سلسبيل
المحتويات
مهسمحش لمخلوق على وش الكون كله يغلط فيها حتى لو أمي
قال الأخيرة بصوت عال للغاية متعمد حتى يصل لوالدته الوقفه تتجسس عليهما كعادتها
وصل غضبه لزروته جعل عروقه تبرز بهيئة مخيفه و على صوته أكثر قائلا و هو يشتعل ڠضبا
و لا هسمحلك أنتي كمان تغلطي فيها تاني واصل يا خضرا لإنها مش قليلة الرباية و لا خسيسة كيف ما قولتي عليها بالعكس أنتي شايفة بعينك من يوم ما كتبت عليها و هي متنازلة ليك عن حقها فيا و عامله خاطر لزعلك و ساكته على كل عمايلك معاها و أنتي غيرتك عمت قلبك كمان بقيتي لا مقدرة سكوتها و لا حتى مرضها
يعلم أنها تتمنى قربه ربما أكثر منه
ترقرقت العبرات بعينيها و تقطعت نياط قلبها على حين غرة بسبب أخر كلمة تفوه بها مرضها!!!!!!! ربما أدركت
خضرا الوضع حاليا بعد حديث زوجها المنفعل معاها و من الجائز أن ترضي بالأمر الواقع و تتقبلها ضرة لها لكن سيظل مرضها الحائل بينها و بينه إذن لن تكون قادرة على تحقيق حلمه في إنجاب إبن له سيكون خطۏرة كبيرة على حياتها حينها
هحمل منك يا عبد الجبار
غمغمت بها بوعيد و إصرار و أعين تفيض بالدمع رغم سعادتها التي ظهرت على وجهها
بينما خضرا أجهشت پبكاء حاد حصلت به على عطف زوجها الذي كان يلهث من شدة أنفعاله نافثا الهواء من فتحتي أنفه بصعوبة
أخذ نفس عميق يهدأ به نوبة غضبه و احتضن وجهها بين كفيه يزيل عبراتها بأصابعه مكملا بنبرة هادئة
ميهونش عليا دمعك يا غالية كفايك بكى عاد أكده هزعل منك صح
همست بها و هي تلثم كف يده المصاپة مكملة
هتحق لسلسبيل مراتك و هحب على رأسها كمان بس متزعلش مني و لا جلبك يكون شايل من چهتي أيتها حاچة يا خوي
تنهد عبد الجبار براحة و انحني عليها مقبلا جبهتها بعمق مغمغما
ربنا يكملك بعقلك يا أم فاطمة
لا حول ولا قوة إلا بالله
تجلس على الاريكة بجوار فؤاد والدها تتحدث معه بصوت خفيض حتى لا يصل لسمع ابنها جابر
يعني دي تاني جوازة كمان للبت و ابني عايز يطلقها من جوزها و يبقي الراجل التالت في حياتها !!!
قالتها بملامح منذهلة مصډومة و هي ټضرب على صدرها بكف يدها
زفر فؤاد بضيق و تحدثت بتعجب قائلا
هو ده اللي همك يا سعاد و مش همك بنت أختك اللي أكيد أول ما تشوفنا هتسألنا سبناها ليه كل السنين دي!
و إحنا سبناها بمزاجنا يعني ما أنت عارف اللي حصل وقتها و عارف كمان إن أبوها جبروت و ابني كان لسه عضمه طري ميقدرش يقف قدامه لكن دلوقتي ربنا يحفظه بقي راجل يسد عين الشمس هيبقي سند ليها و يقف في ضهرها و لو ليها حق هيجبهولها بس من غير جواز هي أه بنت أختي و غالية عندي و نفسي أشوفها و أخدها في حضڼي بس مش أغلى من ضنايا يا بابا و مستحيل أرضي إن ابني ياخد واحده خرج بيت واحد مش بتين كمان حتى لو بنت أختي
بس نوصل للبت الأول يا سعاد قالها فؤاد بضحكة ساخرة مكملا
جوزها طلع تقيل أوي و صاحب أملاك ياما و ابنك داير يلف عليه زي الدبور و مش عارف يوصله لحد ما تعب من كتر اللف و مرمى نايم جوه زي القتيل
و يارب ما يوصله يا حج
نطقت بها بتمني شديد و تابعت بسرها
إلا أما أجوزه الأول البت صفا بنت جوزي تربية أيدي
صل على الحبيب
عبد الجبار
فرغ للتو من غسل كامل هرول مسرعا تجاه ثيابه المكونه من قميصا أبيض اللون و سروال من الجينز
الغامق حذاء كلاسيك أسود بلون الحزام الملتف حول خصره وقف مقابل المرآه يمشط شعره بعناية أرتدي ساعته الفخمه حول رسغه و خاتم من الفضه بأحدي أصابعه نثر عطره المميز بكثافه هندم ذقنه و شاربه بدقه فأصبح مثالا للفتنة
كانت خضرا تتابعه بصمت نيران قلبها أصبحت هادئة قليلا الآن بعد احتواءه لها خاصة حين قال
أني هفهم الدكتور يقول قدام سلسبيل إن هو اللي قدم معاد المتابعة لأنها المفروض الأسبوع الچاي بس عشان ميرضنيش يبقي شكلك مش ولا بد قصادها
اللي تشوفه يا خوي قالتها وهي تخفض رأسها و تبتعد عن عينيه التي تتابعها بنظرة متفحصة يقرأ بسهولة ما يدور بذهنها عبر المرآة
جمع أغراضه المكونه من هواتفه ذات الماركات الشهيرة و جزدانه الجلدي نظارته الشمسية مفاتيح سيارته و أقترب منها حاوط كتفيها بذراعه هامسا بأذنها بنبرته المزلزلة
في هدية مني ليكي هتعچبك قوي هتوصلك الليلة
بعد صلاة العشاء
أشهرت يديها الإثنين الممتلئتين بالاساور الذهبية و أشارت على
القلادات المعلقين برقبتها مرددة بفخر و هي تسير بجواره لخارج الغرفة
يخليك ليا و لا يحرمنيش منك واصل خيرك مغرقني يا سيد الناس
و اللي خلق الخلق الحرمة دي عملالك عمل يا ولدي
كان هذا صوت بخيتة التي جن چنونها حين رأت ابنها الذي كان يتشاجر مع زوجته كما لو كان جمرة ڼار من شدة غضبه منذ قليلا لآن يهبط الدرج وهو محتضن رأسها و يبتسم ببشاشة كأن لم يكن شيء
أمه قالها عبدالجبار ضاغطا على كل حرف بها و هو يبتعد عن زوجته و يقترب منها مقبلا رأسها و يدها هامسا برجاء
بكفايا نكد لحد أكده انهارده عشان خاطري يا أم عبد الچبار
رمقة خضرا بنظرة سامة مدمدمة
اممم لاچل خاطرك بس يا ولدي بس بشرط
صمتت للحظة و تابعت بخبث
تچبلي حفيد راچل يشيل اسمك وأسم أبوك و يكون سندك كيف ما أنت سندي و ضهري يا عبد الچبار
كل شيء بأوان يا أم عبد الچبار
قالها و هو يرتدي نظارته الشمسية التي ذادت جذبيته أضعاف مضاعفة قبل أن يغادر المنزل بخطوات واسعة
و بعد طول إنتظار لمحت طيفه يهل عليها رفرف قلبها بشدة حين رأته مقبلا عليها بلهفة أخفاها خلف نظارته السوداء زينت شفتيه العريضة ابتسامة كان لها تأثير السحر عليها أجبرتها على تأملها ببلاهة نظرتها له متفحصة لا تخلو أبدا من الإعجاب
عنك يا عبد الچبار بيه
أردف بها حسان و هو يركض نحوه مسرعا و فتح له باب السيارة الخلفي
أيه الأخبار يا حسان
قالها عبد الجبار و هو يجلس بجوار زوجته
أجابه حسان قائلا
كلو تمام زي ما أمرتنا يا كبير
كانت سلسبيل هائمة بالنظر إليه بابتسامة حالمة عينيها مثبته على شعره الفاحم الرطب تتمنى لو تغرس أصابعها بين خصلاته
لم تنتبه على حركة السيارة التي صدر عنها ضجيجا عاليا أثناء مغادرتها عبر البوابة المفتوحة على مصرعيها تحت نظرات خضرا التي تقف خلف النافذة تتابعهما بأعين يتطاير منها الشرر بعدما لمحت نظرة الافتتان بأعين غريمتها لزوجها جعلتها تستشيط غيظا و حقدا عليها
بينما عبدالجبار يجلس بجوارها المسافة بينهما لا تذكر لكنهما لا يتلامسان و رغم هذا كانت تشعر بذبذبات حاره منبعثه من جسده تجاهها إلى أن أحست بكفه قبض على يدها فجأة و أصابعه تتخلل بين أصابعها و تشتبك بهم بقوة دفعتها للإنهيار داخليا فأطلقت أنفاسها المحپوسة برئتيها دون أدنى أرادة منها
خابر أني اتأخرت عليك حقك عليا
همس بها بنبرة أيقظت كل مشاعرها الخامدة تجاهه مرة واحدة شهقت بصوت خفيض
قد فجأتها فعلته هذه و راقتها كثيرا أيضا
جاهدت حتى تبتعد بعينيها عنه و نظرت للجهه الأخرى لتجد أنهم على الطريق السريع المعاكس للطريق المؤدي إلى المستشفى
أيه ده إحنا رايحين فين!!!! نطقت بها و هي تتلفت حولها بصوت مرتجف يعبر عن خۏفها الشديد
ليه كل خۏفك ده عادتساءل عبدالجبار بقلق جم لترفع سلسبيل وجهها و تنظر لعينيه بعينيها الزائغة و همست بصوت اختنق بالبكاء
أوعي تكون موديني عند أهل أمي
لتستطرد دون أن تمنحه فرصة للرد عليها
أنا مش مستعدة أشوفهم دلوقتي خالص خاېفة من اللحظة اللي هشوفهم فيها يصدموني بحاجة توجع قلبي زيادة وأنا مش حمل أي صدمات تانية تزعلني زيادة وأنا في حالتي دي
تنهد عبد الجبار متفهما مشاعرها و خۏفها أبتسم لها و هو يبعد نظارته عن وجهه لتظهر عينيه التي تجعلها تمتثل رغما عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته إزداردت لعابها بتوتر حين وجدته ينظر لها نظرته التي ټخطف أنفاسها جذبها عليه محاوطا إياها
بذراعيه استكانت بين يديه على الفور
تنهد عبد الجبار بقوة مغمغما بخفوت
أطمني متخفيش من أي حاچة واصل
أني معاك و في ضهرك و مهسمحش لمخلوق يمسك بسوء و كمان مش ناوي أوديك عندهم إلا لما تطيبي و تبقى زينة
طيب أنت واخدني على فين غمغمت بها بخجل و هي تتحاشي النظر لعينيه المحاصرة لها رفع يده و إحتوي ذقنها بين أصابعه أجربها على النظر له مرة أخرى تعمق النظر بعينيها التي تنجح في هزم كل قوته و عنفوانه و تجعله آسيرا لها و أردف مسبلا عيناه و مقربا وجهه من وجهها ببطء
هخطفك أيه قولك
موافقة تخطفني يا عبد الجبار دمدمت بها بهمس بالكاد وصل لسمعه فضمھا له بقوة أكبر و هو يجذب يديها
مر عليهما وقت ليس بقليل ساعة أو أكثر لكنهما لم يشعروا به كان مكتفيان بقربها لبعضها منفصلان عن جميع ما حولها حتى توقفت السيارة و صدح صوت حسان قائلا
حمدالله على السلامة يا كبير
تنحنح عبد الجبار كمحاوله منه لإيجاد صوته مردفا احححم الله يسلمك يا حسان
دارت سلسبيل بعينيها بالمكان حولها شهقت بفرحة غامرة حين وقعت عينيها على أمواج البحر تنصدم بالاحجار الضخمة صادرا عنهما صوت ينعش الروح
احنا في إسكندرية صح!!!!
تفوهت بها و هي تغادر السيارة واضعة يدها الصغيرة داخل راحة يده الممدودة لها
حرك رأسه لها بالايجاب و سحبها خلفه لداخل منزل حديث الطراز يطل مباشرة على مياه البحر بلونه الأزرق المتلألئ تحت آشعة الشمس الساطعة
كان بستقبالهما العاملين بالمنزل يقفون بصف واحد ترأسهم عفاف سيدة أنيقة بأواخر عقدها الرابع تحدثت بابتسامة بشوشة قائلة
نورتي بيتك يا ست سلسبيل هانم
بيتي!!! تمتمت بها مذهولة و هي تتنقل بينها وبين زوجها الذي ينظر
متابعة القراءة