رواية بقلم وسام الاشقر
المحتويات
الشقة الفخمة كيف لها ان تأمن لرجل غريب وتدخله معها بمكان مغلق
بعد مرور لحظات شعر بحركة صادرة خلفة ليشاهد رجل بملابس بيتية في آواخر العقد الخمسين مستندا على عكازه يملأ الشيب شعره والتجاعيد وجهه يسير بصعوبة فيستقيم شادي بتوتر عالي متعرق الجبهة لا يعرف كيف يعرف نفسه له ليجد الرجل يقول بحبور أهلا وسهلا أهلا شرفتنا يابني
ظل شادي واقفا لا يعلم السبب ليقول رضا بجدية غريبة اقعد يابني عايز أتكلم معاك شوية
ليجلس شادي لايعلم لما الفضول يأخذه لمعرفة خباياها فيسمع رضا يقول شكرا يابني على اللي عملته مع بنتي هي حكتلي انك أنقذتها من شريف انهارده
ليقول شادي باهتمام هو حضرتك تعرف العيل
اللي اټهجم عليها ومدام عارفه مابلغتوش البوليس ليه
رضا بحزن للأسف العيل ده يبقى ابن اخويا الوحيد ومش حابب أضر مستقبله أنا هكلم والده
طيب كنت حابب انبه حضرتك انها لما أنقذتها فضلت فترة مش مستوعبة اللي حوليها ومكنتش مركزة ليجد رضا يهز رأسه كأنه ليس غريب عليه ما قصه عنها
ليقول مندفعا لا وعلى أيه أنا مروح على البيت مافيش داعي
ليقول رضا بصرامة على الأقل اغسل وشك يابني المترب ده
فيخضع شادي لالحاحه يشعر ببعض الغموض الذي يحيط بهذه الأسرة
جميلة هي الدنيا تلمع كبريق الماس ټخطف الأنفاس والروح تحارب للوصول إليها وامتلاكها حتى تكون بقبضتك المغلقة لتشدد عليها خوفا من هروبها
وقفت بفستانها الأبيض الكبير ذو الطبقات من التل والجوبير المرصع
بالماسات مكشوف الكتفين والصدر ليظهر الكثير من بشرتها البيضاء الحليبية يزين رأسها تاجا فضيا مرصعا بالماسات ينتهي من الخلف بطرحة زفافها الطويلة التي تلفها حول معصمها مع شعرها المرفوع اعلى رأسها ليظهر رقبتها بإغراء مثير
يجري يبحث عن هاتفه ليتصل بأخيه ويقول بړعب
يامن بإنتقاضة في ايه ايه اللي حصل هببت ايه الله يخربيتك
مش وقته غزل هتروح منيقالها يوسف بصړاخ
فيستقيم يامن يحاول ارتداء ملابسه يقول يوسف اسمعني كويس تروح بيها علي دي اقرب مستشفى ليك عربية الإسعاف هتتأخر وأنا هتصل بالمستشفى أبلغهم بوصولك وأنا جاي حالا
يدخل بها من باب الطوارئ محمولة بين ذراعيه مغرقة إياه بدمائها لېصرخ بهم حد يلحقها هتروح مني
ينتشلها احد الأطباء من يده ويساعده احدي الممرضات في وضعها على الفراش المتحرك ليسمع صوت الطبيب يقول جهزوا العمليات الحالة ڼزفت ډم كتير
وعند استعداده للانصراف وجد من يتشبث بذراعه يقول هتبقى كويسة
تقرب ايه للحالة
يوسف بدموع جوزها
يجرى بين اروقة المستشفى يبحث عنه فتقع عينيه عليه يجلس على احد المقاعد يضع رأسه بين يديه ليقول لاهثا ايه اللي حصل يايوسف غزل مالها
يرفع عينه بإرهاق
يقول هي جوه في العمليات الدكتور بيقول ڼزفت ډم كتير
ليندهش يامن من حديثه ڼزيف !!! هو أنا عملت ايه بالضبط فهمني اوعى تكون اتغابيت معاها و و
لم يستطع يامن توضيح كلامه اكثر من ذلك لقد أخذت أفكاره اتجاها اخر غير الحقيقة
فيتفاجأ پبكاء يوسف وانهياره فيجلس بجواره يربت فوق ظهره ليسمعه يقول
طلعت خاېنة يا يامن طلعت خاېنة وأنا اللي صدقت برائتها وطلعت مغفل
ليصدم من حديث أخيه الغير مفهوم فينهره ايه اللي انت بتقوله ده انت ازاي تتهمها بحاجة زي دي ! انت اټجننت فيسمعه يقص عليه ماحدث بينهما بعيون جاحظة لينتفض صارخا بوجهه انت اټجننت ازاي واحد متعلم زيك يستعجل في الحكم بالشكل ده سيبت
ايه للجهلة ده الجاهل مايعملش كدة ازاي تشك فيها
لېصرخ يوسف بانفعال قولتلك ماطلعتش بنت عايزني أتأكد ازاي اكتر من كده !
ليقطع حديثهم خروج الطبيب منفعلا بوجه غاضب فيقترب منه يامن بلهفة طمني عليها هي كويسة
أنت تقرب ايه للحالة اللي جوه
أنا الدكتور يامن اللي كلمك الدكتورحسام عشان تستقبلوا الحالة وأكون ابن عمها
الطبيب بعملية الحالة اللي جوه وصلت مضړوبة ضړب مپرح ولازم يتعمل محضر بالكلام ده ده أولا ثانيا الحالة لما دخلت اتبلغت ان جوزها اللي جايبها ولما كشفت عليها دكتورة النسا لقيناها عذراء تبقى متجوزة ازاي !
ليصدح صوت يوسف پصدمة لا يعلم سببها هل سعادة لبراءتها أم حزن على ماصدر منه أنت بتقول أيه انت متأكد من
اللي بتقوله ده
ينظر له الطبيب بارتياب بسبب الډماء التي تلطخ ملابسه مين حضرتك
يامن محاولا تهدئة الوضع ده يبقى جوزها
فيمرر الطبيب نظره بينهما بضيق حيث فهم الأمر ويقول انت اللي عملت فيها كده عموما !!!!يادكتور يامن احنا هنكتب تقرير بالحالة عشان حق المړيضة مايروحش ثم يوجه حديثه ليوسف المصډوم بقرف يقول وأنت !!! دكتورة النسا اللي كشفت عليها تبقى تروحلها اكيد فاهم ليه طبعا عن اذنكم
يتركهما وهو يسب ويلعن في امثاله من الجاهلين
ليلتفت له يامن پغضب سمعت يابيه بودانك طبعا لو أنا اللي كنت قولتلك كنت كدبتني وصدقت نفسك وشكوك بس أنت عمرك ماهتتغير هتفضل ټأذي اللي حوليلك زي الدبة اللي بتقتل صاحبها يوسف !!! ده اخر كلام عندي انت وغزل ماتنفعوش لبعض سيبها لحالها لانك بقربك ليها هتدمرها
يوسف بشعور مختلط لايعلم أيسعد لبراءتها ام يحزن لظلمه لها لقد كاد ان ېقتلها بتهوره ليقول يوسف مش مهم اللي انت قولته ده أنا كل اللي يهمني انها طلعت بريئة مش خاېنة مش خاېنة يايامن
انت فاكر انك بعد اللي صدر منك هي هتقبل تبص في وشك حتى
ليمسك يوسف أخيه من مقدمة قميصة يقول بين اسنانه يااخي ارحمني هو أنا مش اخوك حس بيا والمصېبة اللي أنا فيها سبني افكر هحلها ازاي !
فيشعرا بفتح باب العمليات ليشاهدا خروجها على الفراش المتنقل ليجري كلاهما عليها يقول يوسف بتوسل غزل غزل حبيبتي ردي عليا ياقلب يوسف هي مابتردش ليه
لتقول الممرضة هي تحت تأثير المخدر شوية وهتفوق احنا هننقلها غرفتها وشوية الدكتور هيجي يطمن عليها
ليتحرك الفراش بها ويختفي تحت أنظاره النادمة خلف غرفتها
يسير بأروقة الشركة بضيق حاملا بعض الملفات لقد اصبح حمل العمل على عاتقه بعد انشغال يوسف مدة طويلة لتجهيز الزفاف ومدة شهر العسل كفيلة ان تفقده أعصابه فيما بعد ليرفع نظره ليراها من بعيد تودع محمد وتهم بالانصراف فيجد نفسه يهرول للحاق بها قبل دخولها المصعد ولكنه فشل في اللحاق بها ليقف منفصلا عن العالم للحظات ينظر للفراغ بعيون مفتوحة لإيجاد إجابة للسؤال الذي دار بعقله لما كان ملهوفا لايقافها والحديث معها ليحك رأسه بغباء ويعود متجها لمكتب محمد
السلام عليكم ممكن ادخل قالها شادي بعد ان دخل وجلس أمام المذهول من تصرفه ليبتسم محمد
هو انت بتستأذن بعد مابتقعد هههه عموما ياسيدي اتفضل
شادي بحرج معلش يامحمد مش مركز شوية انت اخبارك ايه هتجوز انت وسوزان امتى
محمد بضيق والله ياشادي مش عارف في حبة حاجات لسه معطلانا
ربنا يكملكم على خير قولي أنا لمحت حد كان عندك من شوية !!!!
محمد وهو مشغول بالحاسوب اه دي سمية انت شفتها في خطوبة تقى كانت غزل سايبة معايا راتبها وجت تاخذه عشان هي اجازة اليومين دول بسبب الاختبارات
هي شغالة عندكم بقالها كتير
محمد بتعجب من حديثه سمية!!!! مين قال ان سمية شغالة عندنا صديقة العيلة مش شغالة عندنا
شادي مش فاهم الحقيقة ترابطكم معاها في شئ غريب أنا مش فاهمه
محمد بانتباه سمية دي واحدة من الأسرة والدها الحاج رضا كان صديق والدي الله يرحمه من زمان وسمية كانت بتيجي واحنا صغيرين تلعب معانا ليلاحظ اهتمام شادي بالحديث وتعجبه من كلامه ليكمل ويقول شوف قصة سمية قصة طويلة وقصة مأساوية حابب تسمعها
ليهز شادي رأسه باهتمام
فيقول محمد وهو يلاعب قلمه الحاج رضا صديق والدي تاجر مصنع خشب كبير وكان شريكه
اخوه كان ميسور
الحال جدا لحد ما فيوم اكتشف تلاعب من اخوه واټخانق معاه بعدها اخوه زور أوراق بان رضا باع له نصيبه سمية ماسكتتش هددت انها تطعن بالتزوير جه عمها ساومها وقال تأخذ نصيبها لو اتجوزت ابنه شريف
شادي باهتمام ووافقت
لا طبعا وده اللي سبب اللي حصل بعد كده فيوم عم رضا وسمية ومراته كانوا راجعين من فرح طلع عربية نقل قدامهم خلت العربية اتقلبت اكتر من مرة ومافيش حد خرج سليم منها وللأسف توفت الحاجة وسمية هي اكتر حد اتأذى في الحاډث فضلت تقريبا مدة بين العمليات وتركيب مسامير وشرائح في أيدها ورجلها والعلاج الطبيعي مدة
كبيرة بتعاني لدرجة ان عم رضا باع كل حاجة عشان علاجها الا شقتهم الا هي باسم سمية رفض يبيعها
يظهر التأثر على شادي الان وضح الأمر أمامه ليقول يعنى تقصد تقول ان الحاډث مدبر !!!!
طبعا
ليجلي شادي صوته يقول أنا فعلا استغربت من
مستوي عيشتها ومعاملتكم انها واحده منكم محمد ماهي فعلا واحده مننا
شادي شكرا يامحمد انت كده قطعت عليا نص الطريق
امام العنايه المركز يقف بملابسه الممتلئه بدمائها مستندا علي زجاج الغرفه براسه شارد في ملامحها التي اختفت تحت اثر الكدمات يصل بجسدها الكثير من الأسلاك فيجد من يربت علي كتفهويقول كفايه يايوسف وقفتك كده ملهاش لازمه روح غير هدومك وكمان احنا لازم نبلغ عمي لان شكل موضوعها هيطول يوسف باندفاع لا ماتقولش لعمي ممكن يجراله حاجه أحنا انا هتصل بيه أقوله اننا سافرنا اه سافرنا في أي حته وكده كده هو كان مسافر عشان اللي انت عارفه ماشي يامن اتفقنا مش هنقوله لحد ما تقوم غزل بالسلامه يامن بحيره مش عارف اقولك ايه بس هقوله انك سافرت بس بشرط تروح تغير هدومك دي يلا روح
يوسف حاضر حاضر هسمع الكلام
فينصرف يوسف بسرعه ويترك يامن خلفه شاردا
يقف منتظرا امام باب الجامعه علي رؤيتها لا يعلم عدد المرات التي وقف فيها منتظرا ليراها تشرق من باب الحامعه تسير بخجل بملابسها الفضفاضة وحجابها يزين رأسها اخر ما كان يتوقع ان يقع في حب فتاه محجبه يقطع تفكيره اقتراب
شاب عشريني منها في بادئ الامر اعتقد انه شخص سمج يعاكسها الا ان وقفتها له وتحدثها معه جعلته ييقن انها تعرفه ليقبض علي مقود السياره بشده منتظرا
متابعة القراءة