رواية بقلم وسام الاشقر

موقع أيام نيوز


يوسف بتعجب كأنه يسألها ما هذا 
اجبته هناء مسرعة حضرتك جيت امبارح متاخر وسبتهم في المكتب وانا بنضف لقيتهم وحضرتك محرج علينا ما ندخلش اوضة حضرتك الا لما تصحي 
ابتلع يوسف ريقه بتوتر من هذا الموقف فهو دائما سريع الانفعال والظن بالآخرين 
أجلى صوته وقال معلش ياملك جت فيكي المرة دي 
وماله ياجينيرال ما انت اخويا برده ولازم استحمل رخامتك 

مللللللك 
خلاص خلاص يا جنيرال ضحك الاثنان علي هذا اللقب التي دائما تطلقه عليه دون ملل 
في شارع شعبي التي تسكن به غزل يوحد امام المنزل مقهي حديث فيما يسمي بالكافييه بعد مۏت صاحب المقهي المعلم ناصر وتركه لابنه الوحيد عامر خريج كليه الطب فعامر شاب ثلاثيني يتميز بجسده الرياضي والذي يظهر دائما أسفل قمصانه القطنية علي سراويل الجينز فمن يراه ينجذب لملامحه الشرقية 
أقام عامر ببعض التعديلات ليكون مكون من طابقين السفلي يقدم طلبات الزبائن مثلما كان يحدث قديما مع الفرق في الديكورات العصرية والعلوي به شاشه عرض وخاص اكثر للشباب ويحتوي علي ألعاب الحديثة مثل البلاي استيشن وألعاب الجيم فهذا المقهي كل ما يملكه بعد مۏت المعلم ناصر وهذا باب رزقه الوحيد بعد ان تخلي عن تخصصه 
نجد شاب جالس بداخل هذا المقهي يتابع العمال بعينه ويراقبهم بعين صقر ولكن باله ليس معهم مع من سلبت عقله وقلبه منذ نعومة أظافرها وهي تجذبه بطريقةغريبة حاول كثيرا ابعادها عن محيط تفكيره ولكنها تقفز له في احلامه وكوابيسه تستنجد به مما ېؤذيها الغريب انه يسمع صوتها بالکابوس وصړاخها مع انه لم يستمع له مره واحدة في حياته يدفع عمره كله ليسمع صوتها احيانا يتخيل اذا كان ناعم مثلها ام به بحةام
غليظ يكاد ان يجزم انه ناعم مثلها آفاق من شروده علي صبي صغير يسمي سيد وهو يمد يده بمبلغ تم دفعه احد الزبائن بعد أخذ مشروبه تنهد وقال يارب قرب البعيد 
في منزل الخالة صفا انشغلت غزل بإعداد وجبة الغداء وأصرت ان تحضر بعضالمخبوزات الساخنة المشهورة بوطنها الأصلي الذي كتب عليها من وهي طفلة ذات الخمس سنوات تركه وترك عائلتها هروبا من تبعات الحروب والخړاب الذي حل ببلدها فتنهدت بحزن دائما يأتي امام رؤيتها خيال طفلة اخري كثيرة الشبه بها تقفز معاها وتجري في فناء منزل بسيط لا تتذكر لمن هذا المنزل ولكنها تتذكر وجه جميل كثير الشبه بها دائما تتذكر امرأة تخرج من الباب وتصيح بهم للدخول لتناول الطعام بلهجتها الخاصة بوطنهم فاقت من شرودها علي أضاءة حمراء تبلغها بان يوجد من يريدها اتجهت الي حجرةخالتها صفا امها الثانية وجدتها نائمة وفي يديها بعض الصور كالعادة تستعيد ذكرياتها 
ثم توجهت اللي الباب بعد التأكد من الطارق من العين السحرية ووجدت سيد يبتسم لها ويرفع يده يحيها سلام عسكري 
ابتسمت له وكررت ما فعله فمد يده بكيس صغير عقدت حاجبها متساله عندما بالكيس قال لها سيد انه بن محوج مخصوص من الاستاذ عامر من المقهي كما طلبته من قبل
فتذكرت غزل انهازطلبت من قبل من محمد ان يشتري لها بن مخصوص لها فمن المؤكد انه من ابلغ عامر أخذت من سيد البن وأشارت له بان ينتظر قليلا 
دخلت مسرعة وعادت بيديها صحنان مليئتان بالمعجنات الساخنة الطيبة التي تذهب العقل كما تعلمتها من امها صفا وقدمت صحن لسيد وأشارت له انه له 
اما الصحن الاخر للاستاذ عامر وكتبت ورقة له لكي يفهم فشكرها وذهب مسرعا سعيد بهذه الوجبه الساخنه الذي من الصعب أكلها اللي بمحلات خاصه تقدم أكلات شعبيه لأهل بلدها
في المساء ظلت جالسة علي سريرها تنظر بهذا الكتاب المكتوب باللغة الفرنسية 
نعم فهي رغم ظروفها الا انها لم تستسلم لإعاقتها التي لم تولد بها فهي كانت طفلة مفعمة بالحيوية تسمع وتتكلم مثل باقي الأطفال بسنها وكانت امها صفا تهتم بتعليمها اللغات الإنجليزية والفرنسية منذ الصغر رغم عدم التحاقها بالمدرسة في هذا السن بسبب الحروب والمناوشات وخوف امها الشديد من شي أصبحت تعلمه الان 
هذه هي وسيلتها الوحيدة لمحاربة مللها اليومي فمن الصعب ان تبحث عن عمل بإعاقتها من سيقبل بعمل بكماء يكاد تستطيع السمع انها لا تعترض علي قدرها 
انها سعيدة انها لاتستمع لصوت المنافقين بل تستمع لقلوب من حولها قلوب طيبة لا تعرف الخبث افاقت من شرودها علي اهتزاز جوالها لتعرف المتصل من قبل ما تري اسمه 
ثم وصلها رسالة
محمد نمتي 
غزل 
محمد مش بتردي ليه انا عارف انك زعلانه بس والله ڠصب عني مبعتلكيش بعد ما خلصت 
غزل 
محمد كده ياغزل اهون
عليكي انام زعلان طيب مش هتسالي عملت ايه في الوظيفه 
غزل عملت ايه 
محمد 
عزلمحمد
بعد لحظات رأت رسالته
محمد افتحي انا بره 
قفزت غزل مسرعة بمنامتها الطفولية القصيرة فوق ركبتهالتفتح الباب لمحمد وعندما رآها بهذا الشكل اندفع داخل الشقة ليغلق الباب پعنف ويصيح بوجهها 
انتي ازاي تفتحي الباب بالشكل ده افرضي حد طالع أو نازل شافك كده 
كانت غزل تنظر لشفتاه وهو يتحدث لتفهم ما يقول وتعرف
 

تم نسخ الرابط