خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
بقلب منهك ذاق الخذلان على ها
أنت فعلا لعڼة...أنا كنت بك وكنت فاكرة أننا هنكمل بعض وأن قلبك هيبقى عليا بس انت خذلتيني وبوظتي حياتي
قالتها بأنهيار تام وهي تجثو على ركبتيها على الأرض الترابية ودمعاتها تهطل كشلال مياهه لا تنضب وهي تخفي ها بكفوف ها...مما جعل الآخرى تؤاذر أنهيارها بأنهيار مماثل وتجثو مثلها مغمغمة بندم قاټل يفتك بها
ليبك وهقوله على كل حاجة وهو اك هيصدقني
نفت ميرال برأسها وقالت بيأس من بين شهقاتها
مش هيصدق...محمد دماغه ناشفة وكبريائه وعزة نفسه مش قابلة يكون للبنت اللي بيها علاقات يه... هو بيحاسبني على المبادئ والقيم وانا مليش ذنب يروح يحاسبهم هما يحاسب الست اللي رمتني ويحاسب ابويا اللي معندوش وقت ليا يروح يحاسب دعاء انها بتمثل دور مرات الأب اللي قلبها عليا قدام ابويا ومن وراه بتكهرهني ونفسها تخلص مني انا بشوف ده في يها وعارفة انها عمرها ما تني ولا حتى ت ابويا واتجوزته علشان طمعانه فيه بس انا كنت بسكت علشان شيفاه مرتاح...محمد بيحاسبني على حاجات انا معرفهاش ولا عمري اتعلمتها...وهو مقتنع أن في فوارق كتير بينا وعلشان كده مش هيصدقك...
هيصدق...لو راجل بجد زي ما بتقولي يبقى هيصدق وه ليك هيخليه يتخطى أي فوارق
اجابتها بيأس و بواحدة من تلك القناعات التي زرعها بها مالك قلبها
الراجل اللي بجد يا نادين بيغفر كل حاجة إلا ااس بكبريائه وعرضه وخصوصا
لو كان الموضوع يمس البنت اللي اخترها تشيل اسمه وتبقى أم ولاده.
انا خاېفة يا ميرال خاېفة... زي ما خسرتك زمان اخسر يامن أنا به يا ميرال...به وعارفة انه مستحيل هيسامحني
أنت لازم تقوليله الحقيقة ما الحيوان ده يعمل حاجة...لازم تتشجعي وتحكيله وطالما بيك هيقف في وشه ويه عنك
نادو اللي اعرفها قوية...وكنت بستقوى بيها زمان... قومي روحي لجوزك واي فيه بأك وسنانك ...ومتديش فرصة للكلب ده انه ېخرب حياتها ويخسرهولك
هزت رأسها بطاعة وقالت بندم حقيقي ودمعاتها تفر دون هوادة
حقك عليا أنا مدينة ليك بكتير يا ميرال ...انا مهما عملت مش هوفيك ومش هقدر اكفر عن ذنبي في حقك
هزت رأسها و دون تفكير كان وتكرر ف
سامحيني...
مسمحاك يا نادين ومصدقة انك ندمانة...
فصلت عناقها واخبرتها بړعب حقيقي
ميرال لو حصل أي حاجة اوعديني أنك تحكي كل حاجة ليامن لتخرج من جيبها بطاقة تعريف تخصه وتدسها بكفها راجية
ده رقمه خليه معاك
إن شاء الله مش هيحصل...وكل حاجة هتبقى احسن
يااااااارب
قالتها بتوسل صادق وبقلب ينتفض بړعب يخشى القادم
استمعت لكل شيء من موقعها ب غائمة متعاطفة وبالطبع لم تود أن تتدخل من أجل أن تترك كل منها تفض ما بجعبتها للأخرى وتصفو نفوسهم فقد ساعدت نادين للصعود للسيارة و هي تحفزها كي تصمد بينما ابتسمت لميرال بسمة متفهمة حين صعدت بجوار نادين و انطلقت بها عائدة لمنزلها...
مر عليها الليل بصعوبة بالغة فكان حديث ميرال يؤرق مضجعها ويجعلها تشعر أنه منثور بجمر مشتعل يحرقها...و تفكير عضال والكثير من جلد الذات ومع بداية يوم جد قررت أن تكفر عن ذلك الذنب الذي يؤرق ضميرها وبالفعل حصلت على عنوانه منها وهاهي برفقة نغم أمام باب شقته يطرقون عليه
لتباغتهم تلك المندفعة قائلة ما فتحت بابها
خير
تلعثمت هي بحرج
محمد موجود لو سمحتي!
شملتهم من رأسهم لأخمص أقدامهم وتشردقت
يا حلاوة...آه موجود اقوله مين
قوليله نادين الراوي
أومأت لها وغابت لدقائق ليظهر هو متوجسا
افندم....
ردت نادين وهي تنكس رأسها
أنا صاة ميرال واك سمعت عني
ظل صامت يستمع لها بنظرات جامدة حين استأنفت هي
عايزة اتكلم
معاك لو سمحت
مد ه عوهم للدخول لتتقدم هي ونغم في حضور شهد والصغيرة التي ركضت قائلة بعفوية
أنت صاة طنط ميرال طب هي مجاتش معاكم ليه دي وحشتني اوي هي لسة زعلانة من حمود
طمطم ادخلي أوضتك..
قالها هو بصرامةجعلت الصغيرة تنصاع له دون اعترض...لتتناوب نغم ونادين النظرات بينهم فيبدو أن ميرال لم تبالغ في وصفه فهو صارم وهيئته جدية للغاية مما اشعر نادين بأن مهمتها ليست بيسيرة على الإطلاق
لطفت شهد الأجواء
يا اهلا بريحة الايب اتفضلوا
تشربوا ايه
ولا أي حاجة شكرا لت نظراتها له وتطلب بحرج
ممكن اتكلم معاك على انفراد
تعلقت ه بها بنظرة جادة جامدة اشعرتها بالتدني وجعلتها تود لو تنشق الأرض وتها لتتدخل شهد عندما طال صمته
اه طبعا البيت بيتك يا قمر اتفضلي في أوضة الصالون
قالت جملتها الأخيرة وهي تحثه على بها أن يسايرها وبالفعل فعل...و كثير من الاعترافات المتتالية منها وإبداء ندمها ثار هو و چرح بها وانبها بقوة مما جعلها تهرع خارجة من شقته وهي تبكي وبالطبع نغم تلحق بها
أصرت نغم أن تقضي اليوم معها داخل منزلها وبالفعل إنصاعت لها فقد مر الوقت سريعا...وقررت العودة لمنزلها...لتصر عليها الآخرى أن توصلها ولكنها رفضت واخبرتها وهي تودعها انها ستكون بخير وستطمئنها فور وصولها... وما ان خرجت من البناية صعدت لسيارتها وانطلقت بها وهي تفكر أن ما فعلته هو الصواب ورغم تأنيب محمد لها الذي زاد شعورها بالخزي إلا أنها تعلم في قرارة نفسها انها تستحق ذلك بل اكثر بكثير كي تكفر عن أفعالها...
انتشلها رنين هاتفها لتنظر له نظرة خاطفة وتجد رقم ميرال يظهر على شاشته لتمرر إبهامها على شاشته وتجيبها عبر السماعة الخارجية أثناء قيادتها
الو
اتاها صوت ميرال المفعم بالأمل
نادين أنت فعلا روحتي ل محمد ولا شهد بتخرف
اجابتها نادين بعرفان
دي اقل حاجة اقدر اعملها علشانك هو اه چرح فيا وسمعني كلمتين بس مش مهم المهم أنه صدقني يا ميرال
بجد صدقك
لو مصدقنيش مكنش انفعل كده واصلا لو بيك هيبقى عايز يصدق...وهيقدر يتخطى أي فوارق...و واضح من حمئته ليك انه حد كويس يا ميرال وبيك بجد...
تنهد ميرال واجابتها متأملة
بتمنى يكون كلامك صح يا نادين
تنهدت نادين بقوة وكادت تستأنف حديثها ولكن نظرة خاطفة نحو مرآتها كانت كفيلة أن تلحظ سيارته التي تعرفها عن ظهر قلب تتبعها...لتشهق بقوة وتتعالى وتيرة انفاسها پخوف لتهتف ميرال
نادين روحتي فين!
اجابتها پذعر حقيقي وهي تز من سرعتها و تحاول أن تضلله
ميرال...عربية طارق ماشية ورايا...انا مړعوپة...
شهقت ميرال بقوة من الجانب الأخر وقالت بقلق
عارم
حاولي تهربي منه يا نادين ...واوعي توقفي العربية ولا تنزلي منها قوليلي أنت فين....
أنا في ط...
أما في الجانب الأخر كان ذلك المقيت يراقب تحركاتها بشكل مستتر حتى تحين له فرصة مناسبة وتكون بمفردها كي ينفذ مخططه وبالفعل وجد اللحظة المناسبة عندما انحرفت بسيارتها بأحد الطرق المختصرة التي نادرا ما يمر سيارات بها وكان هو بالمرصاد لها...
فقد صړخت بړعب حقيقي وهو يميل بسيارته يضيق حصاره عليها مستغل خواء الط كي يجعلها تتوقف ولكنها كانت تنفذ نصيحة ميرال وتحاول أن تتهرب منه ولكن في لمح البصر كان يسبق سيارتها و يتوقف بسيارته بتهور تام بعرض الط كي يعيق مسارها ليسقط الهاتف من موضعه وهي تتفادى الارتطام به و تضغط مكابح السيارة ببديهية وهي تشعر أن قلبها هو من توقف عن العمل وليس سيارتها ارتدت هي على آثار فعلتها حتى ان جبهتها اصطدمت بعجلة القيادة ونتج عنها چرح بسيط بجبتها لتتأوه وترفع
ها و تتحسس رأسها ثم بنظرات مشوشة مړتعبة جالت الط لعلها تجد أحد تستنجد به ولكن بلا جدوى فكان الط خاوي ومعتم بشكل م لتحاوط ذاتها تحاول جاهدة أن تتحكم برجفة ها و أن تتناول الهاتف من جد من تحت قدميها وتجيب تلك الصاړخة مها من الخط الآخر التي مازالت المكالمة جارية معها لمحته ي منها وه ينطلق منها شرار لا مثيل له...
لتصل ل ميرال ها صدى صرخاتها التي شقت هدوء الليل عبر الهاتف وانبأتها بحدوث أمر جلل يعقب تبعاتها.
الثامن والعشرون
ما كل ما يتمنى المرء ركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
المتنبي
عايز ايه مني يا طارق
اجابها في حقد وبنبرة تقطر بالوع وهو ي على ها بة من حد
أنت فكرك هتعرفي تخلصي مني بالسهولة دي يانادو... أنا بك ومستحيل هسمح للغبي ده ياخدك مني...
زمجرت بين ته وصړخت به
وعلشان كده عايز ټفضحني مش كده
جز على نواجذه وقال ببسمة متغطرسة تنم كونه ليس سوي بالمرة
يبقى توقعي بمحله والغبية
فهمت ولما تيها حذرتك!
ايوة قالتلي و كشفتك على حقيقتك وعرفت نواياك الخبيثة
حانت منه بسمة مخيفة وقال بهسيس متوعد أمام ها
طب طالما اللعب بقى على المكشوف... متستعجليش في الحكم
عليا علشان لسه هصدمك
انت عايز مني ايه تاني!! كفاية يا طارق انا اعتذرتلك وفهمتك كل حاجة علشان خاطر ربنا أخرج من حياتي
قالتها بصړاخ وهي تتلوى بين ه مما جعله يد اكثر على ها بغل ويقول بكل غرور وعنجهية
مش بمزاجك...والكلمة الأخيرة ليا أنا... وللأسف انا مش مقتنع ومش ه بالهزيمة...
نفت برأسها بهلع وحاولت دفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة ولكن ة ه كانت من حد على ها الذي ثناه لتوه خلف ظهرها ودون أي مقدمات اخرى كان يخرج من جيب بنطاله منديل ذو رائحة نفاذة ويكمم به أنفها تلوت هي بقوة وتشنج ها وهي تحاول أزاحة ه وحاولت تصرخ بكل صوتها ولكن كانت ة ه القاسېة كاتمة لها و عدة من محاولات بائسة منها تهدل ها وفقدت وعيها ما استطاع الظلام أن يسيطر عليها و يسها معه لدهاليز عتمته.
أما عن ذلك العاشق الذي ليس له ذنب سوى ه لها.
فقد غلبه شوقه وكان في تلك الأثناء في ط العودة للمنزل ما ترك عمله دون أن ينجزه على الأخير فقد اعتذر للمحامي عن إتمام الإجراءات وأخبره أنه سيستأنفها فيما على أمل أن يجلبها معه وينهي كل شيء بوجودها فقد حن ورق قلبه وشعر انه لا يطيق فراقها وقرر مفاجأتها بحضوره اليوم عوضا عن الغد حتى أنه تصنع انشغاله حين حاكته والدته كي لا يفتضح أمره.
ومضات عابرة لتلك الليلة جعلت بسمة حالمة تفترش ه فحقا فاجأته كثيرا حين أوصلته دون هوادة إلى حافة الهاوية...
مرر ه على ذقنه الحليقة دوما تباعا مع هز رأسه كي ينفض تلك الأفكار العابثة التي تكاد تفقده صوابه وتأجج مشاعره وتز من توقه لها فقد نظر نظرة خاطفة عبر المرآة لتلك الباقة الساحرة من الورود الذي احضرها ثم مد ه للمقعد بجانبه يت بأنامله تلك العلبة الضخمة المزينة بالستان الأبيض
متابعة القراءة