مهمه جواز بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز

الدوامة دي و مش راح نخلصو منها واصل... و الشباب اللي كيف الورد هو اللي بيدفع التمن. 
رد الآخر بغلظة 
لو ماخدتش بتار أبوي هتچرس في البلد كلاتها يا كبيرنا و انت خابر زين. 
مالكش صالح بالبلد... أني هانا الكبير و البلد كلاتها عارفة إن مفيش كلمة بعد كلمتي... و أنا جولت هننهي التار ده للأبد... فوزي الچيار صبيحة الچمعة جدام البلد كلاتها هيجدملك كفنه على يده و انت هتجبله و نجفلو على السيرة دي و اكده خلص الكلام. 
بس يا كبيرنا.. 
قاطعه معتصم باشارة من كفه حين رن هاتفه برقم ما فأخرجه من جيب جلبابه ليسود وجهه پغضب جامح حين رأى هوية المتصل ثم أعاده مرة أخرى لجيبه ثم تحدث بصوت مجلجل غير قابل للنقاش 
مبسش يا حاچ صالح أني جولت هننهي التار يعني هننهيه... خدوا واچبكم انتو مش أغراب.. عن إذنكم..
قالها ثم هب واقفا من أمام الحضور ليغادر المضيفة و يتجه مباشرة إلى داخل الدوار قاصدا غرفته بالدور العلوي. 
بمجرد أن دلف غرفته نزع عنه جلبابه بعصبية ثم التقط هاتفه و أعاد الاتصال بالرقم المتصل ثم وضع الهاتف على أذنه و حين أتاه صوت الطرف الآخر قال پغضب جامح 
هو أنا مش قولت متتصليش بيا أبدا طول ما أنا في البلد... انا كلامي مبيتسمعش ليه... انتي كدا جبتي آخرك معايا و بنظامك دا استحالة نكمل مع بعض. 
ردت پخوف 
أنا اتصلت عشان.. 
قاطعها بانفعال بالغ 
مهما كانت الاسباب.. لو بټموتي حتى متتصليش بيا.. قولتلك مېت مرة ابعتيلي رسالة ع الواتس و لما اكون لوحدي هكلمك... انما اللي انتي بتعمليه دا مينفعش يا نيرمين. 
ردت بصوت باكي 
خلاص يا معتصم أنا آسفة مش هتتكرر تاني... أنا بس اعتبرت نفسي مراتك بجد و حبيت أطمن عليك. 
زفر بضيق فتلك الحركات الغبية لا تمل من فعلها أبدا ثم قال بجدية 
نيرمين احنا متفقين من الأول ان جوازنا منفعة متبادلة و مفيش مجال للحب بينا و انتي وافقتي... و كنتي ماشية ع الاتفاق كويس... مش عارف ايه اللي قلب أحوالك كدا و بقيتي تقلقي عليا و شغل الأفلام دا. 
قال عبارته الأخيرة بحدة و انفعال فأجابت بلهفة 
عشان حبيتك يا معتصم... اه في الأول كنت معجبة بيك كزوج و كرجل أعمال ناجح و أقنعتك بعرضي...بس معرفش ازاي من غير ما أحس لقيت نفسي مش قادرة استغنى عنك و بقيت بتوحشني لما بتسافر بلدك.. هو دا غلط إني أحبك! 
أيوة غلط... غلط يا نيرمين... و بعدين الموضوع دا مينفعش نتكلم فيه في التليفون... لما نتقابل نكمل كلامنا... سلام. 
ثم أغلق الهاتف و ألقى به على الفراش و هو يزفر پعنف فليس هذا ما كان ينقصه...
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة السابعة
و بعدين يا داري... هتفضلي قافلة على نفسك كدا كتير!.... ايه!..هو اللي خلق أدهم مخلقش غيره.. 
نظرت لأمها بعينين دامعتين و لم تعقب ثم تحشرج صوتها و هي تقول پألم 
مامي انتي متعرفيش أنا عملت ايه عشان أدهم ياخد باله مني و يخطبني.. سيبيني بقى أرجوكي مش عايزة أسمع كلام من حد تاني. 
رمقتها أمها پغضب بالغ ثم قالت بانفعال 
طيب.. أنا ليا كلام تاني مع شريف. 
رمقتها بلا اهتمام و عادت ترثي حظها فرغم تلك الخطة المحكمة التي عاونتها بها إحدى صديقات السوء مستعينه بإحدى الدجالات لتوقعه تحت تأثير السحر إلا أنه حدث ما كانت تخشاه.
و بعدين يا شريف... احنا هنفضل واقفين نتفرج على بنتنا و هي بتضيع مننا كدا. 
نظر لها ببسمة ساخرة ثم تحدث بثقة
أدهم هيرجعلها متقلقيش....الجوازة دي شكلها مش مريحني... شاكك انها مأمورية من مأمورياته و طبعا مكتم عليها عشان متتعرفش.. 
أخذ نفسا عميقا من سيجارته النفيسة و راح ينفث دخانها براحة ثم قال بمزيد من الثقة 
أنا كلفت حد من رجالتي يجبلي قرار الجوازة دي و يعملي تقرير وافي عنها.. و لو طلع اللي في دماغي صح يبقى خلاص خلصت..هيرجع متقلقيش. 
زفرت پعنف و هي تهوي بجسدها على أقرب مقعد لها ثم قالت بضيق 
أنا كنت ما صدقت خلصنا منه... انت عارف لو اكتشف حقيقة شغلك في الاستيراد و التصدير هيعمل ايه! 
ضحك بملئ فمه ساخرا ثم عادت ملامحه للجدية ليقول بنبرة تفوح منها الشړ 
بالعكس بقى...أنا عايز سيادة الرائد أدهم باشا الكيلاني يكون جوز بنتي عشان يبعد عننا عيون المباحث.. و مټخافيش... مش هيشك حتى و لو واحد في المية في شركتي و مصانعي. 
مش عارفة انت جايب الثقة دي كلها منين! 
تشدقت بتلك الكلمات و قلبها ينبض عاليا من الخۏف فأخذ يطالع إحدى الملفات بين يديه ثم قال بلا اهتمام 
سيبك من الخۏف اللي انتي فيه دا يا شاهي و روحي خلي الشغالة تعملي فنجان قهوة سادة.
تركته غائصا بدوامة شره يفكر في صفقة جديدة في ظاهرها أنها تجارة شريفة تفيد البلد بينما تخبئ بباطنها سمۏم ټقتل شبابنا و هذا الرجل شريف الزغبي الذي ليس له من إسمه نصيب يتلذذ بصفقاته المحرمة...
بينما ندى أخذت تدور بغرفتها ذهابا و ايابا و هي تفكر كيف لها أن تتخلص من حبها له الذي يجعلها ضعيفة أمامه تخشى كثيرا أن يشعر بذلك العشق الذي تكنه له منذ سنوات... فهي تأخذ ذلك الأمر على كرامتها للغاية. 
لازم أتعامل معاه عادي و كأننا اخوات.. أصحاب.. 
أصحاب!.. نعم فهذا هو الحل الوحيد.. فإما يحبها و يقولها لها صراحة...و إما أن يفترقا متى اطمئنت على أبيها و تمكنت من العودة إليه. 
خرجت من غرفتها بعدما أحكمت حجاب الاسدال حول رأسها راسمة في مخيلتها حياة جديدة بصحبته ربما يكتشف فيها ما يجذبه لهواها و تتبدل الأحوال إلى ما تتمناه. 
دلفت إلى المطبخ ثم فتحت الفريزر لتستخرج منه دجاجة مجمدة ثم فتحت الثلاجة لتستخرج ما تحتاجه من خضروات و مكونات أخرى لطبختها التي ستعدها بنفسها... تقنع ذاتها أن الحياة لن تقف عند حبيب ضائع أصبح لها و لكن قلبه ليس من نصيبها.
أصابه الملل البالغ من طول فترة مكوثه بغرفته فهو غير معتاد على ذلك و معدته أصبحت تتضور جوعا فقرر الذهاب إليها ليسألها عن أي طعام يطلبه لها ليتناولاه سويا. 
بمجرد أن فتح باب غرفته داعبت أنفه رائحة الطعام الذكية الآتية من المطبخ. 
للوهلة الأولى ظن أن أمه قد أرسلت وفاء لتعد لهما وجبة الغداء و لكن طمس ظنه صوتها العذب الصادر من المطبخ و هي تدندن ببعض الأناشيد الدينية. 
ابتسم
بلا وعي من شدة عذوبة صوتها الذي يطرب الآذان. 
استند إلى باب المطبخ و هو يستمع لأنشودتها الجميلة مصطفى مصطفى... منبع للصفا.. سيد الأنبياء.. مشعل للوفاء... كان في عطفه لليتامى دفا 
كان يراقبها بابتسامة معجبة و كانت هي تقلب الطعام مولية ظهرها له و تدندن بأريحية غافلة عن ذلك الذي يراقبها باهتمام. 
الټفت ناحية الثلاجة فتفاجأت به واقفا يطالعها ببسمة أخجلتها فأخفضت عينيها أرضا و هي تقول 
انت واقف هنا من امتى! 
امممم... يعني من خمس دقايق بس. 
ابتسمت بخجل ثم حاولت التحلي بالشجاعة لتقول مغيرة مجرى الحديث 
خلاص أنا خلصت الأكل... هتتغدى دلوقتي! 
أومأ موافقا ثم عاتبها 
بتتعبي نفسك ليه... انا اصلا كنت جاي اشوفك عايزة تاكلي ايه نطلبه من أي مطعم كويس. 
زمت شفتيها برفض قائلة 
لا أنا مش بحب أكل المطاعم... أنا و بابا متعودين على الأكل الصحي. 
رفع كتفيه لأعلى متمتما 
تمام زي ما تحبي. 
طيب أنا هغرف الأكل و جاية وراك. 
أساعدك! 
رمقته بتردد ثم قالت بخجل 
لا متتعبش نفسك. 
تجاوز ردها ثم دلف ليتوجه ناحية الأطباق يلتقط بعضا منها تحت نظراتها المندهشة. 
هتفضلي تبصيلي كدا كتير! 
هتف بها دون أن يلتفت لها و كأنه يراها بظهره فانتبهت لحالها ثم عادت تتحرك بالمطبخ بتوتر بالغ و هي تحاول أن تتماسك قليلا.. فقد استطاع أن يثير حبها له من جديد و هي التي ظنت أنها ستنحيه جانبا و لو لفترة مؤقتة. 
انتهيا من الطعام ثم ساعدها في إعادة الأطباق إلى المطبخ ها هي ترى فيه جانبا جديدا و خلقا حميدا لطالما تمنته أي زوجة في زوجها. 
و حين هم بالخروج من المطبخ نادته تستوقفه 
أدهم.. 
نعم! 
ممكن نتكلم! 
يا ريت. 
هغسل الأطباق و هجيلك الصالون. 
تمام.. هستناكي. 
بعد عدة دقائق أقبلت عليه بعدما استجمعت كامل شجاعتها جلست في الكرسي المقابل له ثم قالت بنبرة نادمة 
أولا أنا آسفة على اللي حصل مني الصبح! 
ضيق ما بين عينيه متسائلا بمكر 
ايه اللي حصل أنا مش فاهم! 
ازدردت لعابها بصعوبة و بؤبؤي عينيها يتحركان بعشوائية ثم قالت بخجل بالغ 
خلاص مش مهم. 
ضحك من مظهرها الذي يشبه الكتكوت المبتل فرمقته بحنق ثم توقف عن الضحك قائلا بجدية 
مشكلتك انك حاطة جوازنا في إطار العلاقات المحرمة.. ليه مثلا منعتبرش نفسنا في فترة خطوبه بنتعرف فيها على بعض! 
ابتسمت بسخرية 
ماهو علاقة الخطوبة برضو ليها حدود و مينفعش فيها تجاوز زي اللي أنا عملته النهاردة. 
تنهد بعمق ثم قال مغيرا مجرى الحديث 
في حاجه تانية عايزة تقوليها! 
أومأت موافقة و هي تقول بنبرة طفولية متحمسة 
ايه رأيك نبقى أصحاب! 
نظر لها باستفهام فاسترسلت موضحة 
طالما انت مش شايفني زوجة ليك... و انا كمان مش مستعدة للجواز بالطريقة اللي اتجوزنا بيها... ايه المانع نكون أصحاب لحد ما ربنا يسهل و بابا يخرج من محنته و أرجعله تاني.. بدل ما احنا كدا عاملين زي القط و الفار. 
ضحك من تشبيهها الساخر و لكنه استحسن الفكرة فسألها متوجسا 
بس انتي متأكدة من كلامك!.. عارفة يعني ايه هنكون أصحاب مش زوجين! 
رمشت بعينيها مستفهمة فاسترسل موضحا 
يعني لو في يوم أعجبت ببنت هاجي أحكيلك عنها عادي و يمكن أعرفك عليها كمان!!.. 
قال عبارته و هو يتفرس ملامحها بدقة يريد أن يتأكد من شكوكه كونها تحبه بالفعل أم أنها مجرد أوهام. 
رسمت الثبات ببراعة على ملامحها فهي من اختارت ذلك الدرب و قد تيقنت من سؤاله لها الآن أنها اختارت الصواب بدلا من أن تعيش في وهم انتظارها لاعترافه بحبه لها. 
عادي يا أدهم... و أنا برضو لو قابلت انسان كويس أكيد هحكيلك عنه.. ولا إيه! 
حقك طبعا طالما هنكون مجرد أصحاب. 
صدمها جوابه للغاية حتى أنها كادت أن تركض من أمامه لتبكي بغرفتها... ألهذا الحد لا يملك نحوها و لو القليل من المشاعر!.... يرى أمر ارتباطها بآخر حق لها!.. 
و لو دا حصل ساعتها هديكي كامل حريتك ترتبطي بالشخص المناسب ليكي... انتي في النهاية أمانة عندي يا ندى و حقك تعيشي حياتك و تحبي و تتحبي... انتي مالكيش ذنب في مشاكل والدك. 
لم تعد تتحمل سماع المزيد.. بدأ الشعور بالندم على اقتراحها الأبله يتسلل إليها و لكن ما ألقاه على سمعها لم يكن إلا اعترافا جديدا لها بأنها لا تمثل له سوى مهمة عمل لا أكثر..هذه هي الحقيقة.. دائما مذاقها مر. 
حقيقي احترامي ليك بيزيد كل يوم.. 
قالتها بسخرية و لكنه ظن
تم نسخ الرابط