سلسبيل

موقع أيام نيوز


و هي ټضرب بعكازها على الأرض پغضب
أني هقولك يا أمه و متعشمة فيك تساعديني لخاطر البنته الصغيرين المعلقين بأبوهم و إني خابرة زين إنك تطيقي العما و لا تطقيني قالتها خضرا التي هبطت الدرج للتو و وقفت أمامها تحاول السيطرة على حدة بكائها مكملة بغصة مريرة يملؤها الأسى
عبد الچبار طلقني
زادت حدة بكاء الصغيرتان و تمسكوا بثياب والدهما بكل قوتهما شعر عبد الجبار بالندم الشديد حين رأي مدى الخۏف الظاهر بأعينهما

متهملناش يا عبد الچبار و إني أوعدك هنفذ اللي قولت لي عليه قبل سابق هعيش لبناتي بس سيبني على ذمتك عشان خاطرهم
أردفت بها خضرا بجمود مفاجيء ظهر على ملامحها المټألمة بعدما توقفت عن البكاء بشق الأنفس
كلامها صح ياولدي ردها على ذمتك لخاطر لحمنا يتربوا في حماك قالتها بخيتة رغم نظرات الغيظ و الكرهه التي ترمق بها خضرا 
رفع عبد الجبار يده و مسد على جبهته صعودا لخصلات شعره الفاحم كاد أن يقتلعه من جذوره بسبب غضبه
العارم ود لو أنفجر في خضرا و والدته بأنهما سبب أساسي لما وصل إليه الآن نظرته لهما كانت كفيله بأن يتفهموا ما يريد أخبارهما به لكنه تمالك أعصابه لخاطر أبنتيه حتى لا يزيد خوفهما أكثر
بكفياكم بكى عاد أني عندي شغل مهم هخلصه و هعاود طوالي قالها و هو يزيح دموعهم بأنامله و مال عليهما طبع قبله على وجنتهما مكملا
أني مقدرش استغني عنك يا فاطمة و لا أقدر أعيش يوم واحد من غيرك يا حياة
ضمهما لصدره من جديد لتهمس ابنته فاطمة داخل أذنه بتقطع من بين شهقاتها
يعني هتخلص شغل و تعاود طوالي صح يا بوي 
ربت على ظهرهما بحنان و هو يقول 
هعاود أطمني هعاود يا فاطمة
ظل محتويهما بين ذراعيه حتى هدأت نوبة بكائهما تماما و من ثم بعدهما عنه برفق و رمق خضرا و بخيتة بنظرة أخيرة قبل أن يغادر المنزل بأكمله بخطي واسعة
هرول إحدي حراسه بفتح باب السيارة الخلفي له لكنه صعد بمقعد السائق مغمغما بأمر
معوزش حد معايا خليكم أهنه و فتحوا عنيكم زين لو حصل أي حاچة حدتني طوالي
لم ينتظر سماع رد على حديثه هذا اڼفجر هدير محرك السيارة عاكسا غضبه عليها ليطير الغبار من الخلف بقوة لحظة إنطلاقها
يسير بلا هوادة لا يعلم أين يذهب يشعر لأول مرة بحياته بمعني كلمة الضياع عاجز عن إتخاذ قرار صحيح منذ ابتعاد سلسبيل عنه حياته بأكملها انقلبت رأسا على عقب لم و لن يستطع التأقلم مع غيابها
يقر و يعترف أنه الآن أصبح ظالم ظلم الجميع و أولهم نفسه
و مع كل ما يمر به إلا أنه يشعر بالاشتياق الشديد لها مهوس بها و بعشقها الذي استحوذ على قلبه مال على ياقته و أخذ نفس عميق يمليء رئتيه بعبقها فجلبابه مازالت معبأة بعطرها المرأة الوحيدة التي حاكت من غضبه هدوء ومن صخب شرقيته عزفت لحنا حنون
شوقه لها كالشمعة تذوب حتي تحولت لجمر شظاياه تجن كل مساء بقي حديثها القليل معه عالقا بروحه أنفاسها تقيد نبضه أما هو حزنه المهذب خلف ابتسامته يخجله كم كان رجلا يتباهى ولا يبالي بذاك المساء الكئيب سكب الماء براحتيها ضممته هي بقوة كي لا يضيع و حين رفعت رأسها كانت كل أحلامها التي لم تقبض عليها يوما ظنا منها أنها لن تغيب تسربت اختفت بعدما اتهامها بأن مشاعرها تجاهه لم تكن حب من الأساس و أنه لن يردها لعصمته حتى بعد علمه بحملها فعلته هذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير
لن ينسى نظرتها له التي كانت تملؤها الخيبة خيبة أملها فيه تركته هذه المرة يواجه غروره بيدين خاويتين يا متاهته لم تتركه هنا رجلا يملك العالم كما كان معاها بل تركته فأرا يقضم الحيرة بمتاهة الشوق اللعېن
يعاد بذهنه سؤال واحد يتردد بلا توقف كيف يمضى الى حال سبيله و قدميه عالقة بأرضها
فهو على يقين أن حتى لو اعتذرت الرياح الغصن سيبقى مكسورا
أخرج هاتفها من جيبه و ظل يتأمل صورتها به بأعين هائمة و قلبا تحرقه ڼار الإشتياق 
اتوحشتك اتوحشتك قوي قوي يا

سلسبيل يا بنت جلبي
صدح صوت رنين هاتفه برقم شخص ينطبق عليه مثل ما محبه إلا بعد عداوة
أيوه يا چابر
أتاه صوت الأخر يقول بغيظ مصطنع
وآخرتها أيه يا عبد الجبار في عمايلك دي يعني!
اممم أكده تبجي عرفتدمدم بها و هو يضحك باستفزاز مثير للأعصاب استشاط جابرغيظا و صاح به قائلا
يعني فعلا أنت شريك أساسي في كل الشركات اللي سلسبيل اتعاقدت معاهم من أول ما فتحنا الشركة!
أجابه عبد الجبار ببرود قائلا 
و الشركتين اللي هيحضروا الاچتماع معاكم انهاردة كمان
كده بقى هتتكشف يا حلو لأن سلسبيل هتحضر إجتماع انهارده و مش هقولك هي بقت ذكية و لماحة إزاي الفترة اللي فاتت دي و مش بعيد أبدا ترفض التعاقد مع العملاء بتوعك أردف بها جابر بثقة
ضيق عبد الجبار عينيه و هو مازال يتطلع لصورتها عبر الهاتف و تحدث بخبث قائلا
حيث أكده يبجي اچي أحضر معاكم الاچتماع بنفسي لاچل ما أسمع وأشوف رفضها بعيني
سبحان الله العظيم
سلسبيل
قضت وقتا ليس بقليل منهمكة في مراجعة تصميماتها طرقات على باب مكتبها يليها دخول صفا بخطي مهرولة وقفت أمامها تفرك يديها ببعضهما
خير يا صفا و ايه الدوشة اللي بره دي! 
قالتها سلسبيل دون النظر لها ظلت تتابع شغلها بتركيز كبير 
أجابتها صفا بأسف في واحد برة مصمم يقابلك دلوقتي حالا يا سلسبيل و الإجتماع فاضل عليه ربع ساعة بس يعني العملاء على وصول
اعتذريلوا و بلغيه ياخد معاد يجي فيه 
قالتها سلسبيل و هي تعتدل بجلستها و تخلع نظارتها الطبية ليزداد صوت الشجار بالخارج أكثر و بلحظة كان الباب انفتح عليهما و اقتحم المكتب أخر شخص تريد رؤيته الآن
مش هتحرك من أهنه المرادي قبل ما أشوف بنتي 
كان هذا صوت قناوي الذي دب الړعب بأوصالها سلسبيل 
يتبع
واستغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل ال
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
عبد الجبار
مر بطريقه على متجر من أشهر المتاجر المخصصة ببيع جميع الأغراض الرجاليخلال دقائق معدودة كان انتقي قميص أبيض اللون سروال من الجينز الغامق حذاء رياضي من اللون الأسود نظارة شمسية سوداء من الماركة الشهيرة Tom Ford Ace ساعة حول معصمة من Tag Heuer
ارتداهم على عجل و من ثم نثر عطره المفضل Dior Sauvage بغزارة و غادر على الفور غير عابيء لدفع تمن ما أخذه فهذا المكان من ضمن ممتلكاته الخاصة
صدح صوت هاتفه برقم رئيس الحرس الخاص بمعذبة فؤاده سلسبيل خفق قلبه بشدة و هو يضغط على زر الفتح قائلا بلهفة
أيه الأخبار عندك!
أتاه صوت الأخر يتحدث بأسف
عبد الجبار باشا محمد القناوي والد سلسبيل هانم وصل هنا في الشركة و صمم يقابل الهانم و هو فوق عندها في المكتب دلوقتي
چابر وصل عندك و لا لاء قالها و هو يقفز داخل سيارته و قادها بأقصى سرعة ممكنة
لا يا باشا مش هنا و أنا لسه مبلغتهوش بلغت سيادتك الأول 
زمجر عبد الجبار بصوت مخيف يدل على غضبه العارم و قد شعر بالذعر على صغيرته و جنينه من بطش والدها الظالم
اسمعني زينلو قناوي مس شعره منها طخه پالنار و اللي خلق الخلق لو حاچة حصلت للهانم مهيكفنيش رقباتكم كلكم
أنهى حديثه و ألقى الهاتف من يده و ذاد من سرعته أكثر يتمني لو يستطيع التحليق و مسابقة الرياح حتى يصل إليها
ليرن الهاتف من جديد هذه المرة برقم جابر
أنت فين يا بني آدم أنت! 
قالها عبد الجبار بعدما لكم الهاتف بكف يده لكمه كادت أن تهشمه لاشلاء من قوتها
أجابه جابر بأنفاس لاهثه أنا داخل الشركة أهو
أردف عبد الجبار بلهجة جادة 
بلغ قناوي أني چاي في الطريق و لو لقيته عندك هضربه پالنار سامعني يا چابر هضربه پالنار
سبحان الله العظيم
سلسبيل 
مع مرور الوقت كل شيء يتحول إلى ماضي إلا اللحظة التي ينكسر بها قلبك تبقى حاضرة إلى الأبد و الآن يقف أمامها أول شخص كسرها و خذلها طيلة حياتها
تلك المقابلة كانت تتهيأ لها منذ خمسة أشهر وافقت عفاف حين اقترحت عليها الذهاب إلى دكتورة نفسية حتى تتمكن من التغلب على جميع مخاوفها و أولهم خۏفها الأكبر من المسمى بوالدها
كان قناوي في قمة غضبه مما جعله يهجم عليها دون سابق إنظار مغمغما بۏحشية
أطلقتي يا هملة عملتي اللي على كيفك و أطلقتي من غير علمي يا واكله ناسك! 
كاد أن يصفعها على وجنتيها بمنتهي القسۏة لكنها كانت أسرع منه و قامت بنثر رزاز على وجهه عبر بخاخة صغيرة شوشت رؤيته و سببت له دوار قوي للغاية كاد
أن يسقط أرضا بسببه أجبره على
الجلوس على أقرب مقعد ممسكا رأسه بكف يده 
مرحب يا بوي!!  
تفوهت بها سلسبيل ببرود ثلجي تحسد عليه لم تتحرك من مكانها ولو انش واحد ظلت جالسة على مقعدها خلف مكتبها و أشارت لجميع الواقفين من الحرس بالانصراف مرددة
أخرجوا و اقفلوا الباب وراكم و محدش يدخل عندي هنا دلوقتي خالص
نفذ الجميع أوامرها في الحال و خرجوا واحد تلو الأخر حتى بقت هي ووالدها بمفردهما تراخي جسد قناوي على المقعد و شعر بالدنيا تومض من حوله فرمقها بنظرة زائغة و همس بصوت مرتجف قائلا
أنتي عملتي فيا أيه يا بت المركوب القديم! 
أبتسمت له إبتسامة مصطنعه بدت مخيفة أثارت الريبه بنفس قناوي و تحدثت بهدوء ما قبل العاصفة قائلة
دفعت عن نفسي من ظلمك لأول مرة في عمري أصل اللي قعدة قدامك دي سلسبيل تانية غير اللي كنت أنت بتضربها بالكرباچ
ااه مقدرش مقدرش أقوم على حيلي واصل انطقي عملتي فيا أيه يا بت الك
قالها بصعوبة وحين شعر بثقل لسانه الشديد
أنا معملتش فيك أي حاجة من يوم ما شوفتك و عرفت إنك أبويا وأنت اللي بتعمل فيا حاجات
رفعت يدها و بدأت تعد على أصابع يدها
ذلتني كسرتني هنتني ضړبتني غصبتني على الجواز ورتني العڈاب على كل شكل و لون و جاي دلوقتي فاكر إنك هتقدر تضربني تاني فاكرني هفضل ضعيفة و مدفعش عن نفسي! 
نظر لها بأعين شبه مغلقة و قال بضعف
أنى عملت فيك أكده لاچل ما اربيكي زين كيف ما أهلنا علمونا و تقاليدنا بتقول أكسر للبنتة ضلع يطلع لها أربعة و عشرين
و أنت مش بس كسرت ضلوعي كلهاااا لا أنت قتلتني بالحيا دمرتني و كرهتني في نفسي و في الدنيا كلهاااا 
قالتها بصړاخ مقهور دون بكاء كانت متماسكة لأقصى درجة أخذت نفس عميق زفرته على مهل قبل أن
 

تم نسخ الرابط