الطائر المهاجر الفصل الثالث والثلاثون
المحتويات
الفصل الثالث والثلاثون
وقف الجميع يتبادلون النظرات المذهولة كان الجد أول من خرق الصمت السائد في حين كانت سلافة بين ذراعي أمها تربت عليها كي تهدأ من نوبة البكاء الحاد التي أصابتها قال الجد بحزم وهو يقف يقبض على رأس عصاه العاجية بكل شموخ
إتعاود فين بالظبط يا ولدي...
زفر رؤوف بضيق حاول كتمانه وأجاب بهدوء نسبي
ليهتف الجد بقوة لا تشي بسنوات عمره التي تخطت الخامسة والسبعين عاما
إنت المفروض أنك عاودت لعندينا إهنه إهنه بيتك وموطرحك انت ومرتك وبناتك رايد تفارجنا من تاني يا رؤوف.. ومن غير شوري كومان!!!!!!!
روؤف وهو يتقدم من أبوه ويمسك بيده ليقبلها
لتهتف به فاطمة وهي تتقدم منه
واه... مين اللي ييستجري يجول إكده... إنت مجامك ومجامك بناتك ومرتك فوج روسنا كلاتنا إوعاك إتفكر انكو رخيصين لاه... انتو مجامكو فوج جوي يا روؤف يا ولدي...
حضرتك أنتي والحاج اللي فوق روسنا كلنا واحنا ما يرضيناش انه حضرتك والحاج تزعلوا مننا ولا نرضى اننا نعمل حاجة من غير رضاكم...
ليقاطعها رؤوف معترضا
ألفت!!!!! نظر الجد الى ولده وقال بسخرية خفيفة
إيه يا ولدي حمجان إكمن مرتك جالت اللي المفروض إنت اتجولاه.. مرتك عارفة العيبة والأصول...
كل ما الأيام ما بتمر بتوكد أني كنت غلطان في حجك من الاول يا بتي وكل ما دا ما بتوكدي لي أنه ولدي عرف يختار صوح...
ألفت ببساطة
ربنا يخليك يا حاج أنا معملتش حاجة وصدقني أنا نسيت أي حاجة حصلت حضرتك كأب ما كانش سهل إنه أبنك يخرج عن شورك ورأيك واللي حصل اتسبب في زعل كبير في العيلة صحيح أنه الحمد لله الزعل ما استمر والنفوس اتصافت لكن لو كان فيه حد غلط ويطلب السماح يبقى أنا ورؤوف مش حضرتك أكيد...
تسلمي يا مرت ولدي ودلوك يا رؤوف يا ولدي انتم لساتكم واصلين من السفر اطلعوا داركم غيروا خلجاتكم على ما نجهزوا الغدا ولو على سلافة أني كفيلة أني أراضيها انتم عارفين سلافة ديه لوحديها في كفاه إلحالها!!!...
اعتدلت سلافة في وقفتها مبتعدة عن ذراع شقيقتها وقالت وهي تكفكف دموعها براحتها تطالع والدها بنظرات استجداء
ليهتف غيث الذي تملكه الغيظ من كلامها فقد بدأ يتنفس الصعداء عندما ظن أن جديه قد احتويا الموقف لتأتي تلك الصغيرة الحمقاء تفسد كل شيء
ما إنتيشي متحركه خطوة واحده من إهنه يا سلافة ايه جولك بجاه...
رؤوف بغلظة
جرى إيه يا غيث هو أنا مش مالي عينك ولا إيه..
أسدل غيث عينيه الى الأسفل وهو يجيب معتذرا
لا مؤاخزة يا عمي لكن انت برضك ما يرضيكش انه حرمة تمشي كلامها على راجلها...
ليدلف عثمان في تلك اللحظة ويهلل فرحا برؤية شقيقه العائد فيهتف وهو يتجه للسلام عليه
حمد الله ع السلامة يا ولد أبوي..
عانقه
متابعة القراءة