اطلال الماضي
المحتويات
الآخر ما ان نطق اسم رنا حتى هتف فيه أنور بحنق بينما شدد بأصابعه على مقود سيارته بدوره
أنت ومين.. هي رنا معاك...
ليستمع قليلا قبل أن يهتف آمرا
انت وصلت فين بالظبط يا جو.. آه عارفه...
وانطلق كالصاروخ وقد ضغط بقوة على دواسة البنزين لتنطلق السيارة كالقذيفة فيما تابع بحزم
تمام.. لآ انا شوفتك تقريبا... خد يمينك وأدي فلاشر..
ممكن أعرف رايح معها فين.. ومن أمتى ان شاء الله وأنت بتروح معها في أي مكان..
نظر اليه يوسف بمكر وقد وسوس له شيطانه التلاعب بأعصاب أنور فكم من المرات حقد عليه لقربه الشديد من ندى فيما يتحرق هو ليحل محله فهو وحده من له الحق بأن يكون معها في كل لحظة وأن تلجأ إليه وقت شدتها ولكنها ترفع الحواجز بينهما دائما ولا أحب إليه من أن يحطمها حاجز وراء الآخر ليقول بابتسامة متلاعبة
نظر اليه قليلا بغموض قبل أن يقول بهدوء
لا.. أنا عندي حل أحسن..
يوسف بتقطيبة
حل.. إيه هو دا..
ليتجه أنور الى السيارة ويفتح الباب المجاور لرنا مشيرا إليها للخروج
ثم وجه حديثه الى رنا دون أن يعيرها التفاتة واحدة
اتفضلي.. انزلي..
قطبت رنا وطالعته بريبة قبل أن تتوجه بنظراتها الى يوسف المذهول وتتساءل بحيرة
أتفضل أنزل..
أنور بحزم
أيوة..
ثم انحنى لينظر اليها مردفا بلهجة آمرة لا تقبل النقاش
أنا اللي هوصلك...
وسكت مسلطا عينيه في بؤبؤي عينيها اللذين توسعا في حيرة وذهول ولم تحر جوابا كما لم تستطع فك أسر عينيها من نظراته القوية والتي كانت تشعر بها وكأنها.. تعاتبها في صمت لم يخلو من خيبة أمل واضحة!!!!...
أنا ممكن آخد تاكسي ما فيش مشكلة خالص بالنسبة لي..
لم يعلق أنور على كلامها وما أن فتح يوسف فمه للكلام حتى سارع أنور بمقاطعته وقد قبض على مرفقها بيده
روح أنت يا جو عشان تلحق وقتك أنا هوصل رنا وأحصلك..
هتروحي مع أنور يا رنا.. أنا ما فيش مشكلة بالنسبة لي خالص أني أوصلك المهم أنك تكوني موافقة..
نظر أنور الى رنا بقوة حاولت مجابهتها لتكتشف فشلها في تحدي عيناه فهربت منها وفتحت فمها تنوي الافصاح عن رغبتها بمرافقة يوسف لېخونها لسانها وهو يقول ببضع كلمات بسيطة أنها موافقة على الذهاب برفقة أنور لتظهر ابتسامة نصر صغيرة على وجه الأخير ثم يسارع بدفعها أمامه بخفة مشيرا ليوسف بتحية الوداع!!!
هو إيه أصله دا.. أنور شكله اټجنن!!!!..
وزفر بعدها متجها الى مقعده ليصعد بدوره عائدا حيث مجموعة الراوي لمقابلة غسان وان كان قد قرر القيام بزيارة أناس قد اشتاق اليهم قبل الذهاب لموعده المبرم سابقا..
كان يقود مركزا عينيه على الطريق وان كان يسترق النظر اليها بين حين وآخر ليقرر خرق الصمت السائد بينهما منذ انطلاقهما بالسيارة فقال بهدوء
أخبارك إيه دلوقتي كويسة..
رنا وهي تتطلع أمامها
الحمد لله..
أنور وهو يقبض على المقود بيده اليسرى فيما الأخرى يضعها على فخذه الأيمن
الحمد لله وأخبار دكتورة فريدة إيه..
لتلتفت إليه محاولة رؤية تعبيره وهي تجيبه بريبة من سؤاله فلا بد أن الأسئلة تراوده عما أفصحت هي عنه منذ أيام وكان هو من ضمن الحاضرين
بخير الحمد لله...
أنور ببساطة مصطنعة
على فكرة والدتك في منتهى الطيبة والاحترام أنا يمكن ما شوفتهاش الا وقت بسيط جدا لكن هي من الاشخاص اللي بتحسي بالراحة أول ما تشوفيها..
رنا برد مقتضب
ميرسي..
اختلس أليها أنور النظر قبل أن يردف متسائلا
وأخبار الوالد العزيز إيه.. ليا عنده عشرة طاولة... كلمته اليومين اللي فاتوا بس مش عارف أوصل له..
رنا بهدوء تنظر من خلال النفاذة الامامية
تلاقيه مشغول ولا حاجة عموما هبلغه..
أنور وهو يشعر بأعصابه المتوترة كمن يسير على حبل مشدود فوق مرتفع شاهق
امم.. وأخبار.. كريم!!.. اسمه كريم صح.. أخباره إيه..
رمقته رنا بطرف عينها قبل أن تجيبه ببرود رغبة منها بانهاء الحوار الى هذا الحد
كويس الحمد لله...
وسكتت لتضيف بعدها ولا تعلم أي شيطان أوحى لها بما قالته آنفا ولكنها أرادت اغاظته لم ولماذا.. لا تعلم... فأضافت وشبح ابتسامة ماكرة يلوح في عينيها
هبلغه سلامك لما أشوفه!!..
لم تكد تنتهي من آخر أحرف عبارتها حتى كان رأس أنور يلتفت اليها بقوة وكادت تقسم أنه عيناه كان يخرج منهما شرر مستطير ولكنها تماسكت ولم تلتفت إليه فيما أحجم أنور وبصعوبة عن الرد عليها محاولا التماسك وأعاد انتباهه الى الطريق أمامه مقررا أن التهور والاندفاع ليسا في صالحه إطلاقا حاليا فليصبر وليحاول لجم أعصابه وبعدها... وحين يحين الوقت... فليعاقبها على كل ما تسببت له به فالاڼتقام طبق يفضل أن يؤكل باردا... وهو سينتقم... سيثأر لقلبه الذي وقع أسير هواها لتنحره هي بكل برود وهي تقف تعلن للجميع أنها قد وافقت على تلك السمكة الهلامية المسماة ب كريم.. كزوج لها فأنور زيدان لا يترك ثأره أبدا وبالتأكيد لا يتنازل عن حقه فيما هو له مهما كان.. ورنا حقه هو وسينالها وإن رغما عنها!!!!!!!!...
انطلق رنين هاتفها الشخصي يقطع الصمت السائد بينهما فرفعته لتزفر بحنق لم يغب عن ذلك القابع بجوارها كمن يجلس فوق صفيح ساخن وهو يسمعها تجيب بصوتها الناعم ليفلت منه المقود وتنحرف السايرة عن طريقها وهو يسمعها تنطق في الكلمة التالية باسم ذاك الكائن الهلامي.. كريم!!!!...
ما أن علمت رنا هوية المتصل حتى تعمدت دفع أكبر كمية ممكنة من البرودة في صوتها وهي ترد عليه فيما ټلعن نفسها في سرها عما أوصلت نفسها إليه فأي شيطان قد تلبسها وقتها وجعلها تعلن موافقتها على الارتباط بذلك السمج المغرور.. ولكنها لن تستمر في تلك المهزلة كثيرا فقد قررت طلبت السماح من والديها وتعلن بعدها رغبتها بفك هذا الارتباط..
قالت ببرود
أيوة يا كريم لا أنا مش في الشغل مروحة دلوقتي.. نعم.. يعني إيه ليه دي.. أنا حرة... لا اطمن مش تعبانة يا سيدي والله ما تعبانة لا مش بعربيتي ما انت عارف أني مش بحب أسوق الا في
متابعة القراءة