خطايا بريئة بقلم ميرا كريم

موقع أيام نيوز


وهي تخرج لسانها له بحركة لطالما ذكرته بتلك الطفلة صاة الضفائر الطويلة ذاتها 
لتتسع بسمته شيء
فشيء ويشعر أن قلبه المولع بها زاد فيضه وأطاح بالباقي من عقله في سبيل ها.
يعني ايه رأيك
تنهدت واجابتها مترددة
معرفش
يا شهد حرام عليك بقالي ساعة بقنعك وبحكيلك عنه
يوه وانا اعمل ايه طيب هي الحاجات دي مبتجيش خبط لزق كده لازم تأني

طب هتتأني أد ايه علشان اطمن أبيه
انا صليت استخارة واللي في الخير يقدمه ربنا
لتتسأل ميرال بألحاح مستميت
يعني في أملمش كده
هو انت متعرفيش أن امل ماټت محروقة
قالها وهو يجلس على الاريكة بجوارها ما انتهى من ارتداء ملابسه ليستعد للمغادرة معهم شهقت هي ونكزته
يا حمود انت بتطني ليه ده بدل ما تحاول تقنعها معايا
يها براحتها يا ميرال دي حياتها وهي حرة فيها
طب انت ايه رأيك
انا معنديش مانع وشايفه حد محترم جدا واللي عجبني فيه أنه لا لف ولا دار ويعرف الأصول كويس رغم عيشته بره
تأففت شهد ونهضت تقول بتردد 
برضو انا لازم اخد وقتي أصل يعني عيشته مش زي عيشتنا ولازم برضو اشاور طمطم و أعرض الموضوع على حماتي
قالت ميرال رأيها
معتقدش أن طمطم هترفض هي متكرهش تشوفك مبسوطة 
وموضوع حماتك فأنا بصراحة مش شايفة داعي لده
لأ ازاي لازم اقدرها واحطها في الصورة مش هاخد بنتهم وادخل بيها لراجل غريب يبقى لازم تعرف وترضى كمان.
بس
قاطعها محمد بعقلانية
خلاص يا ميرال يها براحتها وتاخد الوقت اللي محتجاه
هزت رأسها بطاعة لتقول شهد وهي تهم وتخرج من الغرفة
انا هروح ألبس علشان
نلحق نشتري لوازم الفرح ده خلاص مفضلش غير كام يوم
لترجوها ميرال
بس بسرعة يا شهد
فور نطقها كان يضع كتفه حولها ها ويهمس 
يها براحتها متستعجلهاش علشان في وعد ناوي اخل بيه
شهقت هي وبرقت اها وهبت من جلستها مهرولة للخارج
لأ مفيناش من كده خديني معاك يا شهد
استنى يا حلو هقولك
نفت برأسها بة مما جعله
يقهقه على خجلها وتتعالى صوت ضحكاته لترفرف قلبها وتجعلها تتنهد وتقول بتنهة حارة و مسبلة وهي تضع ها موضع قلبها
يخربيت جمال ضحكتك
رغم حزنه ال على أبيه ولكن لم يطاوعه ضميره أن يغضب عليها كونها شهدت بالحق وكيف يفعل وهو ذاته كان لا يرضى بتضليله ولكن لا ينكر انه ېموت قهرا لم آل إليه حال ابيه وكم لعڼ ذلك الشيطان اللعېن الذي استغل ضعف نفسه أمام المال و اقحمه في ذلك المأزق اللعېن.
ففور أن تعافى بعض الشيء خرج من المشفى و جاء إليه وهاهو يجلس في غرفة الضابط اؤول ينتظر قدومه ما اخذ أذن بزيارته وفور دخول عبد الرحيم للغرفة تهللت اساريره وهرول ننحو و لده قائلا بفرحة عارمة
ولدي حمد الله على سلامتك يا نضر ابوك انت زين طمني
د حامد على عناقه وأخبره بملامح حزينة متهدلة ى
انا بجيت زين يا ابوي زين
هنا انس الضابط من الغرفة قائلا
طيب هك يا حامد مع ابوك بس عشر دقايق
مش اكتر
رد حامد ممتنا وهو يفصل عناق أبيه 
تشكر يا بيه
بينما نظر عبد الرحيم متمعنا به وكأنه يتأكد انه لم يهيأ له كون ولده أمامه وبخير ثم قال حامدا
حمد والشكر لله أنه ريح جلبي عليك يا ولدي
نظر له حامد نظرة مطولة جعلت عبد الرحيم ينكس رأسه حين سأله مؤنبا
ليه يا ابوي!
اجابه بخزي من نفسه
سامحني يا ولدي انا مدريتش بحالي من جهرتي عليك
ليستأنف عتابه
چوز بت عمتي كان ممكن ېموت من ورا عملتك المغفلجة دي
رد عبد الرحيم بحسرة وكأن لم يتعظ
ياريته كان ماټ وريحنا منيه بس الغريب بسبع ارواح
هز حامدرأسه بلا فائدة وتابع عتابه المضني وهو يه ليجلسه على الاريكة الجلدية التي خلفهم
واني كمان يا ابوي كنت ھموت لولا ستر ربنا كيف مفكرتش أن الړصاصة اللي صابتني كانت رصاصة رحمة علشان تفكرك إن ربنا مش غافل عن نواياك وعايزك تتوب وتتعظ لكن انت تنيتك على عنادك 
نكس عبد الرحيم رأسه واجابه
كنت را ارچع حجي في مال خيتي إحنا اولا بيه من الغريب ولما لجتيك غرجان في دمك مدرتش بحالي
المال كان هيغنيك عني وعن راحة بالك يا ابوي كنت هتبجى مرتاح لما تجتله وتحرج قلب امه ومرته عليه كنت هتحط جتتك كيف على فرشتك وتنعس يا ابوي من غير ما يوجعك ضميرك! ليه عملت إكده وهينت شيبتك وضيعت هيبتك يا ابوي
اني راضي بأيتها حاچة يا ولدي غير أن يصيبك سوء
بس اني كان نفسي تربي ولدي لما يجي وتنضره بيكبر جصاد عنيك
تقلصت معالم عبدالرحيم مستغربا والتمع به السؤال ليجيبه حامد
مرتي لة ياابوي 
هنا هب عبد الرحيم من جلسته وقال بضغينة دون أن يعير الخبر أي أهمية 
واه يبجى عشان إكده شهدت علي بكل وچباير ولها جوي جلبها وخلاها تشهد علي وتودرني
بلاش تظن السوء فيها يا ابوي هي خبرتني باللي حوصل وهي مظلمتكش يا ابوي هي جالت الحج وكل الخلج شهدت عليك حتى الغفير جال على اللي حوصل في التحجيجات
لولا هي سبجت مكنش حد فيهم اتچرأ وفتح خشمه كلالتهم هيعملولي ألف حساب
عشان خايفين منيك يا ابوي
ومن چبروتك لكن لما نطجت هي بالحج كل واحد چيت عليه واستجويت ردهالك
واه بكفياك انت جاي تجف جصادي عشان تنجرزني ولا ايه
ده بدل ما تچبلي محامي يطلعني منيها
تهدلت معالم حامد وقال بيأس من ذلك الكبرالذي مازال يسيطر على قلب أبيه
مش جصدي انجرزك ولا اجف جصادك إني بس حزنان عشان لساتك على عنادك و مكابرتك أطرق عبد الرحيم رأسه ولم يجيبه ليستأنف حامد
انا چبت محامي زين هيتولى كل حاچة وهدعيلك يا ابوي ربنا يهديك ويزيح عنك شيطانك 
قالها تزامنا مع دخول الضابط و أحد الأمناء الذين اعلنوا نهاية زيارته وإن الأمين على ه وبدأ في سه معه ليرجعه للس صدر قول عبد الرحيم بنبرة راجية اكثر منها متسائلة وه متعلقة على ولده
هتبجى تعاود تزورني يا ولدي ولا هتجاطعني
هعاود يا ابوي ومش ههملك واصل وهدعيلك ربنا يفك كربتك
ويرچعك لينا سالم
ربت عبد الرحيم على كتفه ثم دون حديث استجاب ل الامين له تارك ولده ينظر لآثاره بقلة حيلة وب دامعة متحسرة.
كانت في اجد تأخذ درس في تلاوة و تجو القرآن الكريم كما تعودت في المواظبة عليها سفرها تلك العطلة الصغيرة التي حظت بها مع والدها وعائلته في احد محافظات ال البحري و انتهائها وأثناء سيرها خارج اجد ودون أن تخرج من ساحته الواسعة لمحت شخص هيأ لها انها تعرفه يقوم مع مجموعة شباب مثله بأعمال
تطوعية تخص نظافة اجد. تجمدت بأرضها تستوعب كونه هو وكم استغربت هيئته المختلفة كل ال عن سابقتها استغفرت الله بسرها كونها اطالت النظر ثم التفتت كي تغادر ولكن اتاها صوته حين رأها و تقدم منها دون النظر لها مباشرتا
ازيك يا نغم
التفتت بمضض وردت بإقتضاب
الحمد لله يا فايز 
كادت أن تغادر ولكن فضولها دفعها لسؤاله بتحفظ
هو انت بتعمل ايه هنا 
اجابها فايز بفخر ظهر جلي في نبرته
انا انضميت للزملاء
في خدمة بيوت الله
هزت رأسها بتفهم وقالت بتحفظ
ربنا يجازيك خير اللي بتعمله ده من باب تعظيم حرمات ربنا وتعظيم شعائره وربنا سبحانه وتعالى قال ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
ابتسم بسمة صافية واخبرها وهو مطرق الرأس يتحاشى النظر لها
الحمد لله على نعمته ليتحمحم ويتسأل بتردد
كنت منقطعة من فترة طويلة يارب يكون المانع خير
استغربت سؤاله ولكنها أجابته بتحفظ
اه فعلا كنت مسافرة مع بابا اجازة البلد بس غريبة انت عرفت منين!
كنت بشوفك وانت مروحة من الدرس بتاع الحجة فاطمة اصل انا كمان بحفظ قرآن بقالي فترة ومواظب الحمد لله مع الشيخ خضر
هزت رأسها وكادت تعتذر وتغادر ولكن فضولها دفعها كي تسأله
ايه اللي غيرك كده انا مش مصدقة ان ده انت فايز اياه صا طارق ايري وضله اللي مكنش بيفارقه
أجابها بنبرة استشفت بها حزنه
يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء
وين طارق
اتوفى الله يرحمه ويسامحه
الله يرحمهاك زعلت عليه صح ده كان صاك اوي
مۏته دخلت في حالة اكتئاب لغاية ما ربنا جمعني ببعض الزملاء اللي و وني لط الصواب
ربنا يت منك عن اذنك لازم امشي
نغم هو ممكن اخد رقم والدك 
عقدت حاجبيها و سألته مستغربة
ليه مش فاهمة
ناولها هاتفه وطلب بأدب دون أن خل في تفاصيل
هتفهمي كل حاجة ين بس ممكن تسجليلي الرقم هنا علشان ميصحش وقفتنا كده وآسف إني وقفتك بالطة دي
فعلت ما أراد وهي مرتبكة للغاية وإن انتهت هرولت مسرعة من أمامه مما جعله يبتسم على خجلها وعوا الله أن يرزقه وصالها في الحلال.
واه بكفياك يا جلب جمر 
قالتها ب دامعة وبنبرة مواسية وهي تمسد على رأسه انودة على حجرها بحنو ليضيف هو بدمعات حاړقة
مش هاين علي اشوفه إكده يا جمر جلبي كان بيتجطع جطيع عليه واللي جاهرني اكتر إن المحامي هيجول أن عجوبته مش هتجل عن خمستاشر سنة
شهقت قمر ا نادمة
يامري يامري ياريت كان لساني انجطع إني السبب
اعتدل بجلسته وقال وهو يمرر كف ه على ه
انت جولتي الحج وما افترتيش عليه وين هو اللي ودر حاله لحاله
نكست رأسها وتسائلت بتقريع ضمير
يعني أنت مش عاتب علي يا حامد
أجابها بثقة 
جولتلك لع يا جلب حامد الساكت عن الحج شيطان اخرس
وإني لو عندي شك واحد أن ابوي مظلوم كنت مش بس عتبت عليك كنت جصيت لسانك كمان
هزت رأسها بتفهم وردت دون مجادلة
وجتها كان حجك تعمل فيا اللي انت راه بس يعلم ربنا أني مظلمتهوش ولساني نطج من جهرتي وحرجتي عليك
خابر زين يا ة جلبي وخابر كمان ان جواك كيف اللبن الحليب مهيعرفش اللوع
حانت منها بسمة عاشقة ممتنة لثقته المتناهية بها ثم رفعت رأسها و تسائلت بأهتمام
طب وايه العمل مينفعش چوز نادين يتنازل او
نشوف طريجة تهون الحكم عليه. 
تنهد تنهة مثقلة ثم اجابها بملامح متهدلة
لولا ستر ربنا الحكومة ملجتش اللي طخني وابوي مچبش سيرته واتجت ضد مجهول و المحامي هيجول أن الجضية التانية طالما چناية واتحولت للمحكمة مهينفعش تنازل وحتى لو غير اجواله مبجاش ينفع مع شهادة أهل البلد يعني خلاص ملهاش مخرج وابوي هيتحكم عليه يجضي الباجي من عمره بع عننا
كان يتحدث بنبرة حزينة مغلفة بالأسى قطعت نياط قلبها ه تخفي دمعاتها كي لاتزها عليه وكأنها تود أن تتقاسم معه ما يشعر فليس هين عليها رؤيته على ذلك الحال فقلبها يأن مثل قلبه وضميرها ينهش بها ولكن ليس لما اقدمت عليه بل من أجل حزن زا.
مر يومان على رقدته ومن حينها وهي لم تفارق موضعها هي واطفالها كي تطمئن عليه و اول شيء رأه حين فتح اه كانت هي ببسمتها المعهودة التي ذكرته بذلك الربيع الذي كان يهفهف على قلبه ها رمش عدة مرات يود أن يتأكد كونه لم يهيأ
 

تم نسخ الرابط