بقلم فاطيما بوسف
المحتويات
مكر حواء عليه ولكنه أشفق عليها مما ستراه على يداه فهو ذو رأس متيبس ولن يفعل غير مايحلو له وأجابها بعقلانيته
_ الارتياح والعيشة الهادية السوية هما أساس نجاح أي بيت مش اكتر ولا أقل .
رفعت حاجبها ونطقت على الفور
_ طيب نفرق ايه بقي عن الحيوانات طالما مفيش حب مفيش لهفة مفيش حاجة تضيف لليوم روح
_ نشوف الموضوع ده بعدين اني هديكي مهلة تفكري ولحد ماتديني رد الشغل غير اي حاجه تانية وانتي عارفاني وعارفة طبعي كويس.
بنفس طريقته العملية قامت من مكانها وهي تناوله الملفات قائلة
_ دي قضية عزام المنياوي اللي حضرتك طلبتها ونفذت كل اللي حضرتك قلت لي عليه بالظبط.
_ تؤمرني بحاجة تانية يافندم
أمسك الملف بين يداه وادعي عدم الإهتمام لها ولطريقتها الذي لم يتوقعها بعد طلبه وأشار برأسه
_ لااا مش محتاج اتفضلي على مكتبك .
لن تنظر إليه وخرجت من مكتبه وفور خروجها انكبت على الملفات وانهمكت في العلم وهي على دراية أنه يراقبها الآن من داخل مكتبه كي يرى رد فعلها ونظرات وجهها كي يحدد من اي طريق يبدأ معها كي يجعلها تخضع له تحت قوانينه
_ مختلفة إنتي ايتها الأنثي عن باقي حواء
ولكنني لن أستكين حتي أجعلك تخضعين على اي حد سواء
وصار كل منهم يفكر وكل منهم يردد أمام الاخر سرا
أعرفك بنفسي أنا ذلك الۏحش الكاسر الذي لم ينحني
وأنا تلك الأبية التي لم ولن يخلق من يجعلني أنكوي
لاتنتظر حتي تري فا أنا نا ر تخرق من يقترب وتك سر العظام حتي تفترق فانفذ بروحك حتي لاتح ترق
لاتقلقي فالۏحش الكاسر عظمه شديد وقواه مصنوعة من حديد وقلبه وروحه باردتين كالجليد .
في مكتب الإعلامية هند علام تجلس هي واخيها يتحدثون في ذاك الأمر الذي لم ينفض فرددت له بحيرة
تنهد بحيرة من حاله فهو الآن أصبح معذب اسير العيون الزرقاء وهتف بنبرة متعبة
_ شفتي حالي واللي جرالي ! أنا ذات نفسي مش مصدقني وبشفق عليا
انهى كلامه بنظرة بائسة يائسة فقد أحبها ونفذ الأمر والأدهى من ذلك أنها لن تراه ولم تفكر به من الأساس
أشفقت أخته علي حالته وتسائلت بحيرة لحاله
_ طيب وهتعمل ايه ياحبيبي ده إنت واقع لشوشتك خالص
أجابها وتعبيرات وجهه تتبدل مابين ابتسامة وشرود وحزن وألم جميع التعبيرات بانت على معالمه في نفس اللحظة
_ متتصوريش كل يوم احلم بيها حلم شكل واتخيل شكلها بكذا شكل مرة شقرا ومرة بيضا ومرة سمرا ومرة قمحية مرة بحسها بتحبني وعايزاني ومرة تانية بحسها بتتخانق معايا وكرهاني أنا بقيت بنام وبقوم ومش في دماغي غيرها
وتابع شرح إحساسه بتلك المكة وعلامات التعب بادية على وجهه
_ هو معقولة أحب إنسانة من غير ماعرف شكلها أو اعرف تفاصيلها
أنا حبيتها في يومين لاااا في ساعة حتي كمان في لحظات هو معقول اللي أنا فيه ده ياهند ولا ده انبهار بنوع جديد معداش عليا قبل كدة !
وعت لكل كلمة نطقها أخيها المعذب والمشتت فحقا مشكلته معضلة للغاية فكيف للمنتقبة والمطرب أن يتلاقىط
هل ستحدث المعجزة وتتآلف قلوبهم وتتناغم أحاسيسهم !
ومن منهم سيسحب الآخر لعالمه هو العاشق حتى النخاع لموهبته ومهنته ام هي العاشقة والمحبة حتى النخاع لنقابها وتدينها !
وهتفت برفض
_ انبهار ايه يابني! إنت بتهزر
بعد كل الكلام ده وتقول لي انبهار ! ده إنت واقع وغرقان في جمال عيونها بس أمال لما تشوف اللي أنا شفته هتعمل ايه ياعيني عليك يا اخويا ده إنت داخل حرب العشق الممنوع بشراهة.
أشاح بكلتا يديه وامتعضت تعابير وجهه وردد ممتنعا
_ يوووه ياهند هو إنتي بتصبريني ولا بتحتويني يابنتي هو أنا جاي لك ارتاح ولا تتعبيني اكتر
ثم تبدل وجهه من الامتعاض الي الحالمية وهو يسألها بفضول
_ طيب قولي لي تسريبة صغنونة عنها بيضا ولا سمرا حلوة ولا وحشة هادية ولا مچنونة بتحب ايه وپتكره ايه
اتكلمي وارئفي بحال اخوكي ياهند أرجوكي .
ضحكت بشدة من طريقته الصبيانية وتحايله ثم هدأت من نوبات ضحكتها وأجابته برفض قاطع
_ شوف مش إنت أخويا وحبيبي بس إلا الأمانة أنا لا يمكن أخون إنسان ائتمني علي أي حاجة لا يمكن أخليها تفقد ثقتها فيا مستحيل يجي يوم عليا وأتفاجئ بيها تقول لي انتي مطلعتيش قد الثقة اللي انا اديتهالك وأنا بصراحة حبيتها وقربت منها وعجبني علاقتي البديئة بيها نوع مختلف من الصحاب ممرش عليا قبل كدة فيستحيل أعمل حاجة تخالف ضميري
وتابعت كلماتها وهي ترشده
_ وبعدين يابني متفقدش عنصر المفاجأة يعني خليك كدة حب ودوب واتمني علشان لما تشوف نصيبك تقول كرمك يارب دي طلعت لي منين دي
اتسعت مقلتيه من وصفها المخبأ وهتف مستفسرا
_ ياه هي حلوة اووي كدة
أمائت برأسها وعلى وجهها الابتسامه واجابته
_ جميلة حد الفتنة فجهز نفسك للي هتشوفه علي ايديها .
اعتدل بجلسته وأكمل استفساراته
_ بس انا شفت بنات حلوة كتيير جدا في الشكل مش مقياس
يعني هتفرق ايه عنهم
أجابته بإبانة
_ لااا دي تفرق كتييير أوووي جمالها طبيعي مش بوتكس ولا فيلر دي تصحي من النوم تشوفها تسمي عليها وهي قايمة بطبيعتها اللي خلقها بيها ربنا زي البدر أما اللي أنت بتتكلم عنهم كلهم عيرة تشوفها بالليل تنبهر تصحى الصبح تلاقي خلقة غير الخلقة .
تسائل مندهشا
_ الله بتتكلمي كدة كأنك مش زي دول مانتي بوتكس وفيلر وبردو زي القمر مش مقياس يعني .
قامت من مكانها وجلست أمامه ورددت بتأكيد
_ أه أنا زيهم بس انت عارفني بخرج بطبيعتي كتيير وبلغي الميكب كتيير اما اللي انت تعرفهم وتقصدهم كلهم من النوع اللي قلت لك عليه
واسترسلت حديثها وهي تضع الأمور ڼصب عيناه
_ بس خلي بالك انك لو استمريت هتقدم تنازلت كتير اووي .
استوعب سؤالها واردف بنبرة جادة متجنبا مافهمه منها
_ مش فاهم ياهند ايه اللي مكبر المشكلة في نظرك أوي كدة هي بنت وانا راجل يعني هيبقي فيه توافق اكيد طالما الحب موجود
أخذت نفسا عميقا وزفرته بشرود وهي تهتف
_ مش ده اللي أقصده ياادم إنت شخصية بتفكير وهي شخصية بتفكير تاني خالص
هتقدر تغير شخصيتك وأسلوب حياتك عشانها ولا هتعلقها وتعلق نفسك بأحبال الهوا وخلاص.
بروح منهكة كن كثرة التفكير أجابها بحيرة
_ مش عارف ياهند مش عارف بس كل اللي انا متأكد منه إني عايز أشوفها وأتكلم معاها وأعرف تفاصيلها وأشاركها يومها فهماني .
كادت أن تجيبه إلا انهم استمعوا إلي دقات تشبه الطبول علي باب المكتب هي علمت صاحبة الدقات وشفقت على حاله وفورا فتحت الباب وطلت صاحبة العيون الزرقاء تطل طلتها الملائكية وهي تردد بمشاغبة فور دلوفها
_ هنودة حبيبة قلبى كيفك ياقمر اتوحش...تك
وكادت أن تكمل مشاغبتها إلا انها رأت أخر شخص لم تتوقع ان تراه فبهت وجهها وما ت الكلام على لسانها
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_التاسع
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
لكل شدة مدة ولكل ضيق متسع
هكذا هي الحياة يتعاقب فيها نهار مضيء وليل مظلم تارة يخالجك الألم وتارة يصالحك الأمل والله دوما في هذه وفي تلك معك
فالحمدلله في السراء وإن قصرت والحمدلله في الضراء وإن طالت .
هنودة حبيبة قلبى كيفك ياقمر اتوحش...تك
وكادت أن تكمل مشاغبتها إلا انها رأت أخر شخص لم تتوقع ان تراه فبهت وجهها وماټ الكلام على لسانها
ورددت وهي تتراجع بخطواتها للخلف قليلا وعيناها مرتكزة على هند
_ أنى متأسفة جدا ياأستاذة مكنتش أعرف ان عندك ضيوف
واسترسلت وهي تدير وجهها للخلف تقصد الخروج
_ أني همشي وهرجع لحضرتك كمان شوي تكوني فضيتي .
منعتها هند مرددة بصوت عال
_ لااا تعالي ده أدم مش غريب تعالي
ادخلي يابنتي .
أما هو وقت رؤيتها تسمرت عيناه عليها كانت ترتدي نقابها بلون البنفسج الذي جعلها أعذوبة في الرقة والجمال عيناه تفحصتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها كي يهدأ قلبه ولكنه لم يهدأ بل اشټعل داخله ني رانا فور رؤيتها فمجرد دلوفها للمكان حب ست أنفاسه
لاحظت مكة عيناه المثبتة عليها وكانت محرجة بشدة ثم سألتها بعينيها عن ماذا تقصد فأجابتها هند وهي تشير إلى أخيها بمحبة
_ ده ياستي يبقي أخويا ادخلي بقي مش حد غريب .
دلفت بوجه متعجب من تلك المفاجأة وجلست أمامه مع مراعاة المسافة لم ترفع عيناها ووجهت جسدها ناحية هند وتصنمت مكانها
أما هو ظل يردد داخله أمامها وقد نسي الزمان والمكان وكأنها وحدها الموجودة أمامه
فحقا ساحرة أنتي تلك الصغيرة لم أراكي وأنتي أمامي ولكني أشعر بأني أعرفك لا بل أحفظك
أأنتي من الحور العين أم أنكي من جنس حواء !
أريد أن أبحر في هواكي أريد أن أكتشفك أتعمق داخلك أحفظ أسرار الجمال التي تنبعث من عيناكي فقط
وجدت هند أن أخيها في عالم أخر ومكة اعترتها حالة من الحرج والخجل وشعرت بمدى حماقتها أنها أطاعت أخيها وأعلمته مجيئها فتحمحمت بابتسامة
_ تحبي تشربي ايه يا مكة أجيب لك الشاي بالنعناع اللي بتحبيه ولا أجيب لك عصير.
فركت مكة يداها بتوتر من تحت خمارها
ولكن عيناه المرتكزة معها جعلته يشعر بخجلها وتوترها ولكنه أمسك هاتفه واصطنع أنه منشغل به كي يخرجها
من حالة الخجل أما هي اجابتها برفض مصاحب بالشكر
_ لاا شكرا يا أستاذة مش حابة أشرب حاجة
وتابعت حديثها وهي تسألها بخفوت
_ أروح للأستاذة مروة أكمل اللي بديته وياها عن حلقة الحديد والصلب اللي حضرتك طلبتيها مننا وبعدين أعاود لك
ألقت مكة سؤالها ونظرت جانبا أما أدم نظر لأخته مترجيا أن ترفض فهو لايريد ابتعادها عن مرمى عيناه الأن يريدها أمامه كي يشعر بها ويشتم أنفاسها بالمكان ويعبأ منها ما يكفيه حتى ترحل وتأخذ قلبه معها
رأت نظراته المترجية لها فأغلقت فمها وهي تدعي الڠضب أمامه من أفعاله الصبيانية التي لاتليق بمكانته وأجابت مكة
_ لاا ياموكة أنا عايزة رأيك في حاجة تانية لحلقة النهاردة الخاصة بيا أنا بقيت بثق في رأيك جدا مختلف عن باقي الأراء اللي حواليا كلهم منظورهم للحاجة زي بعضهم أما إنتي تفكيرك للشئ وانك بتتعمقي فيه بيبهرني .
شكرتها مكة بامتنان على رأيها
_ جزاكي الله خيرا يا أستاذة والله كلام حضرتك وسام شرف ليا في أول طريقي .
تمددت ملامحها بسعادة ورددت
_ جزانا وإياكي ياجميلة أنا متنبئة لك إنك هتبقي حاجة مختلفة وهتكسري الدنيا بإذن الله بأفكارك ومبادئك وخاصة إنك مختلفة فعلا شكلا وموضوعا
وكادت أن تكمل إشادتها إلا أنها جائها اتصال على هاتفها فوجدته زوجها فاستئذنت منها بلطف
_بعد اذنك هرد على قرة عيني زوجي يعني وهرجع لك ما تقلقيش مش هتاخر عليكي.
اما هو فور ان قامت اخته تنفس الصعداء واحس بأن القدر يخدمه وبقيا وحدهم هي أمامه بنفسها وفورا انطلق لسانه
_ ازيك أخبارك ايه .
كانت جالسة مكانها وتشعر بأن أعصاب جسدها مفكوكة من شدة توترها لم يحدث لها موقف كهكذا ولم تحاصر من رجل كهكذا
وردت على سلامه باختصار
_ في نعمة وفضل من الله.
قالت تلك الكلمات المعدودة وصمتت أما هو ردها أحزنه وطريقتها المختصرة أشعرته بمدي تعبه وحربه التي سيجهد فيها بشدة كي ينالها وردد وهو قاصدا النظر إلى عيناها كي يتشبع منهما وبالأخص أنها لم ترفعها ولم تنظر إليه ولو بالخطأ
_ يارب دايما تعرفي انك كنتي في بالي النهاردة وأنا بصلي الفجر مش عارف بعد ماأديت الصلاة لقيتك جيتي على بالي .
فحقا يالك من رجل ماهر تعرف تجذب أي أنثى في الحديث تنتقى الأسلوب الذي يليق مع كل امرأة فرفعت أنظارها وهي تردد باندهاش
_ايه ده هو إنت بتصلي والفجر كمان !
لم يندهش من سؤالها فهو قد توقعه بقدر ما لفت انتباهه نظرتها المندهشة والمغلفة بالإعجاب وها هو استطاع جذب انتباهها وأجابها
_ هو أنا مش مسلم زيي زيك والصلاة فرض عليا وهي دي اللي بتفرقني عن الكافر !
واسترسل حديثه وهو يدافع عن حاله أمامها
_ إنتي ليه واخدة فكرة عني اني وحش وبتاع سكر وبنات دي الفكرة العامة اللي واخداها عن اي فنان عموما
لم تعرف ماذا تجيبه فهي لم تريد الانخراط معه في الحديث ولكنها منذ يومان رأت فيديو له بمحض الصدفة وهو يلقي أغنيته الأخيرة وكانت معه إحداهن فانتابها الفضول وشاهدت المقطع ولم يخلف ظنها كحديثه ذلك وهتفت بما رأته عيناها بوضوح علها تكسب ثوابا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
_ سبحان الله كلامك عكس أفعالك يعني من يومين وأني بقلب عادي في watch it لقيتك في الفيديو وياك بنات وبتلمسهم عادي وبتقرب منهم والحركات اللي بتحصل في الفيديو كليب المعروفة من المطربين كلهم .
انفرجت أساريره لأنها أعلنت أمامه أنها تراه وتأتي بمقاطعه وتشاهدها وردد مدافعا عن حاله
_ إيه علاقة إني بصلي وبأدي عباداتي بالشغل دي نقرة ودي نقرة .
استفزها بكلامه ونطقت برفض
_ هو اي شغل يجيب فلوس كتيير يبقي حلال !
إنك تلمس بنت وايدك تبقي في ايديها وممكن كمان تبقي في حضڼ...
وكادت أن تكمل كلماتها إلا أنها سكتت خجلا مما كانت ستردده فأكمل هو بدلا عنها
_ مكملتيش كلامك ليه قصدك بيبقوا معايا في أوضاع بالنسبة لك حرام بس ده شغل وكمان تمثيل يعني مش حقيقي مش بيبقي في مشاعر ايه المشكلة في كدة ده شغل زي أي شغل عادي جدا.
لم يعجبها كلامه ولا أسبابه التي لاتمت بصلة للدين الإسلامي وتحدثت بكل وقار
_ إنت حافظ مش فاهم على فكرة .
اندهشت ملامحه وهي رأت ذلك ولكن أكملت حديثها بتأدب
_ يعني التمثيل حلال أصلا في وجهة نظرك
يعني أنك تلمس ست
متابعة القراءة