تائهه بين جدران قلبك

موقع أيام نيوز

فى المساء لأنه ليس لديه وقت كاف للحضور نهارا ففرحت ديما بقدومه و قررت أن تصلح من حالها فهىاقتنعت بأن ملابسها لا تليق بفتاة محجبة كما لفت انتباهها يحيى لذلك من قبل
مساء فى المقهى 
كانت تجلس على الطاولة الخاصة بها تفكر ترى كيف ستكون ردة فعله عندما يرى مظهرها الجديد هل سيهتم و يفرح ام أنه لن بنتبه لها من الاساس و فى خضم شرودها به وجدته أمامها ينظر لها بإعجاب شديد و البسمة تشق وجهه الوسيم فجعلته بدا أكثر وسامة فبادلته الاخرى بنظرة هائمة استفاقت منها على صوته صباح الخير ديما ايه اللوك الجميل دا ما شاء الله قمر
نهضت من مقعدها و ردت عليه مبتسمة عن جد حلو اللوك الجديد 
نظر الاخر لها بهيام و قال لها بنبرة رقيقة تتناسب مع حالتهما طبعا حلو كدا بقيتى أحلى بكتيير 
احمر وجهها من غزله الصريح بينما الاخر لم ينتبه الى حالته و كلامه الا بعد ان انهى عبارته فأحس بالحرج و حمحم قائلا مغيرا مجرى الحديث احم هنفضل واقفين كدا 
ردت احم ايه طبعا اتفضل 
جلسا الاثنان قبالة بعضهما فخطڤ نظره مظهرها الجديد بذلك الفستان الفضفاض الطويل الذى لا يظهر جسدها و ذلك الحجاب الذى يغطى شعرها و رقبتها بالكامل حتى وجهها خالى من مساحيق التجميل الا من القليل على عكس ما رآها سابقا حقا كانت كحورية جالسة أمامه أدار دفة الحديث و هو ېختلس النظرات لها بين الحين و الآخر كان متعجبا من نفسه فكيف اختطفت انظاره لها هكذا حتى إنه تلعثم فى الحديث أكثر من مرة حتى استعاد ثباته و قال
يحيى أنا دراستى فى هندسة و صيانة الاحهزة الطبية زى اجهزة التنفس الصناعي و الغسيل الكلوى و المونيتورز و الأجهزة المعقدة ثم صمت قليلا و قال بس ميضرش هصلحلك جهاز الضغط عادى
شعرت بحرج شديد فيبدو أن حجتها للقائه كانت حجة واهية و ربما أحس منها أنها اتخذت ذلك الامر كحجة لملاقاته فردت لكى تحفظ ماء وجهها أنا آسفة كتير يحيى كنت مفكرة انه هداك الشى من اختصاصك فقولت فرصة انت تصلحة خاصة زى ما بتعرف انا ما بعرف حدا هون و لا حتى الاماكن سكتت قليلا ثم قالت و الله ما بعرف اكتر
من طريق الجامعة و الكافيه و البيت تبع البابا
فطن حرجها كما فطن ارتباكها ف الحديث
فأراد أن يخفف عنها قائلا عادى يا ديما انا لو مكانك هعمل كدا بردو و
بعدين مفيش أسف بينا هو احنا مش اتفقنا نكون أصحاب
ديما ايه ايه أكيد ثم ابتسمت بحب قائلة بتشكرك كتير يحيى
رد عليها بمرح طب كفاية تشكرات بقى و هاتى الجهاز أشوفه
ضحكت ديما بصخب فتاه فى ضحكتها و أخذ ينظر لها و شرارات الحب قد بدأت
تتوهج فى قلبه فرحب
بها و قرر أن يعطى لقلبه فرصة ينبض من جديد و لكن هذه المرة للشخص الصحيح
فى شركة آل سليمان 
فى نفس اليوم التى قدمت فيه زينة ملفها ليوسف كلف أحد رجال الحراسة الخاصة به أن يتقصى حقيقة أمرها على أن تأتيه المعلومات الصحيحة عنها فى اليوم التالى 
صباح اليوم التالى 
كان يوسف جالسا على مقعد مكتبه يتفحص المعلومات التى تم جمعها عن زينة و عندما وجدها مطابقة لما قالته ابتسم بإرتياح و شرد فيها و أحس أنه بحاجة شديدة لأن يراها فرفع سماعة هاتفه و أمر رامز بأن يرسل إليه القهوة مع زينة
بعد قليل دخلت عليه حاملة قدح القهوة فخفق قلبه لمرآها و ابتسم بجاذبية خطفت أنفاسها فأسرعت بوضع القهوة على المكتب قبل أن يهوى قلبها من جاذبيته فتهوى منها القهوة تباعا لذلك ابتعدت خطوة و قالت له تأمر بحاجة تانية يا مستر
حاول أن يكبت ابتسامته المعجبة و قال لها بعملية الأمر لله وحده انا كلفت محامى الشركه يجهز العقد و على بكرة ان شاءالله يكون جاهز و تشوفيه و تشوفى شروطه هتناسبك ولا لأ و لو تمام تمضى عليه و يبقى على بركة الله اوكى 
ردت بفرحة ماشى يا مستر ان شاء الله يخليك يارب 
رد عليها بجدية بس لازم تلتزمى بالعقد و تاخدى الحكاية جد مش مجرد تجربة لانى ناوى باذن الله زى ما وعدتك انقلك قسم الحسابات تمام 
أماءت له بفرحة قائلة ان شاء الله هكون عند حسن ظنك يا مستر 
يوسف تمام تقدرى تروحى تكملى شغلك 
زينه عن إذن حضرتك 
انصرفت زينة بينما هو ظل محدقا فى اثرها شاردا فى طيفها فاخذ يستغفر الله و يمسح وجهه بكفيه عله يشفى من سحرها
فى فيلا راشد سليمان 
كانت جالسة فى تختها ضامة ركبتيها الى صدرها و مستندة بذقنها على ركبتيها ممسكة بهاتفها تشاهد صور معشوقها و معذبها تنتقل بين كل صورة و الاخرى و تتنهد بحړقة من تجاهل حبيبها لها ظلت على هذا الوضع قرابة الساعة وبعد ذلك أغلقت الهاتف و وضعته بجانبها و أخذت تتضرع الى الله يا رب اجعله من نصيبى يا رب انا مش قادره اتخيل نفسى مع حد غيره يا رب انا ھموت لو حب واحدة غيرى يا رب خدنى قبل ما أشوف اليوم دا ثم انخرطت فى نوبة من البكاء الى أن غطت فى ثبات عميق
فى هذه الأثناء كاد والدها أن يدخل غرفتها و لكنه توقف حين سمع دعائها و انفطر قلبه عليها و تمنى من الله ان يريح قلبها و يقر عينها بزواجها منه فمازال يشعر بهذا الذنب الذى يؤرقه و يرى عقابه فى عڈاب ابنته و لوعتها فتركها تتضرع الى الله و انصرف الى غرفته يجلد ذاته على ذنب تلك المرأة الذى انتهك حقها ثم دعسها بقدمه و غادر البلاد دون أدنى شعور بالذنب
عودة لشركة آل سليمان 
دخل رامز الى مديره ليذكره بأنه لديه مقابلة مع عميل مهم بعد ساعة تقريبا فأمره ألا يزعجه أحد أثناء هذه المقابلة و أن يرسل إليه زينة لكى تقوم بترتيب المكتب و تعطيره قبل مجيئ العميل المهم 
بالفعل قامت زينة بعملها على أكمل وجه و انصرفت و إتى موعد المقابلة و جاء الضيف المنتظر و رحب به يوسف ترحيبا حارا و جلسا سويا فى صالون المكتب و استأذن يوسف من الضيف قليلا و خرج الى رامز و أمره أن يرسل المشروبات مع العم ابراهيم و ليس
زينة 
وصل زينة هذا الأمر فتعجبت لذلك و لكن فضولها دفعها بأن تذهب هى لتقديم المشروبات بحجة ان العم إبراهيم متعب و لديه أعمال أخرى
طرقت زينة باب المكتب ثم دخلت مباشرة فجحظت عينى يوسف من الڠضب لأنها لم تطيع أوامره 
زينة ببراءة مصطنعة احم اتفضل يا مستر يوسف 
رد عليه و هو يكز على أسنانه من الغيظ اتفضلى قدميهم للأستاذ عماد 
قامت بتقديم المشروبات للضيف فأخذ منها كوب العصير و هو ينظر لها نظرة متفحصة و معجبة و رد عليها و هو يتناول العصير ميرسى يا قمر 
أغمض يوسف عينيه حتى يتحكم قليلا فى أعصابه حتى لا يقوم و يفتك برأس ذلك العميل الوقح ثم فتحهما فوجد الاخرى ترد عليه بابتسامة فاستشاط ڠضبا على اثر هذه الابتسامة التى رآها منها لغيره فتوجه لها بالحديث قائلا اتفضلى انتى يا آنسة على شغلك 
كانت ملامحه لا تنذر بخير أبدا مما أسعدها
هذا الشيئ فيبدو أنه يغار عليها حتى أنه لم يذكر إسمها أمامه حتى لا يعرفه فعلمت أنها فضولها نفعها فى هذا الوقت حتى ترى الغيرة فى عينيه فيحيا الامل داخلها فى أن يبادلها يوسف الحب 
انتهت المقابلة و بمجرد مغادرة الضيف أسرع يوسف بإستدعاء زينة فدخلت له بقلب فرح و ولج فى آن واحد 
كان واقفا فى منتصف غرفة المكتب ينتظرها فلم يستطع الجلوس فى مقعده من فرط عصبيته و بمجرد أن دخلت قال لها بحدة و صوت مرتفع 
هو انا مش قولت انتى متدخليش بالمشروبات انتى ازاى تتجرأى و تخالفى أوامرى عندما لم يجد منها رد صاح بها بنبرة أعلى انطقى 
اهتز جسدها على اثر صوته المرتفع و ردت بصوت مرتجف يا مستر عم ابراهيم كان تعبان و انا قولت أساعده دا مهما كان راجل كبير ثم أكملت بنبرة متحدية و بعدين فيها ايه يعنى ما دا شغلى أصلا و أنا ما خرجتش برا مكتب حضرتك 
جحظت عينيه من جرأتها معه فى الحديث فقال لها بعصبية انتى مش هتشتغلى على مزاجك يا لمضة انتى اول و أخر انذار ليكى اوامرى تتنفذ من غير نقاش فاهمة 
هزت رأسها عدة مرات بالموافقة فحاول ان يكبت ابتسامته على مظهرها الذى كان يشبه الطفلة التى تنتظر العقاپ من أبيها فأكمل قائلا بجدية و هو ينظر لها من أعلى الى أسفل و بعدين ايه اللى انتى لابساه دا 
نظرت لملابسها بتعجب و قالت ماله لبسى يا مستر ما انا بلبس كدا علطول 
يوسف معندكيش بنطلون اوسع من كدا و لا بلوزة أطول شوية و بعدين فيها ايه يعنى لما تبقى البلوزة بكم و الله جمالك مش هينقص منه حتة و لا شعرك دا ما تلميه بدل ما هو طاير كدا و ألاقيه بعد كدا فى فنجان القهوة و انا بشربه 
كانت تنظر له بابتسامة بلهاء متمعنة فى حديثه فهى الآن قد تأكدت من غيرته عليها 
توقف عن الكلام عندما وجدها تنظر له بهذه الطريقة فقال لها باستنكار انتى بتبصيلى كدا ليه المفروض تكونى زعلانة من نفسك و متأثرة من اللى بقوله مش مبسوطة 
ردت عليه بذات الابتسامة البلهاء و قالت ها احم حاضر يا مستر هوسع لبسى و هلم شعرى حاجة تانية 
تنهد يوسف بتعب و قال لها لا خلاص روحى انتى 
اقتربت منه خطوة فلاحظت على ملامحه التعب و الارهاق فقالت له بنبرة حانية تسمحلى أجيب لحضرتك كوباية عصير لمون تهدى أعصابك شوية 
نظر يوسف للمسافة القريبة التى تفصلهما ثم نظر فى عينيها المثبتة على عينيه فخرجت منه الكلمات بتلقائية و بنبرة هادئة تحمل بين طياتها العشق لا شكرا
أصابها السرور عندما وجدت عينيه تلمع بالعشق فابتسمت بفرحة شديدة و ردت عليه برقة براحتك ثم انصرفت سريعا غير مصدقة لما وصلت اليه فى علاقتها بيوسف ليس لأجل على الرفاعى و انما لأجل قلبها الذى أصبح ينبض بعشقه
الفصل الثامن عشر 
مر أسبوع على الابطال ازداد خلاله تعلق يوسف بزينة حتى أنه أصبح لا يتخيل ان يمر يومه دون أن يراها حاول كثيرا ان يتجاهلها و يتجاهل شعوره ناحيتها و لكنه لم يستطع فقد أصبحت إدمانه
أما يحيى فأصبح يخترع الحجج للذهاب الى المقهى حتى
تم نسخ الرابط