خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
سارة التي قالت مستفسرة
ايه ده يا رهف
ده مخطط عيادة الدكتور ودي تكلفة الخامات محتاجة توقيع حضرته
طيب وجيبهالي انا ليه...ده Client بتاعك وانت اللي مسؤولة عن شغله
سارة الله يخليك اعفيني...الدكتور ده غريب اوي وطته اغرب والنهارده بالذات انا اعصابي مودة ومضمنش نفسي
تركت سارة مقعدها وجلست مواجه لها تربت على ساقها متسائلة
تنهدت هي بضيق واخبرتها
الولاد راحوا يشوفوا ابوهم النهاردة وبصراحة متوترة خاېفة يبوظ الدنيا زي عواه ويقول كلام ميعرفوش يستوعبوه ويأثر عليهم بالسلب
رهف أك هو عنده عقل وين أنت قولتي أن خالته قالتلك انه ندم واتغير وأنهم وحشوه وعرف قيمتهم...متقلقيش ويها على ربنا
هزت رهف رأسها بينما استأنفت سارة
زفرت رهف انفاسها وبررت
كل كلامه هزار ومبيتكلمش كلمتين جد وانت عارفة مبش الاستظراف ومبش حد يتعدى حدوده معايا تحت أي ظرف
تنهدت سارة وداعبتها
أنت هتقوليلي عقد من يومك يا يبتي
رفعت رهفحاجبيها مستاءة لتستأنف الأخرى بتراجع
خلاص...خلاص هتكتم
اتصلي بيه انت وخدي توقيعه وانا كده هشرف على الشغل وامري لله
يا رهف علشان خاطري انا الشغل متلتل فوق راسي... والله ده الدكتور زي العسل وعلى فكرة هو طته
كده مع الكل مش معاك بس...وين انا شايفة ان زي ما حكتيلي هو متعداش حدوده ولا حاجة انت بس اللي بقيتي حساسة اوي تجاه الرجالة ومش بطيقي حد ي ليك كلام طلاقك
زاغت نظراتها لثوان وتسائلت معاتبة وهي تفرك ها بشيء من الأرتباك
نفت سارة برأسها مستنكرة وردت
والله ما اقصد يا رهف انا عارفة أنك قوية و بتحاولي تتخطتي الأزمة بطتك وعلشان كده كارهة كل حاجة بتفكرك بكسرتك وباللي حصلك وانا عذراك... بس لو عايزة رأي طالما قررتي تشتغلي وتحتك بالناس يبقى لازم يكون عندك مرونة أكتر من كده
زفرت هي بضيق وقالت حقيقة تهربها
نظرت لها سارة بتعاطف و واستها قائلة
هو كان مضطر لكده يومها وانت مكنتيش في وعيك وين كتر خير الراجل انه ساعدك يا رهف أنت مفروض تشكريه مش تعامليه بقلة ذوق في كل مرة ويمكن الصدفة الغريبة دي حصلت علشان تردي جميله اللي في رقبتك
كلامك نفس كلام سعاد... بس مش عارفة انا متلخبطة... لتغمض اها تستع شيء من شجاعتها قائلة
بصي انا هكلمه بس مضمنش نفسي
ابتسمت سارة بسمة هادئة تنم عن ثقتها بتقديرها للأمور ثم شجعتها قائلة وهي تتناول هاتفها وتخرج رقمه من قائمة الأسماء
تمام خدي رقمه وكلميه
تنهدت هي واخرجت هاتفها تسجل رقمه ناقله اياه من على شاشة الهاتف الأخر ثم اعطتها اياه لتقول سارة راجية
رهف علشان خاطري وخاطر مصلحة الشركة طولي بالك وحاولي متبقيش قليلة الذوق معاه
تنهدت رهف حانقة من تلك السيرة بأكملها ثم عقبت
هحاول...
أما عن تلك الصفراء التي يقطر الخبث من اها فقد استغلت الأمر وباشرت في تنفيذ خطتها حين صد
صوتها مناديا على مة وجاءتها قائلة
أأمري يا هانم
تصنعت دعاء الاهتمام قائلة
طمنيني على ميرال يا مة دي صعبانة عليا مۏت
حركت مة شفتيها يمينا ويسارا واجابتها متهكمة
لما فاضل بيه بيفتحلي الباب علشان أشقر عليها بلاقيها قاطعة الزاد ودمعتها منشفتش من على خدها...بس هقول ايه منه لله المؤذي اللي كان السبب..
قصدك ايه ! انا مقلتلوش يسها وين هي غلطت فيا ومدت اها عليا ومع ذلك علشان أنا قلبي طيب سامحتها واخدت من فاضل المفتاح علشان أخرجها
جحظت مة م تصديق ولكن دعاء مدت لها المفتاح مؤكدة
خدي طلعيها وبتمنى تعقل وتعرف أن أنا و باباها عايزين مصلحتها
ات مة المفتاح بين راحتها وعقبت بتوجس مستغربة ما يبدر منها
ربنا يهدي
ابتسمت دعاء بإصفرار وراوغتها لعدة دقائق أخرى لحين أتت خادمتها التابعة لها التي تنقل لها كل شيء بغيابها داخل القصر
لتسمح ل مة بالمغادرة بينما الأخرى ات منها قائلة بطاعة
عملت اللي قولتيلي عليه يا هانم
حانت من دعاء بسمة متخابثة ثم قالت بسعادة كونها ستنفذ غايتها التي طال انتظارها
برافو عليك
هاتفته وحاولت قدر اتطاع أن لا تكون فظة معه فقد اخبرته بإقتضاب أن يحضر لمقر الشركة لأمر هام وبالفعل هاهو يصل لتوه وتنهض مصافحة اياه
بتحفظ قائلة
اهلا يا دكتور اتفضل
جلس نضال بالمقعد المواجه لمكتبها بملامح بشوشة قائلا
خير يا بشمهندسة
اجابته هي بعملية وهي تمد المخطط له والملف المرفق معه
ممكن تطلع على الملف ده هتلاقي الميزانية التقريبية للتنفيذ بتمنى تناسبك
ظل محتفظ ببشاشته وأومأ لها ثم س الملف يطلع عليه ب مدققة... بينما هي انتظرت تعقيبه او ابداء رأيه وهي تطرق بقلمها على سطح المكتب بحركة هادئة تزات وتيرتها شيء فشيء عندما كان يتمعن بالورق ويهز رأسه بطة استفزتها للغاية وكم تمنت لو تفوه بشيء يعبر عن استحسانه بدلا من صمته المقيت ذلك ... وكأنه كان يستمع لأفكارها لذلك تحدث دون أن يرفع ه من على الملف
شاي بحليب
ألقت القلم من ها مستغربة ما تفوه به
افندم
رفع منكبيه بكل عفوية وقال وهو يمط فمه
اشرب شاي بحليب ...هو انا قولت حاجة غلط مش كنت هتسأليني اشرب ايه ولا أنت بخيلة يا بشمهندسة
قلبت اها بنفاذ صبر من طته اتخفة وردوده الغير متوقعة دائما بكل شيء ولكنها صمدت بأعجوبة كما وصتها سارة من اجل مصلحة العمل وتناولت سماعة الهاتف قائلة من بين اسنانها
واحد شاي بحليب في مكتبي
أضاف هو بهدوء استفزها
و واحد ليمون
رمشت عدة مرات حين برر هو
ليك مش ليا علشان حاسك متوترة
حسنا هو محق هي تحتاج شيء يهدئ من اعصابها أن تنقض عليه وتقوم بطرده من المكان بأكمله
و واحد ليمون
وضعت السماعة تزامنا مع وضعه للملف من جد أمامها لتتساءل بعملية ة
هااا بتمنى اسمع رأيك ولو عندك اعتراض او تعديل اتفضل قول
نفى برأسه واخبرها ببساطة دون تعق
لأ دي تمام اوي...
تنهدت وكررت سؤالها
يا دكتور لو سمحت حضرتك لو عندك أي تعديل تقدر تقوله علشان هيبقى صعب كده نعدل
رفع نظارته ومسد منحدر أنفه قائلا
ببساطة وثقة متناهية عززت ثقتها بذاتها
بصراحة أنا ميشغلنيش كل ده ومش لازم تشركيني في التفاصيل أنا واثق في ذوقك وقولتلك اعملي الأنسب أنا معنديش أي مشكلة...
قالها تزامنا مع دخول عامل البوفيه إليهم واضعا الصينية به على المكتب بأدب لتشكره رهف ببسمة هادئة ممتنة له غافلة عن الأخر التي جمدت عليها
شكرا يا عم راضي
أومأ لها ال قائلا
تحت أمرك يا ست الكل تأمريني بحاجة تانية
نفت برأسها وشكرته ليستأذن هو وما أن خرج وئدت بسمتها وعادت لتحفظها حين ادركت كونه كان يتابعها ليخفض هو اه بحرج ويمد ه يتناول كوب الشاي بالحليب خاصته قائلا تحسان ما رشف منه
عم راضي ده فنان انا مدمن شاي بحليب بس بصراحة اول مرة يعجبني كده
لم تعطي اطراءه أو سير حديثه أهمية بل هدرت بإقتضاب وهي تمد عدة اوراق له ملتزمة بعمليتها ورسمية الوضع
تمام يا دكتور ممكن حضرتك توقع هنا
اعتلى حاجبيه من تلك الرسميات القاټلة التي لا تكف عنها وقال وهو يضع الكوب من ه ببسمة بشوشة للغاية
بغض النظر عن حضرتك الرخمة دي اللي مبتنزليش من زور بس تمام همضي
تنهدت هي بضيق وظلت محافظة على تحفظها حين هدرت دون تفكير
متعودتش اشيل التكليف بيني وبين أي حد...ومش من حق حد يطفل على حياتي ويفرض عليا اقول ايه ومقولش ايه ولو سمحت وقع الورق ومضيعش وقتي اكتر من كده
قالتها بعجرفة ة دون أن تكلف ذاتها عناء المجاملة وهي تظن بذلك ستجعله يلتزم حدوده معها ولا يتعداها بينما هو
تجهمت معالم ه وغابت بشاشة ه وتحمحم بحرج وهو ينصاع لرغبتها واضعا توقيعه تحت نظراتها الثابتة
تمام ...
بس ممكن اعرف هتبدأو شغل امتى
اجابته برسمية وبنبرة استشف هو بها حدة غير مبررة وهي ترتب الأوراق فور انتهائه منها
اسبوع بالكتير انا ملتزمة بتنفيذ اماكن تانية و
مضغوطة انا لولآ سارة أصرت مكنتش ألتزمت بحاجة في التوقيت ده
هز رأسه
بتفهم وقال بجدية قلما ما يتحدث بها
تمام بس لازم تحطي اولوية لعيادتي انا فضلت منتظر تلت شهور وبتأجلوا فيا...
بررت م اكتراث
التأجيل مكنش مني كان بسبب رفض المهندسين اللي ي واظن حضرتك عارف السبب كويس
عقد حاجبيه غير راضي عن تهكمها ورد وهو محتفظ بهدوء اعصابه
ايه السبب علشان المكان في حتة شعبية مش كده و البيت قديم شوية...ايه المشكلة!
اجابته مندفعة دون تفكير وبهجوم شرس غير مبرر غافلة كون صوتها وصل لكل من بالشركة
المشكلة أن أي مهندس بور على مكان يظهر شغله بصورة أفضل بحيث يبقى دعاية ليه ويتنسب لأسمه في المجال ومتهيألي عيادة حضرتك مفهاش أي حاجة من اللي ذكرتها واصلا اختيار موقعها مش موفق ابدا فياريت تحمد ربنا إن شركة زي شركتنا وافقت في تنفيذها
لم يذ بتاتا الصوت العالي يثير اعصابه لذلك هدر بثبات وهو يتحكم ببراعة في ردود افعاله
منفعلة ليه كده! وين شركتك اللي أنت عايزاني احمد ربنا انها ت تجهز عيادتي مش هتنفذها ببلاش
هنا هرولت سارة إليهم كي تلاحق الأمر ما لفت صراخهم انتباه الجميع
في ايهكده يا رهف ده اللي وصيتك عليه
وصتيني ايه يا سارة ده حد غريب جدا
انا اللي غريب
ولا انت اللي منخيرك في السما ومش طايقة حد يكلمك... ليمرر ه بخصلاته الشقراء ويسترسل يوضح بنبرة ثابتة رغم ضيقه من استخفافها
ايه المشكلة يا بشمهندسة في مكان العيادة أنا أقدر أخد عيادة في احسن مكان في البلد زي ما كل زمايلي بيعملوا بس انا ليا ة نظر عيادتي هتبقى خيرية هقدم فيها مساعدات للناس اللي فعلا تستحقها انا مدرستش الطب علشان يكون منفعة ولا علشان استغل بيه المرضى أنا درست طب علشان رسالة سامية ومهنة إنسانية وميثاق شرف مسؤول عنه ضميري في المقام الأول ...ولو في حاجة مش موفقة في اختياري فهو اختياري لشركتكم
تلجم لسانها وزاغت نظراتها فور حديثه المنطقي والانساني لحد كبير وكم لعنت ذاتها وتسرعها بالحكم عليه في حين صاحت سارة تلاحق الأمر
دكتور نضال ارجوك اهدى هي اك متقصدش
رد هو بجدية ملتزم بضبط ردود أفعاله
انا هادي بس للأسف يا مدام سارة يظهر إني غلطت لما وكلت شركتك و وثقت في اخيارك
لينظر ل رهف نظرة اخيرة اربكتها ويضيف أن يغادر مكتبها
عن اذنك يا بشمهندسة...ومن غير حضرتك
وضعت سارة ها على فمها غير مستوعبة ما حدث للتو ونظرت لها معاتبة
طيرتي ال Client ...ده اللي اتفقنا عليه...
زفرت هي بقوة وبررت مرتبكة
سارة هو...
قاطعتها سارة بضيق
لأول مرة تخذليني يا رهف...كنت فاكرة عندك تقدير للأمور اكتر من كده...لكن للأسف
ذلك
متابعة القراءة