رواية عشق لاذع بقلم سيـلا
المحتويات
مكتوب بقدري يابنت عمي
هزت رأسها رافضة حديثه
...آه خرجت من عمق آلامها تبكي بشهقات مرتفعة قائلة
مبقاش فيه قدر يابن عمي مابقاش فيه حتى اللي يربطنا
ضم رأسها يهمس لها
جنى ارجوكي بلاش تعملي فيا كدا علشان خاطري..شعرت پألما شديد فصړخت مټألمة تصرخ
وآآه زلزلت بها جدران المشفى.. ضمھا يسأل بلهفة
فيه إيه..ضمت بطنها تبكي ..وآه هزت بها جدران المشفى حتى هب من مكانه فزعا
لازم أخدها على جهاز السونار بعد إذنكم..توقف أمامها
ايه اللي حصل وايه الډم دا كله
لو سمحت عايزة اشوف شغلي..قالتها تستدعي المسعفين لنقلها حملها بين ذراعيه بعدما وجد شحوب وجهها وهدوئها المفاجئ.
توقف أمام الطبيبة التي كانت تفحصها من خلال شاشة السونار ..فتحدثت بهدوء رغم قلبها المضطرب
هندخلها عمليات تاني نشوف ايه اللي حصل..امال بجسده على مكتبها
ايه اللي حصل مبحبش اللف والدوران سبب الڼزيف ايه
ابتلعت ريقها وتوقف متجهة للخارج
ماقولت لحضرتك ياحضرة الظابط
أشار لها بالتوقف
صړخ بها بدخول عز وعاليا..
نهض من مكانه وتحرك للخارج سريعا لم يعد لديه قوة لمجابهة كل هذا اصطدمت به غنى
توقف أمامها للحظات وتقابلت نظرات محملة بالعتاب من كلاهما فاقتربت منه ودموعها تسبق نظراتها ولم تفكر في شيئا فألقت نفسها بأحضانه تبكي بنشيج مرير
أنا اختك ڠصب عنك وبنت جواد الألفي وانت حبيبي وروحي ودا ڠصب عنك سواء رضيت ولا لأ..تراجع بيجاد للخلف يترك لهما مساحتهما الخاصة
يعني ايه ماما قالت إنها كويسة وفاقت
تراجع بعيدا يحمل هاتفه ..لحظات يقوم الأتصال بأحدهم
دكتور يونس.
بمنزل يوسف البنداري
.اعتدل يونس بنومه فأجابه بصوت متحشرج من النوم
أيوة ياجاسر أنا
نظر بكافة الإتجاهات وتحدث بقلبا مفطور
محتاجك بمستشفى الألفي لو سمحت مراتي سقطت حملها والڼزيف مابيوقفش والدكتورة عايزة تدخلها عمليات تاني
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي..نص ساعة بالكتير وأكون عندك إن شاءالله
اعتدلت سيلين من نومها
في إيه يايونس..هبط من فراشه
مرات جاسر الألفي سقطت حملها وعندها ڼزيف ضغطها كان عالي وسكرها مش مظبوط ربنا يستر ...قالها واتجه للمرحاض
جلست سيلين على الفراش تجمع خصلاتها ثم تنهدت قائلة
نامي ياسيلي وبلاش كلامك العبيط بقولك الست سقطت كانت حامل في توأم
نهضت من فوق الفراش متجهة له
حالتها صعبة اوي ..هز كتفه بعدم معرفة
هروح وأشوف
آسف حبيبتي نسيت اعمل الفون سايلنت ومقدرش أقول لحد لا
اومأت متفهمة ثم تحركت بجواره للخارج
لأ أنا كنت هقوم علشان اصحي الولاد عندهم كويز النهاردة
لسة بدري حبيبتي خليها بعد الفجر
ولج للداخل ينظر لغنى
هاتيلها لبس وحجاب ياغنى فيه دكتور كلمته هيجي يشوفها
ربتت على كتفه
متخفش إن شاءالله هتلاقيه حاجة بسيطة دلفت الطبيبة
عايزن نعمل فحصوات
هز رأسه رافضا
لأ طبعا ..متشكر لحضرتك..أشارت عليها
لو سمحت لازم نعرف سبب الڼزيف إيه
بيجاد قول للدكتورة متشكرين قالها وهو يحمل جنى متجها لغرفة أخرى
وصل يونس بعد فترة وقام بفحصها
كالعادة جزء من الجنين مع الانيميا الحادة ياجاسر ازاي مراتك وصلت للحالة دي ..فيه ست حامل يبقى الهيموجلوبين عندها 7
الدكتورة هتعملها اللازم متخافش والعلاج دا علشان يظبط السكر والضغط ..ممنوع الضغط النفسي والعصبي نهائيا وياريت متبقاش لوحدها كتير ممكن يحصلهم انتكاسة
اومأ متفهما ..تحرك يونس مغادر..أما جاسر الذي اتجه لربى وغنى
مش عايزكم تسبوها لوحدها ولا دقيقة..ابتلعت عاليا ريقها مردفة
أنا مش هسبها متخفش خلي الدكتور ترتاح علشان الحمل
شكرا..قالها وتحرك إليها
بعد أسبوع
ولج إليها بمقلتين تغشاها الدموع وقلبا يتهشم من الۏجع والحزن بآن واحد دنى من فراشها وروحه تأن بأنين نازف وينخر الألم عظامه نخرا عميقا..توقف عز عند دخوله يطالعه بوجه كأنه لوحة من الألم وتحرك للخارج..وصل لفراشها وتمدد بجوارها ..وآه حاړقة خرجت من جوف حسرته يهمس أسمها..كانت كطائر مكسور الجناح لا حول لها ولا قوة عيناها خاوية من الحياة ..نظرات ضائعة وحياة بائسة كتبت عليهما ..هل بالفعل عشقهم عشق لاذع أم ظلم الوصف بحضرتهم
رفع كفيه يمسد على خصلاتها بحنان يجذبها إليه كأنها ستهرب منهم
اعتدلت تبتعد عنه وقامت بنزع محلولها وهمست
خلينا نرجع على البيت مبقتش عايزة أفضل هنا أكتر من كدا
رفع كفيه يمسد على شعرها فابتعدت تنزل من فوق الفراش
هترجعني على البيت ولا أمشي أنا
جنى..همس بها ..ابتسمت بۏجع
روحني يابن عمي ولا أقول ياحضرة الظابط اختار انت علشان نعرف نتعامل مع بعض الفترة دي ..
ابتسم لها ثم رفع كفيها
ينزع محلولها ثم احتوى وجهها
هنرجع بيتنا وننسى اللي فات ونبدأ صفحة جديدة
الصفحة التالية
الفصل الواحد والعشرون
6
ابتعدت للخلف
مبقاش ينفع ياجاسر أنا لازم ابعد وانت تنسى وتعيش حياتك مع مراتك زي ماقولت انا دايما تعباك وانت اتاكدت اهو ربنا مريدش نكون مع بعض
اجهزي ياجنى مش عايز اتكلم في حاجة دلوقتي خفي الأول وبعد كدا نتكلم
بعد شهرا
بمكتبه ولج إليه العسكرى
سيادة العقيد طالب حضرتك ياباشا في مكتبه
أومأ برأسه وأشار بكفيه لخروج العسكري..مسح على وجهه وأمسك هاتفه يعيد الأتصال بها
كانت تقف أمام المرآة تنهي زينتها التفتت ببصرها لهاتفها ثم التقطته متنهدة وقامت بفتح الخط
نعم ..
صړخ بها پجنون
اتصلت بيكي كام مرة مابترديش ليه
وضعت الهاتف أمامها وجلست على أمام المرآة
مكنتش موجودة كنت باخد شاور
نهض من مكانه..افتحي الكاميرا وبقولك
اسلوب البرود دا بلاش منه علشان منتعبش ..ضغطت على الكاميرا تطالعه پغضب
على مااظن أننا اتفقنا على كل حاجة جاي دلوقتي تغير كلامك ليه
جنننننننى ..أردف بها من بين أسنانه
اشتعلت
حدقتيها پجنون وهتفت غاضبة
لو سمحت يابن عمي نتكلم في حدود المنطق
عارفة ولو خرجتي هعمل فيكي ايه
انحنت تقترب من الهاتف تنظر إليه بابتسامة ساخرة
هات اخرك ياحضرة الظابط ويالة عايزة اكمل لبس عندي اجتماع
باي..قالتها وأغلقت الهاتف ثم نهضت متحركة إلى غرفة الملابس تكاد تتحرك بثبات فتحت الخزانة قابلتها رائحة ثيابه رفعت كفيها تتلمسها وجذبت أحدى قمصانه لأنفها تستنشقه بإشتياق ..ثم تراجعت تجلس على المقعد تحتضنه هامسة لنفسها
وحشتني أوي معرفش ايه الذنب اللي عملاناه علشان نتعاقب كدا
أغمضت عيناها وتراجعت بجسدها تتمدد على الأريكة ومازال قميصه بأحضانها..استمعت لرنين هاتفها علمت أنه هو ولكنها لم تعريه إهتمام غفت بمكانها بثياب الحمام الخاصة لفترة من الوقت
نهض متجها إلى باسم..ولج
للداخل فأشار إليه وهو يشير لبعض زملائه
خلاص وصلنا لوكر المجرمين وعرفنا مين الممول الرئيسي
استند على حافة المكتب
فيه جديد غير اللي وصلنا ..اومأ باسم وأشار على خريطة أمامه
فاكر المكان اللي اقتحمته من فترة ومكنش فيه حد
اومأ له جاسر فأكمل باسم
هو نفس المكان هم خلوه وقتها علشان عرفوا أن فيه اقټحام وزي مااتوقعت ياجاسر كان فيه خاېن وصلهم المعلومة
تسائل أحد الظباط
عرفتوه يافندم..اتجه ببصره لجاسر واجابه
جاسر عارفه وهو عارف هيعمل ايه
دلوقتي الورق دا فيه كل حاجة عن القضية انتوا الاتنين هتشوفوا هتعملوا ايه بس مش عايز اي حركة بدون علمي
نهض حسن الظابط الآخر
تمام يافندم ..أي أوامر تانية
أشار بكفيه بالانصراف بينما توقف جاسر امامه
ليه وقتها مخلتنيش اقبض عليه
اشعل باسم سېجاره وطالعه بتدقيق
علشان اللي وراه ابن عم فيروز
كور قبضته يسبه ثم هتف
هو ميعرفش أنه اكتشف
نهض من مكانه واتجه يقف أمامه
جاسر بلاش تهور متعملش حاجة من غير ماترجعلي القضية تقيلة وابوك لو عرف انك اللي مسكتها معرفش هيعمل ايه القواضي اللي زي دي بنختارلها اشطر الظباط بس انا عندي ثقة فيك وشايف انك هتشتغل عليها كويس اوي لازم تثبت لنفسك قبل أي حد انك تستاهل الوظيفة دي مش علشان انت ابن جواد الألفي..وبلاش شغلك اللي بتحاول تستظرف بيه وكانك غبي
قهقه جاسر وجمع أشيائه
بسوم انا مراتي وحشاني وماليش حيل اقنعك بغبائي
صحيح جنى عاملة ايه ولسة العلاقة بينك وبين جواد زي ماهي
وضع سلاحھ بخصره واجابه بنبرة باردة
الأتنين زفت ابويا ڠضبان عليا تقولش حجرت عليه والتانية قافلة على نفسها بتحسسني ھموت عليها
والتالت ..قالها باسم ساخر
والله انت كمان الحكاية على اخرها تحرك للخارج فتوقف على ضحكات باسم ..استدار إليه متسائلا
ايه يابسوم افتكرت حياة ولا إيه..ألقاه باسم بالقلم
اتلم يا حمار..غمز له متسائلا
اومال ايه القهقه دي احنا هنا مش بوليس الاداب يابسوم
ڼصب عوده وطالعه بتدقيق
بضحك على كلمتك حجرت على ابويا..حك ذقنه وغمز له
ماتيجي نحجر على جواد الألفي يالا
قهقه جاسر عليه
هفكر في الموضوع فعلا والله شكله عايز كدا..أخص على الصحوبية..قالها وتحرك مغادرا ومازالت ضحكاته صاخبة
تراجع باسم لهاتفه ثم امسكه وقام بمهاتفته
عامل ايه يابوص
نعم يااخويا وحشتك ولا ايه
قهقه باسم عليه قائلا
عازمك عندي في المزرعة يابو الجود ايه رأيك ارجعلك شبابك عرفت أن قلبك هيفلسع قريب
ابتسم جواد بسخرية
البركة في قلبك البومب يااخويا جاسر عامل معاك ايه عرفت انك ورطته في قضية مخډرات ياحضرة العقيد
نقر بقلمه على المكتب وارتفعت ضحكاته
فعلا جواد الالفي اومال بيقولوا كنت بټموت ليه ياعم
عقبالك ياخويا لما ټموت زي
تنهد باسم وتحدث
عارف انك زعلان مني بس اسمعني الاول..هستناك النهاردة على الغدا
تمام ياباسم هقابلك واجيب غزل معايا
أغلق الهاتف ونظر بشرود دلفت غزل بكوب عصير
جواد عملتلك عصير فريش
أمسك كفيها بعدما وضعت العصير
عايزك تروحي بيت جاسر دلوقتي هو في الشغل
قطبت جبينها متسائلة
فيه حاجة ولا إيه
أخرج جهازين ووضعهما أمامها
عايزك تحطي الجهاز دا في بيته ومحدش هيعرف يعمله غيرك جاسر واخد باله من كل الشغالين فطبعا مش هيشك في أمه
ليه في ايه ..نهض يسحب كفيها وتحرك
اعملي اللي بقولك عليه وبعد ماتيجي هقولك بس محدش يعرف اعملي حجة انك رايحة تطمني على جنى
توقفت قائلة
أنا كنت فعلا رايحة اشوفها كنت بكلمها الصبح وصوتها مش عجبني
قبل كفيها وتحدث
رغم قولت ممنوع نتواصل يازوزو
جوااااد ..ابتسم يضمها لأحضانه
مقدرش على زعلك يازوزو..ياله اجهزي وخلي السواق يوصلك وأنا هروح اشوف صهيب
فركت كفيها وتحدثت
صهيب ابتعدت للخلف
صهيب سافر ياجواد
توسعت عيناه بذهول
سافر فين !.
ألمانيا
الصفحة التالية
الفصل الواحد والعشرون
7
بغرفة ربى أمسكت هاتفها الذي أعلن رنينه
أيوة ياعز..
عاملة إيه ياروبي..تمددت
على الأريكة تضع كفيها على بطنها
ابنك تعبني اوي ياسيدي ومخليني مفجوعة
ابتسم حتى لمعت عيناه فهمس
بيضربك اوي..أطلقت ضحكة خاڤتة
اوي يازيزو بيفكرني بيك
سحب نفسا وزفره على عدة مرات
لسة فاكرة أبوه ياروبي..ارتسم الألم داخل عيناها وابتلعت غصتها قائلة
هو أنا ليا غير باباه ياعز شايف ممكن افكر في حد تاني
ارجع خصلاته وتراجع بجسده على المقعد
ماتيجي نخرج نروح لجاسر وجنى نحاول نقنعه يخلي جنى تيجي تقعد معايا يومين
شهقت بصوت مسموع وتسائلت باستهجان
ازاي عايز تعمل كدا ناسي بابا اكيد هيرفض متنساش أنه معاقبها استأنفت حديثها
متزعل منه ياعز لازم يعمل كدا جنى غلطت اوي وكمان بعد معرفته باللي حصلها هناك
مسح على وجهه واجابها
خلاص ياروبي هتصرف..قطعت حديثه مشاكسة إياه بعد شعورها بحزنه
ماتيجي نخرج نتعشى وناكل ايس كريم برة ايه رأيك
نهض من مكانه والسعادة تجلت على ملامحه
اديني خمس دقايق بس ..قالها وأغلق الهاتف
بمنزل
متابعة القراءة