رواية عشق لاذع بقلم سيـلا

موقع أيام نيوز

تطالعه بصمت مريب حاله كالذي كبر اعواما عديدة فوق عمره سحبت نفسا لتبعد تلك الغصة التي منعت تنفسها 
دا باسمي صح ياجاسر انت وعدتني قبل كدا هيفضل باسمي لحد ماأموت 
دا ملك لجنى الجاسر طول ماهو بينبض ليا مستحيل اتخلى عنه عرفت انك كنت مغلوب على أمرك لكن قرب مجرد نظرة أو حديث تاني صدقني حتى النبض دا مش هيشفعلك عندي حتى لو اضطريت اخلع قلبي وادوس عليه..لو حاولت تقرب وتلعب عليا بموضوع حملها دا رفعت عيناها تترجاه بعيناها
ج
كفاية مش عايزة أسمع حاجة عن الزفتة دي عايزة انسى قولتلي ايه لو سمحت 
ابتسامة من وسط احزان قلبه وهو يراها مبتسمة بنومها كأنه يروادها أحلامه..انحنى 
مش مسمحولك تحلمي بغيري مهلكتي
تراجع يدقق النظر لعبوثها وتململ نومها تهتف بنبرة متحشرجة بالنوم
نام ياجاسر بقى..ارتفع صوت ضحكا
طب انام ازاي وجنيتي طيرت نومي 
فتحت نصف عيناها بإرهاق هامسة مابين النوم واليقظة 
نام يامفتري وابعد ايدك عايزة انام ولا أقوم اروح انام في أوضة تانية
كنت زعلانة منك ازاي انام جنبك وانا زعلانة ارجع خصلاتها من فوق وجهها
بعد كدا مش مسمحولك تنامي بعيد عني حتى لو زعلانين من بعض سمعاني ياجنى زعلانة تزعلي جوا حضڼي بلاش تعاقبيني بالۏجع دا
فتحت عيناها بعدما استفاقت تطالعه بحنو وعشق 
كنت موجوع وانا بعيدة ...
كنت بمۏت مش بتوجع بس ياجنى دنت منه تهمس 
كنت عايزاك تتوجع زي مابتوجع ياجاسر عايزة أحس إنك باقي عليا
خرج لشرفته بعد فترة اتجه بنظره لنومها ثم امسك هاتفه بعدما اشعل سېجاره
عملت ايه !
من وقتها ماخرجتش ياباشا بس ابن عمها جه زارها من نص ساعة ولسة فوق..حك ذقنه جالسا بهدوء مريب لبعض اللحظات بسيارته 
بقولك اسمعني كويس تعمل ايه اكيد هتطلب دليفري عايزك تعمل اللي اقولك عليه ومش عايز غلطة واحدة ويبقى قولي ابن عمها مشي بعدها بقد ايه 
حمحم الرجل متوترا 
بس ياباشا دا صعب..زمجر متحدثا
عارف لو بابا عرف يبقى اترحم على نفسك ..اتصرف ونفذ اللي بقولك عليه 
قالها وأغلق هاتفه ينظر أمامه قائلا
دوقي من عمايل ايدك ياحيوانة وحياة ۏجع قلبي ودموعي مراتي وقهرتها لأوريكي ايام من چحيم
ظل واقفا لبعض الدقائق مغمض العينين ابتسامة بسعادة داخلية وشعور الراحة مسيطرا عليه..استمع لصوت تواشيح الفجر فتح عيناه مرددا خلفه ثم استدار متجها للداخل للأغتسال وخرج بعد قليل يفرد سجادة صلاته ليقيم ركعتين شكر للواحد القهار على ماوصل إليه من فضل نعمه ..دقائق وهو بين الحي القيوم يناجيه ويشكره على نعمه
اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره فأهل أنت أن تحمد وأهل أنت أن تعبد وأنت على كل شيء قدير. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا. اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيرا مما نقول ولك الحمد كالذي تقول ولك الحمد على كل حال
ظل متضرع يناجي ربه 
اللهم إنا نسألك من النعمة تمامها ومن الرحمة شمولها ومن العافية دوامها ومن العيش أرغده ومن العمر أسعده ومن الإحسان أتمه
ومن العمل أصلحه ومن العلم أنفعه ومن الرزق أوسعه.
استمع لصوت اذان الفجر ..ظل يردد حمده وشكر فضله على نعمة الاسلام
ثم نهض متجها لزوجته 
جنجون حبيبة قلبي الفجر أذن ياروحي قومي صلي هنزل المسجد ..اومأت له تجذب الغطاء ..جذب الغطاء ملقيه على الأرض 
ايه دا ياجاسر والله زعلانة منك
أشار إليها على المرحاض 
هخليكي تزعلي بجد ياروحي الفجر أذن ..صلي ونامي براحتك.. نهضت بعدما جذبت روبها وتحركت لمرحاضها دون حديث
صباح لاح بالأفق بنور ربه داعبت أشعة الشمس عيناها حتى وضع كفيه يهرب من اخترق الضوء لجفنيه..فتح جفونه بتملل مسح على وجهه يرجع خصلاته للخلف شعر بثقل رأسها وخصلاتها تغطي وجهها بالكامل
ابتسامة مغرمة زينت ثغره حتى شعر برجفة السعادة التي تخترق كيانه اعدل من نومها ثم اعتدل متجها للنافذة ليغلق الغرفة حتى لا تيوقظها
ثم اتجه إليها مرة أخرى نظرة حنونة على جبينها يدثرها بالغطاء لبرودة الجو انحنى يهمس لها 
حبيبي عندي شغل مهم نامي وارتاحي وهحاول متأخرش
فتحت عيناها بإرهاق وأغلقت عيناها ذاهبة بسبات نومها ..جلس لبعض الدقائق بجوارها يتشرب
ملامحها الجميلة هامسا لنفسه 
معقول ياجنى حياتي مبقتش ليها طعم من غيرك اليوم اللي بتبعدي عني فيه مبيكونش محسوب من أيامي
هتفت من بين نومها 
وأنا كمان ياجسور ارتفعت ضحكاته يلكزها 
إنت صاحية يابت وبتضحكي عليا فتحت الجميلة عيناها مبتسمة 
اه ياحبيب جنى كنت بسمع لحبيبي عندك مانع 
وضع ذقنه 
حبيبي اللي بيضحك على جوزه
وضعت كفيها على عينيها
جسور انت مش جوزي بس انت الحياة
آسف حبيبي صحيتك نامي ياله انا عندي شغل مهم وهعدي على عمو باسم ..
استدارت إليه 
هو لسة تعبان..هز رأسه بالنفي وأجابها 
لا ..اتحسن بس للاسف طلق حياة بعد اللي حصلي عنده وقاعد لوحده هي لما عرفت ماسبتوش وبابا بيحاول يقنعه يرجعها..ذهب بذاكرته لذاك اليوم
مجبتش جنى معاك ليه ياجاسر والله زعلت ..جلس بعدما خلع جاكتيه الشتوي واجابها 
جنى تعبانة لما تخف هجبها إن شاءالله أشارت له بالدخول 
لا لازم اروحلها انا اطمن عليها ادخل جوا الجو هنا برد باسم دقايق وينزل لسة راجع من الشغل ..اومأ لها وتحرك للداخل
فاق من شروده على لمسة كف جنى 
جاسر ..رحت فين
زفر مخټنقا على ذاك اليوم الذي اعتبره يوما مأسويا فرفع نظره إليها 
حياة فعلا مظلومة مكنتش تعرف اللي فيروز هتعمله بدليل زعلت علشان أنت مرحتيش وكمان قالت هتيجي تزورك يعني نيتها مكنتش وحشة
ج
جاسر لازم ننسى اليوم دا لو سمحت اليوم دا امسحه علشان أنا بجد بتعب جدا منه
نهض متجها للمرحاض هاربا من نظراتها الحزينة
بحي الألفي وخاصة بغرفة ربى
نهض من مكانه يوضع طفله في مهده 
نامي دلوقتي ياروبي حاولي تنامي حبيبتي علشان ماتتعبيش ..دثرها بالغطاء ثم انحنى يلثم جبينها هامسا 
ربنا يخليكوا ليا..ڼصب عوده يغلق الإضاءة وخرج متجها لمنزله 
مرت الساعات ثقيلة عليه وهو يتقلب بفراشه فنهض متجها لشرفته يستنشق بعض الهواء حتى يهدأ من لوعة إشتياقه وعشقه
زفر الهواء المكبوت بداخله مرة واحدة وارتفاع وهبوط صدره جعل ثورته الحاړقة تتخطى ثباته ثم اتجه يحمل هاتفه متجها إلى معشوقته..ولج للداخل وجد جواد جالسا بمكتبه يعمل على جهازه طرق على باب الغرفة فسمح له بالدخول 
مساء الخير ياعمو..خلع نظارته الطبية وأشار له بيديه 
تعالى حبيبي..تحرك متجها إليه ثم توقف أمام مكتبه 
معطل حضرتك..ترك الجهاز بعدما اغلقه 
لو مش فاضي افضالك حبيبي..اومأ برأسه 
حبيبي ياعمو نهض جواد متجها إليه يربت على كتفه ثم أشار إليه بالجلوس 
أكيد جاي علشان مراتك مش كدا..جلس أمامه يطأطأ رأسه للأسفل بخذي
عارف حضرتك زعلان مني بس والله ياعمو أنا كنت محروق أوي على جنى وربى وقتها كسرتني رفع رأسه يطالع عمه وعيناه يرتسم بها الاسف الشديد 
عارف إني مستهلهاش زي ماانا متأكد مش هقدر أعيش من غيرها ياعمو
هز جواد رأسه ساخرا ثم رجع بجسده يضع ساقا فوق الأخرى يشبك أنامله يطالعه ثم مط شفتيه 
قولتلي إنك مش عارف تعيش من غيرها نهض عز عندما فهم ما يشير إليه فجلس على عقبيه يحتوي كفيه 
عمو جواد لو سمحت بلاش تحرمني من مراتي وابني 
انحنى جواد يدقق النظر بعينيه وأردف
ليه انا اللي قولتلك اعمل غبي ومتخلف انا اللي قولتلك اكسر قلبها بدل المرة 3مرات انا اللي قولتلك احلف على مراتك بالطلاق علشان عند وبس ..لكزه بإصبعه برأسه 
فين دماغك ياحضرة المهندس العبقري ماسك شركة كبيرة عريضة وتحت ايدك آلاف من الناس بيسترزقوا وانت فاشل في حياتك امتى هتقدر تسيطر على غضبك وتفرق بين حياتك الخاصة وحياتك الاجتماعية 
اعتدل بجلوسه يتكأ بجسده على المقعد ونظراته تخترقه ثم زفر پغضب وأشار بسبباته واستأنف حديثه مستاء
رغم انك دوست عليها قدامي الا خلتها تروح معاك وتصونك في ضعفك وحزنك لكن انت عملت ايه 
نهض وڼصب جسده وغضبه ينفر بعروقه 
عاملتها وكأنها مش موجودة محبتش اخواتها يدخلوا في حياة اختهم أوس جه ووقف قدامي وقالي اختي مش يتيمة يابابا علشان عز يعمل فيها كدا استدار إليه يرفعه من جلوسه واستأنف 
جاسر اللي يعتبر اخوك وصديق عمرك اللي جيت ومسحت بكرامته الأرض قدامنا جالي ووقف زي وقفتك كدا وقالي انا متنازل عن حقي يابابا سيبه يغلط فيا ويعمل كل اللي عايزه بس عند ربى ومش هرحمه انا متنازل عن نفسي بس اختي كرامتها فوق راسي وهو داس عليها لكمه جواد بصدره حتى تراجع للخلف 
ورغم كدا مخلتش حد يدخل في حياة اختهم وقولتلهم لما اموت اعملوا اللي عايزينه انت عملت ايه 
انحنى يغرز عيناه بعين عز وشرارات تريد إحراقه ..يضغط على كتفه 
روحت عملت لعبة خايبة الاهبل مايعملهاش طفل علشان ايه توجع جاسر
ضغط على فكيه يرمقه بنظرات ڼارية متحدث بهسيس 
ليه ياباشمهندس علشان قال ايه جاسر اتجوز أخته ..دفعه جواد على المقعد عندما فقد سيطرته على غضبه وبدأ يدور في الغرفة يمسح على وجهه پعنف 
إنت ياعز انت تكسر ربى ليه يابني دا انا السعادة مكنتش سيعاني لما قولتلي بتحبها وشوفت الحب دا وقولت مستحيل يزعلها في يوم من الأيام دا هيكون سندها لو حصلي حاجة هيفديها بروحه لكن ايه اللي عملته ولا حاجة اول ما حصلت عليها وانت بتذلها ..أشار
ملوحا بيديه وهتف بنبرة حادة 
لا فوق دي بنت جواد الألفي يالا عندها بدل الاخ تلاتة وبدل الأب اتنين يعني متفكرش أنها وحيدة وملهاش سند وروح اسأل ابوك وقوله ربى بنتك ولا لا اقترب يغرز عيناه به 
لو قالك كلام غير دا هطلع اشلها من فوق واوصلها لحد عندك 
جلس على مقعده محاولا السيطرة على أنفاسه التي شعر بإنسحابها من المكان مما جعله يفتح زر كنزته الشتوية مطبق الجفنين ..اتجه عز إليه سريعا 
عمو جواد مالك ..أغمض عيناه يسحب نفسا ويطرده بهدوء قائلا بصوت متقطع 
أنا كويس

يمكن علشان اتعصبت شوية فتح عيناه يطالعه ثم تحدث
سبني لما اروق من ناحيتك ياعز وتحسسني انك هتصون وقبل ما تتكلم في حاجة الكلام اللي سمعته من فترة لربى انا فعلا مكذبتش عليها كان لازم أشدها علشان لما تثبت حبك ليها تكون مستعدة من غير ضغطوطات لكن اقسم برب العزة ياعز لو حسيت مجرد احساس انك هتغدر بيها وقتها انا اللي هرفع قضية خلع مش طلاق
أشار بيديه للباب 
روح دلوقتي وتعالى الصبح شوف ابنك دا اللي عندي دلوقتي استدار متحركا والام الفراق كحمل جبال فوق ظهره قائلا
حاضر ياعمو هسمع كلامك واحترامه اكيد اسبوع ياعمو واحد وبعد كدا هاخدها بيتي بعد إذنك ..تحرك بعض الخطوات إلا أن جواد أوقفه فاستدار إليه ..نهض جواد متجها إليه ثم توقف أمامه 
عايزاها تروح لأخوها الكبير وتستأذنه انا بعد كدا ماليش دعوة بمشاكل حد ليها اخ كبير دا اللي ترجعله علشان هو هيكون كبير العيلة من بعدي وحضرة المهندس العظيم عارف حقيقة صحة عمه
تم نسخ الرابط