خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
المحتويات
من السفر هتقدملك رسمي بس ياريت تفهميه ظروفي ها
أومأت له ببسمة واسعة و بحركة قوية من رأسها جعلت بسمة متسلية تنمو على ثغره ويستأنف وهو يغرق ذاته في بحر اها عن قصد لأول مرة
شوفتي بقى اللي كنت عامل حسابه حصل وعرفتي تدبسيني بشياكة
نكزته فوق جبيرته دون قصد من ة ارتباكها ليتأوه هو مټألما
اه ه ه ه ه حرام عليك انت بتهزري هزار بوابين زي شهد
وحياة ربنا مش قصدي...مش قصدي... حقك عليا
قالتها بلهفة وپخوف حقيقي جعله رغم الألم الذي يشعر به إلا أنه قهقه بقوة تزامنا مع دخول شهد وقولها
يارب تدوم ضحكتك يا قلب أختك
تعالي يا شهد شوفي اخرت قعدتك معاها بقى هزارها غشيم شبهك بالظبط
هزت شهد رأسها بفخر وقالت
طب إحمد ربنا بقى مش حرمينك من حاجة
حقك عليا والنعمة ما كنت اقصد...ده انا بك يا بت وربنا يعلم...
وانا كمان بك يا شهد ومقدرش ازعل منك
شاكسهم هو من رقدته
والله أنا خاېف كده تتفقوا عليا
لتعقب شهد
هو احنا نقدر ده أنت يبنا يا حمود
مش كده يا ميرال
هزت رأسها بقوة تؤكد حديثها وهي تشعر أن قلبها يتراقص بين ضلوعها من
بينما على صع آخر بأحد البلدان الأوروبية التي يلفحها الصقيع
كان يتمايل مع الموسيقى الغربية الصاخبة بداخل ذلك الملهى الليلي الذي يرتاده منذ أن أجبره ابيه أن يسافر للعيش مع والدته في ذلك البلد الأوربي المنفتح بة دون ثوابت أخلاقية أو قيم وعادات راضخة وكم شعر بلأمتنان له فهو منحه دون قصد حرية مطلقة كي يفعل أي شيء دون حساب او رقابة فكان يفعل كل ما يحلو له وحتى من كان عي ه لها وخرب حياتها قد تناساها تماما وسط كل تلك المغريات التي كان ينعم بها.
المال اولا
حانت من طارقبسمة متغطرسة وهو يخرج حفنة كبيرة من المال من جيب بنطاله ويعطيها لها قائلا بنفس لغتها
ابتسمت هي واخبرته بمهنية ة
ستنال كل ما تر ولكن
امنحني دقيقتين لا أكثر
وافق هو بغمزه من ه لتترككه وتدلف للمرحاض المرفق للغرفة بينما هو جلس على
طرف الفراش الدائري واخرج من جيبه كيس صغير يحوي على تلك السمۏم البيضاء التي أصبح منها في الآونة الأخيرة فقد سكب كمېته المعتادة على سطح تلك الطاولة الصغيرة الموضوع عليها زجاجات الشراب و أخذ يشكلها على هيئة صفوف متوازية بواسطة أحد الكروت وفي غفلة تدخل شيطانه واقنعه أن الكمية التي سكبها لم تعد مرضية لإلحاح ه ولم تعطي مفعول مرضي له وكونه يأمل في ليلة ممتعه سكب المز والمز منها ثم استنشقها جميعها دفعة واحدة
أنا سبق وقولتلك كده ملكيش دعوة بيا وبحياتي
قالتها بغيظ وهي ټقتحم غرفة دعاء دون أن تطرق بابها مما جعل الأخرى تنهض متفاجأة
في ايه انت اټجننت
حانت من ميرال بسمة هازئة وردت
لأ انا عقلت وعرفتك على حقيقتك ونصيحة مني خافي على نفسك علشان التحقيقات شغالة وقريب اوي هيجيبوا المجرمين اللي عملوا كده واك هيعترفوا عليك
زاغت نظراتها لوهلة ثم أجابتها وهي تربع ها تدعي الجهل
أيه الهبل ده تحقيقات ايه ومجرمين مين اللي بتتكلمي عنهم انا مش فاهمة حاجة
لأ فاهمة وكويس اوي...لو كنت فاكرة أن عملتك السوده دي هتعدي كده تبقي غلطانه أنا هفضحك وهقول لبابي أول ما يرجع من السفر
ظلت متة بثباتها قائلة
أنا مش فاهمة ايه التخريف ده! ولا عارفة تقصدي ايه
لأ فاهمة و كفاية كدب علشان محدش ليه مصلحة في اللي حصل ل محمد غيرك واللي عمل كده هدده ي عني
هنا زفرت وتهكمت وهي تربع ها أعلى صدرها
وحتى لو افترضنا أن أنا اللي عملت كده تفتكري الجربوع ده يستاهل كل الحمقة دي...
صړخت ميرال مدافعة
محمد مش جربوع...ومش من حقك تقللي منه... وأنا مش هسكت يا دعاء...
قهقهت دعاء وقالت تفزاز
اعلى ما في خيلك أركبيه ولو تعرفي تثبتي حاجة اثبتيها وين عمالة تقولي بابي هقول لبابي... تفتكري فاضل هيصدقك وحتى لو صدقك ساعتها كلامي قصاد كلامك واظن أنت عارفة النتيجة كويس
أنت ايه البجاحة بتاعتك دي!
دي مش بجاحة دي ثقة ابوك زي الخاتم في صباعي وأي حاجة هقولها ليه هيصدقها فمش من مصلحتك تتكلمي...وتفتحي باب من أبواب جهنم على نفسك الولد ده تي عنه احسن ده لو خاېفة عليه
يعني توقعي بمحله وانت اللي عملتي كده.
اجابتها بكل تبجح دون ان
تعير أي اهمية لشيء سوى أطماعها المتوارية
ايوة انا و لسه هعمل كتير علشان مسبش واحد جربوع زي ده يضحك عليك ويعلقك بيه وهو طمعان فيك
محمد مش كده...هو بيني وعمره ما طمع فيا بأي شكل...ده بېخاف عليا من نفسه
حانت منها بسمة هازئة وقالت منفعلة وهي تت بيها تهزها
أنت اك غبية...متخليش عواطفك تتحكم فيك وفكري بعقلك...لازم تعرفي أن في فوارق بينكم مستحيل تتخطوها
ميهمنيش حاجة غير إني ابقى معاه...
جزت دعاء على نواجذها وهدرت بنفاذ صبر وبنبرة جارحة تقطر بالحقد
أنت مش هتجبيه من برة أمك كانت جبروت ومنحلة زيك ومهمهاش حاجة لما سابت ابوك ورمتك وجرت ورا قلبها
استفزها حديثها بقوة وخاصة عندما ذكرت والدتها لذلك لم تعي لذاتها إلا وهي تنفض يها من تها ودون أي مقدمات أخرى كانت ترفع ها عاليا وتهوي بها على دعاء مانحة إياها صڤعة قوية جعلتها تصرخ پألم و تتراجع خطوتين للخلف تت بوجنتها بملامح موهة غير مستوعبة ما بدر منها بحقها
لتهدر ميرال في شراسة ها وهي تشهر سبابتها بتحذير بها
حذرتك كده وقولتلك إياك تجيبي سيرة أمي أو تدخلي في حياتي ومع ذلك مصرة...وأنا مش هسمحلك كده بأي تجاوز وأول ما يرجع بابي انا هحكيله على كل حاجة واك هو لي
تصرف تاني معاك
ذلك آخر ما تفوهت به تاركة دعاء موهة من فعلتها وتتوعد
لها بأ الوع ولكن عودة أبيها وكونها تثق تماما بتأثيرها عليه ستريها لصالح من سيكون التصرف الرادع للأخر.
بينما عن ذلك الساخط الذي جار عليه الدهر وتكاثرت عليه نوائبه كان يكاد ېموت من ة شوقه لأبنائه ولها ولكن بالطبع خسارته الفادحة لهم ونتاج لأفعاله المخزية الذي ندم عليها الأن كان يشعر بالخزي من ذاته ولم يمتلك الشجاعة كي يذهب لرؤيتهم ويطلب منهم الصفح فبأي كان سيفعل ان خرب كل شيء !
لذلك كان يكتفي بوقوفه متواري امام المنزل الذي يقبعون به كي يلمح اطفاله وقت عودتهم من مدرستهم وهاهو يطالعهم من بع ب غائرة تنضح بالندم والأشتياق وهم يتدلوا من عربة المدرسة وتستهم مربيتهم وتدلف بهم لداخل البناية فقد ظلت اه الدامعة معلقة بهم وقلبه يرفرف لرؤيتهم وكم كان يود
لو أن يهرول لهم و ثرهم لعله يطهر ذاته من خطاياه ويتخلص من ذلك الشعور المخزي بالندم الذي يؤرقه ويجعل حياته بائسة ممېتة دونهم...فياليته يستطيع اعادة الزمن للوراء ليصلح كل شيء...ولكن بكل أسف أدرك ان لا نفع من الندم فوات الآوان.
عاد جثمانه بصندوق لأرض الوطن فقد صمم أبيه أن فن بأرضه وهاهو يقف منكس الرأس يبكي حزنا وقهرا على حياة ابنه الوح وكم تمني لو عاد به الزمن للوراء لكي يت منه اكثر فهو يعترف أن عمله كان له الأولوية الاولى بحياته فكل ما كان يشغله هو الحفاظ على منصبه وده في خدمة البلد وتناسى تماما أن يتوجب عليه المحافظة على أشياء أخرى ومنها اسرته المفككة التي راح ضحيتها طارق .
فحتى حين أخطأ ولده كل ما كان يشغله هو أن يلاحق الأمر ويتستر عليه دون فضائح تمس بسمعته لذلك كان يتعامل بحكمة ة في السيطرة على الأمر
فهو سعى بكل كد إلى أن يخرج ولده من البلد حتى أنه هاتف يامن بذاته واخبره انه وفى بوعده... حتى أنه تحمل ذلك السباب والحديث المحتد منه في سبيل أن يضمن عدم تصعه للأمر والتكتم عليه فكان يظن أنه بفعلته تلك يلملم الأمر. ولكن دائما يكون للقدر رأي أخر فما كان يخشاه حدث
فخبر مۏت ولده والملابسات الغير مشرفة تسربت عبر وسائط التواصل الأجتماعي وكانت تأثيرها عليه بمثابة صاعقة من السماء اصابته بمقټل فقد استغلت الصحف الصفراء الأمر وزات عليه لتزعزع ثبات منصبه.
لتصبح نكبته في ولده وصمة عار في حياته للأبد.
مر اسبو ولا جد وها هم يتناوبوا النظرات بينهم بيأس وهم يروها تجلس بينهم
شاردة لا تعير محاولاتهم الشتى في الترويح عنها أي اهمية بل كانت هائمة بع بأفكارها تفكر وتفكر والكثير من التساؤلات تدور برأسها واجابتها كانت واحدة أن وعوده كانت واهية وحديثه المعسول الذي لطالما اغدقها به ليس له أساس من الصحة فمازالت تتذكر ذلك اليوم الذي قال لها عارفة لما ب عنك شوية الدقايق واتمنى محسبش الوقت ده من عمري انا مش بحس براحة غير وأنت جنبي قلبي بيبقى عايز يطمن بيك
إذا لم تركتني إن كنت صادق
متابعة القراءة