مهمه جواز بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
الخطة.
اقتربت منها برأسها لتقول بهمس
ماهو بيقول تأثير العمل كان ضعيف لأنه محافظ على صلاته و قريب من ربنا.. انما المرادي هو عمل حسابه و عمل سحر أقوى.. بس طبعا انتي عارفة انه كله بحسابه..
هزت رأسها و هي تقول بلامبالاة
ميهمنيش الفلوس.. المهم يحصل اللي أنا عايزاه بالظبط.
اومأت بتأكيد
اومات دارين بشرود ثم سألتها دنيا بترقب
بس قوليلي هتقابليه ازاي و تشربيه العمل بعد ما قطع علاقته بيكي!
اجابتها و هي تنظر في نقطة ما في الفراغ
هتصرف... في فكرة كدا في دماغي هحاول أنفذها.
رواية مهمة زواج.
بقلم دعاء فؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم
مهمة زواج
حين انتصف النهار قامت دارين بالاتصال بأدهم لتستكمل بقية خطتها اللئيمة في بادئ الأمر استغرب من اتصالها بعدما قام بفسخ خطبته بها و لكنه لم ينكر على نفسه أنه مازال يحب رؤيتها و التحدث اليها..
ألو... الحمد لله يا دارين.. انتي اللي عامله ايه..
بخير يا أدهم.. بعد اذنك كنت عايزة خدمة صغيرة منك.
مرسي يا أدهم و دا عشمي فيك طبعا... بس ينفع لو مفيش عندك مانع نتقابل و احكيلك على اللي عايزاه!
سكت مليا يفكر... لم لا!.. فلا ضير من رؤيتها.
تمام يا داري مفيش مشكلة.
ابتسمت حين ناداها بتلك الكنية المحببة اليها ثم قالت بسعادة غامرة
بجد يا أدهم مش عارفه أشكرك ازاي..
تنهدت بحالمية ثم سألته بهيام
بجد يا أدهم!
أومأ مؤكدا
أيوة طبعا بجد..
طاب حيث كدا بقى نتقابل في كافيه نايل و شوف الميعاد اللي يناسبك.
خلينا نتقابل ع الساعة ٨ بالليل كدا.
تمام في انتظارك.. باي
باي.
في مدينة برلين....
خرج لتوه بعد عملية عسيرة دامت لأكثر من عشر ساعات يزيح حبات العرق عن جبينه ليبشر ذلك الذي كاد قلبه أن يتوقف من فرط الخۏف و القلق ليقول له بنبرة منهكة
تهدل كتفيه من الحزن و کسى الوجوم ملامحه المهمومة فتمتم بصبر و جلد
انا لله و انا اليه راجعون... الحمد لله على كل حال... ربنا يتمم عملية مودة على خير و يصبرني على فراق أختها...
قال عبارته الأخيرة ثم انخرط في بكاء مرير اهتز له جسده بالكامل فأخذ الدكتور رؤف يربت على كتفه بمواساة و هو يقول
خليك جامد للآخر يا محمد.... و شوف كدا هتدفن ميري فين!
أخذ يمسح عبراته بيده ثم قال بنبرة باكية
هاخد الچثة و ارجع اډفنها في مصر... عشان لما ارجع مع مودة بالسلامة نبقى نزورها في قپرها علطول..
تمام... احجز و شوف إجراءاتك... اكرام المېت دفنه..
هز رأسه بايجاب ثم أخذ يفكر في تلك الدوامة التي أخذته الى القاع حتى أنه لا يدري كيف أنه واقفا على قدميه الى الآن... و لكنها تلك القوة التي أمدها الله بها لكي ينقذ ما يمكن انقاذه.
لم يطيق آسر البقاء في عمله... فليس لديه من التركيز ما يعينه على ممارسة مسؤلياته المعتادة فاستأذن من مديره الذي التمس له العذر بعدما علم بما حدث مع خطيبته...
خرج من المبنى ليسير بسيارته في الشوارع بلا هدف... كل مكان يمر به يراها فيه...فقد مرت معه في كل الأماكن... تركت له ذكرى هنا و أخرى هناك.. يا الهي كيف سيعيش بدونها!.. لقد كان قاب قوسين أو ادنى من خطوة الزفاف.. ذلك العش الذي لطالما انتظره طويلا لكي يجمعهما... جائته تلك الريح العاصفة التي خسفت به الأرض و بقي هو يبكي على الأطلال...
بينما هو في خضم تيهه بين الشوارع و الطرقات أتاه اتصال من حماه يخبره أن ميريهان قد فارقت الحياة و أنه سيعود بها في الطائرة التي ستصل مطار القاهرة صباح الغد و اغلق الهاتف سريعا قبل أن يسمع من آسر ما لا يرضيه من لوم او عتاب... فهو يجهل الأمر برمته و لا يعلم شيئ عن ضرورة سفر ميريهان مع شقيقتها...
بمجرد ان انقطع الاتصال أصبح جسد آسر كالهلام... و كأنه جسدا خاويا بلا روح.. نعم يدرك النهاية جيدا و لكن دائما حدوث الحقيقة و تحولها الى امر واقع وقعها صعب على العقل تحمله او استيعابه..
ركن سيارته على جانب الطريق حتى يتمالك أعصابه التي انفلتت منه للغاية و أخذ يلتقط أنفاسه المتلاحقة.... ثم رغما عنه خرج صبره عن السيطرة و صاح بعلو صوته بآهة ألم مزقت كيانه ثم هدأ بعدها قليلا حتى ثقل رأسه و أسندها على تارة القيادة..
عاد من عمله في السابعة مساءا و كانت حينئذ ندى خارجة لتوها من المطبخ و حين سمعت صوت انغلاق الباب توقعت عودته فاستقبلته ببسمة واسعة و كانت مرتدية بيجامة بيتية بنصف كم راسمة تفاصيل جسدها فكانت مٹيرة حقا... اجفلت بخجل حين رمقها بنظرات الاعجاب فاخفضت جفنيها و هي تقول بحياء
حمد الله على السلامة..
الله يسلمك..
اقترب منها في حركة فاجئتها و قبل مقدمة رأسها بغرض تقريب المسافات بينهما فازداد خجلها أكثر و لكنها تغلبت على ذلك ثم قالت
على ما تغير هدومك هكون جهزت العشا.
رد عليها بتعب
لا أنا مش هتعشى دلوقتي... عندي مشوار كدا هخلصه و لما ارجع هبقى اتعشى... انا داخل اخد شاور..
هزت رأسها باحباط... فهي كانت تتطلع لتناول العشاء برفقته..
طاب هعملك ساندوتش تاكله ع السريع..
لم يرد أن يحرجها فاومأ موافقا ثم تركها
و سار باتجاه غرفته.
نزع ملابسه الميري ثم جلس على حافة الفراش حين داهمه صداع قوي فتمدد بجسده على الفراش بملابسه الداخلية لعل الصداع يقل...
و لكنه غفى دون أن يشعر من فرط التعب.
بعد قليل دلفت ندى و بيدها طبق به شطيرتين فوجدته هكذا نائم بتلك الملابس فاقتربت منه تقف بجواره و هي في حيرة من أمرها... أتوقظه ليأكل و يذهب الى حيث أخبرها أم تتركه يكمل نومه...
أدهم... أدهم..
أخدت تهزه برفق و لكنه لم يصدر عنه أي حركة و كأنه مقتول.
هزت رأسها باشفاق و وضعت الطبق جانبا ثم جلست بجواره على حافة الفراش تأملته مليا تريد أن تتحسس ملامحه التي تعشقها و لكنها مترددة...تخشى أن يستيقظ من لمستها تلك...و لكنها أقنعت نفسها أنه لا ضرر من الاستمتاع و لو ثواني برائحته التي أدمنتها و كأنها مادة مخدرة لم تعد تستغنى عنها....
فأمالت برأسها عليه تستنشق عبير عطره مستندة بكفها الأيمن على كتفه الأيسر فتذكرت ذلك الحلم الذي راودها في الصباح حين كانت في حلمها بين ذراعيه ټدفن رأسها بين رأسه و كتفه و تتنفس رائحته فابتسمت بحالمية و هي تأخذ نفسا عميقا تملأ بعبيره رئتيها و لكن لحظها العثر سقط شعرها الناعم القصير على عينه ليفتحهما بغتة و كأنه لم ينم لحظة ليجدها مائلة عليه هكذا وفامتدت يده اليمنى الحرة البعيدة عنها لتقبض على ذراعها المستند على كتفه فانتفضت مڤزوعة و قامت سريعا فنهض هو الآخر من نومته ليجلس و هو يمسح وجهه من أثر النوم بينما هي أصابها التوتر البالغ و تجمد الډم في عروقها و وقفت أمامه كالمذنب ثم أخذت تفرك كفيها بتوتر و هي تقول بنبرة مهتزة
أنا... أنا كنت بصحيك عشان... عشان تاكل و تخرج.
نظر لها باستنكار و هو يتأمل ارتباكها ثم هتف بدهشة
في ايه يا ندى ايه اللي حصل يعني.. اهدي كدا... ليه التوتر دا كله..
ها!..
أشفق على خجلها فقام بتغيير مجرى الحديث
أنا فعلا جوعت اوي... فين السندوتشات!
انحنت سريعا لتعطيه الطبق فأخذه منها ثم قضم قطعة من احداهما و سألها و هو يلوك الطعام بفمه
هو انا نمت كتير!
هزت رأسها بالنفي
لا.. انا عملت السندوتشات بسرعة و دخلت لقيتك نايم.
هز رأسه عدة مرات و هو يتطلع اليها بسرحان فقد حقا أفقدته عقله بقربها الزائد منه...ترى هل حقا كانت توقظه أم انها فعلت معه ما فعله معها ذلك الصباح...
نفض تلك الأفكار عن رأسه ثم نهض من الفراش و هو يقول بجدية
انا كدا هتأخر على الميعاد..
حمحمت ثم قالت بتهرب
طاب انا هروح اشوف ماما تيسير..
أومأ و لم يعقب فهو أراد ايضا أن يهرب من أمامها بعدما بعثرت كيانه خلال تلك اللحظات و أصبح مشتتا للغاية... هل أحبته أيضا كما أحبها!....
بينما هي فرت الي غرفتها و هي تعض على اناملها من الندم... ما كان ينبغي أن تبادر هي بالقرب...ما كان ينبغي أن تلمسه...فهي المطلوبة و لا بد ألا تكون سهلة المنال هكذا..
ظلت تجلد ذاتها و هي تدور بغرفتها ذهابا و ايابا و لم تجرؤ على الخروج منها حتى لا تواجه بعد فعلتها تلك.
و في تلك الأثناء تماما ...
وصلت دارين الى المقهى مبكرا عن موعدها مع أدهم لتراقب ذلك النادل الذي يدور بصينية المشروبات هنا و هناك فنادته بأدب ليقبل عليها..
أي خدمة يافندم!
ايوة.. انا فعلا عايزة منك خدمة و اللي تطلبه انا تحت امرك.
التمعت عيناه بطمع فأومأ يحثها على قول طلبها فاستخرجت تلك الزجاجة الصغيرة من حقيبتها ثم قالت له بصوت اقرب الى الهمس
بص.. انا جوزي جاي يقابلني كمان شوية عشان في مشاكل بينا كدا هنحاول نحلها... اصل في واحدة حيوانة عملتله عمل و خطفته مني و انا عايزاه يرجعلى تاني بأي طريقة.. فأرجوك عايزاك تساعدني و كوبابة العصير بتاعته تحطله فيها من العمل دا عشان يرجعلي..
اتسعت عيني النادل باستنكار و اخذ يردد برفض
لا لا طبعا.. انا مستحيل اعمل كدا.. افرض دا سم يبقى انا كدا قټلته بايدي..
اسرعت تقول بلهفة
لا و الله ماهو سم... انا عندي استعداد اشرب منه قدامك عشان تتأكد... دا مجرد عمل او سحر يعني عشان يرجعلي.. و للأسف لو كان رضي نتقابل في بيتنا كنت اكيد مش هلجأ لحضرتك بس هو مش عايز يرجع البيت حتى نتقابل فيه و نحل مشاكلنا.. الله يخليك يا استاذ ساعدني و المبلغ اللي تطلبه انا تحت امرك... ايه رأيك تاخد ألفين جنيه!
ألفين جنيه!
قالها بذهول و هو يحك مؤخرة رأسه بتفكير فحركة كهذه لن تكلفه شيئ و لن تأخذ من وقته ثوان ستدر عليه نصف راتبه تقريبا..
حضرتك متأكدة ان دا مش سم... و ان دا مش هيضره ولا يشيلني ذنبه!
لا لا لا اطلاقا... و الله ما هيجراله اي حاجة.. دا جوزي و
متابعة القراءة