خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
و رفعت نظراتها له تطالعه عن بنظرة عاشقة أن تبشره
ربنا كرمنا وعوض صبرنا خير وهيزنا واحد...أني لة يا حامد
اتسعت ه وهمس بوه متسائلا
لة...لة...صوح ولا هتهزري معايا
لع صوح والحكيمة هي اللي جالتلي أني مكنتش واعية للي وكنت مفوضة أمري لله ومهرضاش اعشمك واعشم حالي من تاني بس ربنا كريم
دمعت ه فرحا ثم اتسعت بسمته
يا فرچ الله... يا فرچ الله أني مش مصدج ان ربنا هيعوض صبرنا واحتسابنا خير..خابرة أني جلبي مزجطط من الفرحة وكن حظ الدنيا كلاته ألتجيته واتكتب على اسمي
ربنا يفرح جلبك كمان وكمان يا جلب جمر
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش منيك واصل
أمن على دعائها وتسائل ها
ولا منيك يا ة جلبي جوليلي
فين ابوي وامي علشان افرحهم
خرجت من بين ه وهي تتحسر على فرحته التي ستعكر صفوها حين تخبره ثم تلعثمت مترددة
هجولك الحج ...ابوك الحكومة جبضت عليه عشان طخ جوز نادين اللي صابك
لتشجع ذاتها كي تقص عليه ما حدث وما شهدت به ضد أبيه ورغم ثقتها به ومعرفتها أنه لاي بتضليل الحق إلا أنها كادت ټموت ړعبة من ردة فعله
هجولك...
اسبوع مر على الجميع بصعوبة بالغة فمازال هو على حالة السكون التي عليها مما انفذ آخر ذرة تعقل بها فكل يوم تتسلل لغرفته وتجثو
بجوار فراشه تخبره بالكثير والكثير كي تخفف حمولة قلبها
وها هي تجلس بين أصدقائها الذين حضروا خصيصا كي يؤازروها في محنتها وقد اصط محمد ميرال إلى هناك ورافقتهم نغم وابيها الذي لم يرضى أن تذهب لحالها.
فكانوا يجلسون في تلك الغرفة التي أصرت البقاء بها داخل المشفى كي تجاوره. و كثيرا من الاحاديث المطولة بينهم و أن أفضت كل واحدة ما بجعبتها للأخرى كانت هي تسند رأسها على كتف نغم من جهة ومن الجهة الأخرى تت ميرال بها وتميل عليها بمؤازرة وكأن كل منهم تميل عل الأخرى كي تستمد القوة منها.
هايل مكنتش فاكر أنك هتقدري تنجزي كل ده في اسبوع بصراحة فاجأتيني
ردت وهي تمسد جبهتها منهكة
انت وثقت فيا وانا مكنتش حابة اعطلك اكتر من كده العمال كانوا بيشتغلوا ورديتين وبيسلموا بعض علشان ننجز
مش عارف اقولك ايه
متقولش حاجة يا دكتور غير لما تكمل واسلمهالك
تهادت بسمتة وخضراويتاه اخذت تشملها بنظرة نافذة لم تلحظها هي وكانت تعبث بحقيبتها حين صدح صوت أحد العمال قائلا
تأمري بأي حاجة يا بشمهندسة ما نمشي
خلصتوا يا توفيق
اه احنا شغلنا خلص بس النقاش لسه شغال هو والصنايعي بتاعه قدامه شوية
ردت وهي ملتهيه في حقيبتها
خلاص ماشي يا توفيق تقدروا تمشوا
طيب عن اذنك يا بشمهندسة
اتفضل
قالتها وهي تزفر يائسة ما لم تجد شيء يجدي بحقيبتها ليقول هو
طيب هنمشي ولا في حاجة تانية
لم تلتفت لصيغة الجمع الذي قصدها وردت
لأ خلاص تقدر تتفضل يا دكتور
انا هنزل اجيب حاجة من تحت و هستنى الفرش هيوصل كمان ساعة
تسأل باهتمام
هتجيبي ايه
مطت فمها بحرج واخبرته وهي تتهرب بنظراتها
ابدا بصراحة جعانة وكنت هجيب بسكوت من أي سوبر ماركت
طيب انا هستنى معاك و ممكن نطلب أكل
لأ انا مش ب الأكل الجاهز وكمان علشان هتغدى مع الولاد
طيب خليك هنزل انا
لأ ملوش لزوم تعطل نفسك معايا انا هنزل...
صمم بجدية وبنبرة لا ت النقاش عنادها
مينفعش ومتنسيش أننا في منطقة شعبية يعني ممكن حد يضايقك
تنهدت و وافقت وهي تشعر بالحرج منه وفي غضون دقائق كان قد أتى محملا أكياس عدة وزع بعض منها على العمال الذين لم ينتهوا من عملهم وقام بتسلميها باقي الاكياس بها لترمش هي مستغربة
ايه كل ده!
رفع منكبيه واجابها ببساطة
بسكوت
طالعت الأكياس التي بها لتجد انواع عدة من البسكويت والكيك
والشكولاتة بأنواعها
ده كتير اوي
مش كتير ولا حاجة...انا طلبت ليا انا والرجالة شاي من الكافتيريا اللي تحت وطلبتلك قهوة قولت اك محتجاها... ثواني والراجل هيطلعهم
كان هشها بأخلاقه ونخوته ورغم أن صراحته الزائدة و وضوحه يوترها إلا أنها حقا تشعر بالامتنان له كونه ساندها في مواقف عدة.
سرحتي في ايه يا بشمهندسة
قالها وهو يستند بخصره على احد الصناديق القريبة منها وقد لاحظ شرودها لتتلعثم هي بتوتر ملازم لها في حضرته
هاا...ابدا
طب اشربي قهوتك
قالها وهو يؤشر على الطاولة الصغيرة بجانبها وتقسم انها لم تنتبه متى جاء بها
لتتناول الكوب وترتشف منه القليل وتمنحه نظرة ممتنة عابرة لتجده يرتشف من كوب مشروبه المفضل متلذذا ليصدر سؤالها عفوي للغاية
انت فعلا مش بت القهوة
لأ عمري ما يت مرارتها
طب ليه شاي بحليب بالذات ايه سر ك ليه!
اجابها ببسمة بشوشة هادئة مفعمة بالحنين
ابويا الله يرحمه هو اللي بني فيه...وكان مزاج عنده زي القهوة كده
الله يرحمه...هو اتوفى وانت صغير
احتل الحزن ه واجابها بنبرة مخټنقة بعبق ذكرياته
لأ كنت لسه متخرج و كانت أصعب مرحلة في حياتي انا ووالدتي.
لاتعلم ما بها ولم تنهال عليه ئلتها فما شأنها هي ذلك ما كانت توبخ به نفسها حتى انها اعتذرت قائلة
آسفة لو سؤالي ضايقك وفكرتك
تنهد تنهة مثقلة ثم عقب بنبرة صامدة وببسمة يج اقتناصها في أ أوقاته حزنا
في حاجات على أد ما بتوجعنا وتكسرنا لكن مبتتنسيش ابدا وبتفضل محفورة جوانا علشان تفكرنا بأوقات ضعفنا وازاي اتخطناها و قوينا ها.
عندك حق
قالتها ببسمة حزينة باهتة محملة بعبق ذكرياتها المريرة... لتتجمد خضراويتاه المطة عليها وينطق لسانه دون وعي
انت من الحاجات دي على فكرة
عقدت حاجبيها وتسائلت بريبة
مش فاهمة
لعڼ تحت انفاسه زلفة لسانه ثم تلجلج بحرج وبنبرة مترددة وهو يضع الكوب من ه
اقصد...يعني...انا
زفر انفاسه دفعة واحدة عندما انحصر الحديث بحلقه وقال متوترا كي يتهرب وهو يهب واقفا
اعتبريني مقولتش حاجة
تعجبت من رده فعله وتسائلت بريبة
جاوبني تقصد ايه ! هو انت كنت تعرفني كده
تنهد بلا فائدة وهز رأسه لتضيق هي رماديتاها وتتسائل بريبة
ازاي ممكن تقولي
استند مرة أخرى وتحدث كي يوضح لها
انت ناسية أن احنا جيران ولا ايه
رفعت منكبيها وردت وهي تضع الكوب من ها
بس انا مش فكراك!
تنهد بعمق
و اجابها وهو يمسد منحدر أنفه بإرتباك
أنا اصلا عمري ما حاولت ألفت نظرك أنا كنت مع في الجامعة لما أنت جيتي عيشتي في بيت عمك و كنت هادية اوي ونفس البسمة الحزينة دي مكنتش بتفارق وشك...ا باقي حديثه بتردد لتحثه هي مستخدمة نفس جملته السابقة
كمل يا دكتور أنا مش
بعض
رفع حاجبيه متهكم على شراستها السابقة
ده بأمارة ايه بس!
قلبت اها وفضولها فعها دفع كي تستمع لبقية حديثه وكأنها توده أن يذكرها
بتلك القديمة التي كانت عليها لذلك كررت وهي تربع ها بنفاذ صبر
كمل يا دكتور.
هز رأسه واستفاض معها
امي ومرات عمك كانوا اصحاب وكنت كتير بشوفك بس أنت مكنتيش بتاخدي بالك مني
حاولت اعتصار عقلها لكي تتذكره ولكن بلا جدوى لتتنهد بيأس وتقول
فعلا مامتك قالتلي أنها كانت هي ومرات عمي أصحاب وانهم كانوا بيودوا بعض بس أنا للأسف مش فاكرة حاجة زي كده
ابويا كان تعبان الفترة اللي جيتي تعيشي معاهم فيها وامي كانت مش بتفارقه لغاية ما اتوفى وامي تعبت قوي ها ونفسيتها كانت متدمرة و وقتها جالي عرض كويس برة مصر و اضطريت اوافق واخدها معايا.
لا تعلم لم استشفت شيء بحديثه زاد من توترها نحوه وزاد من يقين حدثها التي لطالما هاجمته من اجله لذلك تساءلت بملامح ثابتة وبنبرة تكمن بين طياتها هجوم مستتر
تمام طلعنا جيران من زمان بس برضو مفهمتش ليه بتقولي كده و انا مكنش ليا اي علاقة بيك وحتى مش فكراك!
توقع سؤالها وحتى انه احتفظ بباقي القصة ولم تواتيه الشجاعة كي يخبرها بها لذلك رد بكل وضوح
انا مش ب اللف والدوران يا بشمهندسة...انا حكيتلك بس علشان انت اللي اصريتي ولو في حاجة مقولتهاش يبقى لسه مجاش وقتها
هزت رأسها بنظرة مبهمة لم تريحه بالمرة وكم لعڼ ذاته على استفاضته معها التي من الواضح أنها ستجعلها تتفهمه بشكل خاطئ وتعود لهجومها وشراستها الدفاعية من جد لذلك تسائل بترقب
بتمنى معاهدة السلام اللي بينا تكون لسة قائمة
تنهدت وقالت ما ازاحت بها تنظر لكل شيء عداه هو
لسه قائمة يا دكتور.
نفذت اتفاقنا وده نصيبك...
اخيرا طلعت بحاجة من جوازتي من الغبي ده...
تناول نفس عميق ثم زفره ببطء قائلا بنفاذ صبر
اظن انا عملت اللي عليا وصبرت عليك كتير والدور عليك ټوفي باتفاقك
وماله يا حوسو أنت طلعت جدع ونفذت اللي قولتلك عليه وانا معنديش مانع تبعت تجيب المأذون
مأذون ليه
مش فاهم
علشان نتجوز يا حوسو الشرط أخره نور ولا انت ليك رأي تاني..
وماله يا حوسو بس مش النهاردة الموضوع محتاج ترتيب
يبقى ت ومتستعجلش كل شيء بأوان يا حوسو
اها جعلته يبتسم ويشعر بالزهو
systemcodeadautoads
إياك تتجرأ وتني تاني أنا مش رخيصة للدرجادي ومفيش راجل ني من غير جواز
حانت منه بسمة غامضة لم تتفهم المغزى منها ثم قال بهدوء مخيف وهو يرفع ه تسلام
مش هتتكرر تاني وخلاص بلاش تقفشي...
هاجمته هي
أنت جريء اوي انا...
قاطعها بنبرة نافذة
قولت آسف ممكن تهدي
ات ها ليكرر هو أسفه ولكن بطة لينة مما جعلها تهز رأسها ليستأنف هو
اوعدك مش هتكرر...يلا روحي
شيلي فلوسك وانا هعمل كاسين
نشربهم في صحة الغبي اللي كنت متجوزاه ما امشي
إنصاعت له وما أن تحركت أمامه اعتلى جانب فمه ساخرا من تمنعها الواهي الذي جعله يتيقن أن لا شيء سيجدي معها سوى تلك الحيلة التي باشر في تنفيذيها حين أخرج من جيب بنطاله زجاجة بحجم الأصبع وحل غطائها لتظهر قطارتها ونقط بكأسها الذي سكبه للتو بضع نقاط وفيرة كي تسهل عليه نيل غرضه الدنيء منها.
تقلصت معالمه وفتح ه بتثاقل ثم اغلقهم مرة ثانية ثم لبعض ثوان معدودة كرر المحاولة إلى أن استطاع اخيرا
أن يسيطر على ردة فعله ويفتح ه يقلبها في كل ما حوله مشوشا ليرفع ه الواهنة وي قناع التنفس و يهمس بتحشرج وبصوت ضعيف النبرات وبحلق جاف لم يسعفه إلا بنطق اسمها
نادين
الاربعون
هناك دوما ما اسمه الفرصة التي تعقب الفرصة الأخيرة ما الأخيرة إنها الفرصة التي يمنحها لنا القدر يمنحها لسبب ما.
عمرو الجندي
تقلصت معالمه وفتح ه بتثاقل ثم اغلقهم مرة ثانية ثم لبعض ثوان معدودة كرر المحاولة إلى أن استطاع اخيرا
أن يسيطر على ردة فعله ويفتح ه يقلبها
متابعة القراءة