بقلم فاطيما بوسف
المحتويات
عيناي سكون فهي عاشقة مثلها وانتظرت حبيبها أعواما ثم تذكرت حالتها ونبضات قلبها ض ربت داخلها بق هر ثم خرجت الكلمات من بين أسنانها بضيق
_ طب انتي كلهم كام شهر اللي استنيتي فيهم طب أني استنيته سنين ويا ياجيني يا اما له لو مكاني كنتي عميلتي ايه
اتسعت عيناي تلك الرحمة وأردفت بتمنع
_ يختتتييي بعد الشړ علي له ياسكون معنديش صبر ولا طولة بال زييكي يختي
وأكملت وهي تتمتم بضيق
_ بس بردو طلع تقيل وراسي اكده ومبيتكلمش كتير ودماغه مقفلة بس على مين دي أني رحمة اللي هتنطق الحجر وإن ماجننته وخليته يتلفلف حوالين نفسه مبقاش أني .
_ مبروك يارحوم ألف مليون مبروك ياحبيبتي قرينا فتحتك وإن شاء الله كتب كتابك بعد اسبوعين والجواز بعد ستة من دلوك .
_ مبروك ياحبيبتي ربنا يجعله عريس الهنا والسعد عليكي يارب .
أما عمران غمز لسكون قائلا
_ وانت ياحبيبي عقبال فرح بنوتك المستقبلية اللي هتاجي الدنيا بإذن الله.
اصطبغ وجه سكون باللون الاحمر من شدة رعبها عندما ذكرها بالحمل وتمتمت بخفوت فهمه عمران أنه خجل
_ بإذن الله .
_ حبيبة قلب أختها مبروك ياصغنن مبروك ياحبيبتي.
شددت رحمة على احتضانها ثم لكزتها على ظهرها معاتبة إياها بعد أن ردت على مباركتها
_ بقى اكده ياحبيبة تسبيني في يوم زي دي مخصماكي ياوحشة .
اعتذرت لها حبيبة عن عدم تواجدها
_ معلش ياحبيبتي حقك علي والله العيال مجنني التنيين ومخليني معرفاش اهتم بنفسي حتى ولا بعرف أسرح شعري وسهر طول الليل ولبخة وعمران خوي قال لي متخرجيش بالعيال كتير ولا تاجي البيت اهنه كتييير علشان متخديش عين بعيالك وأني الحق يتقال معنديش جهد أروح وأجي بيهم .
_ حسد وعين !
ثم تذكرت أمر وجد وأن عمران بالتأكيد خاف عليها وعلى الطفلين من تلك المؤذية فاخترع لها أسباب ثم أكدت على رأيه الآن
_ أه ياحبيبتي عنديه حق عمران يقول لك اكده الناس عينيها وحشة فلقت الحجر
ثم دلفت إليهم زينب وباركت لها هي الأخرى ثم أكملت
_ ايه يابت العريس دي وقعتي عليه فين بسم الله الحارث ربنا الواد طول بعرض وحاجة كدة فخامة مطلعتيش سهلة يابت بطني حتى في نقاوتك .
_ أاااه الحقوني ياناس دوخت من أولها أمي بتحسدني عيني عينك ياعيني عليكي يارحمة أااه .
لكزتها زينب على كتفها ناهرة إياها
_ هحسد مين ياللي تنشكي إنت والله الجدع دي الله يكون في عونه وباين اكده أمه داعية عليه
ثم جذبتها من يدها وسألتها بقلق
أجابها عمران بدلا عنها لأنه يعرف جميع ظروف ماهر فرحمة قصت عليه كل شئ
_ ماهو ياحاجة ملحقش داي اتجوز سنة واحدة بس ومرته ماټ ت وهي بتولد وكمان بته م اتت هي
كمان ربنا يرحمهم .
كان عمران يحكي لها بنبرة حزينة أثرت في زينب
_ وه وه ياحبيبي دي الجدع اتحمل اللي ميتحملهوش حد واصل
ثم أكملت باستفسار أخر
_ طب يابتي دي عنديه ٣٦ سنة وانت لسه صغيرة وفرق السن كبير بيناتكم موعياش ليه الحوار دي
أومأت رحمة برأسها بموافقة تؤكد لها معرفتها
_ أها واخدة بالي ياحاجة ١٤ سنة مش كتييير ولا حاجة وبعدين هو مش مبين عليه السن ولا حاجة وشكلنا مناسبين لبعض .
اتسع ثغرها بابتسامة فخر لذاك الماهر
_ هو الحق يتقال واد نقاوة خسارة فيكي ياجامدة الجامدين إنت .
اصطنعت رحمة الضيق ثم سألتها بنبرة صوت حزينة مصطنعة
_ إلا قولي لي يازينب هو أني مش بتك ولا لاقياني على باب ملجأ وكسبتي فيا ثواب وربتيني ولا حاجة
أصلك مك سرة مقاديفي علطول .
ابتسموا جميعا على نبرتها ثم مد عمران يداه لها بحب وهو يتعجلها
_ طب يالا ياخيتي علشان الجدع ميحمضش من الانتظار برة واكده حرام عليكي.
اصطبغ وجهها باللون الأحمر من خجلها ثم تمتمت
_ ايه دي هو أني هخرج بالساقع والحوارات اللي بتحصل داي ! لاااا معملش أني اكده هو مش قرى الفاتحة خليه يروح بقى وبعدين نشوف حوار التعرف دي لبعدين.
رفعت زينب شفتيها باستنكار ثم هدرت بها
_ ياشتات الشتات منك يابت بطني من أولها هتمشي الجدع قفاه يقمر عيش
ثم نظرت إلى عمران وسكون مكملة
_ مش قلت لكم البت داي جامدة والراجل دي خسارة فيها
ثم خلعت نعلها ووجهته في وجهها وأكملت بټهديد
_ وعهد الله إن ماخرجتي دلوك لاهخليه يشوفك وانت بتض ربي بالشبشب وتوبقى اتفضحتي وشاف جنانك عيانا بيانا
ثم ص رخت بها
_ يالا يابت متجرسيناش قدام الراجل تحت وأبوكي يمسكها لي ذلة ويقول زينب معرفتش تربي .
اختبئت رحمة وراء ظهر عمران فوالدتها ممكن أن تفعلها ثم أدلت اعتراضها
_ الله معايزاش أني أنزل هي عافية ! قولي بقى إنك عاملة حساب لحبيب القلب وعايزة تاخديني كوبري علشان ميكسبش بونت عليكي .
ضحكوا جميعا على هرائها ثم هتف عمران لها
_ خلاص بقى يارحمة متزهقيش الحاجة وتطلعي زاربينها وخليكي عاقلة اكده وانزلي لخطيبك ومتقلقيش ولا هتدخلي بصنية ولا يحزنون هو قال عايز قهوة سادة وملهش في الساقع ولا السكريات هتدخلي في يدي وخلاص.
حركت حاجبيها لوالدتها ورددت بدعابة أهلكتهم جميعا وحقا تليق بتلك الرحمة
_ أيون هو ملهش في السكريات كفاية عليه أني علشان نفسيته متجزعش .
اغتاظت زينب من طريقتها الكائدة ثم هتفت
_ بالك يازفتة إنت المفروض لسانك دي ين قطع لسانك بيشر كيد وغم وهم الحمدلله إن حماتك مي تة وحماك متجوز وعايش لحاله في مصر والظاهر اكده مفيش عمار بينه وبين أبوه لو كانت الله يرحمها عايشة كانت اتجلطت من كيدك يالا بقى همي عاد بدل ما أجلطك اني.
رأت نظراتها المتوعدة فخرجت مع عمران وهي تدب أرضا من الغيظ
قبل أن يدلفوا الغرف تشبست بيد حبيبة
_ مكسوفة ياخيتي أدخل هي العادات والطقوس داي مهتبطلش عاد فيها ايه يعني لو جه مرة تانية أكون هديت من التوتر دي
.
شجعتها حبيبة قائلة بهدوء يليق بشخصيتها
_ طب ليه يارحوم
داي اللحظة اللي بتحبها كل بنت سمي الله وادخلي ويا عمران وشوي وهتاخدي على الجو .
أتى عمران وأخذها من يدها ودلف بها إليهم وهو يلقى السلام برجولة تليق بذاك العمران
ورحمة هي الأخرى ألقت السلام بخجل وجلست بجانب عمران وكادت أن تلتصق به في جلستها بجانبه من شدة خجلها وتوترها فأكثرهم دعابة أشدهم خجلا وتلك الرحمة في خجلها وكأنها ستنهار أما ذاك الماهر كان يغ لي داخله فور أن رأى عمران يمسك يداها بذاك التملك وغير ذلك تجلس بجانبه وتلتصق به بشدة فحقا ذاك الماهر يغير غيرة مختلفة
ومن الواضح أنه سيغار عليها من أبيها وأمها وحتى من ثيابها فمرحبا بك تلك الرحمة في عالم ماهر الريان عالم سيجعلك هائمة في سماء العشق المختلف العشق المتملك فمرحبا بك في قلعته المنغلقة التى سيغلق أبوابها عليك برمش عيناه فهو قائد شجاع متيم ولكن كتوم
بعد جلسة دامت بينهم جماعة نصف ساعة تركوهم وحدهم
فور خروجهم أمسك هاتفه وجلس يتصفحه بإهمال مما زادها اندهاشا
ظنت أنه سينتهز الفرصة ويقترب منها ويغدقها بوابل من الكلام المعسول ولكن مهلا تلك الرحمة فهو جلس أكثر من نصف ساعة يغ لي داخله من التصاقك بأخيكي
يالك من رجل عن يف في غيرتك أيها الماهر
استفزها بحركته تلك وعدم اهتمامه بها وشعر داخلها هي الأخرى بالغ ليان وهي تجلس تشطاط من بروده ولم تعرف مالسبب فهو كان يتحدث مع أبيها وأخيها الآن بطلاقة
ثم شعرت بالمهانة وقامت من مكانها قاصدة الخروج وتركه وحده كي تشعره الآخر بما جعلها تشعر به
لاحظ حركتها تلك فتحدث ناطقا
_ رايحة فين يا أستاذة تعالى ارجعي مكانك تاني ماأذنتلكيش تخرجي .
اندهشت من طريقته ثم اعتدلت بج سدها ووجهت أنظارها إليه وربعت ساعديها أمام صدرها وتحدثت بغيظ فهو يعلم أنها تكره كلمة أستاذة
_ اسمي رحمة على فكرة يامتر هي داي مقابلة واحد جاي يخطب واول مرة يقعد مع خطيبته !
سيبتك بقي تتصفح الموبايل براحتك بخلي لك الجو علشان تكون هادي ورايق طالما وجودي ملهش أهمية.
أشار إليها بيداه أن تعود إلى مكانها ثم هتف
_ سيبك من شغل العيال اللصغيرة دي وعاودي مكانك .
تشبست في مكانها ورددت برفض
_ له مزاجي اكده إن كان عاجبك .
اشت علت عيناه بالغ ضب من عنادها ثم أمرها
_ مبحبش الطريقة داي انظبطي معاي في الكلام أحسن لك يارحمة .
حقا استدعى غض بها بمهارة ثم استدارت بجسدها وانتوت الخروج كي ترد له بروده معها الصاع صاعين فقام على الفور ولحقها ثم أمسكها من رسغها موجهها أنظارها إليه وهو ېعنفها
_ أه من الواضح جدا إن دماغك ناشفة وهتتعبيني معاكي .
جذبت يداه من يداه بحدة ثم قالت
_ وواضح جدا انك مبتفهمش في معاملة الست كويس.
أدارها ووقف أماما الباب مانعا إياها الخروج فكان أمامها بطوله الفارع وهي منتصفه في وقفتهم وهم يناظرون بعضهم
_ تمام اللي حصل وانت داخلة دي ميتكررش تاني .
نظرت له بذهول وسألته
_ آه هو ايه اللي حوصل خلاك قالب وشك اكده إن شاء الله
استفزته بكلامها ثم هدر بها
_ يارحمة اظبطي لسانك وانت بتتكلمي معاي يا اما هتشوفي وش ماهر الريان التاني وهيوبقى يوم مش فايت النهاردة عليكي .
رأت احمرار عينيه ونظراته القاتمة فهدأت من نبرتها و استغلت مكر الأنثى داخلها وانتوت اللعب على حنان قلبه وعشقه لها وفورا استدعت البكاء مما جعله يهتز ثم رددت من بين شهقاتها
_ هو أنى كنت عميلت ايه علشان تنكد علي في يوم زي دي يعني حرام عليك والله .
اهتز لبكائها ثم كاد أن يجذبها لأحضانه الآن ويعتذر له ولكن تذكر
أنه لا يحل له الآن فعل ذلك ثم هدأ من نبرة صوته الغاضبة وفهمها
_ في إنك داخلة حاطة يدك في يد أخوك وقاعده جاره لازقة فيه هو دي يصح
حقا ذهلت وصمتت في بكائها فلم يخطر ببالها أن غضبه الجم ذاك لمجرد أن أخيها دخل محتضنا يداها وأنها كانت ملتصقة به من خجلها ثم تمتمت بخفوت
_ وه ياماهر دي أخويا ابن أمي وأبويا مش واحد من الشارع.
تذكر حديثهما قبل ذالك ثم ذكرها هي الأخرى
_ مش قلت لك يابت الناس مهتتحمليش غيرة بن الريان وهتتعبي رديتي على وقتها ورفضتي كلامي دلوك پتبكي من أولها
وأكمل وهو يعرض عليها مرة أخرى
_ لو تحبي نلغى المشاعر خالص علشان أنا حبي مختلف وغيرتي وحشة ومبشوفش قدامي ونتعامل مع بعض علاقة محترمة بردوا بس كل واحد فيها حر طالما مفيهاش غصبانية لربنا عادي معنديش مانع.
شعرت بالڠضب من عرضه ثم لكزته في كتفه مرددة برفض
_ ما بس بقى هو احنا هنرجع للكلام الفاضي دي تاني
ثم أكملت وهي تنظر أرضا بخجل زادها جمالا
_ معنديش اعتراض على غيرتك وحاضر معملش اكده تاني وهخلي بالي أكتر .
حقا لقد أثارته بخجلها فكانت هي الأخرى مختلفة مبهرة جذابة ثم رفع وجهها إليه بخفة وأنزل يداه سريعا وغازلها
_ طب تعرفي ان شكلك جميلة وانتي خجلانة .
لم ترد على غزله بها ثم أدارت جسدها للناحية الأخرى ووضعت يدها على قلبها تهدأ من ضرباته العني فة في اقترابه وهمساته
فهمس هو بجانب أذنها من الخلف
_ جميلة جمال مش عادي .
أنهى كلماته ثم رجع مكانه بسرعة قبل أن يتهور ويجذبها إلى أحضانه ولكن لم يفعلها أبدا مادامت لم تكن زوجته
ثم أكمل قائلا لها
_ ممكن نقعد بقى ونبطل شغل القط والفار دي ونتكلم براحتنا.
مشت بخطواتها بنفس خجلها ثم جلست أمامه مع مراعاة المسافات وقلبها مازال ثائرا داخلها وصار هو ينظر لتفاصيلها يحفرها داخله فهو عاشقا بمهارة ولكن عاشق متأني وهي تعشق تأنيه ذلك فهي امرأة قوية ولابد لها من جواد كي يعرف مراوضتها على حق
ثم ابتدأ هو الحديث يسألها عن يومها واندمجت معه في الحديث وانتهت جلستهم آمنة ومرت بسلام من ذاك المتمرد وتلك الشرسة وتركها وغادر وفور دلوفه منزله جلس على الأريكة الموجودة في الحديقة ثم أرسل إليها تلك الكلمات التى جعلت ذاك القابع بين أضلعها يود أن يذهب إليه الآن ويرتمي بين أحضانه
أصابك عشق أم رميت بأسهم
فما هذه إلا سجية مغرم
ألا فاسقيني كاسات وغني لي
بذكر سليمة والكمان ونغمي
أيا داعيا بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق جسم منعم
أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدثاها بالكلام المغمغم
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها
في منزل مجدي فقد عاد من المشفى منذ ثلاثة أيام وأصبح الآن حبيس الغرفة ومها تعتني به ولكل شؤونه دون كلل أو ملل فهي قد سلمت أمرها لله واستعانت على حالها بالصبر والصلاة
فتحدث مجدي قائلا لها
_ ماتجيبي زين وزيدان يقعدوا وياي شوي اتوحشتهم من امبارح ومسمعش ليهم حس خالص .
كانت واقفة في الغرفة تنظم الملابس وتضعها في مكانها ثم أجابته
_ حاضر هخلص تطبيق الهدوم وهروح أجيبهم أني سايباهم بيحلوا واجباتهم برة على مااخلص هيكونوا خلصوا .
سألها بخزي من نفسه
_ هم في سنة كام دلوك
تنهدت بحسرة ثم أخبرته سنهم
_ رايحين تانية ابتدائي .
حرك رأسه للأمام بخزي من حاله فهو لم يعرف أبنائه في أي عام دراسي ولكنها لم تعلق على ذاك فهي باتت تستقبل أي شئ بهدوء فما أصابها وولداها لم يصدقه بشړ
ثم أنهت ماتفعله وخرجت إليهم وجلست أوسطهم وهي تحتضنهم بحنان يولد في لحظته خصيصا لهم
_ حبايب ماما دلوك بابا عايز يقعد وياكم شوي انتو اتوحشتوه قووي وبيسأل عنيكم
عايزاكم متتعبهوش علشان هو خارج من المستشفى صحته تعباه تمام ياصغننين
ابتسما لها الطفلان مرددين بتصفيق فهما لم يصدقا أنهم سيجلسان مع أبيهم وسيتحدثون معه عما يريدون
ثم أخذتهم من يديهم ودلفت بهم إلى أبيهم الذي ابتسم فور رؤيتهم وهو يفرد لهم ذراعه قائلا بحنو لم يعهد عليه من ذي قبل
_ حبايب بابا عاملين كيف وأخبار مذاكرتكم ايه
ابتسم
متابعة القراءة