بقلم فاطيما بوسف
المحتويات
جيبه كي يرى الساعة فهو متلهف لانتهاء تلك الليلة كي يتنعم برؤية طبيبة قلبه وأيامه
ولكنه رأى رسالتها ففتحها وقرأ محتواها ثم قام من مكانه مستئذنا أبيه بأنه سيذهب إلى الحمام دقائق قليلة ويعود
ذهب بأقدام مسرعة إلى مكان تواجد النساء واقت نصت عيناه تلك الساحرة وهي تتمايل على أنغام المزمار بحرفية اندهش لها وعيناه اقت نصت أيضا أعين النساء التى اخت رقت جسدها الذي يصول ويجول المكان بخفة كالفراشة وهواتف بعضهن التى تصور رقصتها فلم يتحمل ذاك الموقف وض رب بجميع العادات والتقاليد عرض الحائط وجرى إليها مسرعا جعلهم جميعهن ينظرن إليه مندهشين من تعبيرات الغض ب على وجهه في تلك الليلة ثم خلع عبائته ووضعها عليها بحدة وكأنها كانت ترقص في ملهى ليلي وليس بين أهلها مما جعلها ترتعب من هيئته ونظراته الجامدة لها والقابع بين أضلعها بات يدق بدقات الخ وف
_ ايه ياولدي الډخلة الغريبة داي في ايه حوصل لمنظرك ده
أحس بأعينهن جميعا ترتكز عليهم فحاول مدارة الموقف لئلا يخجلها أمامهم ولكنها فهمت معنى نظراته لها وهو يلبسها العبائة
ثم أجاب والدته وهو يمسك يداي سكون وبدأ يتراقص معها على أنغام المزمار مطمئنا والدته
ربتت والدته على ظهره وابتسمت له وهي تشجعهم ووقفت بجارهم تتمايل بخفة نظرا لجسدها الهزيل وبدأوا برقصتهم والجميع فرحين بهم
ثم تركوهم وحدهم فبدأ يقترب منها وعندما وصل إلى جانب أذنها همس لها بعيناي تبتسم للجميع كي لايلحظوا
ابتلعت ريقها بهلع من تهديده وبان الخۏف على معالمها ولكنه جذبها إليه بخفة وهو يحذرها ومازال مبتسما
_ متقلبيش وشك ومتخليش الحريم ياخدوا بالهم من رعبك ده واتقلي اكده على رزقك لما الليلة داي تخلص وهتشوفي وش عمران على حق علشان تبقي ترقصي حلو قووي وانتي بمنظرك العريان دي قدام الحريم .
_ ماهووو أصللل هما قالوا لي اننا ستات وان ده عادي وهما اللي شدوني أرقص .
قبض على معصمها بقوة ألمتها ولكنها كتمت ألمها وهي تغمض عيناها ولكن الجميع فسر ذلك على أنهما اندمجن في رقصتهم ثم هدر في أذنها بصوت خفيض
بنبرة يملؤها الوج ع تحدثت
_ على فكرة إنت ۏجع تني بيدك اللي قرصت بيها على دراعي قووي .
اهتز فكه بابتسامة ساخرة
_ إنتي لسه شفتي وج
ع ده لما المولد دي يخلص هخليها لك ليلة غميق ياداكتورة.
مازالت على رع بها فهي لم تتوقع طريقته تلك ولا غضبه ولكنها استدعت بعض القوة وهتفت
مش هسمح لك على فكرة وبعدين مينفعش تستخدم وياي أسلوب الټهديد وتخوفني منيك بالطريقة داي اكده الحوار مينفعش بيناتنا .
لاحظ أن عبائته غير محكمة عليها فرفعها على كتفيها وهو يهمس لها بنفس طريقته ويض رب بكلامها عرض الحائط
_ هو كل العقاپ اللي الراجل بيعاقبه للست في نظرك يبقى ض رب وإهانة !
لااا يا حبيبي مع عمران كل شئ يختلف وبعدين مش أني الراجل اللي يمد يده على مرته مهما حوصل مش عربجي أني علشان أبقى بالھمجية داي
لاحظ زيغ عيناها وارتجاف داخلها فأكمل بتحذير
_ أني هخرج للرجالة دلوك وبقول لك كفاية رقص ومسخرة لحد دلوك واقعدي بقي كيف البرنسيسة اكده لحد مالموال ده يخلص وأرجع لك .
قبل أن يغادر ثبت العبائة على كتفيها بنظرات تحذيريه فهمت معناها أن لا تخلعها مهما تحايلوا عليها ومن نظرته تلك أمسكتها جيدا وهي تداري بها جسدها مما جعل داخله ينفرج سرورا من فعلتها تلك الذي رآها وهو يلتفت إليها قبل أن يخرج
جلست مكانها تصفق بملامح باهتة فجائت رحمة تردد لها باستنكار
_ وه مالك عاملة اكده ليه وبوزك قلب شبرين ووشك أحمر على الاخر
واسترسلت حديثها وهي تستنتج شيئا ما جعلها تبتسم نصف ابتسامة
_ تكونيش خجلانة لما خوي جه ورقص وياكي ولبسك عبايته ومسكك عصايته !
طيب تصدقي عنديكي حق تخجلي ماهو عمران خوي مكشوف قوووي في عشقه ليكي وعينه ڤاضحاه وداي حاجة جديدة على راجل صعيدي أصل لازمن الراجل الصعيدي يبقى حمش اكده وميبينش حبه ولا عينه تفضحه بالعشق لمرة واصل .
حركت رأسها برفض قاطع
_ اسكتتتتتتي اسكتتتتتي إنتي السبب ياريتني ماقمت من مكاني ولا سمعت كلامك ياست رحمة ليلة حنتي انقلبت طين بسببك .
ض ربت رحمة على صدرها وهتفت باستنكار
_ وه ! ليه بقى إن شاء الله عميلت ايه أني
لوت سكون شفتيها وأجابتها
_ خليتيني قلعت الكاريدجان والحجاب ورقصت وأخوكي شافني من اهنه واتوعد لي إن زعابيب أمشير هتقوم في وشي النهاردة وهيقلبها لي ليلة طين بسببك .
ضحكت رحمة بشدة من خوف سكون ثم لاحظت حزنها فهدئت من ضحكاتها قائلة بأسف
_ معلش والله ڠصب عني ضحكت إنتي اكده صلحت لي مفهومي عن الراجل الصعيدي وطلع هو زي ماهو في غيرته بيبقى عميان وكمان غشيم مبيهموش حد بصراحة الله يعينك على عمران خوي من غيرته هتطلبي النجدة وبردو هتعملي كيف ماهو رايد .
لكزتها سكون بخفة وأردفت بامتعاض
_ يعني أعمل إيه دلوك ياللي دبستيني في بلوة وقاعدة تضحكي
بعيناي تنظر لها بمكر نصحتها
_ اهربي .
_أهرب كيف يامخبولة إنتي !
_انتي مش عايزة نصيحتي أول مالحنة تخلص والكل يمشي وهو ياجي لك ادخلي على أوضتك جري ومثلي التعب فهيركز في تعبك وهتصعبي عليه وهينسى .
بابتسامة عريضة على وجه سكون قالت
_ أه منيكم ومن مكركم يابتوع المحاكم ايه الدماغ داي يارحمة ! في لمح البصر طلعتيني من جانية لمجني عليها ومن واحدة خاېفة ومړعوپة لواحدة يتخاف عليها
واسترسلت وهي تشد العبائة على جسدها
_ تصدقي أرفع لك القبعة يارحوم .
رفعت رحمة قامتها بشموخ مصطنع وتحدثت بنبرة استنكارية
_ ترفعي لي القبعة علشان اقترحت عليكي حل هايف لمشكلة تافهة أمال لما اقف في المحكمة أجيب حكم براءة لمتهم في قضية قتل هترفعي لي دماغك كلها بقى ويدك ورجلك كمان
ضحكت سكون وأكملت فرحتها باطمئنان لأنها ستفعل ماقالته لها رحمة وستؤدي الدور كما ينبغي أن يكون
بعد ساعتين انتهت الحنة وغادر الجميع عدا زينب ورحمة ثم غمزت رحمة بعينيها لسكون أن تبدأ فيما اتفقن عليه
وبالفعل أمسكت سكون أسفل بطنها وتوجعت بصوت عال لفت أنظارهم جميعا إليها وخاصة أنها مثلت الۏجع بحرفية جعلت زينب وكلهن واقفات أمامها يرددن بهلع
_ مالك يابتي جرى لك إيه
وعلى نفس سؤال زينب هتفت مها وماجدة پخوف وعلى صوتهم دلف عمران وهو منتوي أن يثأر لغيرته عليها منها
ورآهم مجتمعين حول سكون التي تتأوه بشدة وزينب أكملت
_ حسدوكي يابتي وانتي بترقصي كيف الفراشة وعينهم جابتك الأرض الله أكبر في عينهم الله أكبر اسم الله عليكي يابتي .
ما إن ذكرت رقصتها وطرف عيناها لمحت عمران حتى ق
رصتها رحمة بخفة في جنبها كي تزيد تأوهاتها وتشغل بال عمران بوج عها حتى رآها عمران فدخل الشك بقلبه
وما إن ق رصتها حتى زادت في تألمها مما جعل عمران يتأكد من خطتهن ويرفع حاجبه لمكرهن
طلبت منهم سكون أن يدخلوها غرفتها لأنها غير قادرة على الحراك ومع كل كلمة تص رخ عاليا فتحدث عمران وهو يهبط لمستواها أرضا
_ خلى عنيكم هسندها اني وأدخلها أوضتها.
هنا هتفت ماجدة باعتراض
_ معلش ميصحش ياولدي تدخل أوضتها أني وأختها الكبيرة هنسندها .
اعترضت مها قائلة
_ ماتسبيه يدخلها ياأم مها فيها ايه يعني دي جوزها والنهاردة حنتهم مهيكلهاش يعني ماكلنا موجودين أهه .
كل ذلك وعمران منتبه مع ملامح سكون التى تنم على اصطناع التعب ثم أسندها وأدخلها إلى غرفتها فنظرت ماجدة إلى مكة كي تدلف ورائهم فمشت خطوتان فمنعتها مها قائلة
_ رايحة فين يازفتة إنتي !
إيه الرخامة بتاعتك داي ارجعي اهنه سبيهم يتحدتو ويا بعض شوية ويعرف هي مالها وفيها ايه متبقيش رخمة وحشرية اكده.
أشاحت مكة بيدها بغ ضب
_ طيب ليه الغلط ياست مها ! ماني كمان عايزة أطمن عليها وأشوفها مالها ولا إنتي مش واخدة بالك انها كانت بتتلوى ببطنها في الأرض .
نظرت لها نظرات تحذير كي تفهم ولكنها استمرت على غبائها فجذبتها رحمة من يدها وهي تطلب منها
_ بقول لك ايه يامكة عايزة أظبط حجابي ممكن توديني أوضتك .
أما في الداخل عند عمران وسكون وضعها على التخت واقترب من وجهها وهو يتسائل بنظرات تستكشفها
_ أها ايه اللي بيوجعك بقى ياداكتورة بالظبط
ابتلعت ريقها وهي مازالت تتوج ع باصطناع
_ معرفاش فجأة اكده جالي مغص وبيق طع في بطني ومش قادرة حاسة بيه جامد أاااااه .
أمسكها من يدها ووضعهم بين يداه وحاول تهدئتها بنبرة ساخرة
_أه بطنك بتوج عك معلش ياحبيبي يمكن من كتر ماهزيتي وسطك ورقصتي وانتي عريانة وسط الحريم تعبتي أو على رأى الحاجة زينب يمكن حسدوك ياحبيبي.
زاغت أعينها من نبرته الساخرة منها وأحست لوهلة أنه كشفها فوضعت يدها على رأسها وأكملت تألمها
_ أااااه حاسة إني مصدعة ودايخة ومش قادرة أفتح عيني .
رفع حاجبه وبنبرة مندهشة
_ الله هو إنتي بطنك اللي بټوجعك ولا عنديكي صداع ماترسى على تمثيلية ياروحي .
فتحت فاهها بدهشة وبنبرة صوت طبيعية هتفت باستنكار
_ تمثيلية ! هي دي ألف سلامة عليكي ياسكون أو نامي وارتاحي تقول عليا بمثل !
حرك يداه على رأسها وأزال حجابها
التي كانت تضعه بإهمال وتسائل وهو يحرك يداه على خصلات شعرها الغجري
_ وه ! هو انتي عنديكي صداع ياحبييي ولا بطنك مغصانة ماتختاري مرض حلو اكده تمثلي عليا بيه دي حتى إنتي داكتورة قد الدنيا والحاجات داي بالنسبة لك لعب عيال .
حركت رأسها بتيهة من لمساته واقترابه منها ورائحته ووضعها وهي نائمة وهمست باعتذار لأنه استشف كذبتها
_ أنى أسفة ومش هتتكرر تاني ياعمران ولا في أي فرح ولا في أي مكان .
على نفس لمساته جذب خصلة من شعرها حول إصبعه بشدة آلمتها وجعلتها تتأوه
_ أاااه شعري ياعمران بتوجعني ماقلت لك خلاص مش هعمل اكده تاني .
خفف من قبضته على خصلتها ثم خللها بيداها بحنو قائلا
_ شطورة سكون لو خصلة واحدة بانت من شعرك تاني ولا منظرك ده قعدتي بيه حتى قدام الحريم تاني هتشوفي وش عمرك ماشفتيه ياحبيبي تمام
آه والرقص ممنوع بتاتا مترقصيش غير لعمرانك بس ياحبيبي.
حركت رأسها بموافقة نمت عن ارتياحها ثم شعرت بح بس أنفاسها باقترابه فتمتمت بخفوت
_ عمران بعد عني بقي مش قادرة أتنفس .
غمز لها بإحدى عيناه قائلا بمشاكسة
_ أبعد كيف يعني هي مش الليلة حنتنا ياحبيبي ولا ايه
_ وبعد ماشفتك وانتي بترقصي كيف الفراشة أهمل لك اكده من غير ما أمسي عليكي والله تبقى عيبة .
ابتعدت قليلا من مكانها وابتلعت أنفاسها المسحوبة منها بصعوبة وهي تردد بقلب يخفق
_ تمسي ايه ياعمران ! هو إنت التماسي دي عنديك في أي وقت وفي أي مكان !
بعد عني بقي أمي وخواتي برة وممكن يدخلوا في أي وقت منظري هيبقى وحش وقتها بعد الله يسترك .
كلما ابتعدت سنتيمترات اقتربهم هو منها وهو مازال مسحورا بقربها واقترب من وجهها مداعبا أنفها وأنفاسه تستنشق أنفاسها مرددا بوله
_ يانهار أبيض عليك وعلى سنينك اللي مليانة أنهار عسل ياعمران ده إنتي تسحري بجمالك وجمال عيونك ياسكوني .
انجذبت لطريقته ونسيت كل شيء واحتضنت وجهه بكف يداها وهمست برقة
_ عيون سكون اللي ياما حلمت تبقى لعمران وبين ايدين عمران .
_ بحبك لاااا بعشقك ونفسي أعيش وأدوق طعم الحلال معاكي .
أبعدته برفق بكف يدها الصغير
_ طيب كفاية بقى لحد اكده وكلها يومين وأبقى ملكك وفي بيتك .
حرك رأسه برفض
_ طب قولي لي أسويها كيف داي
أبقى في حضنك وقلبي رايدك وشوقي ليكي غالب وأهمل لك كيف ياسكوني
لمعت أعينها بعشق وخللت أصابع يديها بين خصلات شعره
_ خلاص ياعمراني فات الكتير ومبقيش إلا القليل وبعدها دنيتي هتنور بوجودك وياي
بس كفاية اكده وبعد بقى مقدراش أتنفس في قربك وقلبي مهيبطلش دقات باسم عمران .
أنهت كلماتها وأبعدته برفق بكفاي يداها الرقيقة
أفاق من حالة الحالمية التى أدخلتها إياه تلك الساحرة الآخاذة لقلبه والس ارقة لكله وهو يحمحم
_ لاااا أني اللي هبعد لأني بعد اكده هدوب بين ايديكي ومحدش هيقدر علي .
استمع كلتاهما الى دقات باب الغرفة فعدلت سكون من هيئتها المبعثرة على يداه ودخلوا جميعا كي يطمئنوا عليها ووجدوها أصبحت بخير وغمزت لها رحمة بشقاوة جعلتها تبتسم وانقضت تلك الليلة مع انتظارهم على أحر من الجمر للقاهم وأن يجمع الله بينهم في خير .
جلس جاسر أمام ملف قضية ما يدرسها وكالعادة ارتسمت صورتها أمامها توج ع قلبه وأغلق الملف وأسند رأسه على الأريكة وتذكرها وهي طفلة صغيرة كيف كان يحنو عليها
تذكر أول نبضة من قلبه جعلته يشعر بعشقها لها وأنها حب الطفولة والشباب والشياب
وحدث حاله
_ كنت لي نهارا أنتي شمسه يارحمتي وكنت لي قمرا يضئ عتمتي
لم يا قلبي فأنت الذي حلفتني وحلفت لي أن لاتشتاق وخڼتني
وحلفت لي أن لاتميل مع الهوى أين اليمين وأين ماعاهدتني
لم تقعدن الآن على الطريق وتشتكي وأنت مظلوم وظلمتني
انهض أيها الجاسر واخلع شوقك لها من بين ضلوعك بعزم الرجال ولا تنحني
خاطرة_جاسر_المهدي
بقلمي_فاطيما_يوسف
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
عاد من شروده بها وهو يض رب على قلبه بقبضته ولكن بلكمة آلمته
_ فوق بقى وانساها مبتحبكش لااا داي مش شيفاك من الاساس قوم واشتغل واطحن كل قوتك وتفكيرك في انك تكبر ودوس على الماضي برجليك إنت أقوى من أي عاصفة
تلك الكلمات التي نطقها جاسر بصوت عال كي يخرج من حالة الضعف التى اعترته
ثم دلف الى الحمام وأخذ حماما منعشا وكأنه يغسل قلبه وليس جسده ثم خرج وتوضأ وقام الليل بأكمله يناجي ربه أن يخلعها من قلبه وأن ينسيه عشقها بتضرع خاشع.
سطعت شمس النهار وأتى يوم جديد
متابعة القراءة