خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


ما ينقلوها أوضة عادية ولو احتجتوا حاجة انا موجود وهتلاقيني في مكتبي
اومأت له بامتنان وتساءلت وهي تكفكف دمعاتها 
بس انا متشرفتش مك
أبتسم بسمة عابرة وعرف عن ذاته وهو يعدل من وضع نظارته الطبية 
أنا دكتور نضال توفيق
اهلا بحضرتك انا سعاد العشري
هز رأسه بمجاملة وببسمة عملية غادر ليباشر عمله تاركها تحاول أن تتمالك اعصابها كي تهون على رهف وتواسيها في خسارتها

مرور ساعات الصباح الأولى التي قضتهم صاة الفيروزتان في جلسة علاج مع طبيبها النفسي الذي كان يسعى جاهدا أن يحفزها على الصمود ويساعدها كي تغير مسار أفكارها وأولوياتها.
فكانت تشعر براحة عارمة في كل مرة عن ما ها. حتى انها تعودت أن تذهب دون أبيها وقررت أن تعتمد على ذاتها فقرار التغير نابع من ذاتها ولابد أن تتحمل تبعاته وحدها
أما هو فكان ينتظرها بلا كلل أسفل بناية الطبيب وعندما أتت لموضع السيارة وصعدت بجانبه تساءل بنبرة مهتمة 
إيه الأخبار طمنيني
هزت رأسها ببسمة واسعة وأخبرته وهي تجلس بزاوية المقعد بمواجهته 
كله تمام ...مقدرش اقولك ببقى مرتاحة أد ايه ما باجي هنا وبيبقى عندي طاقة إيجابية تكفي العالم كله
بادلها بسمتها وعقب بتحفيز 
طب ياريت بقى نوفر الطاقة الإيجابية الجميلة دي للمذاكرة علشان خلاص الأمتحانات على الأبواب
أجابته هي بنبرة مفعمة بلأمل 
انا فاتني كتير بصراحة بس هحاول أعوض الأيام اللي جاية
اومأ لها وإن كاد يشعل موقد السيارة تساءلت بريبة 
هتوديني فين
رفع منكبيه وقال بإعتيادية 
هروحك...
نفت برأسها وأخبرته وهي تلملم خصلاتها خلف أذنها بخجل 
مش عايزة أروح...
لتتلجم لهنيهة تحت وطأة نظراته المتأهبة لباقي حديثها وتستأنف ها 
انا عايزة اروح معاك البيت
صدم من مطلبها وخيل له أنها تمزح ليس أكثر فمن المؤكد أنها ليست بتلك الوقاحة كي تقصد ما وصله ولذلك تدخل عقله و هدر قائلا بكامل صوته الأجش وبحدة أجفلتها 
بيت مين...أنت أك بتهرجي صح ...هو عادي كده تروحي مع أي حد بيته فوقي الله يخليك وقولي كلام منطقي انت بنت ناس وميصحش
شهقت بتفاجئ من ما استشفه بالخطأ من مطلبها وهدرت بغيظ تدافع عن ذاتها وهي ترفع سبابتها به 
انت بتقول إيه ... يظهر أنك أنت اللي اټجننت انا مكنش قصدي اللي وصلك كل الحكاية أن طمطم وحشتني وكنت عايزة أشوفها واقعد معاها و اتعرف على أختك ... بس يظهر أنك فسرت كلامي غلط وبجد ندمانة إني طلبت طلب غبي زي ده...واتفضل تقدر تروحني
قالت أخر جملة وهي تعتدل بجلستها وتشيح بنظراتها عنه مما جعله يزفر حانقا
ويلعن تسرعه ويعتذر قائلا 
أنا آسف..بس اصل انت ساعات بتعملي وبتقولي حاجات بتطير برج من عقلي ..يعني مينفعش تقولي لشاب هروح معاك البيت اك لازم يفهم غلط
نظرت له نظرة مطولة ثم قالت بنبرة معاتبة 
أنا عفوية ومش متعودة أفكر في الكلام ما اقوله ومش ذنبي أن تفكيرك رجعي
رجعي ده ابن اختك صح
رفعت حاجبيها تستغرب انه يمزح بينما هو كان يحاول أن يسخر من ذاته ليس منها فهنا تكمن نكبته فتلك الفوارق الطبقية بينهم
وطبيعة نشأتهم تجعل الكثير من الأمور لا تتوافق بينهم وهو كان يعلم ذلك جا ولذلك لم يتجرأ ويمنى نفسه بحلم يستحيل تحقيقه. نفض أفكاره المنطقية بعا وأجابها بقناعة تامة 
ميرال انا تفكيري مش رجعي انا اتربيت على كده في أصول الواحد مينفعش يتعداها
زفرت حانقة ثم قالت بكل ثقة 
محمد انت ليك منطق غريب بحاول استوعبه على أد ما اقدر بس أنا بع عن منطقك وبع عن الأصول وعن اللي أنت اتربيت عليه انا بثق فيك لدرجة إني أأمنك على حياتي كلها وعارفة ومتأكدة أنك مستحيل تأذيني او تخذلني ابدا.
اتوسلك كفى ... قلبي لم يعد يحتمل. ذلك ما صړخ به
عقله ولكن ما تفوه به كان 
هروحك
قالها وهو يجاهد كي يفر هاربا من فخ اها ويتصنع الثبات بينما هي 
تنهدت وهزت رأسها بطاعة حين شرع بالقيادة وأخذت تنظر عبر زجاج نافذتها للط بملامح مطة و اندثرت بها تلك اللمعة الشغوفة بفضله.
أما هو فكان يمسد جبهته بأبهامه وسبابته وعقله يخبره بمنطقية باحتة أن لا يجوز أن تتواجد بمنزله ويسمح لها أن ټقتحم حياته البسيطة لذلك الحد ولكن برر قلبه أنه يضخم الأمور فهي تود الذهاب من اجل ابنة شقيقته ولا مانع من زيارة عابرة لا ضرر منها وخاصة أنه محال أن ينفرد بها مع وجود شقيقته والصغيرة وعند تلك الفكرة وجد ذاته يضرب بقرارات عقله وبحدود منطقه عرض الحائط
وهمهم قائلا دون أن يح نظراته عن الط 
بتي البامية
استغربت سؤاله ونظرت له بطرف اها دون ان تجيب ليباشر هو حديثه بنبرة مشاكسة 
براحتك أصل البت شهد عليها طاجن بامية أنما أيه تاكلي صوابعك
وراه وياسلام بقى لو بالليمون ... بس ياخسارة مفيش نصيب وطلعتي مش بتيها
جاهدت كي تكبح بسمتها وقالت وهي تدعى الخصام 
بها واوي كمان بس يظهر أنك بخيل ومش عايز حد يشاركك في الطاجن
قهقه بقوة بتلك الضحكة الخشنة المفعمة بالرجولة التي تعبث بثباتها في كل مرة وتبث قشعريرة لذة بأوصالها وخاصة عندما صدر صوته الضاحك مشاكسا 
نبيهة بسم الله ما شاء الله عليك وبتفهميها وهي طايرة وبصراحة اه انا طفس واوي وحاسبي بقى لحسن جوعت على السيرة
عقدت حاجبيها وناوشته وهي تنكمش على ذاتها 
ايه هتتحول وتاكلني!
قهقه من جد وقال بغمزة عابثة من بندقيتاه 
متقلقيش مليش في الحلو.
نكست رأسها كي تخفي أشټعال ها من إطراءه المحسوس لها ولم تعقب فقط تبتسم وتنظر لكل شيء عداه بينما هو كان يشعر أن على حافة الهاوية وأن صموده بدأ يتلاشى شيء فشيء وجعلته يسير في درب من دروب الجنون فتصرفه ذلك لم يكن راضيا عنه ولكن ماذا يفعل أمام فتنتها وتأثيرها عليه. تنهة ثقيلة محملة بالكثير صدرت منه عندما تذكر شقيقته فبماذا رر تلك الزيارة المفاجأة يقسم أن أي شيء سيخبرها به لن يخيل عليها.
ليزفر بقوة وعو الله بسره أن يمر الأمر بسلام فهو لا يضمن ردود فعل شقيقته.
ترى هل ستت وتر بها أم ستجن كعادتها وتطردهم معا
التاسع عشر
ليس من الصعب أن تعثر على الحقيقة و لكن المشكلة الكبرى هي ألا تحاول الهروب منها إذا وجدتها
إتيان جلسوت
و
أن تخطو خطوة واحدة
لفت نظرها ذلك المغلف الكبير الموضوع أعلى الكمومود بجانب فطورها مدت ها تسه لتجد ورقة بخط ثريا تعتليه وتخبرها بها أن ذهبت للاطمئنان عن رهف وان ذلك المغلف يحتوي على إثبات حديثها
وعليها أن تطلع عليه
وبالفعل ذلك ما فعلته فقد فضت محتواه على الفراش وأخذت تتناول كل ورقة على حدى تمرر اها على محتواها واحدة تلو أخرى برويه ة و حينها تملكتها صدمة عارمة فقد وجدت فحوصات طبية م والدتها وتقارير توضح حالتها لا والأنكى أن يوجد تقرير موثوقة من طبيب نفسي يؤكد إصابتها بإكتئاب حاد بتاريخ مسبق لۏفاتها ة أشهر...
كل ذلك كان بمثابة انتفاضة لعقلها واختزال قوي لهواجسها البالية فبين ها دلائل قاطعة لا ت الشك مطلقا.
فقد وانهمرت دمعاتها البائسة وأخذت تهز رأسها وكأنها تدعم استيقاظ عقلها من
غفوته ومداهمته لها بتلك التساؤلات دون هوادة.
هل مقتها لهم كان هباء
هل حقا نواياهم نحوها كانت بريئة
هل تلك السة التي حقدت عليها طوال سنوات كانت ضحېة ظنونها وهواجسها الواهية
فهل تلوم ذاتها أم تلوم والدتها على قرارها المجحف الذي شتتها وجعل الشيطان يعبث برأسها لسنوات حقا كانت ضائعة تنهمر دمعاتها ب لا مثيل له فليس من اليسير عليها أن تقتنع
كون كل قناعتها السابقة بالية و كانت جميعها لا محل لها.
علمت منيامن أنها تركت منزلها وتقبع مع سعاد بمنزلها القديم لذلك تت إلى هناك كي تطمئن عليها ولكن عندما وصلت لهناك وطرقت على باب الشقة عدة مرات لم يأتيها جواب وحينها أحتل القلق قلبها وكادت تخرج الهاتف من حقيبتها كي تهاتفها ولكن صوت الحارس أنبهها 
الستسعاد مش هنا
خرجوا يعني
لأ يا ست هانم دول في اتشفى من ليلة إمبارح والست رهف كانت بعافية
لطمتثريا وتساءلت بجذع 
يالهوي...رهف...طب مستشفى ايه وانا أروحلها
أجابها الحارس 
والله يا ست هانم ما اعرف بس ست كريمة جارتهم اك عارفة علشان ابنها الدكتور هو اللي
وداهم هناك وحتى الولاد الصغار عندها
تعالى وصلني لشقتها
أومأ لها بطاعة واتبعها لهناك لتخبرها كريمة بكل شيء وتطمئنها على الأطفال أنهم بامانتها لحين عودتهم لتذهب ثريا ها للمشفى أن هاتفت يامن وأخبرته بتعب رهف لكن دون ذكر تفاصيل واوصته أن يترك عمله ويعود للمنزل كي ينوب عنها برعاية نادين فهي بحاجته الآن دون عن أي وقت سبق.
أما عن ذلك الساخط فقد كان يتعالى رنين هاتفه مرة مرة وفي كل مرة يتعمد أن لا يجيب مما جعلها تزفر حانقة وتصيح به 
يوووه تليفونك ده صدعني مش معقول كده ماترد يمكن حاجة ضروري
لوح حسن به وأخبرها ببسمة ماكرة وهو يتأمل رقم يامن الظاهر على شاشته يظن أنه يهاتفه كي يعتذر منه غافل كونه ير أن يعلمه بشأن زوجته ولكن الأخر كان الأمر أ ما يكون عن تفكيره لدرجة أنه ألقى بالهاتف على المقعد بجانبه دون أي أهمية لتجلس هى على ساقيه متسائلة بخبث كي تسبر أغواره 
مالك يا سونة انت من ساعة ما رجعنا وأنت مش طبيعي خالص معقول كل ده بسبب الشغل
تنهد بعمق وأخبرها وهو اعب وجنتها ببسمة باهتة كي يسايرها 
أنا عارف إني قطعت شهر العسل بس اوعدك هعوضك وهاخدك أي مكان تشاوري عليه بس كام يوم كده أخلص من مشاكل الشغل
أومأت له وقالت بدلال أنثوي ماكر وبنظرات معاتبة 
لما أشوف يا سونة أصلك بصراحة بقيت بتوعد ومبتوفيش
حقا أخر ما ينقصه هي فلم يستطيع مسايرتها أكثر لذلك
هدر متأفف 
يوووووه خلاص بقى يا منار أنا مخڼوق و مش ناقصك
تفاجأت من حدته الغير مبررة معها ولكنها تداركت الأمر بدهاء حين مالت عليه 
بس أنا ناقصاك يا سونة وعايزاك...وعندي استعداد انسيك كل اللي مضايقك
.
دفعته هي پعنف عندما زادت قسوته وتعدى حدود احتمالها وصړخت به 
انت اټجننت ايه اللي حصلك!
مرر ه بخصلاته بعصبية ما نظر المدمية وقال وبكل تبجح 
قولتلك مش في المود وأنت اللي اصريتي اتحملي بقى
جعدت حاجبيها من تبجحه وقالت بغيظ وبنبرة واثقة وهي ترفع سبابتها ب 
أنت أيه الأسلوب الغريب ده المفروض تعتذر على الأقل مش انا اللي اتعامل كده
واعمل حسابك أخر مرة هسمحلك تعاملني بالۏحشية دي
ذلك آخر ما قالته أن تتركه يستشيط ڠضبا من كل شيء حوله ويركل أحد المقاعد بقدمه وور حول نفسه وهو يشعر انه على حافة الجنون إلى أن تعالى رنين الهاتف مرة أخرى ليتناوله ويرد بنبرة متعجرفة خالية من أي لباقة 
عايز ايه انت كمان 
لهنيهة لم يأتيه رد حتى ظن أنه أغلق الخط ولكن الأخر كان يحاول تحجيم اعصابه قدر اتطاع فالغرض من مهاتفته هو إرضاء ضميره ليس أكثر لذلك قال
 

تم نسخ الرابط