سلسبيل
المحتويات
تأثرها بما يحدث مع سلسبيل ما قالته كان بمثابة سكب الزيت على النيران المتآججة بقلب ذلك العاشق
ربااااه!!!!
كاد أن يصاب قلبه بنوبة توقفه عن الخفقان و هو يتخيل مدى ذعرها من والدها عديم الرحمة الذي رأه هو بعينيه مرات متعددة
اقفلي هوصلها و هحددك أقولك على مكانها يا عفاف قالها عبد الجبار بصوت مخيف و ثقة شديدة لا يعلم مصدرها لكنه على يقين أن قلبه سيقوده إلى طريقها
سلسبيل!!!! نطق بها بقلب ملتاع و أنفاس متهدجة كادت أن تنقطع من شدة رعبه عليها
إذا نطقت إسمه سيشعر بلهفتها عليه فرفعت عينيها الغارقة بالعبرات و مدت يدها لصاحب الهاتف الذي أخذه منها و تحدث هو بدلا عنها قائلا
السلام عليكم حضرتك في بنت هنا تقريبا عاملة حاډثة و!!!
متخفش حضرتك أطمن هي كويسه الحمد لله و إحنا حاولنا نساعدها و نوديها المستشفى بس هي رافضة خالص فعرضنا عليها تتصل بحد من أهلها فتصلت بيك
أخيرا ألتقط عبد الجبار أنفاسه المسلوبة حين أخبره من يحدثه أنها بخير و برغم كل ما يحدث هذا إلا أن قلبه تراقص فرحا بعدما تأكد أن سلسبيل مازالت تراه هو كل أهلها
بالفعل أملاه الشاب العنوان بالتفصيل تحت أنظارسلسبيل التي تهللت أساريرها دون أدنى إرادة منها
سبحان الله العظيم
جابر
كان بطريق العودة لمنزله بعدما أبتاع أغلى و أجمل اللوحات و الألوان المخصصة لمجال الرسم هواية سلسبيل المفضلة
رغم أنه على علم أن قلبها ملك غيره و لن يستطيع أن يجبرها على تقبل عشقة لها لكن كل ما يهمه الآن أن يسعدها و يرى الإبتسامة على ملامحها الحزينة
فهي معه بعد كل تلك السنوات من الفراق جمعهما القدر ثانية و هو لن يضيع الفرصة هذه المرة
انتبه لصوت رنين هاتفه فأسرع بالرد و قد زحف القلق إلى قلبه دون معرفة السبب
أيوه يا جدي أنا جاي في الطريق في حاجة حصلت و لا أيه!
سلسبيل سلسبيل هربت يا جابر يا ابني
صړخ جابر پصدمة قائلا
هربت!!!!! إزاي و لييييييه مين اللي خۏفها خلاها تهرب يا جدي!!
قال فؤاد پغضب مش وقت اسأله دلوقتي و ألحق بنت خالتك دي متعرفش حد في البلد هنا ولا معاها فلوس خالص
طيب مشيت منين و لا راحت فين و معاها تليفون و!! كان يصيح بها جابر لكنه ابتلع باقي حديثه و جحظت عينيه على أخرها حين لمح سيارة عبد الجبار التي مرت من أمامه بسرعة الرياح و كأنه يعلم و جهته و مقصده لم يفكر مرتين و إنطلق خلفه بنفس مستوى السرعة حتى أصبحوا بجانب بعضهما على الطريق
قفزوا أثناتهما خارج
سيارتهما بنفس اللحظة يهرولان نحو سلسبيل التي زاد فزعها و شحوب وجهها من هيئتهم التي لا تبشر بالخير أبدا
بعد يدك عنها!! كان هذا صوت عبد الجبار الذي قبض على ذراع جابر قبل أن ېلمس سلسبيل و دفعه بلكمة قوية بعيدا عنها پعنف ليأخذ جابر وضع الإستعداد لرد الكمة له التي لن تتوقف إلى هذا الحد بل سينتهي بهما الأمر إلى معركة دامية
أدركت سلسبيل خطۏرة الوضع أصبحت أمام خيارين أصعب من بعضهما مع من سوف تذهب!
هي واثقه أن عبد الجبار لن يتركها تذهب برفقة جابر هذه المرة إلا في حالة واحدة فقط ألا و هو چثة هامدة
تحاملت على نفسها و قررت إنهاء تلك المعركة قبل حتى أن تبدأ انتصبت واقفة بجسد يترنجح بشدة بسبب ضعف بنيتها أخذت نفس عميق و سارت بخطوات متعثرة كادت أن تسقط أرضا على وجهها لكنها ألقت بثقل جسدها على ظهر عبد الجبار ملتفة بكلتا يديها حول خصره تقيد حركته و تمنعه من السير نحو غريمه الذي شلته الصدمة و بقي واقفا مكانه يحملق بها بنظرات يملؤها الألم
بينما تسمر عبد الجبار من فعلتها هذه التي أثلجت قلبه المتيم بها عشقا
واستغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل الرابع وثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
أنهمرت عبرات سلسبيل على وجنتيها بغزارة حين رأت نظرة جابر المټألمة دفنت وجهها بظهر عبد الجبار هروبا من نظرته التي تشعرها بذنب لا دخل لها به ف قلوبنا ليست عليها سلطان لو كانت تستطيع التحكم فى زمام الأمور بعقلها بدلا من ذلك النابض بعشق رجل تشاركها فيه امرأة غيرها لكانت إختارت إعطاء فرصة لبدأ حياة جديدة مع جابر
لكن القدر لعب لعبته معها كعادته و استمعت بأذنها رفض والدته على وجودها بحياته من الأساس و هي لن تخوض أي صراعات أخرى يكفيها ما عشته من قسۏة و عڈاب لم ينتهي بعد
ألتفت عبد الجبار لها على الفور و ألتقطها بلهفة محاوطا خصرها بذراعه القوي و مال عليها قليلا واضعا ذراعه الأخر أسفل ركبتيها
رفعها بمنتهي الخفة بين يديه فأراحت هي رأسها على كتفه غالقة عينيها براحة
سار بها بخطوات مهرولة تجاه سيارته و أجلسها على المقعد الخلفي بتمهل و صعد بجوارها و هو يقول بأمر لسائقه الذي كان يجلس بالمقعد الأمامي
هم يا حسان على المستشفى قوام
كل هذا أمام جابر الذي لم يبتعد بعينيه عن سلسبيل إنتبه على حالته و هرول مسرعا نحو سيارته يستعد للسير خلفهم لن يتركها إلا بعدما يطمئن عليها حتى لو كلفه الأمر حياته
بينما إنتقل حسان من مقعده لمقعد السائق اڼفجر صوت هدير محرك السيارة ليطير الغبار من الخلف بقوة لحظة إنطلاقها
أغلق عبد الجبار زجاج النوافذ العاتم الذي لا يتيح لمن بالخارج رؤية من بالداخل و مد يده للفتحة
التي بينهم و بين السائق أغلقها أيضا
و اعتدل بجزعه تجاه سلسبيل يتطلع بعينيها الباكية بإشتياق و عشق فاق كل الحدود كتم أنفاسه و هو يقترب منها و يفك حجابها بكل ما يملك من رفق شعر بقبضة حديديه تعتصر قلبه حين رأي مدى تطور حالتها للأعياء الشديد
وجهها يزداد شحوبا و قد تناثرت حبيبات العرق على جبهتها تلاحقت أنفاسها و هي تهمس بصعوبة بصوت مجهد
عطشانة أوي يا عبد الجبار
مد يده لبراد صغير يحتوي على زجاجات مياه و عصائر باردة و تناول زجاجة من
المياه و أخرى من العصير و فتح أحدهما و بدأ يسقيها بتلهف مغمغما
أيه اللي حصل يا سلسبيل مين عمل فيك أكده!!!
وقعت وقعت على وشي
همست بها سلسبيل بأنفاس متهدجة
أسقاها هو حتى أرتوت من المياه و أسرع بأعطاءها العصير رغم أعتراضها لكنه لم يتركها إلا بعدما أنهته و بدأت تستعيد قواها رويدا رويدا
تناول زجاجة مياه ثانية و سكب القليل منها بكف يده
و سار بها على وجهها يزيل عنه آثار الډماء و يتفقد چرح جبهتها بملامح مرتعدة من شدة خوفه عليها
يرسم ملامحها بأبهامه عيونها الحزينة التي تتحشي النظر له نزولا بوجنتيها التي أشتعلت
رفعت يدها ببطء و ضعف شديد و أطبقت على معصمه بأصابعها الهشة أزاحت يده عن وجهها و اعتدلت بجلستها بوهن مبتعده عنه حين رأته يميل عليها و قد غلبه شوقه لها فقده كل ذرة تعقل يملكها
دادة عفاف اتصلي بيها زمانها قلقانة عليا أوي
قالتها سلسبيل بصوت مبحوح أثر المشاعر المتضاربة التي تعيشها معه
اجتهد عبد الجبار للسيطرة على نفسه معاها قد إستطاعته لكنه فشل و بكل أسف فشل ذريع لم يقدر على منع نفسه عنها خاصة بعدما كاد أن يفقدها إلى الأبد
أبعد يا عبد الجبار أنا محرمة عليك أنت رميت عليا يمين طلاق همست بها سلسبيل بصوت اختنق بالبكاء و هي تكافح بضرواة للتخلص من حصار جسده حولها
خرج صوته هو بحنين مفعما بالشوق الجارف الدائم إليها وحدها
رديتك رديتك على ذمتي يا بنت جلبي
ابتعد عنها بضعة أنشات ليتمكن من النظر لعينيها
أشرق وجهه في هذه اللحظة بإبتسامة محملة بمشاعره القوية التي يكنها لها خاصة حين لمح طرف ياقتة جلبابه التي ترتديها سلسبيل أسفل أسدالها و أستطرد
لحظة ڠضب يا سلسبيل و لما فوقت منها قولت إنك أكيد مهتعمليش فيا أكده إلا لو حد هددتك بحاچة واعرة قوي قوي لأچل ما يفرقونا مش أكده يا حبة جلب عبد الچبار أني متوكد إني مهونش عليك تشقي جلبي شق
أنهى جملته و نظر داخل عينيها بعمق بنظراته المتيمة التي ټخطف أنفاسها و تتغلغل بأعماقها تلمس شيئا شديد الحساسية بداخلها
إزدردت لعابها بتوتر و هي تمتثل رغما عنها للسحر الذي يبثه لها بنظراته لكن صوت هاتفه الذي صدح تزامنا مع صوت حسان يقول
وصلنا المستشفى يا عبد الچبار بيه
كل ما يحدث لم يمنعه من مراده هذا كل ما يريده في الوقت الحالي الآن و يلقى حتفه بعدها
شهقت سلسبيل بخفوت حين مال عليها
بينما جابر الذي صف سيارته أمام المستشفى الذي تقفت أمامها سيارة غريمة رفع يده و مسح عبراته التي خانته لأول مرة و هبطت على خديه دون بكاء يرى أمام عينيه المرأة التي يذوب في حبها و قلبه معلق بها منذ نعومة أظافره و ما أصعب الوقوع في الحب من طرف واحد
شعور لا يتحمله أحد خاصة إذا كان يمتلك بقلبه عشقا صادق
رغم علمه أنه يركض وراء سراب يوهم نفسه أن القدر سوف يرأف بقلبه الملتاع و تعود له صغيرته سلسبيل يحيا على أمل الفوز بحبها ذات يوما
يتبع
استغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل الخامس وثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
في كثير من الأحيان نتعرض لصدمات تقلب حياتنا رأسا على عقب خاصة إن كانت صدمة قوية حينها يصبح رد الفعل غير متوقع على الإطلاق نكتشف جانب في شخصياتنا لم نكن نعلم أنه موجود بداخلنا مطلقا
و إذا أتت تلك الصدمة من من نعتبرهم أقرب لنا من أنفسنا و قتها يصبح العقل غير قادر على الإستيعاب أو ربما تمر تلك الصدمة مرور الكرام بعد أن تعطنا درسا قاسېا
ف لكل منا قدرة على التحمل تختلف
متابعة القراءة