تائهه بين جدران قلبك

موقع أيام نيوز

كبيرة انت دايما كدا بتغلطنى و تأيد كلام يوسف 
يحيى بجدية سهيلة انتى
عايزاني اقف معاكى ف الغلط عشان تتبسطى يعنى اومال بتكلميني ليه و عايزة نصيحتي ليه طالما شايفة ان انا بغلطك و بأيد يوسف 
سهيلة بس يا يحيى 
قاطعها منهيا الحوار من غير بس قولتلك مېت مرة قبل كدا يوسف مش هيتغير و حافظى بقا على شوية الكرامة إللى فاضلينلك 
ردت بمزيد من الحزن و الألم يعنى انت شايف كدا يا يحيى 
يحيى بصوت مرتفع قليلا ايوة و وافقى ع العريس دا عشان خاطر عمى راشد ريحيه و فرحيه بقى يا سهيلة 
سهيلة بنبرة حزينة خاڤتة حاضر يا يحيى هوافق 
هوافق و إللى عايزه ربنا هو إللى هيكون 
يحيى ببعض الإرتياح الله يفتح عليكى كان فين الكلام دا من زمان 
سهيلة لما ربنا أذن ثم اردفت متصنعة المرح يلا روح نام بقى انا صدعتك النهاردة 
رد عليها بابتسامة يا ستى صدعينى كل يوم ميهمكيش اهم حاجة تبقى كويسة و مبسوطة 
سهيلة شكرا يا احلى أخ ف الدنيا سلااااام 
يحيى مقهقها سلام ثم قال بصوت خاڤت غير مسموع سلام يا واجعة قلبى 
فى صباح يوم جديد على أبطالنا يوسف و زينة 
استيقظت زينة مبكرا و ارتدت ملابس مناسبة عبارة عن بنطال جينس ازرق واسع تعلوه كنزة طويلة رمادية بأحكام طويلة و لكنها مجسمة بعض الشئ و ربطت شعرها برابطة بسيطة فكان مظهرها بسيط للغاية و لكنه أنيق تممت على حقيبتها و تأكدت من وجود ملف السيرة الذاتية الذى أعده لها على و ارسله لها الليلة الماضية و الهاتف و النقود ايضا ثم انصرفت إلى وجهتها ألا و هى شركة آل سليمان 
استقلت سيارة أجرة و انطلقت و فى منتصف الطريق استوقفت السيارة امام محل بيع زهور و انتقت مجموعة جميلة من الزهور ذات رائحة زاكية و انطلقت مرة أخرى باتجاه الشركة 
وصلت الشركة و من ثم إلى مكتب يوسف و طلبت من رامز أن يفتح لها غرفة المكتب لكى ترتبها و تنظفها قبل مجيئه دخلت الغرفة و قامت بتنظيف الأثاث و تعطيره و ترتيب طاولة الاجتماعات الصغيرة الموجودة بالغرفة و ايضا المكتب الخاص به ثم بدأت فى نثر الزهور فى جميع أركان الغرفة و وضعها فى المزهريات فأصبحت الغرفة نظيفة و مرتبة تبعث الراحة فى نفس من يدخلها بفضل لمستها الأنثوية ذات الذوق الرقيق 
انتهت من عملها بمكتب يوسف و أغلقت الغرفة مرة أخرى ثم ذهبت للعم إبراهيم و ألقت عليه تحية الصباح و أخذت تتحدث معه فى شتى المواضيع حتى قدوم يوسف 
حضر يوسف فى تمام التاسعة صباحا و ألقى تحية الصباح على كل من يقابله من موظفى الشركة إلى أن وصل غرفة مكتبه فتحها ودخل و تفاجأ من شكل الغرفة المملوء بالزهور و الجو المعبأ بالرائحة العطرة و الروح الجديدة التى دبت فى الغرفة و لكنه لم يخطر بباله أن كل ذلك من صنيع يدها 
تقدم إلى المكتب و جلس على كرسيه الوثير مندهشا من هذا الجو الجديد قام بتشغيل شاشة التلفاز الكبيرة على قناة القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد و بعدها طلب من رامز عبر الهاتف الداخلى أن يحضر له القهوة 
ذهب رامز لمقهى الشركة و طلب من زينة أن تحضر القهوة و تذهب بها ليوسف أمات له بالإيجاب و شعرت بفرحة داخلية لانها سوف تراه و كذلك انتابها شعور القلق مما هى مقدمة عليه و على كم الكذب الذى سوف تفعله لاحقا 
الفصل الثالث عشر
فى شركة آل سليمان 
كانت
حاملة قدح القهوة متوجهة ناحية مكتبه و داخلها ثورة من المشاعر
المتناقضة فجزء منها يتوق لرؤيته و جزء آخر يتظاهر باللامبالاة و جزء ثالث ينهر ضعفها أمامه و لكنها عزمت أمرها أن تتحلى بالثبات و أن تغلق قلبها حتى لا تقع فى المحظور 
وصلت إلى باب الغرفة و طرقت الباب فأذن للطارق بالدخول ومن ثم
فتحت الباب و
تقدمت للداخل ففوجئت بصوت القرآن الكريم يصدح فى أجواء الغرفة مما أصابها ذلك الأمر بالدهشة و الذهول فهى قد نشأت و ترعرعت على أصوات الموسيقى و الغناء و لم يسبق لها من قبل أن سمعت كلام الله يتلى على مسامعها إلا فى بعض وسائل المواصلات بصورة عابرة و سريعة فتسمرت فى مكانها و لم تعرف ماذا عليها أن تفعل فهو قد فاجئها مرة أخرى بعكس ما عرفت عنه فازدرت لعابها بصعوبة و حمحمت قائلة صباح الخير يا مستر يوسف 
نظر لها و شعر براحة داخلية عندما رآها و استنبط سريعا أنها هى من أضفت على غرفته هذه الروح الجديدة فابتسم على إثر هذه الخاطرة و قال لها صباح النور يا زينة 
قضت تلك الابتسامة على البقية المتبقية من ثباتها أمامه و شعرت
بالخجل الذى انعكس على وجهها و أصبح واضحا له فابتسم مرة أخرى على خجلها و ارتباكها أمامه و قال لها تعالى انتى هتفضلى واقفة عند الباب كدا 
تمتمت بداخلها لا كدا كتير انا هكمل كدا ازاى انا كدا هيغمى عليا 
يوسف باستغراب زينة ما تدخلى يا بنتى انتى مش سامعانى و لا ايه 
زينة بخجل و ارتباك لا يليق بشخصيتها الجريئة ها سسامعاك طبعا يا مستر 
يوسف مضيقا عينيه باستفهام شكلك مش مركزة انتى منمتيش كويس 
اتسعت عينيها من الدهشة على إثر هذه الكلمات و جال بخاطرها 
من هذا الرجل و ما هذا السؤال طيلة الخمسة و عشرين عام الذين مروا من عمرها لم تسمع هذا السؤال و لم تجد هذا الاهتمام و لم تشعر بهذا الحنان الذى كان يملأ طيات كلماته انظر ماذا تفعل بى يا يوسف و ماذا سوف افعل انا بك ليت كان حديث على عنك صحيحا حتى اشعر انك تستحق أن أخدعك و لكن ماذا لو كان حديثه عنك غير صحيح فماذا على أن أفعل ليتنى لم أقبل بذلك من البداية ليتنى لم أرك ليتنى لم أعرفك ففى كل لحظة أراك فيها ينقلب كيانى و تسكن وجدانى و يتمرد قلبى عليا فلم أعد قادرة على إحكام زمامه و كبح جماح مشاعره رحماك يا رب 
يوسف لا لا دا انتى مش مركزة خالص لو تعبانة ممكن تروحى مفيش مشكلة 
زينة بضيق من نفسها من كثرة شرودها احم انا اسفة اصلى متوترة شوية بس اول مرة اشتغل فى مكان نضيف زى دا و خاېفة شغلى ميعجبش حضرتك 
قهقه من تلك الكلمات و قال لها ههه طب هاتى بس القهوة دى عشان اشربها قبل ما تبرد 
أسرعت زينة إليه فهى قد نست أمر القهوة تماما و قالت له يا خبر دى زمانها بردت اصلا انا متأسفة اوى يا مستر ثم أسترسلت حديثها للضحك اهوه جالك كلامى آدى أول القصيدة كفر ثوانى هعمل لحضرتك غيرها و همت بالمغادرة و لكنه استوقفها قائلا استنى يا زينة خلاص متتعبيش نفسك أنا هشربها باردة عادى لسة اليوم طويل و دا مش أخر فنجان هشربه يعنى 
نظرت
له بإعجاب شديد لحسن تعامله معها و رفقه بها فابتسمت دون أن تنطق و ظلت محدقة به بلا وعى و بدون إرادة منها فقرأ يوسف ما يدور بخلدها و استنبط أنها قد حرمت من العطف و الاهتمام لذلك فهى دائما ما تقابل ردود افعاله معها بالدهشة و الاستغراب فأشفق عليها كثيرا و استطرد كلامه بالمناسبة شكرا على الورد و الروايح الجميلة دى 
نظرت له بابتسامة بلهاء و فرحة تنطق بها عيناها بجد الورد عجب حضرتك 
يوسف مبتسما جدا بصراحة ذوقك حلو و مخلية للمكتب روح جديدة كدا بس ابقى ضيفى ع الروتين دا بقى تشغيل الشاشة على قناة القرآن الكريم 
تجهمت ملامحها على إثر هذه الكلمات فهى بعيدة كل البعد عن كتاب الله سواء بالقراءة أو الاستماع و ترى نفسها أنها أقل من أن تفعل ذلك و إلا رأت نفسها أكبر منافقة فى العالم و كيف لها أن تستخدم كلام الله فى لعبتها القڈرة يا ويلى منك يا يوسف حتما ستدفعنى إلى الچحيم دون أن تدرى بأفعالك تلك هكذا حدثت نفسها 
فازدرت لعابها بصعوبة لصعوبة هذا الطلب عليها و قالت حاضر إن شاء الله 
تناول القهوة فى رشفة واحدة فهى كانت باردة و أعطاها القدح الفارغ و قال لها ها السى فى بتاعك جاهز 
ردت بحماسة أيوة جاهز يا فندم أروح أجيبه لحضرتك 
يوسف يا ريت عشان أشوفه قبل ما أبدأ فى مقابلات العملا و الاجتماعات 
ردت بايماءة حالا هيكون على مكتب حضرتك 
غادرت بخطوات سريعة نحو حقيبتها التى تركتها فى مقهى الشركة و فتحتها و أخرجت منها الملف المطلوب و ذهبت إليه سريعا و أعطته الملف قائلة اتفضل يا مستر الملف اهوه 
أمسك بالملف و أخذ يقرأ بياناتها بتمعن و قال لها معاكى دبلوم تجارة هايل جدا 
ردت متعجبة هايل جدا اومال لو كان معايا بكالوريوس تجارة كنت قولت ايه 
ضحك يوسف و قال أن شاء الله هتكونى احسن من إللى معاهم بكالوريوس لو عندك إرادة و استعداد إنك تتعلمى 
ردت ببلاهة أنا مش فاهمة حاجة 
يوسف بجدية إسمعى يا زينة أنا بصراحة شايف ان الشغل ف بوفيه الشركة ما يناسبكيش أنا وافقت بس عشان شايفك محتاجة الشغل و كويس إن انتى معاكى شهادة تقدرى تطوريها و انا هساعدك فى كدا ثم صمت قليلا و بعدها قال أنا
هكلف استاذ ف المحاسبة شغال معانا هنا ف الشركة يديكى كورسات ف المحاسبة و انتى و همتك بقى 
زينة باستفهام و بعد ما اخلص الكورسات دى 
يوسف هتدربى على شغل الحسابات لحد ما تتمكنى و بعدها هشغلك فى قسم الحسابات هنا أو فى أى فرع للمجموعة ها إيه رأيك 
زينة باستفهام يعنى هبقى زيى زى أى موظف أو موظفة هنا ف الشركة 
يوسف بتأكيد اكيد طبعا 
لقد أخذت اللعبة منحنى عكسى تماما فبدلا من أن تستدرجه لأسفل سافلين يستدرجها هو لأعلى عليين أى ذنب إقترفتيه يا زينة حتى يسلط الله عليكى من يحملك من الآثام ما يؤدى بك إلى الهلاك لا محالة فلو لم تكن تلك لعبة زائفة أقحمت نفسها بها بمحض إرادتها لما كان حالها كل هذا التجهم و الشعور بتأنيب الضمير لكانت حاليا محلقة فى سماء الحرية و السعادة بحصولها على تلك الوظيفة التى لم يخطر على بالها يوما أن تحصل عليها و بهذه السهولة 
لاحظ يوسف نجومها على عكس ما توقع فهو ظن أنها سوف تسعد لذلك العرض سعادة عارمة فتعجب لذلك و سألها مضيفا عينيه باستغراب شايفك مش مبسوطة من العرض دا 
ردت بابتسامة متكلفة لا أبدا
تم نسخ الرابط