اطلال الماضي

موقع أيام نيوز


أضيق الحدود حاضر.. طيب... لا.. بس...
ليفاجئها أنور بسحب الهاتف من فوق أذنها فلم تستطع منعه ليصتنت لما يقول ليفاجأ به يقول بصوته الناعم اللزج
يا حبيبي أنا بخاف عليكي لو تعرفي أنا بحبك أد إيه يا رنا من وقت ماكلمتيني وبلغتيني موافقتك على جوازنا وأنا حاسس أني طاير لفوق... فوق.. فوق...
لم يتمالك أنور نفسه وهمس بغلظة من بين أسنانه المطبقة بشدة كادت تطحن ضروسه فيما ڠضب ڼاري يعصف بين جوانحه وهو يسمع ذلك يغازل امرأته هو

وهتقع تحت.. تحت.. تحت... على رقبتك تتقصف أن شاء الله!!!...
حدقت رنا بأنور مصعوقة فيما أردف الأخير بصرامة وكان من الجلي أن الطرف الآخر من الهاتف يصيح حانقا
هشششش... ولا كلمة صوتك ما يعلاش ونصيحة مني... بلاش أشوفك قودامي ولو صدفة... لأني بجد ما أضمنش ممكن أعمل فيك إيه وقتها!!!
وأتبع كلماته الحادة بانهاء المكالمة دون أن يعطيه المجال للرد فيما طالعته رنا بذهول قبل أن تهتف به وهي تمد يدها اليه لتتناول هاتفها
انت ازاي تسمح لنفسك تاخد التليفون مني بالشكل دا.. اتفضل هات تليفوني ومالكش دعوة بأي حاجة تخصني...
لم يكلف نفسه عناء النظر اليها فكررت طلبها لهاتفها بصيغة آمرة ليفاجئها بايقاف السايرة فجأة حتى كاد رأسها يرتطم بالزجاج الامامي للسيارة ولكن حماها حزام الأمان حولها وقال بصرامة
كلمة زيادة مش عاوز أسمع تسكتي خالص لغاية ما نوصل وخلي بالك أنا لسه ما حاسبتكيش على اللي عملتيه والحساب يجمع يا رنا!!!
ثم أعاد تشغيل المحرك منطلقا بسيارته فيما تراقبه رنا پصدمة وتوجس وسؤال يدور في ذهنها
هل يا ترى اتسمت نبرة أنور بالملكية لها أم أن هذا محض توهم منها...
وصل يوسف الى الطابق الذي يحتوي على غرفة مكتب ندى واتجه بخطوات واثقة اليه كانت الغرفة الخارجية التابعة لرنا خالية بالطبع فاتجه بثقة الى الباب المفضي الى غرفة ندى ولكن ما أن اقترب حتى سمع صوتها الناعم وهو يتكلم برسمية فتاه في نغمات صوتها الملائكي الأشبه بالبلبل المغرد ليقطب بعدها بريبة وهو يسمع الصوت المقابل لها بخشونته الرجولية الظاهرة!!
ابتعد خطوتين ما أن سمع اقتراب الأصوات ووقف على مقربة من الباب يطالعه بترقب ليفتح بعدها وقد ظهر على عتبته ندى بطلتها التي سلبت لبه فارتسمت تلقائيا ابتسامة حانية على وجهه سرعان ما غابت حين طالعه ذاك الجسد العضلي الرجولي يقف بجوارها تماما بينما يتبادل صاحبه الكلمات معها وقد وشت نظراته باعجابه الصريح بها فيما تلك الغبية تقف تبتسم له بكل بلاهة وغباء الأمر الذي كاد يفقده صوابه فهي لم يسبق لها وأن ابتسمت تلك الابتسامة له ولو بالخطأ منذ أن وقعت عيناه عليها بينما الآن تقف شاقة فمها من الأذن للأذن بابتسامة كمن يقوم بعمل دعاية لمعجون الأسنان أو كأنها معجبة بلهاء بتلك الكتلة العضلية الواقفة بجوارها تكاد تغطيها فيما ذلك الوقح يبادلها الابتسامة بكل أريحية فيما ترسلان اليها عيناه نظرات اعجاب رجل بامرأة.. نظرات لا يمكن أن يخطئ يوسف طاهر في فهم معناها!!..
انتبهت ندى الى الظل المخيم عليهما لترفع عينيها فتصطدم بنظرات ڼارية فتراجعت الى الخلف خطوتين بدون وعي منها هاتفة باسمه بدهشة ثم لم تلبث وأن تماسكت وتقدمت فيما قطب لؤي باستفهام ووقف ينقل عيناه بينهما في انتظار تقديمه الى ذلك الذي يقف يرمقه بنظرات كره واضحة فقطعت ندى الصمت وقالت وهي تقوم بمهمة التعريف بينهما مشيرة ليوسف
الأستاذ يوسف مخرج الحملة الاعلانية لأزياء الندى..
ثم أشارت للؤي
الأستاذ لؤي.. رجل أعمال... و...
قاطعها لؤي قائلا بابتسامة وهو يرد ليوسف نظراته القوية بأخرى باردة
شريك لمجموعة الراوي حاليا!!!
ليفتح يوسف عينيه على وسعهما قائلا باستفسار
شريك!!!!..
ندى ببرود وهي تشيح بعينيها بعيدا عنه
أيوة..
ثم وجهت حديثها الى لؤي بابتسامة ناعمة
عموما زي ما اتفقنا خلي المحامي بتاعك يقعد مع الاستاذ ناصر المحامي بتاع الشركة عندنا ويوضبوا العقود عشان نمضيها..
لؤي بابتسامة جعلت يوسف يتمنى لو يمسحها بقبضة يده القوية
تمام يا ندى عموما هنتغدى سوا بإذن الله يوم الجمعة ونكمل كلامنا وقتها...
ندى والتي علمت من والدتها أن والدته قد قامت بدعوتهم لتناول طعام الغذاء يوم الجمعة القادم
أكيد يا لؤي ان شاء الله..
فابتسم لؤي وقد أحنى رأسه بتحية الوداع لتبتسم بدورها ثم مد يده لمصافحة يوسف والذي نظر مطولا ليده قبل أن يالقى مصافحته بقبضة قوية أدهشت لؤي والذي ارتسمت ابتسامة ساخرة بعدها على وجهه الرجولي الوسيم وقد فطن الى أن هذا الشاب الذي يقف أمامه لا يعتبر ندى مجرد عميل لديه بل يكاد يقسم أن مكانتها لديه تتعدى ذلك بمراحل!!!
ما ان غاب لؤي عن الانظار حتى هتفت ندى بحدة تطالع يوسف بغيظ
أفندم.. ممكن أعرف جاي ليه..
نظر اليها يوسف بغموض ليباغتها بالقبض على رسغها ثم سحبها ورائه حتى دلفا الى غرفة مكتبها فسارع بغلق الباب خلفهما لتقف تطالعه بارتياب فتقدم ناحيتها بضعة خطوات فتراجعت هي أمامه ما يساويهم وهي تشهر سبابتها هاتفة بتحذير وان ارتعش صوتها رغما عنها
أقدر أعرف انت فاكر نفسك بتعمل إيه بالظبط.. ازاي تسمح لنفسك تتهجم عليا بالشكل دا..
وقف يوسف مكانه ورفع يديه الى أعلى قائلا ببراءة مصطنعة
أتهجم.. هو انا جيت ناحيتك من أساسه!!!.. انتي بتتبلي عليا يا أستاذة!!!
صاحت ندى وقد طغى الاحمرار على وجهها غيظا وحنقا
أومال تسميه إيه وانت بتسحبني وراك لغاية هنا وتقفل الباب وراك بالشكل دا.. بقولك إيه.. من الآخر.. أنت مجرد مخرج اعلانات للحملة بتاعتنا كل كلامك مع غسان أنا ماليش دعوة.. واتفضل دلوقتي بقه من غير مطرود!!...
نظر اليها لوهلة في صمت تام ثم ما لبث أن اقترب منها ببطء كالليث مسلطا عيناه عليها لتصيبها نظراته بالخۏف الذي حاولت ابعاد شبحه عنها وتراجعت خطوة الى الوراء ولكنها لم تستطع الابتعاد أكثر من ذلك إذ سرعان ما قبض على رسغها وشدها ناحيته ..رفعت عينيها تطالعه پغضب لتنطفئ شعلة ڠضبها وهي تواجه صورتها المنعكسة بين فحم عينيه المشتعل فيما تشعر بنيران أخرى تندلع في قاعهما ليست أبدا بنيران كره أو ڠضب بل هي نيران أخرى نيران تكاد تجزم أن حرارتها لا ټحرق.. ولكنها تضرم في القلب لتنتشر في سائر الجسد كما الڼار في الهشيم فتجعلك ترغب بمزيد من لهيبها الذي لا ينطفئ نيران لا تعلم مسمى لها ولا تريد أن تعلم ولكنها شعرت بالخۏف منها فحاولت جذب معصمها من يده دون طائل فراحت تطالعه بنظرات حائرة دون أن تعي ترجوه في صمت أن يتوقف عما يثيره فيها من أحاسيس لا تعلم لها مسمى فهي وأن كانت قد سبق لها الارتباط ولكنها أبدا لم تشعر بتلك الفوضى التي تداهم سائر حواسها وبكل قوة فيما غاب عنها ذلك البركان الذي يفور كالمرجل بداخل هذا الذي يقف أمامها يطالعها بنظرات متأملة .. كانت هي أول من تحدث لتقطع لغة العيون التي تفصح عما بداخل كل منهما فيما جبن أصحابها عن التصريح علانية بكل ما يعتمل بداخل
 

تم نسخ الرابط