مهمه جواز بقلم دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز

ازاي... المهم احكيلي اللي حصل بالظبط. 
بدأت شهقاتها تعلو ثم ما لبثت أن تذكرت صديقتها لتصيح بهلع 
ريم... ريم فين!... عملوا فيها ايه!... 
مټخافيش يا مارتينا ريم بخير.. 
كان ذلك رد حمد لها فهتف معتصم بنفاذ صبر 
ريم نايمة جوا... قوليلنا بقى ايه اللي حصل! 
حاولت السيطرة على أعصابها التالفة ثم بدأت في سرد ما حدث أمامها 
أنا و ريم كنا سهرانين و بنشرب شاي.. و فجأة سمعت صوت برا باب السكن فافتكرتها قطة قولت اشوفها يمكن تكون عطشانة... بس ريم مكنتش واخدة بالها.. خرجت و بمجرد ما فتحت الباب لقيت قدامي اتنين متلتمين مش باين منهم غير عيونهم.. واحد منهم خبطني على دماغي و محستش بحاجة بعدها. 
انخرطت في البكاء مرة أخرى ثم ما لبثت أن صړخت عاليا حين نظرت ليديها 
يا نهار اسود... دهبي.. سرقوا دهبي.. 
تحسست رقبتها لتتفقد سلسالها الذهبي و لكن أيضا لم تجده فازداد نواحها أكثر بينما معتصم أخذ يطمئنها و هو يغلي من الڠضب 
اهدي يا مارتينا... هرجعلك كل اللي سرقوه متقلقيش...أنا عايزك تقومي دلوقتي تلمي كل هدومك و متعلقاتك و ريم كمان صحيها و قوليلها تلم حاجتها كلها عشان هاخدكو معايا الدوار... 
نظر لحمد ليقول بنبرة آمرة 
و انت يا حمد قوم اوصل الدوار هتلاقي مفاتيح عربيتي في درج الكومود بتاعي خودهم و هات العربية و ارجعلي على هنا. 
أومأ حمد ثم نهض متجها إلى حيث أمره أخوه. 
بينما معتصم ترك مارتينا لتقوم بما أملاه عليها و هبط الى الطابق الأرضي للوحدة ليتفقد المكان ربما يجد ما يدله على هوية هؤلاء اللصوص استل هاتفه من جيب جلبابه ليجري اتصال برجاله 
ها يا سمعان وصلت لايه!... 
قطرناهم يا كبير بس بيهربوا منا وسط الاراضي.. بس و الله ماهنسيبهم لو هيچرونا وراهم البلد كلاتها.. 
اضرب عليهم ڼار ان لزم الامر يا سمعان.. 
أوامرك يا كبير.. 
أغلق الهاتف ثم أخذ يدور في غرف الوحدة و يتفقدها بحرص و بعد عدة دقائق هبطت اليه مارتينا تناديه و يبدو عليها الانزعاج الشديد 
معتصم بيه... ريم مڼهارة و مصممة ترجع القاهرة دلوقتي. 
لم ينطق بحرف بل صعد اليها مرة أخرى على عجل ثم طرق الغرفة المفتوحة بابها ليأتيه صوت شهقاتها العالية فتقدمت مارتينا من الخارج 
اتفضل ادخل يا معتصم بيه.. ريم لابسة حجابها. 
دلف اليها ليجدها تجلس على حافة الفراش مرتدية ملابسها المعتادة من قميص نسائي طويل أسود اللون و بنطال چينز ضيق و حذاء رياضي أسود و حجابها أيضا من اللون الأسود و بكائها عبارة عن شهقات فقط و وجهها محمر من شدة الانفعال. 
دكتورة ريم اتفضلي معايا ف.. 
قاطعته بصړاخ 
انا مش رايحة في مكان... انا هرجع بيتي في القاهرة... و دلوقتي. 
كانت تتحدث و عينيها زائغة في مكان آخر و يبدو أنها على حافة الاڼهيار العصبي.. 
فاقترب منها واقفا يحدثها برفق 
هتروحي القاهرة ازاي دلوقتي!.. انتي عارفة الساعة كام! 
ردت بذات الانفعال 
همشي يعني همشي.. مش قاعدة دقيقة واحدة في البلد دي... انا عايزة اروح بيتي.. 
أخذت تردد العبارة الأخيرة و هي تشهق بأنفاسها التي بدأت تضيق و تزداد فخشي أن تأتيها نوبة الهلع من جديد و أدرك أنها ليست في وعيها الكامل. 
ريم اهدي بقى عشان نعرف نتفاهم. 
و لكن كان ازدياد شهقاتها هو ردها عليه لينظر الى مارتينا و هو يقول بنبرة ذات مغذى 
لو سمحتي يا مارتينا هاتيلها كوباية مية يمكن تهدى شوية. 
أدركت مارتينا أنه يريد الانفراد بها لعله يقنعها بالعودة معه الى الدوار فأومأت له و خرجت من الغرفة. 
تقدم منها حتى نزل على ركبتيه على الأرض ليكون رأسه في مستوى رأسها و دون أن يلمسها أخذ يتحدث اليها بهمس حاني 
ريم اهدي بقى... اتنفسي براحة.. 
نظرت له بعينين محمرتين من فرط البكاء ثم قالت بعدوانية 
مش ههدى غير لما ارجع بيتي. 
أشاح برأسه للجهة الأخرى متنفسا بعمق ثم نظر لها مرة أخرى ليقول بذات النبرة الحانية 
طاب بطلي عياط و أنا هعملك اللي انتي عايزاه. 
أيضا لم تهدأ شهقاتها و لو مقدار شهقة واحدة بل شفتيها ترتجفان بالتزامن مع ارتجاف يديها و اهتزاز جسدها بالكامل من فرط الانفعال فنظر لعينيها بعمق ثم قال و هو يتلاعب بها بمكر
الظاهر كدا عجبك حضڼي.. 
اتسعت عينيها پصدمة و توقفت حركة جسدها تماما فابتسم بانتصار و استرسل بمزيد من المكر و بهمس مثير للغاية 
ماهو أصل حضڼي هو اللي بيهديكي. 
بدأت تواتيها ذكرى الأحداث الماضية حين قام باحتضانها حتى هدأت أثناء نوبة الهلع لتحمر وجنتيها خجلا و تهب واقفة من الفراش مولية ظهرها له ليقف هو الآخر ليقول بجدية 
أخيرا هديتي!... ريم خلينا نتكلم بالعقل شوية. 
استدارت له لتتحدث بحدة و هي تنظر أرضا 
أنا حقيقي مش هقدر أكمل هنا تاني... أنا هعمل محضر و هقدم على طلب نقل للقاهرة. 
حين أدرك أنها تذكرت ما حدث و عادت لوعيها عاد أيضا لغلظته التي عاهدته عليها فرد بنبرة قاطعة و بحدة بالغة 
مفيش محاضر هتتعمل... حجك انا هعرف اچيبهولك و كل اللي اتسرج منيكم هيرچع.. ماهو مبجاش كبير البلد دي لما شوية اكلاب يغفلوا ضيوفي و يسرجوهم.. كانهم مفكريني طرطور وسطيهم. 
ابتلعت ريقها بصعوبة من رهبتها و هتفت به بنبرة مهتزة 
انت بتزعقلي كدا ليه! 
و ان ما نزلتي امعايا دلوق هتشوفي اللي مش عتحبي تشوفيه واصل يا ست الضاكتورة. 
ردت پخوف نوعا ما 
انت من شوية كنت كيوت... انت بتقلب مرة واحدة كدا ليه! 
كتم ضحكته بصعوبة بالغة محافظا على وجهه الصارم و نبرته الغليظة متجاهلا رأيها به 
همي يلا لمي هدوماتك... حمد مستنينا تحت. 
لكنها حاولت أن تتحلى بالشجاعة لتقول بنبرة قاطعة 
أنا مش هتحرك من هنا و اروح أبات في بيت واحد غريب عني بدون علم أهلي... 
رغم شعوره بالاعجاب و الاحترام الشديد لتقريرها بذلك الا أنه تأفف بنفاذ صبر 
معناته ايه كلامك! 
انكمشت ملامحها و كأنها ستعود من جديد للبكاء حين

تذكرت حاميها و سندها في الحياة فهي الآن في أشد الاحتياج إليه و لكلماته المطمئنه و لحضنه الآمن الذي تلجأ اليه حين تضيق بها الضوائق...لتقول بنبرة طفولية أوشكت على البكاء 
أنا عايزة أدهم... أنا عايزة أكلمه... أنا هقوله ييجي ياخدني من هنا... 
ثم أخذت تدور حول نفسها و كأنها تبحث عن شيئ ما فاستنفرت عروق رقبته پغضب بالغ حين ذكرت ذلك المجهول بالنسبة له و لكنه حاول أن يتحلى بالهدوء ليسألها بجدية 
انتي بتدوري على ايه.. 
بدور على تليفوني عشان أكلم أدهم.. 
جذبها من ذراعها و هي منحنية تبحث عن الهاتف لتعتدل أمامه ليصيح بها بعدم وعي منه 
أدهم مين اللي عايزة تكلميه دا!.. يبقالك ايه! 
نزعت ذراعها منه پغضب جامح لتصرخ بانفعال 
متلمسنيش تاني... انت فاهم!. 
أخذ نفسا عميقا يحاول به تهدئة نفسه ثم زفره على مهل ليقول بهدوء نوعا ما 
يا بت الناس اعجلي اكده و خلونا نخفى من اهنيه و بعدين كلمي اللي تكلميه.. 
ثم ما لبث أن تذكر شيئا ما و هي مازالت تبحث 
و بعدين الحرامي سرج كل حاچة مخلاشي حاچة واصل.. حتى دهبات زميلتك سرجها... يعني لا حيلتك افلوسات و لا تلفونات و لا أيتها حاچة واصل. 
اتسعت عيني ريم پصدمة لتقول بملامح مشدوهة 
يعني ايه!.. يعني مش هعرف أكلم أدهم! 
رد و هو يكظم غيظه بصعوبة 
لو حافظة رقمه خودي تلفوني كلميه. 
لا مش حافظاه... مسيفاه على الموبايل... مش حافظة أي ارقام خالص.
طاب خلاص اكده مفيش جدامك غير انك تاچي امعايا.. و مټخافيش.. هتباتي في المضيفة اللي چار الدوار يعني بعيد عن اللي بايتين في الدار.. و في غفر بيحرسوا المضيفة لما بيكون عندينا فيها ضيوف.. يعني انتي امعايا في أمان و محدش يجدر يدوسلك على طرف طول مانتي في حماية الكبير. 
تهدل كتفاها باحباط لتهز رأسها بإيماءة بسيطة كناية عن قلة حيلتها و موافقتها على عرضه فما لبث أن زفر بقوة ثم قال 
أخيرا راسك اللي كيف الحچر الصوان دي لانت.. دا انتي طلعتي واعرة جوي. 
رمقته بنظرة متحدية 
و الله لولا الظروف اللي زي الزفت دي و الدنيا اللي متقفلة في وشي دي ما كنت وافقت أبدا على كلامك. 
حانت منه شبه ابتسامة ليقول بنبرة متهكمة 
معلهش.. ما يوجع الا الشاطر... بس... احم... ألا مين أدهم اللي عايزة تكلميه! 
أدهم أخويا الكبير... مبعرفش أعمل أي حاجة بدون علمه. 
قطب جبينه باستنكار 
باه.. باينه واعر جوي و بتهابيه. 
هزت رأسها بنفي 
لا لا مش زي ما انت فاكر... بالعكس دا من حبي و احترامي ليه... أدهم دا مفيش أحن منه. 
أومأ عدة مرات و هو يقول 
ربنا يباركلك فيه... بينا يلا ننزلو لحمد.
بقلم دعاء فؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحلقة الرابعة عشر
رواية مهمة زواج 
بينما كانت ندى تجالس السيدة تيسير يتمازحان و يضحكان على مواقف من الطفولة حين كانت ندى طفلة صغيرة تعيش بينهم قبل اغتيال والدتها و انتقالها مع أبيها الى الولايات المتحدة تفاجئا بأدهم يخرج من غرفته ركضا مرتديا بنطال چينز أسود و قميص أسود ينتعل حذائه فركضت اليه ندى تسأله بقلق 
أدهم انت بتجري كدا ليه!.. ايه اللي حصل و رايح فين! 
أجابها باستعجال و هو يعقد رباط حذائه 
لسة مكلم آسر دلوقتي بعد ما جاتلي رسالة انه تليفونه متاح.. و قالي ان خطيبته عملت حاډثة و في المستشفى بين الحيا و المۏت. 
شهقت السيدة تيسير حين استمعت لذلك و أخذت تردد 
لا حول و لا قوة الا بالله... حبيبي يا آسر... ربنا ينجيهاله يابني.. خلي بالك من نفسك يا أدهم و انت سايق عشان خاطري.. و ابقى طمنى يابني. 
أومأ عدة مرات ثم فتح باب الشقة سريعا و هبط الدرج ركضا ثم استقل سيارته متجها الى مشفى الدكتور رؤف...
بعد حوالي نصف ساعة وصل أدهم الى طابق العناية المركزة ليلفت انتباهة تلك المشاجرة القائمة بين آسر و حماه في ركن ما بالطابق.. 
يا عمي قولتلك سيب ميريهان هنا و أنا هفضل جنبها مس هسيبها... 
صاح بها آسر بانفعال بالغ و هو يلوح بيده و يبدو أن الشجار قائم منذ فترة و قد احتدم بينهما للغاية فمن ثم رد محمد بانفعال أشد 
دول بناتي أنا.. و انت مالكش الحق تقرر عني.. أنا هاخد بناتي الاتنين و هسافر شئت أو أبيت.. و رأيك ميهمنيش و مش مستني اخد الاذن منك. 
استنفرت عروق آسر پغضب جامح ليصيح بصوت حاد 
أنا مش هسيبها.. انت عارف ان بينها و بين المۏت شعرة... ليه تبهدلها في السفر.. سيبها ټموت هنا قدام عيني. 
أخذ محمد يلوح بيده موجها حديثه لوالد آسر 
ما تلم ابنك يا سعيد... أنا حر في بناتي أنا الوحيد اللي هنا صاحب القرار... هو مالهوش أي صفة.. خطيبته خلاص ماټت... خوده بقى و امشو من هنا.. 
التمس سعيد العذر لمحمد و لم يعاتبه أو ينجرح من كلماته اللاذعة فجرحه غائر و يبدو من مظهره
تم نسخ الرابط