سلسبيل
المحتويات
لها بإبتسامة حانية مردفا بتأكيد و هو يحاوط خصرها و يضمها له و يسير بها بالارجاء
أيوه بيتك يا سلسبيل
صعد بها على الدرج و هو يقول
چهزوا الوكل يا عفاف الهانم معاد علاچها كمان ساعة
عفاف بعملية دقايق و الأكل يكون عند سيادتك يا عبد الجبار بيه
سارت معه داخل ممر طويل حتى توقف أمام إحدي الغرف و وضع يده على المقبض و نظر لها قبل أن يفتح الباب
دلفت معه للداخل بخطوات مرتعشة لتجده يجذبها برفق نحو منضدة الزينة الموضوع عليها علب
مخملية مفتوحة بداخلها أفخم المجوهرات التي صنعت لها خصيصا
أوقفها أمام المرآة و وقف خلفها و بدأ يخلع حجابها عنها حتى تخلص منه فك عقدة شعرها لينسدل على ظهرها بنعومة و انسيابية أمسك عقد من الماس على شكل قلب منقوش عليه حروف إسمها و قام بوضعه حول رقبتها زاد العقد جمالا بها فنحني عليها و عانقها بقوة هامسا برومانسية
قال جملته وهو يشير لها على باقي الذهب أمامها و أمسك أوراق كانت بداخل مغلف مغلق فتحها أمام عينيها مكملا
و ده عقد البيت بأسمك يا سلسبيل و في كمان شيك بورثك في حق أخوى الله يرحمه
تتطلع حولها بأعين دامعة مبهورة ما تعيشه الآن لم يخطر على بالها بيوم من الأيام
لمين كل ده يا عبد الجبار!!!
للست سلسبيل هانم مرات عبد الچبار المنياوي
سالت عبراتها على وجنتيها ببطء و أبتسمت إبتسامة يملؤها الۏجع مغمغمة
مراتك!!!
قرأ ما يدور بذهنها بشأن مرضها
و انحني عليها
ضمھا لصدره بقوة
أيوه مراتي و عشج الجلب و الروح من أول مرة وقعت عينى عليكي فيها و مكنتش خابر وقتها إنك أرملة أخوى يا سلسبيل
أخوك ده أنا وافقت اتجوزه بسببك أنت يا عبد الجبار!!!
ر بااااه ماذا قالت!!!!
و ماذا قال هو!!!
نفس السؤال اقتحم عقلهما بأن واحد انتزعها من بين أحضانه دون أن يبعدها عنه لتتقابل أعينهم بنظرة تلهف و تحدثا بنفس واحد
شوفتني فين و أمتي!
انبلجت إبتسامة على محياة و هو يستعيد ذكري أول مرة رأها بها
فلاش باااااااااااك
بعد إنتهاء مراسم ډفن شقيقه عاد للمنزل و وقف لاستقبال واجب العزاء كان صړاخ و عويل النساء بالداخل يصم أذان الرجال بالخارج مما أغضبه كثيرا فندفع نحوهم بملامح تشتعل ڠضبا و صاح بصوته الأجش و هو يتنقل بنظره بينهم يبحث عن والدته
هنا لمحها وقعت عينيه على فتاة تجلس بإحدى الجوانب بمفردها وجهها يظهر عليه أثار عڼف و كدمات تاركة بقع حمراء و زرقاء و رغم هذا كانت الفرحة تشع من ملامحها الدامية عكس جميع الحضور سعادة عجيبة و غريبة ظاهرة على قسماتها الفاتنة التي شغلت جم انتباهه لكنها لم تنتبه له على الإطلاق
مين دي يا حسان
أردف بها بصوت خفيض و هو يشير تجاهها بنظرة من عينه
إجابه حسان قائلا
دي سلسبيل أرملة أخوك الله يرحمه يا كبير
عقد حاجبيه فأصبح عابسا بشدة وهو يقول أيه اللي عمل فيها أكده!
أخوك الله يرحمه بقي و يسامحه كان شديد قوي قوي عليها غمغم بها حسان بأسف
و من تلك اللحظة و هي سيطرت على تفكيره و كأنها ألقت تعويذة سحرية على قلبه
نهاية الفلاش باااااااااااك
ختم حديثه و اختطفتها ذراعه و انحني بوجهه عليها هامسا
كأن صورتك اتوشمت على جلبي
أبتسمت له سلسبيل و رفعت يديها احتضنت وجهه بين كفيها مغمغمة بستحياء
من يوم ما أبويا خدني و رجع بيا على الصعيد و أنا بسمع عن عبد الجبار المنياوي الراجل اللي كل أهل البلد بتحلف برجولته و أخلاقه و أد ايه هو صاين مراته و مخليها زي الملكة وقتها اتمنيت و دعيت ربنا يرزقني براجل
زيك يحميني و ينجدني من جبروت و ظلم أبويا و مراته لحد ما عبد الرحيم طلب أيدي و عرفت انه أخوك فرحت و وافقت على طول و قولت أكيد هيبقي زيك في أخلاقه و افتكرت ان ربنا رحمني أخيرا
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها و تابعت بغصة يملؤها الأسى بس للأسف مطلعش زيك يا عبد الجبار ده طلع جبروت عن أبويا و انا من غبائي و سني الصغير وقتها قولتله أني كنت فكراه راجل زيك و هدته أني هشتكيه ليك أول ما أشوفك ساعتها اتحول لوحش و كان هيقتلني و بقي كل ما يعرف إنك جاي البلد يكتفني في اوضتي لحد ما أنت تمشي
أنهت حديثها و اڼفجرت باكية پبكاء مزق قلبه لأشلاء بينما هو أخذها في عانق محموم حتى لم تعد قدميها لامسة الأرض ذراعه ملتف حول خصرها و ذراعه الأخر يربت به على شعرها بحنو
كانت تهمس له بصعوبة بالغة من بين شهقاتها الحادة قائلة
مافيش ست في الدنيا مبتحلمش براجل يكون سندها و ضهرها يحميها و يحسسها بالأمان
رفعت وجهها المتخضب بالحمرة القانية و نظرت لعينيه المتلهفة بعينيها الغارقة بالعبرات و تابعت بتأوه
و أنت كنت حلم حياتي اللي متخيلتش أبدا أنه ممكن يتحقق في يوم من الأيام يا عبد الجبار
تعالت وتيرة أنفاسه و بدأ يلهث بوضوح باعترافها الذي لم يخطر على باله أبدا
يلجم نفسه عنها بشق الأنفس
رايدك رايدك يا سلسبيل
الفصل الثالث والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله
في كثير من الأوقات نتعرض لضغوطات الحياة المختلفة التي تلعب دورا هام في تكوين شخصياتنا على مراحل سنوات عمرنا إلى أن يأتي وقت تنفذ فيه طاقتنا بسبب ضغط شديد يفوق تحملنا حينها نكون أول من يصدم من رد فعلنانتفاجئ بوجود شخصية أخرى بداخلنا لم يخيل لنا وجودها
شخصية شرسة بأمكانها أرتكاب أفظع الچرائم دون لحظة تردد و هذا ما حدث ل خضرا بعدما تمكنت منها الغيرة التي أشعلت النيران بقلبها حتى غلفته
القسۏة تلك النيران سيكون للجميع نصيب منها ستحرق كل من يعترض طريقها لن ترحم أحدا حتى نفسها
صدح آذان العشاء و صدح معه رنين جرس باب المنزل الخارجي يعلن عن وصول الهدايا التي أوصى بها عبد الجبار خصيصا لزوجته بإحدى دور الأزياء الشهيرة حتى تناسب مقاساتها أتت قبل موعدها لينالوا رضا أهم عميل لديهم
تقف خضرا بوجهه عابس بشدة ممسكة هاتفها بيدها تعاود الإتصال بهاتف زوجها مرارا و تكرارا دون توقف لا تكترث للهدايا على الإطلاق كل ما يشغل بالها هي غريمتها فقد تأكدت من مصادرها داخل المستشفى أن سلسبيل لم تصل إلى هناك
إذن أين ذهب بها و ماذا يفعل معاها الآن !!
ستجن لا محالة كلما تتخيل أنهما بمفردهما و من الممكن أن تتطور العلاقة بينهما تدور حول نفسها ذهابا و أيابا و هي تلطم خديها بكل قوتها حتى أدمتها تشعر پألم ېمزق قلبها يفوق قدرتها على التحمل كل هذا أمام نظرات بخيتة التي تتابعها بابتسامة واسعة تظهر جميع أسنانها بهيئة مخيفة و مستفزة للغاية
كل عمايلك دي مبقاش ليها عازة خلاص يا خضرا سلسبيل بقت مرات عبد الچبار المنياوي اللي هتچبلوا الواد عن قريب قوي قوي
غمغمت بها بخيتة وهي تستند على عكازها و تنتصب واقفة سارت تجاهها بخطوات هادئة حتى توقفت أمامها مباشرة و نظرت لها بملامحها القاسېة و تابعت بضحكة ساخرة
كنت فاكرة حالك هتقدري تتحكمي في البنتة الصغيرة و تبعديها عن راچلها إياك!!! القلوب ملهاش حاكم يا أم البنتة و سلسبيل عشجت عبد الچبار كيف ما هو عشجها و مهتقدرش تمنع روحها عنه أكتر من أكده
كانت خضرا تستمع لها بصمت ملامحها جامدة دموعها متحجرة بعينيها تصطك على أسنانها پعنف كادت أن تهشمهم هيئ لها أنسلسبيل تقف أمامها و كم تتمني هذا الآن حتى تنقض عليها و تمزقها دون لحظة تردد
تنهدت بخيتة براحة و قد وصلت لمبتغاها و هي تري الغل و الحقد ظاهر بوضوح على وجهه خضرا تجاه سلسبيل فدمدمت لبرهة قبل أن تقول
اممم لو فكرتي زين هتلاقي إن إتفاقك عليا مع سلسبيل اللي قولتيلي عليه ده هتطلعي منه خسرانة إنما لو اتفقتي معايا أني هتبقي أنتي لوحدك
مرات عبد الچبار يا خضرا و أم الواد اللي هتچيبوا ضرتك كمان
جحظت أعين خضرا على وسعهما و نظرت لها بلهفة كالغريق الذي كان على وشك المۏت و أخيرا وجد منقذه
قوليلي كيف يا أمه أحب على يدك
نطقت بها بنبرة ملتاعة و هي تميل على يدها تحاول أمساكها لتقبلها بتوسل
دفعتها
بخيتة بعيدا
عنها پعنف مردفة پغضب
أمه دلوجيت بتقوليلي يا أمه يا بت المركوب بعد ما كنت بتفقعي مرارتي بعاميلك العفشة و حديتك الماسخ
ضړبت خضرا على صدرها بكف يدها بحركة استعطافية مرددة
حقك علي راسي يا أمه مهعملش أكده مرة تانية واصل بس قوليلي كيف أكون مرات عبد الچبار و أم إبنه لحالي من غير ضرة إلا الضرة مرة و مرارها واعر قوي
انبلجت ابتسامة شريرة على ملامح بخيتة حتي ظهرت تجاعيد وجهها وهي تقول
تهمليها مع راچلها لحد ما يحصل المراد و تبجي حبلة منه وقتها تحطيها چوه حباب عينك و تشيلها من الأرض على كفوف الراحة لغاية ما تچبلنا الواد اللي هيخلص عليها و هي بتولده كيف ما قال الحكيم إن جلبها مش قد الحبل و الولادة و أول ما ټموت تاخدي أنتي الواد و تبجي أمه الأم اللي بتربي يا خضرا مش اللى بتخلف
فكرة راقت خضرا لن تنكر أن حديثها قد راق لها كثيرا و تهللت اساريرها بسعادة و دون ذرة تفكير منها حسمت قرارها بتنفيذ تلك الفكرة على الفور و لكن ستظل تلك النيران التي تتآجج بقلبها مشټعلة لن يخمدها سوي شيئا واحد فقط مۏت السلسبيل المۏت الذي لم تكن تظن بيوم أن تفكر فيه أو تتمناه حتى لعدوها
بينما بخيتة ترمقها بنظرات مستهزءة لغباءها الذي صور لها بأن زوجها سيعود لها كما كان حين يحرم من المراءة الوحيدة التي عشقها من صميم قلبه
سبحان الله العظيم
عبد الجبار
كان يظن أن بأمكانه التحكم بفيض مشاعره التي أغرق بها معشوقة قلبه و روحه و أن الأمر لن يكون إلا مجرد و يبتعد عنها في الحال و لكن قد حدث ما كان يتمناه قلبه الملتاع منذ أن أصبحت
متابعة القراءة