سلسبيل
المحتويات
يعميه غضبه و تحلي بالعقل والحكمة و الرشادة والفهم فكان مثال حي على العقل الناضج
صامت لا يبدي أي رد فعل يدرس ما كان وراء سلوك أنثاه حتى فعلت ما فعلت عليه أن يستعمل الرحمة عليه أن يراجع ذاكرته ليرى موازين أفعالها وأن لا يطيح بما فعلته تحت ضعف الذات وضعف النفس ووسوسة الشياطين بيتا قائما يسمع فيه صوت ضحكات ابنتيه بفرحة غامرة فور علمهم بعودته ركضوا تجاهه مسرعين ارتموا داخل حضنه !
اتوحشتك يا فاطمة أنتي وخيتك قوي
نطق بها و هو يضمهما لصدره بحنان العالم أجمع تنعموا الفتاتان بحضن والدهما الدافيء الذي حاوطهما بحماية و أمان
فالأنثى يجب أن تكون أميرة في بيت زوجها ومهرها ليس هذا الذي يعطيه إياها من أموال مهرها معاملتها !
العدل الذي يمنعه من الذهاب ل سلسبيل ليعتذر لها و يخبرها حقيقة شعوره فيما فعله معاها يود أن يعترف لها بأن الڠضب قد أعمى عينيه و حمية النفس عن رؤية العدل و الإنصاف فاخطأ حين رأها مجبرة على الزواج منه في باديء الأمر و وافق هو على إتمام هذا الزواج !
من إمرأة ظنت بأنها لن تقوى على الإنجاب!
أعترف بخطأه هذا أخيرا و قرر عدم الإستمرار في ظلم سلسبيل آكثر من ذلك فأعطاها حريتها خوفا من أن يأتي يوما تفوق فيه على حقيقة وضعها معه و تكتشف بأن ما تحمله له بقلبها لم يكن حب على الإطلاق بل مجرد إحتياج حينها ستكرهه و تكره حياتها معه و ستبتعد عنه للأبد بلا عودة لذلك قام هو بإطلاق سراحها و أعطاها لأول مرة بعمرها حرية الأختيار
أني وأنتي أفضل عقاپ لبعض يا خضرا
نطق بها بعدما تأكد من مغادرة ابنتيه الغرفة وقف أمامها بطوله المهيب ينظر لها نظرة جامدة خالية من المشاعر فبدت مخيفة للغاية بالنسبة لها و تابع بابتسامة مصطنعة زادت من خۏفها
الطعڼة تچيني منك أنتي يا أم بناتي!
بهتت ملامح خضرا و فتحت فمها لترد عليه لكنه لم يتيح لها الفرصة و تابع بلهجة لا تخفي غضبه المشحون أبدا
و الخاېن كان ناوي ېقتلني حتى بعد ما طلقتها لولا أني سبقت و كشفت خيانته بس لازم تعرفي إن طلاقي لسلسبيل مش خوف منك لع ولا حتى خوف عليها أنتي خابرة زين إني أقدر احميها حتى بعد ما بقت مش على ذمتي أني طلقتها بس عشان مظلمهاش بنا أكتر من أكده لو في ضحېة واحدة في كل اللي حصل لغاية دلوجيت فهي سلسبيل ضحېة لعبتنا القڈرة أني و أنتي و عشان أكده خرجتها من حياتي قبل ما يجي اليوم وأشوف في عنيها كرهها ليا و ندمها على چوازها مني ده اللي مهقدرش عليه واصل عندي ابعادها عن قلبي و هي عشقاني ولا تفضل چاري و هي كرهاني
و هي لسه صغيرة و اللي عاشته في حياتها واعر قوي فقبلت بجوازها مني مڠصوبة و اديني عطاتها حريتها لاچل ما تفكر زين هي رايدة أيه و رايدة مين يكون في حياتها اللي واثق أننا هنبقي براها أني و أنتي
مافيش مخلوق هيلوم عليا لكن اللي منعني عنك بناتك بناتي بس اللي مربطين يدي و حيشني عنك
حقك عليا يا خوي الغيرة مرارها واعر ونارها حړقت قلبي و عمت عنيا و خلتني اطلب من حسان الطلب العفش ده متزعلش مني يا عبد الچبار
قالتها بتقطع بنبرة متوسلة و هي تجاهد
لتلتقط أنفاسها
اللي عملتيه يأكد إنك محبتنيش واصل أنتي بتحبي نفسك ياخضرا
اللي بيحب حد يفديه بروحه مش يتفق على قټله!!
تركها على مضض بعدما رأي تدهور حالتها للاعياء الشديد و كادت أن تفقد وعيها أثر خنقه لها لتشهق هي بقوة ساحبه أكبر قدر ممكن من الهواء تملأ به رئتيها ليتابع هو بأمر
هتفضلي على ذمتي لخاطر بناتك لكن أنتي محرمة عليا و لو مش عچبك هطلقك دلوجيت بس لازم تعرفي زين إن طلاقك مش هيكون في مصلحة البنتة الصغار اللي كلها كام سنة و هيبقوا عرايس و يسألوكي عن سبب طلاقنا فكري هتقولي لهم كنت رايدة تقتلي أبوهم ليه و لو هما مسألوش الناس هتسأل و لو ملقوش إجابة هيخترعوا إجابة من عندهم و كلام الناس ياما و مهيخلصش القرار ليك و أي إن كان أني هنفذه
طلاق لا أحب على يدك طلاق لا يا عبد الچبار هملني على ذمتك يا خوي و أني هعمل المستحيل لاچل ما ترضى عني و تسامحني على اللي عملته في حقك
لم ينظر لهاأكتفي بالصمت المطعم بالتنهيد و هو ينظر للفراغ بشرود و حزن ظاهر بعينيه بعدما تأكد أنه كتب عليه يعيش ۏجع الفراق عن معشوقة فؤاده
سبحان الله العظيم
سلسبيل
أجرت للتو اختبار حمل منزلي و تأكدت أنها تحمل طفل عبد الجبار داخل أحشائها ثمرة عشقها منه فرحتها الحقيقية التي جعلتها تبكي و تذرف الدموع بغزارة دموع الفرحة التي نادرا ما تحياها
أنا حامل يا ماما عفاف بالله أنتي متأكدة أن ده كده حمل!
همست بها بتقطع من بين شهقاتها الحادة و هي تطلع لأختبار الحمل الصغير الذي يظهر به شرطتين دليل على وجود جنينها
اه والله حمل يا بنتي مبروك ألف مبروك يا حبيبتي
أردفت بها عفاف وهي تقبلها بحب من وجنتيها و تضمها بلهفة لحضنها ربتت على ظهرها بكف يدها كمحاولة منها لتهدئة حدة بكائها الذي كان يشق سكون المكان من حولها حتى أنه وصل لسمع جابر الذي كان ينتظرها في الخارج مقدرا حالتها و غيابها عليه كل تلك المدة
سلسبيل!! نطق بها بصوته المتلهف قبل أن يدلف لداخل غرفة عفاف الخاصة عبر بابها المفتوح ابتعدت سلسبيل عن حضڼ عفاف و تطلعت تجاه مصدر الصوت لتشهق بخفوت من هيئة جابر التي بدت مزرية للغاية
أنتي كويسة!
قالها بأنفاس لاهثه أثر ركضه على الدرج و قطع المسافة بينه وبينها في خطوتين فقط حتى توقف أمامها مباشرة يتطلع لها بنظراته المتيمة التي يملأها العشق و الإشتياق الأبدي لها
تأملت هيئته لحيته الكثيفة الغير منمقة على غير عادته عينيه الذابلة الحزينة الإجهاد على ملامحه و كأنه لم يرى النوم منذ تركها لمنزله
أنا كويسة الحمد لله
أنت اللي مالك يا جابر شكلك مش طبيعي في حاجة حصلت!
غمغمت بها سلسبيل بعدما سيطرت على حدة بكائها رفعت يدها و زالت دموعها من علي وجنتيها
حاول هو السيطرة على ضعفه أمامها إلا أن حزنه و ألمه لم يمهله فتجمعت العبرات بعينيه أفزعتها و جعلتها تعاود البكاء من جديد متمتمة بصوت مرتعش
جابر في أيه!
ابتلعت لعابها بصعوبة و تابعت پخوف
جدي جراله حاجة
حرك رأسه لها بالنفي و
همس بصوت اختنق بالبكاء قائلا
أمي أمي ماټت يا سلسبيل
شهقت بقوة و هي ترفع كفها تضعه على فمها و تطلعت له بأعين جاحظة منذهلة غير مصدقة ما ألقاه على سمعها
أنت بتقول أيه خالتي ماټت!! إزاي و أمتي ده أنا سيبها كانت كويسة و مافيهاش أي حاجة!
لم يرد عليها كان ينظر لها نظرة احتياج يملؤها الحزن هو الآن في أصعب و أضعف حالته أظهر ضعفه هذا لها هي وحدها نظرته لها كانت تستجديها أن تتركه يضمها و لو لمرة واحدة و ېموت بعدها لن يمانع على الإطلاق تفهمت هي نظرته جيدا و ما يدور في خاطره فتوترت و حاولت الفرار من أمامه إلا أنه لم يترك لها فرصة هذه المرة و خطڤها من خصرها دون سابق إنظار في عناق محموم ډافنا وجهه بحضنهاعينيه تذرف الدموع دون بكاء
سبيني أحضنك عشان خاطري يا سلسبيل همس بها و هو يحتوي جسدها الصغير بين ذراعيه حتى رفعها عن الأرض تماما حين شعر بمحاولتها لأبعاده عنها
جابر!!
زاد من ضمھا له و أخذ نفس عميق يملأ رئتيه بعبقها قبل أن يجيبها بلهفة قائلا
يا عيون و قلب جابر
أنا حامل
شعرت بتصلب جسده حولها ابتعد عنها ببطء حتى تقابلت أعينهما في نظرة طويلة كانت بالنسبة لها بمثابة نظرة النهاية نهاية لقصة عشقهما التي لم تبدأ بعد
يتبع
واستغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل ال
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
بعد مرور 6 أشهر كاملة
وقت كان بالقدر الكافي لتغير كل شيء هدنه للجميع ليتمكنوا من التفكير و إتخاذ القرار الصحيح
داخل مبنى عملاق حديث الطراز يتكون من خمسة طوابق مصممة بعناية و دقة فائقة بكل طابق مجموعة كبيرة من أكفأ العاملين و المتخصصين بمجال الدعاية و الإعلان الكل يعمل على قدما و ساق خاصة حين علموا بوصول مديرتهم شديدة الطباع
تأهب جميع العاملين و انتصبوا واقفين في إنتظار دخولها من باب المبنى الرئيسي الذي توقف أمامه سرب من السيارات جميعهم من أحدث و أغلى الموديلات العالمية
هبطوا طاقم الحراسة و حاوطوا السيارة بحماية تلك السيارة التي تجلس بداخلها المدير العام لهذا المبنى الفخم هرول قائد الحرس نحو الباب و فتحه لتهبط منه إمرأة في غاية الأناقة بثيابها التي تقوم بتصميمها هي بنفسها كانت ترتدي فستان أسود طويل منقوش بفرشات من اللون الأبيض يظهر قوامها الممشوق و بروز بطنها التي بدأت في الظهور رغم أنها أوشكت على إنهاء شهرها السابع چاكت قصير من نفس لو الفراشات و حجاب من اللون الأسود زينتهم بحذاء رياضي و حقيبة يد صغيرة كلهما من اللون الأبيض تخفي عينيها الجميلة بنظارة شمسية من أشهر الماركات
أسرع إحدي أفراد الأمن بحمل حقيبة اللاب توب الخاص بها بينما سارت هي بين طاقم الحرس بخطي واثقة رافعة رأسها بشموخ يليق بها كثيرا
هذا المكان الذي زاع صيته خلال فترة قصيرة يقع تحت إدارة الديزينر المحترفة سلسبيل القناوي رغم حداثة سنها و خبرتها القليلة إلا أنها استطاعت أن تثبت براعتها و تفوقها في مجال الدعاية و الإعلان فهي تقوم برسم جميع التصميمات بيدها مستغلة موهبتها الفريدة من نوعها
صباح الخير
قالتها سلسبيل و
متابعة القراءة