تائهه بين جدران قلبك

موقع أيام نيوز

له زينة فوجدت ملامحه لا تنذر بخير فأماءت بالايجاب ووضعت الصينية و غادرت سريعا و هى ټلعن فضولها و ټلعن تلك الفتاة الجميلة و ټلعن معهم يوسف لأنه سمح لنفسه ان ينفرد بالجلوس معها 
انتظر خروجها و عاد بنظره الى الجالسة أمامه يأكلها الفضول هى الأخرى فأخذ نفسا عميقا ثم زفره ببطئ حتى يستعد لوصلة الأسئلة التى سوف تلقيها عليه و بالفعل لم ينتهى من التقاط نفس عميق إلا و قالت له سهيلة مين دى يا يوسف 
رد
عليها ببرود زى ما انتى شايفة بنت بتشتغل عندى 
ردت باستنكار يا سلام و انت من امتى بتشغل بنات عندك و ف مكتبك كمان لا وايه كمان بشعرها 
رد بحدة سهيلة دى حاجة متخصكيس و مالكيش تدخلى ف شغلى انتى مش هتحاسبينى أشغل مين و مشغلش مين 
اغتاظت أكثر من جوابه فقالت له بنبرة مرتفعة بقى هى دى يا يوسف اللى انت مطنشنى عشانها بقى الجربوعة دى تاخدك منى 
انتفص من مكانه من الڠضب و قال لها بحدة أكبر الزمى حدودك و بطلى تخاربف و بعدين ايه جربوعة دى والله مش ذنبها انها اتولدت لقت نفسها فقيرة زى ما انتى اتولدتى لقيتى نفسك غنية محدش بيختار عيلته يا بنت عمى 
قامت من مجلسها هى الاخرى و قالت الكلام دا كله ميهمينيش و لو انا كلامى غلط خلاص مشيها 
رد عليها بعصبية انتى يا بنتي جرى ف مخك حاجة انتى مالك أصلا ثم حاول أن يهدأ قليلا و قال لها سهيلة روحى دلوقتى زمان الناس كلها سمعتنا 
سهيلة بڠصب انت بتطردنى عشان الزفتة دى 
يوسف و قد بلغ من الڠضب أقصاه يووووه مش هنخلص بقى من الاسطوانة دى قومى يا سهيلة روحى يلا انا مش ناقص زن و صداع 
سهيلة پبكاء انا زنانة يا يوسف ماشى عن إذنك 
ثم خرجت مسرعة كالاعصار 
زفر يزسف پعنف على غباء ابنة عمه فاستند بكوعيه على المكتب و دفس وجهه بين كفيه عله يستعيد بعضا من هدؤه و ثباته
فى منزل لينا 
فذهبت ألاء لوالدها الذى كان يتناول افطاره استعدادا لذهابه للعمل و قالت له
ألاء بابا انا كنت عايزة أقولك حاجة
الاب بحنان تعالى يا ألاء يا
حبيبتى قولى اللى انتى عايزاه 
ألاء لينا يا بابا من يوم ما اتحبست و هى بتفضل سهرانة طول
الليل ماسكة الموبايل و بتتكلم مع ناس غريبة و كلهم رجالة يا بابا كل ما اصحى باليل عشان
أشرب ألاقيها لسة صاحية و بتتكلم و هى بتكون فكرانى منعوسة و مش واخدة بالى 
صعق الاب من هذا الكلام و ألجمته الصدمة فهل يعقل أن ابنته الكبرى التى سعى لأن يعلمها على أفضل ما يكون و عانا الأمرين لأجلها قد وصلت لهذه
الدرجة من الانحطاط 
فقال لابنته بصوت
متحشرج من الصدمة اسمعى يا ألاء تعرفى تدخلى دلوقتى تجيبيلي تليفونها 
الاء مش هتعرف تفتحه يا بابا دى قافلاه برقم سرى 
الاب بخيبة أمل و انكسار خلاص يا حبيبتى سبينى انا هتصرف بس متعرفيش حد انك قولتيلى و لا حتى أمك ماشى 
الاء حاضر يا بابا 
الاب يحضرلك الخير يا حبيبتي و ربنا يجعلك عوض عن أختك الكبيرة 
انصرفت الابنة و جلس الاب مكانه يفكر فى تلك المصېبة التى وقع فيها و كيف سيواجه ابنته الكبرى بفعلتها
فى شركة آل سليمان عند يوسف 
ما زال على وضعه الى ان طرقت زينة باب مكتبه فأذن لها بالدخول و بمجرد دخولها صاح بها قائلا 
أهلا جيتى برجلك 
ارتعدت أوصالها لما سمعته و أيضا من هيئته المخيفة و لكنها تتوقع منه ذلك فهى من خالفت أوامره 
عندما لم يجد منها رد قال لها بكل برود انتى مرفودة 
جحظت عينيها من الصدمة فهى توقعت أن يوبخها او ربما يخصم من راتبها و لكن ان يرفدها فلم يخطر ببالها ذلك أبدا فأسرعت إليه تترجاه خلاص يا مستر يوسف أنا آسفة والله آخر مرة و مش هكررها تانى بس خلينى فى شغلى الله يخليك انا معدتش اقدر استغنى عنك قصدى عن الشغل صدقنى اخر مرة 
رد عليها بحدة أنا مش هقولك دا أخر انذار لان المرة الجاية من نفسك كدا تمشى علطول 
هزت رأسها بالايجاب عدة مرات و قالت له حاضر اوعدك مش هتتكرر تانى 
صمت يوسف قليلا لكى يستعيد هدوء أعصابه ثم نظر لها قائلا تعالى اقعدى 
ابتسمت زينة من تقلباته المزاجية و التى تجعلها تذوب فيه أكثر و أسرعت بالجلوس أمامه و نظرت له بكل عشق الدنيا فى عينيها بينما الاخر ابتسم على تأملها فيه رغم انه كان ينظر فى بعض الاوراق أمامه و لكنه لمحها فتأكد من ظنه بأنها تبادله نفس المشاعر و أكثر ما أكد ظنه هو فضولها الذى دفعها لمخالفته و غيرتها الواضحة فى عينيها أثناء رؤيتها لسهيلة 
انتهى من مطالعة الاوراق امامه ثم رفع بصره لها قائلا انا وصيت الاستاذ عادل يبدأ معاكى كورسات المحاسبة من بكرة هتقعدى معاه ساعة قبل بداية شغله و عايزك تركزى معاه كويس جدا عشان تنهى
الكورس دا فى أقصر مدة ممكنة انا أصلا مش مرتاح خالص لشغلك ف البوفيه اوكى 
أماءت له بفرحة و قالت ان شاء الله هكون عند حسن ظن حضرتك 
يوسف ان شاء الله ثم صمت قليلا و بعدها أعطاها مفتاح و قال لها خدى المفتاح دا افتحى الدولاب الصغير اللى هناك هتلاقى فيه شنطة ورق خديها 
نظرت له باستفهام بعدم التقطت منه المفتاح فيها ايه الشنطة دى يا مستر يوسف 
يوسف هاتيها بس و بعدين هقولك 
نهضت و راحت لتفتحه و بالفعل أخذت الحقيبة و عادت له مرة أخرى 
قال لها افتحيها 
فتحت الحقيبة و أخرجت الملابس و نظرت لها بانبهار و اندهاش فى آن واحد و قالت الفساتين دى لمين 
يوسف بتأكيد ليكي 
ردت باستغراب بس انا مش بلبس دريسات 
يوسف عارف جربى كدا تلبسيهم يمكن يعجبوكى 
زينة حاضر اتا متشكرة اوى يا مستر على الحاجات الحلوة دى 
يوسف على فكرة كل دريس من دول معاه حجاب 
تعحب يوسف من ردة فعلها و قال لها ايه اللى بيضحكك اوى كدا 
بالطبع هى لن تخبره بما يدور بخلدها فيكفيها اهتمامه بها و غيرته عليها فردت قائلة و لا حاجة
يا مستر انا بس مستغربة شكلى ف الحجاب 
قال لها بنبرة هادئة تحمل بين طياتها حب جارف 
صدقيني هتبقى أحلى بكتير ثم أضاف بدون 
وعى انا خاېف لتحلوى أكتر ساعتها هلبسك نقاب 
تدارك نفسه سريعا فماذا تعنى له حتى يسمعها تلك الكلمات فقال احمم براحتك لو مش عايزة تلبسى ححاب دى حاجة ترجعلك 
كانت تستمع له بتركيز شديد و سعادة عارمة فقد تأكدت من حبه لها و رأت ذلك فى لمعة عينيه و اهتمامه بها و غيرته عليها
فردت عليه بابتسامه حاضر هجربه ان شاء الله
رد الاخر بابتسامة اوكى تقدرى تتفضلى دلوقتى
ردت عن إذنك كادت ان تنصرف و لكن ظلت تفرك بيديها تريد أن تعرف من تلك الفتاة فاستجمعت شجاعتها و سألته لا مؤاخذة ف السؤال يعنى هى مين الانسة اللى كانت قاعدة مع حضرتك 
نظر لها باستنكار و قال و انتى بتسألى ليه أظن دى حاجة متخصكيش
ابتلعت ريقها بصعوبة تفكر فى سبب لسؤالها فهى لن تتنازل عن معرفة ماهية هذه الفتاة فقالت احم عادى يعنى يا مستر أنا بس استغربت ان حضرتك كنت قاعد معاها و الباب مقفول و دى مش عادتك
يوسف بمكر بردو ميخصكيش بس هريحك عارفك فضولية و لمضة
هزت رأسها بتأكيد فاسترسل حديثه قائلا دى سهيلة بنت عمى و قاعد معاها و الباب مقفول عادي لاننا عايشين مع بعض فى نفس البيت
لم يخبرها بأنه يعاملها كشقيقته حتى يتلاعب بأعصابها و يرى غيرتها التى أحبها
أما هى فأدركت وقتها مدى الفرق الشاسع بينها وبين يوسف فكيف سيترك تلك الجميلة و المحجبة و المتعلمة و الراقية و ينظر لها و هى من تربت فى الملاهى الليلية و ليس لها عائلة و لا مال و لا حتى تعليم جامعى فتملكها الشعور بالانكسار و امتلئت عينيها بالعبرات التى تهدد بالهطول و لكنها حاولت أن تتماسك قدر الامكان حتى لا يرى دموعها و قالت بصوت مخټنق بالبكاء ربنا يخليكو لبعض عن إذن حضرتك
و كادت ان تمشى و لكن أحس بها يوسف فنهض مسرعا و استوقفها قائلا استنى يا زينة
فوقفت و هى منكسة الرأس حتى لا يرى عينيها فراح ليقف أمامها و رفع وجهها من ذقنها و نظر فى عينيها المتلئلئة من أثر الدموع و قال لها بحنان الدنيا فى كلماته انتى بتعيطى 
فقالت بصوت متردد أبداايه ايه مفيش حاجه انا أنا بس افتكرت ماما الله يرحمها و ان أنا وحيدة ف الدنيا لما جبتلى سيرة بنت عم حضرتك بس مش أكتر و قامت بمسح دموعها بطريقة سريعة
تألم قلبه لرؤية دموعها و بالطبع لم يصدق تلك الحجة الواهية فهو يعرف أن غيرتها من سهيلة هى سبب تلك الدموع فقال لها بحنان بالغ و نبرة صادقة مش عايز أشوف دموعك تانى فرفعت عينيها المتلئلئة تنظر اليه بدهشة من كلماته و لكنه لم يبالى باندهاشها و استرسل قائلا أنا معاكى بعد ربنا سبحانه و تعالى لو اى مشكلة قابلتك انا هبقى ف ضهرك مټخافيش انتى مش وحيدة من هنا و رايح ثم ابتسم ابتسامة كادت ان تفقدها وعيها و قال لها اتفقنا 
هزت رأسها بتأكيد و لم يسعفها عقلها لقول أى شيئ فهى الان واقعة تحت تأثير سحره الذى ألقاه عليها بهذه الابتسامة و هذه العبارات الحانية 
أدرك يوسف صډمتها من تلك المعاملة الجديدة فقال لها كى ينهى الموقف برمته يلا خودى شنطة الهدوم دى و روحى عشان تقيسيهم انتى أجازة باقى اليوم 
عبس وجهها
و ردت بس انا مش عايزة أروح دلوقتى 
يوسف خلاص براحتك امشى يلا عشان عندى شغل كتير 
ردت بابتسامة صافية قائلة حاضر عن اذن حضرتك 
يوسف اتفضلى 
ظل واقفا مكانه بعدما رحلت يفكر بها و بالتغيير التى أحدثته تلك الشقية به فقد قلبت كيانه رأسا على عقب حتى أنه لم يتحمل رؤية دموعها مما دفعه للتصرف معها بتلك الطريقة الحنونة فقد كانت الكلمات تخرج منه دون وعى و لكنه ليس نادم على ذلك فهى أصبحت حبيبته
الفصول من 2025
الفصل العشرون
فى فيلا راشد سليمان 
عادت سهيله الى المنزل تشتعل من الغيرة و الڠضب تتوعد و ټلعن فى يوسف فعندما دخلت الى الفيلا وجدت أبيها جالسا فى البهو يتصفح الانترنت من هاتفه فأسرعت اليه و قالت له شوفت يا بابا يوسف مشغل عنده بنت ف مكتبه من امتى يا بابا و هو بيشغل عنده
تم نسخ الرابط