تائهه بين جدران قلبك

موقع أيام نيوز

يا يوسف بيه دا حضرتك فاجئتنى بصراحة مكنتش متوقعة إن حضرتك هتعرض عليا عرض زى دا دا كرم أخلاق منك و مش عارفة اشكرك ازاى 
يوسف مبتسما مش عايز منك شكر عايز دعوة حلوة منك بس 
ردت باستنكار مشيرة بسبابتها اليمنى على صدرها قائلة منى أنا 
رد بصدق أيوة منك انتى انتى مستقلية بنفسك ليه 
ضحكت ضحكة بسيطة ثم قالت المفروض أنا إللى أطلب من حضرتك الطلب دا 
يوسف بمرح خلاص يا ستى متزعليش انتى تدعيلى و أنا أدعيلك إيه رأيك 
زينة هو فى رأى بعد رأيك يا يوسف بيه 
يوسف ما قولنا بلاش بيه دى 
زينة لا مؤاخذة نسيت 
يوسف المهم إديني أسبوعين كدا أكون نسقت مع أستاذ المحاسبة و ظبت موضوع الكورسات لأن فى ضغط كبير ف الشغل اليومين دول 
تنفست زينة الصعداء فعلى الأقل ستبقى بجانبه طيلة هذه المدة و لتعيد حساباتها و تحسم أمرها بشأن هذه التمثيلية 
فيوسف أشعرها بدنائتها و دنائة من تلعب لصالحه
و لكن هى من ألقت بنفسها إلى التهلكة و عليها أن تكمل مسيرتها إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا 
الفصول من 14 19
الفصل الرابع عشر
فى شركة آل سليمان 
مازال الحوار قائما بين زينة و يوسف فبعدما عرض عليها أن تحسن من مستوى شهادتها على أن تمهله مدة أسبوعين حتى ينتهى من أعماله العالقة و عند هذا الحد شكرته زينة و همت بالمغادرة و لكنها عادت مرة أخرى مدعية أنها نسيت أن تخبره أمرا ما 
زينة مدعية الاحراج احم مستر يوسف فى حاجة مهمة لازم حضرتك تعرفها 
يوسف بجدية خير يا زينة حاجة ايه دى 
زينة بارتباك مصطنع أشارت على المقعد المقابل لمكتبه طب ممكن أقعد أصل الموضوع هيطول شوية 
اعتدل فى مقعده و استند بيديه على المكتب و أماء لها بإنتباه و تركيز أه طبعا اتفضلى 
جلست على المقعد و شبكت يديها و بدأت الحديث وهى تنظر لكفيها قائلة احم العنوان الموجود فى الملف دا مش عنوان بيت 
يوسف عاقدا حاجبيه بعدما فهم مش فاهم اومال عنوان ايه 
رفعت بصرها نحوه و ابتلعت ريقها بصعوبة و أجابت بترقب لردة فعله عنوان لا مؤاخذة احم 
لم ينطق من صډمته فهذا آخر مكان يمكن أن يتوقع أن تسكن به بل لم يخطر بباله ذلك من الأساس 
انتظرت أن يرد عليها و لكن لم ترى منه إلا علامات الصدمة و الذهول بادية على وجهه بوضوح فأكملت قبل ما دماغك تروح لبعيد ممكن تسمع حكايتى 
أماء لها بالموافقة دون أن ينطق فاسترسلت حديثها قائلة أنا زى ما قولت لحضرتك قبل كدا إن أنا يتيمة مشفتش أبويا و لا أعرف شكله إيه لأنه ماټ و أنا عندى سنتين و بعدها أمى ماټت بالمړض الخبيث و أنا عندى خمس سنين و سابتنى عند واحدة صاحبتها تربينى عشان أمى مكانش ليها حد و معرفش ليها عيلة و لا قرايب و الست إللى ربتنى
دى تبقى صاحبة الكباريه بس هى طلعت ست كويسة و علمتنى لحد
ما خدت الدبلوم و كانت قافلة عليا عشان مختلطش بزباين الكباريه و لا حد يطمع فيا كانت علطول تقولى انتى أمانة و أنا لازم أحافظ عليكى و 
قاطعها قائلا اومال قولتيلى أن معندكيش حد يصرف عليكى ليه 
ردت قائلة أنا قولتلك كدا عشان عايزة أكمل حياتى بفلوس حلال ما اكيد حضرتك عارف ان فلوسها حرام فأنا قولت
مش كفاية
إنى مبصليش و معرفش حاجة عن دينى كمان هعيش ع الحړام طول عمرى فروحت دورت على شغل ف أماكن كتير و كل إللى يسأل عليا و يعرف انى عايشة ف كباريه يفتكر إنى شمال و ېخاف على سمعته و يطردنى لحد ما ربنا عطرنى فيك آدى كل الحكاية يا بيه و إللى حضرتك تعمله أنا مش هلومك عليه عندك حق ف أى ظن تظنه فيا ما واحدة متربية و عايشة ف كباريه هتطلع ايه يعنى بس أقسملك انى ماليش دعوة بشغل الكباريه خالص و لا عمرى قعدت مع زبون و لا اديت لحد فرصة يبصلى حتى سبحان الله يا بيه ربنا كان و مازال محافظ عليا قالت عبارتها الأخيرة بصدق بالغ فهذه حقيقة حفظها الله من شړ الذئاب البشرية فربما ينصلح حالها يوما و تصبح إنسانة صالحة قريبة إلى الله 
سكتت زينة عن الكلام و كذلك يوسف طال صمته حتى ظنت زينة أنها مطرودة لا محالة بينما هو كان يحلل كل كلمة نطقت بها فأحيانا يشفق عليها و أحيانا يظن بها الظنون تارة ينظر لها بتمعن ربما يستشف منها الصدق و تارة ينظر فى الفراغ و تارة أخرى ينظر إلى كفيه المتشابكين فلابد أن يأخذ قراره بشأنها الآن 
أحست زينة من طول مدة صمته أنه لم يصدقها فانتابها شعور بخيبة الأمل ليس لأنها فشلت فى مهمتها و لكن لانها فقدت ثقته و بالطبع سيرفض بقائها فى الشركة خوفا على سمعته و أكثر ما يؤلمها أنها لن تنعم برؤيته و لا بعطفه عليها بعد الآن لذلك آثرت أن تترك هى المكان قبل أن يقوم هو بطردها و هى لن تتحمل منه ذلك فنهضت من المقعد و سارت باتجاه الباب و لكنه صاح بها بحدة قائلا استنى عندك 
استدارت و نظرت له بإنكسار 
قال بحدة رايحة فين أنا سمحتلك تمشى 
أجابت بنبرة حزينة مټألمة أنا مش هستنى لما تطردنى أنا همشى بكرامتى أحسن 
فى لندن 
كان يحيى و عمار جالسان فى المقهى العربى يتسامران و يلعبان معا لعبة الشطرنج بينما على طاولة قريبة منهما كانت تجلس ديما تختلس النظر إلى يحيى من حين لآخر فهى أحست بمدى وقاحتها معه فى اللقاء الأخير خاصة بعدما جلس معها عمار و تحدث عنه و عن مدى شهامته و كرم أخلاقه
و أنه لم يدافع عنها بهدف دنيئ كما ظنت فتجربتها التى عايشتها مع زوج والدتها و إبنه أفقدتها الثقة فى جنس الرجال و جعلتها تظن بمن يقترب منها أسوأ الظنون 
ترددت كثيرا أن تذهب له و تعتذر على سوء أدبها معه و لكنها حسمت أمرها فى الأخير و قررت أن تعتذر له نهضت من مقعدها و توجهت ناحية طاولته و قالت بشئ من التردد و الحرج فى آن واحد احم مسا الخير شباب 
رد عليها يحيى باستغراب من خجلها الذى لم يعهده منها مساء النور يا آنسة ديما أهلا وسهلا 
ديما بابتسامة بسيطة هلا فيك إستاذ يحيى احم أنااا كان بدى أعتذر منك على قلة ذوقى معك و 
قاطعها عمار قائلا و اللى بده يعتذر بيضله واقف هيك 
يحيى عمار عنده حق با آنسة ديما اتفضلى اقعدى و بعدين نتكلم 
ديما بتشكركم كتير يا جماعة و سحبت
مقعد و جلست عليه فرد عمار بمرح على شو عم تشكرينا بظن انه هاد الكافيه ملكك و حنا زباين عنك 
ضحك ثلاثتهم على مرح عمار فاستأنف يحيى الحديث قائلا انسة ديما أنا 
قاطعته قائلة ديما فيك تقول ديما بس 
رد عليها بابتسامته الودودة قائلا اوكى ديما 
احم المهم أنا مش عايزك تعتذرى و خلينا ننسى كل اللى حصل كأن مفيش حاجة حصلت انتى بردو زى أختى 
ردت ديما انت عنك اخوات بنات 
رد بابتسامة ساخرة ايوة الحقيقة هى مش أختى هى بنت عمى متربيين سوا و عايشين مع بعض ف نفس البيت بس بنتعامل مع بعض كأننا اخوات 
شعرت بغيرة لا تعرف سببها و اغتصبت ابتسامة و ردت قائلة الله يخليلك ياها 
يحيى سانكس 
فطن عمار تغير وجه ديما على ذكر يحيى لإبنة عمه و لاحظ ابتسامتها المصطنعة فحدث نفسه معقول تكون معجبة فيه فقال بصوت مسموع دون بتلقائية دون أن يشعر و الله يا ريت 
فنظر الاخران له باستغراب من كلمته فتحسس يحيى جبهته و قال له مالك يا حبيبى بقيت بتكلم نفسك خلاص فيوزاتاك ضړبت 
فضحكت ديما بصخب فنظر عمار لهما باستنكار متنقلا ببصره بينهما قائلا و الله البركة فيكن إنتو التنتين 
رد عليه يحيى قائلا ليه إن شاء الله احنا اللى قولنالك كلم نفسك 
عمار مو ضرورى تعرف ليش 
ديما ليش حاسة انك بتقول لغز 
رد عمار ناظرا بشرود فى اللاشئ ايه لغز و أنا راح حله و قريبا بإذن الله 
نظر كل من ديما و يحيى لبعضهما بدهشة من حال صديقهم و قال يحيى محركا رأسه يمنة و يسرة ماله دا 
فزمت ديما و رفعت كتفيها قائلة و الله ما بعرف فسكت الثلاثة قليلا ينظرون لبعضهم ثم انخرطو فى نوبة من الضحك الصاخب كالعادة 
هدأ الثلاثة و من ثم استأنفوا حديثهم و تحدث يحيى عن نفسه قليلا بطلب من ديما و فى نهاية السهرة قال عمار لهما شو رأيكم يا شباب بنصير أصدقاء 
رد يحيى و لو انى مش بحب موضوع الصداقة اللى بين البنت و الولد بس اوكى طالما هنتقابل هنا ف الكافيه وسط الناس 
فى فيلا راشد سليمان 
كانت جالسة فى غرفتها تفكر فى حالها و ما وصلت إليه مع والدها فهو كلما يراها يسألها على رأيها فى العريس المتقدم لها و على ذكر والدها الذى طرق باب غرفتها لتوه قامت و فتحت له الباب و قالت له اتفضل يا حبيبى ادخل 
دخل و قال لها تعالى نتكلم ف البلكونة أحسن و أضاف بمرح علشان ميكونش ناقصنى حاجة آدى الخضرة و أشار على حديقة الفيلا و آدى الوجه الحسن و أشار عليها فضحكت بصخب على مرح أبيها و قالت اومال أنا أقول عليك إيه بقى يا وسيم عصرك و زمانك إنت 
ضحك على غزلها و قال هههه وسيم زمانى بس 
قالت بحب خالص لا طبعا يا حبيبى دا انت لسة شباب و زى القمر كمان دا انا بخاف عليك من عيون البنات اللى هتطلع عليك لما بتروح النادى 
قهقه على غيرتها عليه و قال مغيرا مجرى الحديث المهم يا سهيلة أكيد عارفة طبعا الموضوع اللى جاى أتكلم معاكى فيه 
ردت عليه بوجه خال من التعبير و دون أن تنظر إليه عارفة يا بابا 
راشد بجدية طيب من غير ما اتكلم كتير و صلتى لإيه 
ردت عليه برجاء بابا عشان خاطرى سيبنى شوية و بلاش تستعجل بلاش العريس دا بلاش دلوقتى خالص و أوعدك أول عريس يتقدملى بعد كدا و يكون مناسب هوافق علطول و من غير ما تدينى مهلة كمان 
راشد بعصبية برضو لسة عندك أمل إن
يوسف يبصلك 
لم ترد عليه و نظرت لاسفل من الخجل و الحرج فاسترسل أبوها قائلا انتى إيه مبتحسيش و لا مبتفهميش و لا معندكيش كرامة و لا انتى ايه بالظبط أنا خلاص زهقت و قرفت منك انا هتجيلى جلطة
تم نسخ الرابط