مهمه جواز بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
تيسير انحنت لتراها فلمحت تلك الډماء التي تسيل من جبهتها فصاحت بهلع
أدهم تعالى بسرعة...
في تلك اللحظة دلف أدهم ليصعق حين رآها بتلك الملابس العاړية فعاد الى الخلف خطوة يواريها عن ناظريه فحتما ان كانت بوعيها ستثور و تغضب لرؤيته لها بذلك الوضع و لكن أمه صاحت به بحدة
ادخل بسرعة يابني شوف مراتك... دماغها متعورة.
جبينها مفتوح بس مش عارف الچرح كبير ولا صغير من الډم اللي نازل.
طاب قومها تنام على السرير على ما اروح بسرعة أجيب علبة الاسعافات..
ندى.. قومي معايا.. ساعديني عشان أقدر أسندك و أقومك من ع الأرض...
و لكنها من فرط خجلها استجابت لتلك الغيمة التي داهمتها لعلها تنقذها من ذلك الموقف الذي أخذاها لدرجة فاقت احتمالها..
ندى.. ندى..
بينما هي داعبت رائحة عطره التي تعشقها أنفها لتئن بخفوت مستمتعة بذلك الحلم الذي راودها بمجرد أن فقدت وعيها بين ذراعيه.
ابتسم باستهزاء من حاله ثم نهض بسرعة ليحضر شرشف خفيف من الخزانة ثم دثرها جيدا بحيث لا يظهر منها سوى رأسها حتى ما ان استيقظت لا تشعر بالخذي أو الخجل.
هي أغمى عليها ولا ايه يا أدهم!
أومأ و هو يقوم بوضع اللاصق ثم قال
أيوة يا ماما... شكلها مرهق أوي.. أنا بقول نسيبها تنام و ترتاح بلاش نفوقها.
اه و الله يا أدهم بيه... ندى هانم تعبت النهاردة في تنضيف قوض النوم و مأكلتش أي حاجة عشان تلحق تخلص قبل ما ترجعوا.
انكمشت ملامحه بڠصب ليصيح بها
و ندى هانم تنضف ليه!.. و انتى كان لازمتك ايه!
تجعدت ملامحها پبكاء ثم قالت
و الله يا بيه هي اللي صممت تنضفهم و قولتلها عنك يا ست ندى هكمل انا مرضييتش أبدا و قالتلي نضفي انتي الصالون و....
صاح أدهم بحدة
خلاااص... و اللي حصل النهاردة ميتكررش تاني.. حطي العصير هنا و اتفضلي انتي..
وضعت العصير على اقرب طاولة ثم فرت من أمامه على عجل بينما تيسير قد داهمها الشعور بالذنب فهي من أخبرت ندى بأن تنظف غرفة نومها... و لكنها لم تطلب منها تنظيف غرف النوم الأربعة بالشقة.
حانت منها التفاتة ناحيتها لينمو بداخلها احترام أعظم من ذي قبل لتلك النائمة في سلام.
تنهدت تيسير بحزن ثم نهضت و هي تقول
طاب انا هقوم يا حبيبي أغير هدومي و انت كمان غير و ارتاحلك شوية على ما العشا يجهز.
هز رأسه عدة مرات لتنهض تيسير خارجة من الغرفة ثم أغلقت الباب خلفها.
أعاد رأسه للخلف مستندا الى الوسادة من خلفه ثم ظل محدقا في سقف الغرفة بشرود يفكر في ندى... تلك الفتاة الرقيقة ذات القلب الصافي النقي... التقية العفيفة.. كيف فضل عليها دارين صاحبة المظاهر و الطبقية...هو يدرك جيدا أن الحب لم يطرق له باب و لم يعلم له سبيل بعد... و لكنه لا يدري لما يشتاق لدارين حين تكون بعيدة عنه و ما ان يراها تصبح مثلها كأي فتاة بالنسبة له...حاول كثيرا تفسير تلك الظاهرة و لكنه لم يجد لها تفسيرا.
تنهد بحيرة ثم أدار رأسه ناحيتها ينظر اليها بتمعن.. ذاك الملاك النائم ذات الشعر الأسود القصير و غرة كبيرة غطت حاجبيها رموش كثيفة و طويلة بشړة خمرية ناعمة نعومة الأطفال و حين أخفض ناظريه ناحية قوامها الأنثوي المغطى بالشرشف الخفيف عاد سريعا ينظر أمامه و كأنها تشعر به... فهو لن يترك لنفسه العنان لتأمل ما حجبته عنه من جسدها مستغلا نومتها و عدم وعيها.
نظر لتلك البقعة الحمراء على كتفه متنهدا بعمق ثم
نهض أخيرا من الفراش ثم التقط ملابس بيتية من الخزانة و أخذها الى الحمام الصغير الملحق بغرفته.
بعد قليل خرج مرتديا بنطال قطني و تيشيرت أبيض ثم قام بأداء صلاة المغرب و بعدما انتهى تمدد بحوارها بالفراش محافظا على مسافة كبيرة بينهما.
التقط هاتفه ليتصل بآسر للمرة العاشرة و لكن مازال هاتفه مغلق الأمر الذي أثار قلقه البالغ أخذ يدعو الله أن تكون الأمور على ما يرام ثم غفى سريعا من فرط ارهاقه بالعمل.
دقت الثامنة مساءا و بدأت ندى تتململ بابتسامة مرتسمة على ثغرها فلازالت تغوص داخل ذلك الحلم الذي جمعها بأدهم و هي بأحضانه تنعم بقربه و تتنفس عطره و يدنو منها يلقي عليها من كلمات العشق و الهيام ثم بدأت تفتح عينيها ببطئ مستغربة تلك الحوائط رمادية اللون حاولت أن تتذكر آخر ما حدث و لكن مازالت الذاكرة مشوشة.
لفت نظرها ذلك الغطاء الذي يغطي جسدها لتواتيها الأحداث و تتوالى على رأسها خاصة حين قبض أدهم على كتفيها و هي شبه عاړية.
شهقت شهقة عميقة حين نظرت الى نفسها ثم الى أدهم الراقد بجوارها رغم تلك المسافة الجيدة بينهما فاستيقظ من غفوته على شهقتها العالية ليقول بصوت متحشرج
مالك يا ندى.. بقيتي كويسة!
سحبت الغطاء على نفسها حتى رقبتها ثم قالت و عينيها متسعتين و مغشيتين بالدموع
كويسة!.. كويسة ايه و زفت ايه...أنا ايه اللي جابني هنا!.. و ازاي تنيمني على سريرك!.. و ازاي ت..
قاطعها بحدة مزمجرا
و الله الأسئلة دي تسأليها لنفسك... انتي ايه اللي جابك قوضتي و انتي بالمنظر دا!
سكتت تناظره و الدموع تسيل من عينيها فأشفق عليها ليقول بحنو
انتي بټعيطي ليه دلوقتي!
ردت بصوت متحشرج من أثر البكاء و هي مازالت متمسكة بالغطاء
لو سمحت قوم هاتلي الاسدال بتاعي من قوضتي...
زفر پعنف ثم نهض من الفراش بتثاقل فاسترسلت كلامها
لما تخرج من القوضة انا هدخل الحمام استناك لحد ما تجيبه.
أومأ دون أن يتحدث ثم خرج من الغرفة و اغلق الباب خلفه و لكنه لسوء حظه قابل أمه في طريقه للغرفة..
مساء الخير يا حبيبي... ندى عاملة ايه دلوقتي.
ابتلع ريقه ليقول
كويسة يا ماما.
هي صاحية!
احم.. ايوة صاحية.
طاب انا هدخل أشوفها..
حاول أن يستوقفها بأي حجة و لكنها كانت قد فرت من أمامه قبل أن يقول أي شيئ و لكنه اكمل طريقه لغرفتها ليأتي لها بالاسدال.
طرقت الباب عدة طرقات ثم فتحت الباب و دخلت مباشرة لتجد الفراش خالي..
ندى... ندى..
أتى صوتها من المرحاض
أيوة يا ماما..
انتي كويسة يا حبيبتي!
اه كويسة.
طاب أجيلك أسندك.
لا لا أنا هاخرج اهو... اومال فين أدهم!
ابتسمت السيدة ظنا منها أنها قد اشتاقت اليه و أن الأمور بينهما على خير ما يرام ثم قالت
كنت شايفاه رايح ناحية قوضة المكتب... تقريبا عنده شغل مستعجل هيخلصه.
زفرت باحباط و انتظرت قليلا لعل تيسير تغادر الغرفة و لكن يبدو أنها لن تفعل فاضطرت للخروج لعلها تطمئن عليها ثم تخرج قبل ان يأتي أدهم.
خرجت ندى من المرحاض بذات الملابس لتقابلها تيسير بإبتسامة واسعة حين رأتها بحالة جيدة فاحتضنتها بحب ثم أخذتها من يدها و أجلستها بطرف الفراش و جلست بجوارها و هي تربت على كتفها بحنو ثم سألتها بترقب ظنا منها أن أدهم ماكث بغرفة مكتبه
ألف سلامة عليكي يا حبيبتي.. ايه اللي حصل!
معرفش انا اتزحلقت ازاي و راسي اتخبطت في حافة الدولاب و اتعورت.
مسدت على شعرها و هي تناظره باعجاب واضح ثم قالت
الحمد لله جات سليمة.. بس تعرفي تسريحة شعرك جميلة أوي و لايقة اوي على وشك.. و احسن حاجة بقى ان القصة الحلوة دي مغطية على الچرح اللي في جبينك.
أطرقت ندى رأسها بخجل لينسدل شعرها القصير مع غرتها الغزيرة لتغطي وجهها تماما في تلك اللحظة دلف أدهم و في يده الاسدال ليتفاجئ بجلوس ندى بذات الملابس الشبه عاړية مولية ظهرها له و أمه في مواجهته..
ادخل يا أدهم..
التفتت ندى ناحية الباب لتجده واقفا على الباب فانتفض جسدها لتنهض و كانت على وشك الركض من أمامه و لكنه كان أسرع منها حين وصل اليها قبل أن تتحرك ليترك الاسدال يسقط من يده ثم لف ذراعه حول خصرها و ضمھا الى جسده فتجمد جسدها پصدمة ليسرع أدهم قائلا قبل أن يصدر منها أي حركة تفسد ما ينتويه
ايه يا ماما هنصوم النهاردة ولا ايه!
ضحكت تيسير و هي تنهض واقفة
حالا يا حبيبي هخلي وفاء تجهز العشا... هسيبكم تجهزو..
ثم مرت من أمامهما و أدهم متشبثا بها للغاية فقد كانت ټقاومه بالخفاء و بمجرد أن سمعا انغلاق الباب نزعت ذراعه عن خصرها بحدة لتصيح پغضب دون أن تنظر له
انت قليل الأدب..
ثم فرت من أمامه ناحية المرحاض و لكنه لحق بها ليجذبها من ساعدها ثم اسند جسدها الى خزانة الملابس و احتجزها بين ذراعيه كل هذا تحت ذهولها من حركته السريعة و كأنها دمية يحركها كما يشاء
اهدي بقى... انتي مراتي.. فاهمة!
صاحت پغضب و هي تبكي
لا... انت اللي مش عايز تفهم.. مش كل شوية هقولك مينفعش.
و أنا غيرت رأيي.
تجلت ملامح الصدمة على ملامحها الباكية لبرهة ثم سألته بعدم استيعاب
قصدك ايه!
أجابها بتلقائية و بدون تردد
قصدي مفيش شروط في جوازنا... انتي مراتي لحد ما ربنا يأمر بحاجة تانية.
ضيقت عينيها بشك
بس دا مكانش اتفاقنا امبارح.
رد بجدية تامة
انسي أي اتفاق قلناه امبارح أو قبل كدا.
و ايه اللي غير رأيك!.
سكتت لحظة ثم قالت و كأنها قد استوعبت شيئا ما لتوها
اه عشان ماما تيسير رجعت و انت مقدرتش تكمل على اتفاقنا عشان خاېف من رد فعلها... مش كدا!
هز رأسه بنفي
لأ مش كدا.
قطبت جبينها باستغراب ليسترسل بجدية
أنا غيرت رأيي لأني اقتنعت اني مش هلاقي زوجة أحسن منك تشيل اسمي و أبني معاها حياة.
سكتت تحاول استيعاب كلماته و هي تنظر لصدق عينيه فابتلعت
متابعة القراءة