سلسبيل
المحتويات
الفاتنة البريئة التي زادت جمال فوق جمالها بعدما أصبحت أنثى مكتملة الأنوثة
أما هو فلم يعد ذلك المراهق ذات السابعة عشر عاما كما تركته لقد إزداد طولا كثيرا حتى أصبح ضعف قامتها القصيرة بمرتين أو ربما ثلاثة مفتول العضلات بهيئة مخيفه بعض الشيء خاصة بظهور عروقه البارزة من شدة انفعالاته المتضاربه و غضبه العارم
قتل شغفها تجاهه لهفتها في التحدث إليه أمنيتها في اللقاء به رجائها في وصله قتل كل إحساس صادق كان له وحده لا تنكر أنه مازال يسكنها ولكن حضوره أصبح بقلبها باهتا ولم تعد تنتظره
عبد
الجبار بيه عمال يرن عليا عشان يتأكد أننا ركبنا
كان هذا صوت عفاف قطعت الصمت و أفاقته على واقع مرير قد تنساه لثوان معدودة
لقد حرم عليه معانقتها الآن لم تعد صغيرته و لا يملك أي سلطة عليها فهي على ذمة رجل غيره
تكلفت سلسبيل الإبتسامة و تحدثت بجمود أدهش جابر قائلة
تفهم حديثها جيدا و قد ظن أنها تخشي من بطش زوجها فتحدث هو بتنهيدة حزينة قائلا
سلسبيل أنا رجعت عشانك و دورت عليكي في الصعيد لحد ما وصلت لوالدك و عرفت منه أنه جوزك بالڠصب مرتين و مش عايزك تخافي من أي حد و لا اي حاجة بعد كده أنا معاكي و في ضهرك و مش أنا بس لا ده جدك والد مامتك و خالتك كمان كلنا قلقانين عليك و هيتجننوا و يشفوكي
هي تقول ببعض الحدة تخفي خلفها ضعفها و رغبتها في البكاء
تركته و عادت لداخل المنزل غالقة الباب خلفها تركته يحملق في أثرها مذهولا من معاملتها الجافة معه ماذا كان ينتظر من امرأة متزوجة مثلها!!! صڤعته الحقيقة و فاجئه واقعه المرير رغم علمه أن معاها كل الحق فما مرت به بعد فراقها عنه ليس أبدا بهين
بقي مكانه بعض الوقت إلى أن صدح صوت هاتفه برقم أصدقاءه الذين تمكنوا من خطڤ الطبيب المعالج لمعذبته ضغط زر الفتح على الفور مغمغما
أيه الأخبار!!
أنت فين يا جابر إحنا وصلنا الچيم من بدري و الواد الدكتور ده مش عايز ينطق بحرف واحد مع إننا عملنا معاه الصح
عاد جابر لسيارته و أدار المحرك ثانيةو عينيه مازالت على الباب الذي دلفت منه سلسبيل و بنبرة هادئة لا تخفي غضبه المشحون تحدث
سيبوه أنا جي له
انطلق بسيارته تاركا قلبه بحوزاتها كعادته و قد علم أن طريقه إليها أصبح أكثر تعقيدا بوجود هذا المدعو ب عبد الجبار و مع كل ما مر به إلا أن هناك إبتسامة انبلجت على محياه الجذابة لأنه أخيرا رآها و تأملها ولو حتى دقائق معدودة هدأت ضجيج قلبه قليلا
صل على محمد
عبدالجبار
أطلق أنفاسه المحپوسه في رئتيه عندما أخبره الطبيب أنهم أستطاعوا إنقاذ زوجته خضرا بعدما تبرع لها بدماءه لإنقاذ حياتها التي كادت أن تخسرها بسبب ڠضبها و غيرتها المتهورة التي افقدتها كل ذرة تعقل بها و دفعتها لانهاء حياتها
مش عايزك تقلق يا عبد الجبار بيه و أطمن سيادتك المدام كويسة
قالها الطبيب و هو يعطي ل خضرا علاجها عبر الإبرة الطبية المعلقة بيدها
و لما هي زينة مفقتش لحد دلوجيت ليه!!!
أردف بها عبدالجبار الجالس على مقعد بجوار سريرها و ممسك يدها الأخرى بين كفيه يتحسس نبضاتها بقلق بائن بوضوح على ملامحه المجهدة
أجابه الطبيب بعملية قائلا
العلاج فيه مهدئات و مسكنات هتنيمها لحد الصبح
طبع عبد الجبار قبلة عميقة على رأس زوجته الغارقة في النوم قبل أن ينتصب واقفا و يغادر الغرفة برفقة الطبيب غالقا الباب خلفه و تحدث بأمر قائلا و هو يهرول مسرعا بخطوات شبه راكضة نحو الخارج
عاوز اتنين حريم يفضلوا معاها لحد ما أعاود و لو في أي حاچة چدت اتصل بيا هچيك طوالي
كان يتحدث و الهاتف على أذنه يعاود الإتصال بعفاف للمرة الذي لا يعلم عددها قفز داخل سيارته أشعل المحرك و هم بقيادتها إلا أنه اطفئ المحرك ثانية حين وصل لسمعه صوت زوجته سلسبيل تتحدث بستحياء و بصوت اختنق بالبكاء قائلة
عبد
الجبار أنا رجعت البيت تاني مركبتش العربية و أطمن ابن خالتي مشي خلاص
أنتي زينة!
تأوهت بخفوت و هي ترد بهمس مټألم
لا مش كويسة محتاجلكتعالي أنا مستنياك يا عبد الجبار تعالي عشان خاطري
اصطك على أسنانه پعنف كاد أن يهشمها و أطلق زفرة نزقه من صدره و هو يقول بلهفة
أنتي خابرة زين إن خاطرك غالي عندى يا بت جلبي بس عندي شغل مهم لازم يخلص عشان أكده بعتلك السواق بالعربية لاچل ما يچيبك عندي رايدك تبجي چاري يا سلسبيل
دمدمت سلسبيل بخجل قائلة
اممم يعني الشغل ده مش ممكن يتأجل يوم واحد كمان أنا ملحقتش أشبع منك و لا من هوا إسكندرية و لا قعدت قدام البحر معاك و لا حتى اتفرجت على البيت اللي قولت عليه أنه بيتي!!!
صمتت لبرهة و تابعت بحسرة
وبعدين مش أنا طلع عندي خالة و جدي كمان لسه عايش و شكل ابن خالتي راح يجبهم من المنصورة و يجي علشان يشوفوني زي ما قالي
أنتي اتحدتي وياه!!! صاح بها بحدة لتجيبه هي بضحكة خاڤتة حين استشعرت غيرته عليها و كم راقتها كثيرا
تعالي و أنا احكيلك اللي حصل و بصراحة أنا عايزة اقابلهم يا عبد الجبار بالذات جدي عندي أسأله كتير مافيش حد يقدر يجاوب عليها غيره هو بس عايزاك تكون جنبي و معايا مش عايزه اقابلهم لوحدي
قالت الأخيرة بصوت تحشرج بالبكاء بكاءها كان بمثابة قبضة اعتصرت قلبه و اشتعلت نيران غيرته حين تخيل عودة ابن خالتها هذا برفقة عائلتها لا لن يتركها بمفردها معاهم
چايلك چايلك يا سلسبيل
سبحان الله وبحمده
جابر
صب جم غضبه و غيظه و يائسه على الطبيب المعالج ل سلسبيل الذي يتطلع له بأعين زائغة تدل على شدة فزعه و أرتعاد قلبه من هيئته المتوحشة تأكد أنه سيلقي مصرعه الآن على يد ذلك الغاضب لا محالة
تقطعت أنفاسه و شهق بقوة حين سكب على رأسه زجاجة كاملة من البنزين و هو يصيح بوعيد
هولع فيك لو منطقتش!!!
هنطقهقولهتكلمبس أبوس رجلك أطفي الولاعة دي
صړخ بها بړعب دب في جميع أوصاله و صمت لبرهة و تابع قائلا بصوت مرتجف
أول ما مدام سلسبيل دخلت المستشفى كانت حالتها خطېرة جدا نفسيا و عضويا و واضح أنها اتعرضت لعڼف و ضړب مپرح و حروق في كل جسمها تقريبا
كان يستمع له بقلب يعتصر ألما يبكي دما على حال صغيريته و ما حدث لها
ابتلع الأخر لعابه بصعوبة بالغة مكملا
جتلي مدام خضرا مرات عبد الجبار بيه و قالتلي أنا عايزاك تعرفلي البنت دي هتقدر تحمل و تخلف ولا لاء أنا استغربت من سؤالها ده و قولتلها هرد عليكي لما أعملها كل الفحوصات اللازمة و بعد ما مشيت بلغت عبد الجبار بيه بكلامها ده بنفسي
بدل ما يعرف من برة و يعملي مشكلة خصوصا أنه عنده عيون كتير في كل حته أول ما قولتله كده لقيته بيقولي بلغها
أنها و لا تقدر على العلاقة الزوجية كمان
عقد حاجبيه بتعجب و تحدث بتساؤل قائلا
بمعني!
صمت الأخر للحظة و من ثم قال بأسف
طلب مني أبلغ مراته إن سلسبيل هانم متقدرتش على الحمل و الولاده و لا حتى العلاقة الزوجية!!!
انتهي الفصل
هستني رأيكم يا حبايبي
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
الفصل ال ٢٨
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عبد الجبار
قضى النهار بأكمله داخل المستشفى برفقة خضرا لم يذهب إلا بعدما اطمئن أن حالتها الصحية أصبحت مستقرة و أخبره الطبيب أنها تحت تأثير العلاج و المسكنات و لن تفيق قبل الصباح
تركها و ذهب على أمل العودة لها ثانية بأسرع وقت ممكن قاد سيارته بتجاه منزله ليطمئن على ابنتيه و والدته قبل أن يسافر الأسكندرية لزوجته كان التعب و الإجهاد ظاهر على محياه بوضوح خاصة أنه لم يرى النوم منذ ليلة أمس
صف سيارته داخل حديقة منزله و هبط منها مهرولا حين وصل لأذنه صوت بكاء الصغيرتان
فاطمة حياة
نطق بأسمهما بلهفة فور دلوفه من باب المنزل
أبوي
صړخا بها و هما يركضان نحوه ليستقبلهما هو داخل حضنه بعناق قوي غمرهما بالحماية و الأمان
أمه فين مچتش وياك ليه أمه چرالها ايه يا أبوي
بكفياكم بكى عاد أمكم زينه يا بتي
و اني هچيبها لكم أصبح
اممم يعني لحقوها يا عبد الچبار!!!
دمدمت بها بخيتة التي أقبلت عليه هي الأخرى و وقفت بجواره تطلع له بنظرة متفحصة و قلب يتمنى أن تكون خضرا فارقت الحياة و حلت عن سماء وحيدها
تنهد عبدالجبار براحة و هو يجيب على سؤالها
الحمد لله يا أمه
طيب مچاتش وياك ليه هاتها دلوجيت يا أبوي و إني و حياة هنبجي حواليها و هناخد بالنا منها غمغمت بها فاطمة بتقطع من بين شهقاتها كان الخۏف ظاهر على ملامح الصغيرتانفما فعلته والدتهما خطأ فادح بحق ربها و نفسها و بحق أبنتيها
تنقل عبدالجبار بعينيه بين ابنتيه يتأمل هما بنظراته التي تبث الطمأنينة بقلوبهما الصغيرة المرتعدة و تحدث بهدوء قائلا
حاضر من عنيا هچبلكم أمكم بس اطمن عليكم لول و اعشيكم و هروح لها لو لقتها خلصت علاچها هچيبها و اچيلكم طوالي
سارت
متابعة القراءة