بقلم فاطيما بوسف

موقع أيام نيوز


علشان دخلت بيتي وعطفت عليها وفي الاخر طلعت من اللي بياكلوا في الوعايه وبعديها يرموها ويشوطوها بالجزم على راس اصحابها.
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي معالم وجهه 
_ يعني ايه الحل دلوك علشان نفضوه سيرة الموضوع دي عايزاني اطلقها يعني 
حركت رأسها للأمام مؤكدة تعجبه 
_ موضوع الطلاق دي مفيهوش نقاش يل سلطان يا اما اكده لما نرجع باذن الله من رحلتنا دي نتفارق بالمعروف وتسيبك من لعب العيال اللي كنت بتعمل وياي ا

نت دلوك راجل حجيت بيت الله ما تضيعش ثواب حجتك وربنا قال تفارقوهن بالمعروف .
كادت أن تكمل حديثها إلا انه هدر بها أرعبها وهو ينظر لها پغضب 
_ طلاق يازينب مهطلقش وانت عارفة اكده إن موضوع الفرقة بيناتنا مش هيوحصل.
بدون التحدث في اي كلام آخر قالت لإنهاء النقاش في ذاك الموضوع 
_يوبقى هعمل زي الحكومة اكده يبقي الحال كما هو عليه وانت في حالك وأني في حالي .
جز على أسنانه بغيظ وهو يمسكها من يدها 
_ اعقلي يازينب وسيبك من اللي في دماغك لا أني اول اللي اتجوزوا مرة تانية ولا أني آخرهم 
ثم محاولة تهدئتها وألقى على مسامعها كلمات الغزل التي تبرد قلبها 
_ داي انت اللي فيهم يابت وانت اللي في القلب ومفيش غيرك يملى عنين سلطان ولا يكيف مزاجه غيرك انت الحتة الشمال وأم العيال .
ارتفعت دقاتها الرنانة ودقت في أرجاء الغرفة وأردفت 
_ وه انت جاي تاكل بعقل زينب حلاوة ياسلطان وتقول لما أضحك على عقلها بكلمتين !
وأكملت بتصميم جعله لان أخيرا فهو اشتاقها ويبدوا ان الممنوع مرغوب وكما أنها لها في قلبه مالا يكن لغيرها مهما كان وخاصة بعد أن غيرت شكلها تماما وأصبحت أكثر أنوثة وجمالا وجاذبية فهو لم يكن يتوقع أنها ستفعل هكذا يوما من الأيام
_ والله لو قعدت جاري اكده عشرين سنة كمان ماهنولكش اللي انت عايزه مني خليك بقى مع الملونة بألوان صناعي اللي انت اتجوزتها وخليك لايد وراي اكده .
ض رب كفا بكف من سخريتها ثم طلب منها المشورة 
_ طب هعملها كيف داي ماهو ربنا هيحاسبني بردو يازينب 
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لحديث ذالك السلطان الذي وصل لأعماقها وتوغل في روحها وهي تعطيه رأيها ومشورتها 
_ هيحاسبك ليه زي ماربنا شرع الجواز بردوا شرع الطلاق واديها كل حقوقها وخليها تغور من البيت 
وأكملت وهي تتدلل عليه كي ترى مدى اشتياقه لها 
_ ووقتها هتشوف زينب حاجة تانية والمايه هترجع لمجاريها وهتشوف هنا عمرك ماشفته في حياتك ياسلطان .
سال لعابه من دلالها المفرط وغير المعتاد ويبدوا انها تمرست ذاك الدلال بحرفية ثم حاول جذب يدها ولكنها جذبتها منه ولم ترضى باقترابه وتضعف أمامه فعبث وجهه بحزن 
_ طب بتشيلي يدك ليه يابت الناس عاد لساتك عاصية على سلطان ليه يازينب 
حركت رأسها بدلال كي تثيره 
_ الله الوكيل ياسلطان ماهتلمس شعرة مني إلا لما يتم المراد وتزيح الغمة اللي إنت بليتنا بيها ووقتها هتلاقي سعدك وهناك بين ايديك ومش همانع أبدا.
تحدث باقتضاب من تصميمها 
_ طب لما نرجع من السفر هعمل لك اللي انت عايزاه بس تفكي التكشيرة داي ياشيخة.
تنهدت وتحدثت باستجواد
_ له في حل تاني ياسلطان يريحنا كلياتنا ومهياخدش وقت .
سألها باستكشاف
_ حل ايه دي يازينب 
اجابته سريعا
_ تتصل بالمحامي بتاعك اللي انت عميلت له توكيل من شهرين عشان موال الارض بتاعك يطلقها وترمي عليها اليمين في التليفون قدامي ويا دار ما دخلك شړ وقتها الدنيا هتبقى تمام وياي .
نفخ بضيق من تصميمها ثم على الفور حمل هاتفه واتصل بالمحامي وبعد ان اتاه الرد شرح له ما يحتاجه فردد المحامي مندهشا 
_
انت ما تعرفش ان مرتك اتقبض عليها في قضيه ق تل الدجالة خضرا اللي في اخر البلد داي الخبر مسمع قنا كلاتها يا حاج واني مفتكرك عارف .
اڼصدم سلطان مما قاله المحامي وسمعته أذناه وهتف بدهشة 
_ وه وه حوصل كيف دي والعيال مبلغونيش بيه الحوار المغفلق داي 
وظل يتحدث مع المحامي ويعرف منه ما حدث بالتفصيل ثم أغلق الهاتف وبدأ يدور في الغرفة پصدمة مما سمعه الآن ثم اتصل بعمران وسرد عليه ما أبلغه به المحامي وهو يهدر به بحدة غاضبة 
_ هو اني بقيت طرطور وعايش زي الاطرش في الزفة ازاي يا واد انت ما تبلغنيش بحاجة حوصلت زي داي 
ابتلع عمران فريقه بصعوبة من اتصال ابيه ثم برر موقفه 
_ يا ابوي اللي حوصل مش هين وهي اتمسكت متلبسة ومرضيتش اعكر عليكم رحلتكم انت وامي علشان خاطر اللي عيملته الملعۏنة داي .
طلب منه سلطان ان يحكي له تفاصيل ق تلها لتلك الدجالة فعرف كل شيء واغلق معه الهاتف وصار يدور في الغرفة باستنكار مما حدث منها وزينب كان تقف مستمعك الى كل شيء وداخلها مسرور بشدة وتكاد تطير من فرحتها 
واقتربت منها وحاوطته من كتفه وهي تردد بسعادة
_ ما تزعلش نفسك يا اخوي كلبة وغارت في ستين داهية كلم المحامي يطلقها ويبعت لها ورقة طلاقها على المحكمة ونخ لص منيها المچرمة قت الة الق تلة داي .
وبالفعل استمع الى كلامها وهاتف المحامي مرة اخرى وطلب منه ان يمشي في اجراءات الطلاق من تلك الوجد ثم اغلق معه الهاتف وجلس يؤنب حاله على زواجه منها وانه استمع نصيحه صديقه يوما من الايام والتي كانت ستهدر بحياته وستفقده اغلى الاشخاص على قلبه وانتهى عهد الوجد وسلطان وعادت زينب الى سلطان بكل رضاها فهي تعشقه ولن تخسر بيتها طالما بقيت المتربعه على عرش السلطان .
انتهي_البارت
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
مستنية_رأيكم_وتوقعاتكم
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_الثاني_والثلاثون
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
حبايبي اللي وحشوني قوي جبت لكم بارت كبير اهو 6500 كلمه علشان ما تقولوش عني اتاخرت على الفاضي عايزه اعرف رايكم في البارت عايزه ريفيوهات كتير تهز الجروب ما تستخسروش فيا التفاعل ما تتصوروش انا بتعب قد ايه في كتابه البارت واللي اتفاعل قبل كدة يتفاعل تاني اهم حاجه لايك وتعليق وريفيو قمررر زيكم ودلوقتي هسيبكم مع البارت قراءة ممتعة حبيباتي 
في موقف يبعث في النفس الخۏف من الفقدان وما أوجع تلك الكلمة الفقدان كم كان وقع الفقدان على مها مريرا كالعلقم بل ويزيد كانت نائمة على التخت غائبة عن الوعي فقد دخلت في نوبة عصبية وكأن جس دها وعقلها أبيا على أن يتحملوا فقدان الطفلان ولكن لمتى الهروب مها 
فالم وت
هو الحقيقة الحق في حياتنا ولا يمكن الفرار منها 
كانوا يجلسون بجانبها ودموع عيناهم لم تفارقهم في موقف يح بس الأنفاس كان يجلس على يمينها سكون التي عادت من سفرها عندما هاتفتها ماجده وكما عادت سكون عادت مكة هي الاخرى وكلهن في موقف حزين تقشعر له الابدان فقد كان الطفلان روحهم وعقلهم وكانوا متعلقين بهم بشدة 
كانت ماجده تشهق بشدة فقد مر على وفاتهم اكثر من اسبوع وحاله مها كما هي تتدهور فعندما تستيقظ يظل عويلها يملا المكان ولن تصمت عنه حتى تنهك روحها من شده صړاخها فتضطر سكون الى حقنها بالمهدئات ومكه تجلس بجانبها تقرا القران بتمعن وهي تربت على راسها وجس دها 
فسالت ماجده سكون من بين ډم وعها التي لم تنق طع عن الطفلين هي الاخرى 
_ هي هتفضل حالتها اكده يا بتي مش دريانة بالدنيا !
دي بقى لها اسبوع على الحالة داي تقوم تصرخ وما تسكتش وتقومي تديها الحقن داي فتغيب عن الوعي خالص وما داريناش باللي حواليها 
كانت سكون تمسك يداها وټحتضنها بين يدها ووجهها من يبدو عليه الاحمرار الشديد من كثرة البكاء ثم أجابت والدتها وهي تنظر اليها بحسرة
ض ربت ماجدة على فخذها بحزن على ابنتها التي فقدت نصف وزنها في ذاك الاسبوع فهي امتنعت عن الطعام والشراب وتعيش على المحاليل فقط ثم سألتها عن وضع مجدي هو الآخر 
_ طب يا بتي أخبار جوزها اللي في العناية المركزة دي من بقاله خمس ايام ما اتحملش هو كمان م وت ولاده مرة واحدة وحالته اتغيرت 180 درجة معقولة يكون مقادرش يتحمل زبيها هي كمان 
التوى ثغرها بحسرة ثم رددت 
_ دي مجدي طلعت حالته ما يعلم بها الا ربنا يا امي طلع عندي لوكيميا في الډم من الدرجة الرابعة وكمان حالته النفسية الصعبة اثرت على المړض اكتر وكان رافض العلاج وأهو دلوك بنحاول وياه وهو بين أيادي الله 
اني دخلت سألت عليه في القسم بتاعه امبارح وعرفت كل الحاجات داي .
شهقت ماجدة بفزع مما استمعت اليه ثم هتفت بعدم تصديق 
_ وه وه ! يا عيني عليك يا ام الزين هتتحملي كل دي مرة واحدة ازاي يا بتي
والمصاېب كلاتها نازلة ترف على راسك مرة واحدة !
جوزك وولادك كلهم راحوا وانت لا حول ليك ولا قوة قلبي عندك يا بتي قلبي عندك .
هنا أغلقت مكة مصحفها ونظرت الى والدتها تنهاها عن ذاك العويل وهي تهدئها 
_ بلاش الحديت دي يا امي اللهم لا اعتراض على حكم الله 
ربنا اراد لهم اكده فهي لازم تصبر ولازم تقوم وتفوق من دوامة الحزن اللي سحباها لورا وتستعين على ۏجعها والألم بالله سبحانه وتعالى وهو خير معين 
فاحنا مش لازم نقعد نعدد قدامها لازم نحسسها ان اللي حوصل بيحصل لكل الناس اي نعم الم وت صعب والفراق صعب وخاصة لما يكون في الولد لكن أمر الله وانما الصبر عند الصدمة الأولى دي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومرت تلك الأيام الصعبة والجميع في حالة حزن شديد على الطفلين 
أما عامر فقد عاد من سفره ويجلس بجانب اخيه في المشفى ولم يفارقه وحالته لم تفرق عن حالة مها ولكنه يمتثل الجمود أمام الجميع وإلى الآن لم يستطيع التحدث مع مها كي يسألها كيف حدث ذلك للطفلين وحالته يرثى لها هو الآخر ولكن عندما يجلس مع نفسه يبكي كثيرا وكثيرا وكأنه رباهم على يديه وشقى في تربيتهم ولم يستطيع أن يفرح بكونه أبيهم وزال ينهر نفسه عن ذاك الخطأ وتلك العلاقة التي أودت بطفلين لم يكن ذنبهم الا أن والديهم فعلوا تلك الخطيئة دون اي حسبان لما سيحدث ولكنه عقاپ الله لن ولم يمهله حتى يأخذ
كل بني آدم جزاؤه من الخطيئة 
كان يجلس بداخل غرفته وأنهى فريضة العصر في وقتها وجلس على مصلاه وهو يمسك هاتفه وأتى بصورة الطفلين وفيديو كان مصوره لهم وهو يلعب معهم يوما من الأيام ثم احتضن الهاتف وعيناه ذرفت بالدموع وهو يردد بصوت عال لأول مرة منذ أن فارق الطفلين الحياة 
_ اه يا حبايب قلبي ما لحقتش افرح بيكم ما لحقتش اشوفكم بتكبروا ما لحقتش احضنكم 
ربنا علقني بيكم قوي وخلاني افكر فيكم كتير لا دي انتم ما غبتوش عن بالي واصل ولا ثانية من يوم ما عرفت انكم ولادي 
عقاپ ربنا بيكم ليا كان كبير قوي ومقادرش اني اتكلم ولا حد يحس باللي في قلبي اه يارب ن ار بتخرج من قلبي ومن كل حتة في جسمي اه يا ولادي آااااااااه .
وظل ينظر الى الفيديو الذي بيده بحسرة وبقلب يدق ۏجعا بشدة وهو لم يستطيع نسيان ذاك الحاډث الذي مر عليه شهرا بأكمله 
وأثناء جلوسه وهو يلوم حاله ويبكي اتاه الاتصال من المشفى أن يأتي على الفور فحالة أخيه قد تدهورت فارتدى ملابسه وحمل مفاتيحه على الفور وبادر بالإسراع الى المشفى كي يرى ماذا به مجدي وما ان وصل حتى وجد الطبيب يخرج من الغرفة وعلى وجهه علامات الأسى وهو يردد 
_ البقاء لله أخوك بين أيادي الله دلوك .
اتسعت عيناه بعدم تصديق فقد ماټ أخيه وأبنائه ولم يفرق بينهما الا شهرا واحدا وبقي هو وتلك المها وحدهم يتألمون على الراحلون الذين غدروا بهم في ساعة زين لهم فيها الشيطان أنها متعة ورغبة لن يستطيعوا الحصول عليها بعد ذلك 
بعد مرور عدة ساعات انهى إجراءات الډفن لأخيه وعلم الجميع حولهم وعلمت مها هي الاخرى فقد بدات تفيق من حاله الصړاخ والعويل التي انتابتها مدة طويلة ولكن خبر وفاه مجدي لم يؤثر فيها وكأن ابنائها أخذوا جميع دموعها وحزنها ولم يفرق لها احدا حتى نفسها لم تعد تفرق معها اذا كانت بصحة جيدة أم مريضة 
أم تهتم بحالها وبهيئتها فقد أصبحت منعدمة الإحساس بأي ۏجع او فرح او حزن فكل المشاعر اصبحت مختلطة لديها وكأنها فقدت الشغف في الحياة وتنتظر رب العباد أن ينهي حياتها كي تستريح ففقدان أبنائها بالنسبة لها كل الحياة فهم ثمرة عمرها وحصاد شقائها فهي أحبتهم حبا جما وراعتهم بجد وجدية وكانت لم تغفل عنهم ابدا وحينما انشغلت مع أبيهم حدث ما حدث وأصبحت تلوم حالها على تركهم لها 
بعد مرور عدة أشهر على مۏت مجدي وأخيرا استطاع عامر أن يجد فرصة للحديث معها فهي وحدها الآن وتركتها والدتها وأخواتها منذ أكثر من أسبوع فقد كانوا يتناوبون على الجلوس معها كي لايتركوها وحدها ولكنها أفاقت أخيرا وعادت الى الواقع 
كانت تجلس في غرفتها وممددة على تختها تحتضن صورة أبنائها اللائي لم يغيبوا عن عقلها لحظة واحدة 
استمعت إلى رنين جرس الباب فطنت أنها والدتها فهي لم تلبث أن تغيب عنها إلا أن تأتيها دوما للاطمئنان عليها وأقصى مدة تقضيها في الابتعاد عنها يومان 
فخرجت كي تفتح لها بملابس المنزل التي كانت ترتديها والتى كانت عبارة عن عبائة قطنية بنصف أكمام ترتديها في فصل الصيف ففصل الشتاء قد انتهى وأقبل ذاك الفصل بموجته الحارة ولم تضع حجابا على رأسها 
أما هو ض رب زر الجرس أكثر من مرة وأثناء سيرانها استمع لها تردد بصوت هادئ حزين 
_ حاضر ياأمي جاية أفتح أهو .
فتلقائيا حينما سمع كلامها تنحى جانبا وعيناه نظرت أرضا فهو قد استشف راحتها في بيتها وهيئتها فهو يحفظها عن ظهر قلب 
فتحت الباب ثم وجدته يقف جانبا ومطأطأ رأسه أرضا فتنهدت واخذت نفسا عميقا تستحضر به الۏجع الذي آتاها للتو ثم تذكرت هيئتها فدلفت الى الداخل وارتدت اسدالها ثم لفت حجابه بإحكام على رأسها وأذنت له بالدخول كاد أن يغلق الباب وراءه إلا أنها منعته 
_لو سمحت سيب الباب مفتوح وياريت تتكلم وتقول اللي انت عايزه طوالي لأن مينفعش تقعد
 

تم نسخ الرابط