية اللي أنتم بتستوردوها أنا من ناحية السيولة عندي سيولة كافية جدا لكن أنا لسه معرفش آليات السوق هنا ماشية إزاي ففكرت أننا ندخل شركا في صفقة أو اتنين لغاية ما أفهم كل حاجة طبعا أنا عندي ناس ممكن توجهني لكن أنا اتعلمت أني ما أثق في حد إلا بعد ما يثبت لي أنه يستحق الثقة دي وخصوصا الشغل..
مظبوط كلامك لكن أنا ممكن أرشح لك واحد عندنا من الادارة كفؤ جدا يروح عندك كانتداب ويظبط لك الشغل وتعرف منه كل اللي انت عاوزه من غير شراكة أو أي حاجة تانية..
لؤي رافضا بابتسامة ولمعة في عينيه اعجابا بتفكيرها لم يستطع اخفائها
طبعا هي فكرة ممتازة لكن أنا هكون صريح معاكي للآخر اللي أعرفه أنه مجموعة عز الدين مختار الراوي ليها اسم كبير في البلد عشان كدا لما يتعرف أني شريك لكم هاخد وضعي في السوق بسرعة أنا كنت صريح معايك وجبت لك من الآخر.. ما فيش حاجة تستدعي أني أخبي عليكي حاجة أو أدعي عكس الحقيقة...
نظرت اليه ندى بسكون لوهلة قبل أن تتحدث بهدوء
طبعا أنا بحييك على صراحتك وعموما أنا معنديش مانع فيه صفقة قريبة بنحضر لها التقديم ليها كمان شهر من انهرده ان شاء الله لاستيراد أجهزة اليكترونية أحدث موديل نزل السوق ممكن ندخل فيها شريك وكمان يومين فيه اجتماع لرجال الأعمال وسيدات الأعمال للغرفة التجارية أنصحك أنك تحضره عشان الناس تتعرف عليك..
لؤي بهزة رأس موافقة
آه عرفت عنه وفعلا أنا ناوي أروح بإذن الله..
طرقت رنا الباب والتي دلفت تحمل صينية تضع عليها فنجانين من القهوة التركية أحدهما سكر خفيف كما طلب أما الآخر فهو سادة كما تحبها صديقتها منذ ۏفاة معتز!!!..
وضعت الصينية ليشكرها لؤي فيما قالت ندى بابتسامة
شكرا يا رنا... لو تعبانة وعاوزة تروحي ما فيش أي مشكلة... عموما الساعة 2 الضهر يعني كلها ساعتين ونمشي كلنا...
رنا بابتسامة
هشوف ماما روحت ولا لسه... لو رجعت البيت هروح لها..
علمت ندى أن صديقتها تتحرق شوقا لمصالحة والدتها ولذلك أتاحت لها الفرصة في الانصراف مبكرا فيما طالعها لؤي من تحت رموشه الطويلة وهو يقول في نفسه
من كتر كلام ماما عليكي اضطريت أعمل الحكاية دي كلها عشان أقدر أشوفك في جو غير البيت وفعلا... كان عندي حق شخصيتك تجذب الواحد أنه يقرب منك أكتر عشان يعرفك أكتر وأكتر!!!!!!!!!!...
كانت رنا تقف محاولة أيقاف سيارة أجرة ولكن دون طائل حين سمعت صوت صرير عجلات عال أتبعه صوتا رخيما يقول من داخلها
اركبي يا رنا أوصلك..
انحنت تنظر من خلال النافذة إلى المتكلم لتبتسم قائلة
أهلا يا جو لا معلهش ما تعطلش نفسك أنت أنا هاخد تاكسي...
يوسف باصرار
اركبي يا رنا ما فيش عطلة ولا حاجة وما تتعبيش نفسك أنا مش هسيبك تاخدي تاكسي..
هزت رنا كتفيها باستسلام وصعدت الى المقعد بجواره تلقي السلام لينطلق بالسيارة سألها عن وجهتها فأخبرته أنها في طريقها عائدة للمنزل ليتخذ طريقه إلى هناك وما هي الا دقائق حتى صدح صوت هاتفه المحمول ليرفعه مختلسا النظر الى اسم المتصل قبل أن يعيد انتباهه الى الطريق فيما ارتسمت ابتسامة مكر خفيفة على شفتيه قبل أن يضغط على زر قبول الاتصال واضعا الهاتف على أذنه وهو يقول بصوت مرح
أهلا يا بني.. فينك تلات أيام مش باين ومش عارف أوصلك خالص لا بترد على موبايلك ومامتك متعرفش مكانك كل اللي قالته أنك قلت لها أنا في شغل كم يوم وراجع شغل إيه دا بقه يا أبو الأنوار..
استمع قليلا الى محدثه فيما تشاغلت رنا بالنظر الى أصابعها المكورة فوق حجرها ليعلق يوسف قائلا
ماشي يا صاحبي على كدا اتبسطت في السخنة.. أيه.. بترتب أوراقك.. بص يا أنور واضح كدا أنك لازم لك قاعده كبيرة أوي وأنا حاليا مش فاضي.. لا... أنا لسه ما شوفتش غسان كنت رايح له فعلا بس ظهر مشوار كدا هخلصه وأحصلك على هناك أنت وصلت.. أها.. سبحان الله يعني أنت وصلت من هنا واحنا مشينا من هنا....
أنصت قليلا قبل أن يرتفع طرف شفتاه في خبث قائلا بغموض
آها... أنا ورنا في مشوار..
وعلى الجانب
متابعة القراءة